هل المسجد الأقصى فى أدنى الأرض؟
المسجد الأقصى (1)

Ezz Eddin Naguib في الأحد ١٣ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

المسجد الأقصى-1

أجمعت المصادر التاريخية على أن مسجد أو معبد سليمان هُدم مرتين، مرة على يد البابليين بقيادة نبوخذنصر عام 586 قبل الميلاد، وبعد بنائه ثانية هُدم مرة أخرى على يد الرومان بقيادة تيتوس ابن فسباسيان عام 70 ميلادية.

ويُؤيد القرآن الكريم هذه الحكاية التاريخية، فيقول سبحانه:

وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7}عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً{8} الإسراء

 

ثم هدد بنى إسرائيل بإنهم لو عادوا للفساد (كما هو حادث الآن) فسوف يعود الله لعقابهم.

 

لم يكن معبد سليمان موجودا عندما أُسرى بالرسول، فهل أُسرى به إلى المكان الذى كان فيه معبد سليمان؟

يقول تعالى:

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{1} الإسراء

 

والمسجد الأقصى الموجود حاليا هو فى مدينة القدس (أورشليم) بفلسطين، ويُقال إن عمر بن الخطاب بنى المُصلى القبلى عند فتح المدينة فى عام 236 ميلادية.ثم أعاد بناء المسجد بأكمله الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان كما بنى قبة الصخرة فى عام 685 واستغرق بناؤه ثلاثون سنة.

 

ونُسب إلى الرسول الحديث:

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ قَزَعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعًا قَالَ سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً ح حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى (1115 صحيح البخارى)

وفسر المفسرون كلمة الأقصى بأنه الأبعد مكانا من المسجدين الحرام والنبوى الذى يُشد إليهم الرحال حسب الحديث المنسوب إلى النبى.

ولكن الإسراء تم والرسول ما زال فى مكة قبل بناء المسجد النبوى بالمدينة ومع ذلك ذكر الله تعالى: المسجد الأقصى.

 

 

والآن لننظر إلى الآيات التالية:

 

الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4}الروم

 

ففى عام 614 ميلادية هزم الفرس (عابدو النار) الروم (أهل الكتاب من المسيحيين) فى فلسطين (أدنى الأرض من بلاد العرب)، ثم دارت الدائرة على الفرس وغلبهم الروم بعد بضع (3-9) سنين فى عام 622 ميلادية (وهو عام الهجرة) وفرح المؤمنون بنصر الروم أهل الكتاب وبهجرة الرسول إلى المدينة.

 

وقال سبحانه عن قوم لوط:

 

فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ{82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ{83} هود

 

وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ{89} هود

 

ومدن قوم لوط (سدوم وعمورة) هى فى فلسطين، وغير بعيدة عن أرض الظالمين من أهل مكة.

 

والآن لنسأل أنفسنا ونُجيب على الأسئلة التالية:

أين غُلبت الروم؟

فى أدنى الأرض (فى فلسطين).

وأين قرى لوط؟

ليست بعيدة عن الظالمين من أهل مكة (فى فلسطين).

إلى أين أُسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم؟

إلى المسجد الأقصى.

 

 

ألا تجدون هذا غريبا؟

المسجد الأقصى موجود فى أدنى الأرض؟

وفى انتظار تعليقاتكم الكريمة.

عزالدين محمد نجيب

13/9/2009

اجمالي القراءات 32817