أعلن الروائي والكاتب المصري المتخصص في علم الاجتماع السياسي، عمار حسن علي، أنه تلقى استدعاءً من نيابة أمن الدولة العليا المصرية يحمل اسم "إعلان قانوني" بغرض "استجوابه" في تحقيقات جارية بقضية تحمل رقم 10204 لسنة 2025، وذلك بعد غد الاثنين 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وكتب حسن، عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "جاء محضر إلى بيتي وسلمني ورقة ممهورة بإمضاء المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا، لكن ليس موضحًا فيها سبب الاستدعاء، ولا مضمون القضية، وما إذا كان الاستجواب هذا تحقيقًا أم شهادة. ناقشت الأمر مع المحامي الأستاذ ناصر أمين، وجاء مشكورًا وقابلني وتحدثنا بشأن الأمر، وأطلقنا العنان لتخمينات وتكهنات، وهو الأمر الذي وقع أيضاً هاتفياً مع المحامي الأستاذ خالد علي، وكذلك المحامي الأستاذ إبراهيم العزب، وثلاثتهم راح يقيس ما يتوقع على ما يعرف من مجريات مثل هذه القضايا، وبعد غد لناظره قريب".
وأضاف: "أبلغت نقيب الصحافيين خالد البلشي بوصفي أحمل عضوية النقابة، وسأبلغ أيضًا د. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد الكتاب بوصفي أحمل عضويته أيضًا، وهو أمر متبع من أي كاتب أو صحافي يتلقى مثل هذا الاستدعاء".
يُعد عمار علي حسن واحداً من أبرز المفكرين والروائيين المصريين المعاصرين، حيث يجمع في مسيرته الفكرية بين الإبداع الأدبي والتحليل السياسي والاجتماعي. دعم عمار نظام 30 يونيو في مواجهة أول رئيس مدني منتخب الراحل محمد مرسي، ثم انفض عنه بعد هجومه الواسع على الحريات العامة وقيادات جبهة الإنقاذ الذين شاركوه في إزاحة مرسي، مع السماح له بالكتابة في صحف تابعة للأجهزة الأمنية وأخرى مستقلة حليفة للسلطة.
ولد عمار علي حسن عام 1965، وتلقى تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث تخرج فيها عام 1989، ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 2001. ويُعرف بتخصصه في علم الاجتماع السياسي، مركزًا في أبحاثه على العلاقة المعقدة بين الظواهر السياسية والأنساق الدينية والاجتماعية والثقافية في مصر والمنطقة العربية.
تتميز مسيرة عمار علي حسن بالموسوعية، إذ تفرغ للكتابة منذ عام 2010، وأثرى المكتبة العربية بحوالي خمسين كتابًا، مقسمة بالتساوي تقريبًا بين الأعمال الأدبية التي تشمل الروايات والمجموعات القصصية والسيرة الذاتية والمسرحيات، والمؤلفات الفكرية في الاجتماع السياسي والتصوف والنقد الثقافي. يمثل حسن نموذجاً لابن الريف، الذي استطاع أن يسجل قصة صعوده من طفل فقير إلى عالم الإبداع، عبر كتاب سيرته الذاتية "مكان وسط الزحام". ويركز في أعماله وكتاباته الصحافية المنشورة في كبريات الصحف العربية على الدفاع عن حقوق الطبقة الوسطى، ومشروعية الحياة الكريمة والتعليم للجميع، متناولاً القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة بعمق تحليلي.
أما عن موقفه الفكري، فيُعرف عمار علي حسن بموقفه النقدي الذي يواجه السلطة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، واهتمامه الأساسي هو الناس وحيواتهم وتفاصيل عيشهم. وبسبب هذه التوجهات الجريئة والناقدة، تشير بعض التقارير النقدية إلى أن مؤلفاته قد تعرضت للتضييق والملاحقة، وهو ما يفسر صعوبة مسيرته في الوسط الفكري.