الشيخ عيسى بن زايد متهم بـ25 عملية تعذيب أخرى

في الإثنين ٠٤ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تداعيات فضيحة شريط "التعذيب" تتوالى
الشيخ عيسى بن زايد متهم بـ25 عملية تعذيب أخرى

 
  الشيخ عيسى بن زايد    

لندن: ما تزال ظهور لقطات فيديو لعملية تعذيب قام بها أحد أفراد العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي الإماراتية، لتاجر حبوب أفغاني بسبب ما أشيع عن خلاف مالي بينهما، تلقي بظلالها القاتمة على السمعة الدولية لدولة الامارات العربية المتحدة التي بذلت جهودا مكثفة لتنمية العلاقات مع السياسيين والجامعات والمؤسسات الغربية الثرية للترويج لسياسة الاعتدال والتسامح.

فقد نشرت صحيفة "ذي اوبزرفر" البريطانية في عددها الصادر الاحد مقالا تناولت فيه الاتهامات الموجهة الى الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان الذي ظهر في "فيديو التعذيب" وقالت انه اتهم بتنفيذ 25 عملية تعذيب أخرى على الأقل تم تصويرها بأكلمها.

والشيخ عيسى بن زايد ال نهيان هو الاخ غير الشقيق لرئيس الامارات حاكم ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان.

وتضيف الصحيفة ان الشيخ عيسى يخضع الان للتحقيق في دولة الامارات  في أعقاب الشريط الذي ظهر فيه وهو يقوم بضرب رجل بقطعة خشبية برزت منها المسامير واشعل فيه النار ودهسه بسيارته.

وبعث المحامي الذي يمثل رجل الاعمال الامريكي بسام نابلسي الذي تمكن من تهريب الشريط الى خارج الامارات برسالة الى وزير العدل في ابوظبي، عاصمة دولة الامارات والاكثر نفوذا في دولة الاتحاد الاماراتية، يقول فيها إن لديه أدلة أخرى كثيرة ضد الشيخ عيسى.

ونقلت صحيفة "القدس" عن المحامي انتوني بازبي قوله في رسالة حصلت "ذي اوبزرفر" على نسخة عنها: ان "لدي اكثر من ساعتين من اشرطة الفيديو التي يظهر الشيخ عيسى فيها وهو يمارس أعمال التعذيب لأكثر من 25 شخصا".

وتقول الصحيفة البريطانية ان ظهور المزيد من أشرطة فيديو التعذيب الجديدة التي التقطت اثناء قيام الشيخ عيسى بأفعاله، لطخ كثيرا من سمعة دولة الامارات.

ومن أسباب ذلك بشكل خاص ظهور رجل شرطة في عملية التعذيب والحصانة التي يستطيع الشيخ عيسى ان يتمسك بها حتى بعد ظهور شريط الفيديو. فهو من كبار افراد العائلة الحاكمة وله علاقة قرابة بافراد مهمين من العائلة الحاكمة في أبوظبي.

الا انه يبدو ان ظهور الشريط الاول لم يكن الا بداية لمشكلة. اذ يحتمل ان تكون الاشرطة الجديدة قد اظهرت اشتراك ضباط من الشرطة في أفعال الشيخ عيسى، وان عددا من ضحاياه في اشرطة الفيديو التي لم تظهر للعلن حتى الان هم من المهاجرين السودانيين.

إدانات

 
  إحدى مشاهد شريط التعذيب    

كانت منظمات إنسانية قد أدانت شريطا، نشر على مواقع إلكترونية ووسائل إعلام دولية، يظهر أحد الشيخ عيسى وهو يعتدي على تاجر حبوب أفغاني بسبب خلاف مالي بينهما.

فقد نددت منظمة "ميدل إيست واتش" الحقوقية بالشريط الذي يظهر قيام الشيخ عيسى زايد آل نهيان وهو يعذب شخص لم يظهر الشريط وجهه، يعتقد بانه احد موظفي الشيخ المذكور، وهو أفغاني الجنسية.

وشنت المنظمة هجوماً على الإمارات رداً على بيانها الذي قالت فيه: إن الإمارات تحقق بالأمر، وطالبت المنظمة دولة الإمارات بمحاكمة الشرطي الذي شارك في التعذيب، بل وقالت ليس الشرطي وحده بل أيضاً رئيسه ووزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي هو شقيق الشيخ عيسى.

وأضافت المتحدثة باسم المنظمة أن الإمارات إن لم تحاكم الشيخ والشرطي وجميع من شاركوا بالتعذيب فإن ذلك معناه أن دولة الإمارات مشتركة هي الأخرى بالتعذيب ويجب مساءلتها دولياًً.

كما أدانت حكومة أبوظبي بشدة أعمال التعذيب التي ظهرت في شريط الفيديو، قائلة إن مكتبا معنيا بحقوق الإنسان في العاصمة "سيبدأ تحقيقا شاملا في هذه المسألة على الفور، ويعلن نتائج التحقيق على الملأ في أقرب فرصة ممكنة".

وقال بيان نشرته وكالة الانباء الاماراتية (وام) باللغة الانجليزية ان "الحكومة تدين ادانة تامة الافعال التي ظهرت في شريط الفيديو".

ولم يأت البيان الحكومي على ذكر اسم الشيخ المتورط في عملية التعذيب المفترضة، وهو بحسب شبكة "ايه بي سي" الأمريكية التي بثت الشريط في 22 نيسان/ابريل الشيخ عيسى بن زايد ال نهيان.

ويظهر شريط الفيديو رجلا قيل انه الشيخ عيسى وهو يصب الرمال في فم رجل ملقى على الارض، قبل ان يضربه بعصا خشبية فيها مسامير، ثم يقوم برش الملح على جروح الرجل ويدوسه بسيارته المرسيدس.

وذكر بيان الحكومة بان الدستور الاماراتي يحمي في مادته الخامسة والعشرين حقوق الانسان، مؤكدا ان الدائرة القضائية ستنظر بتمعن في شريط الفيديو وستنشر قرارها بشأنه في اسرع وقت ممكن.

ونقلت الدائرة القضائية عن وزارة الداخلية ان الحادثة التي صورت في الفيديو ناجمة عن خلاف تمت تسويته بين الطرفين من دون ان يتقدم اي منهما بشكوى.

واكد البيان الحكومي انه رغم عدم تقدم اي من الطرفين بشكوى الا ان "الوقائع الواردة في شريط الفيديو تشكل على ما يبدو انتهاكا لحقوق الانسان ولهذا السبب ستخضع لفحص شامل".

واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" هذا القرار "خطوة اولى ايجابية"، داعية في الوقت عينه الى فتح تحقيق تتولاه هيئة مستقلة ويعاقب بنتيجته المرتكبون.

وقالت مديرة المنظمة لمنطقة الشرق الاوسط ساره ليا ويتسون في بيان انه يبقى انتظار "ما اذا كان التحقيق سيؤدي الى معاقبة المتورطين في هذه الاعمال الوحشية والى اخذ اجراءت تحول دون تكرارها".

واكدت المنظمة انه يتوجب على دولة الامارات ان تصادق على معاهدة مكافحة التعذيب وان تندد علانية وبشكل قاطع بكهذا افعال. وكانت الادارة الاميركية اعلنت انها اخذت علما بشريط الفيديو داعية "جميع الحكومات الى التحقيق في المزاعم حول حصول اعمال اجرامية".

شريط التعذيب

 
  الشيخ عيسى بن زايد أثناء تعذيبه لتاجر أفغانى    

كان شريط انتشر مؤخرا يظهر قيام الشيخ عيسى بتعذيب احد الاشخاص، تعذيباً قاسياً، بجلده ثم رش الملح على جروحه.

وذكرت تقارير صحفية أن الشريط كان قد هربه من الإمارات رجل أعمال لبناني يقيم في هيوستن ويدعى بسام نابلسي سبق له أن عمل مع الشيخ عيسى، ونابلسي يقاضي الآن الشيخ عيسى في هيوستن زاعما أنه عذبه هو الآخر بعد أن رفض إعادة الشريط للشيخ.

والشريط، الذي تبلغ مدته 45 دقيقة، تم تصويره قبل نحو أربع سنوات على مدار ثلاث ساعات، في صحراء على أطراف مدينة أبوظبي، بناء على طلب من الشيخ عيسى.

ونقلت صحيفة "الحقيقة الدولية" عن النابلسي وصفه للشريط قائلا:

بدأت حفلة التعذيب بوجبة متعددة من اللكمات ( البوكس ) وجهها الشيخ عيسى للموظف الأفغاني الذي كان ممسوكا من قبل رجال الشرطة ...

وظل الشيخ عيسى يلكمه حتى أصيب بالتعب فجلس وأمر الشرطة ان تواصل توجيه اللكمات للموظف الافغاني بعد ان التقط الشيخ أنفاسه

عاد ووضع الرمال في فم الموظف الأفغاني بمساعدة رجال الشرطة ثم رماه أرضا ووقف الشيخ عيسى على رأس الموظف الأفغاني بكامل ثقله

وقام الشيخ بتشليح الموظف من ملابسه حتى أصبح عاريا تماما وبدأ يعذبه في عضوه التناسلي وفي فتحة الشرج مستخدما عصا طويلة تستخدم لضرب الابل... ثم قام الشيخ عيسى بانتزاع خشبة تنتهي بمسامير حادة وبدأ يضرب بها الموظف الأفغاني على جميع انحاء جسده ثم جلس الشيخ ليرتاح وأمر رجال الشرطة بمواصلة ضرب الموظف الافغاني بالعصا المدببة ثم قام الشيخ برش عضو الموظف التناسلي بمادة سريعة الاشتعال ( سبيرتو ) وقام باشعالها بعود ثقاب فاحترق الشعر المحيط بالعضو التناسلي واختلطت رائحة الحريق بصراخ الموظف الأفغاني.

وأنهى الشيخ عيسى حفلة التعذيب التي امتدت 45 دقيقة هي طول شريط الفيديو بان أمر بمد الموظف الأفغاني على الأرض ثم وضع فوق رجليه لوحا من الخشب وامر بمرور سيارة فوقه ويمكن سماع عظام أرجل الموظف الأفغاني وهي تتكسر في شريط الفيديو.

وعندها توقف الموظف الأفغاني عن الصراخ وطلب الرحمة من شدة الوجع.

اجمالي القراءات 12149