«دهشور» تقبّل يد «إسبانيا» من أجل ١٥٠٠ جنيه.. فى غياب الحكومة
كتب فتحية الدخاخنى ٢٦/ ٤/ ٢٠٠٩
من أجل ١٥٠٠ جنيه فقط حصلت عليها الحاجة ماجدة، بائعة الطعمية فى منشأة دهشور، تمكن الإعلام الغربى بوجه عام، والإسبانى بوجه خاص أمس، من الحصول على صورة معبرة عن مدى «الفقر والتخلف» فى واحدة من أشهر مناطق مصر الأثرية. فى الأسبوع الماضى، بدأت السفارة الإسبانية ومكتب الأمم المتحدة، وفى غياب مصرى تام، التحضير للزيارة، وإقناع فقراء دهشور باستقبال النائبة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية ماريا تيريسا، التى تزور المنطقة للإشراف على توزيع مبلغ ٦.٣ مليون دولار لتطويرها. الحاجة ماجدة، أو «فلافل ليدى» كما سماها الإسبان، كانت ضمن مستقبلى تيريسا أمس، رغم ضآلة المبلغ الذى حصلت عليه، مما أغضب عائلتها، والتقطت عدسات المصورين صورة لسيدة تصنع الطعمية بطريقة عشوائية، وغير صحية، وتطالب بالمزيد من الدعم. تيريسا اصطحبت معها وفداً ضخماً من الإعلاميين الإسبان، وقالت مصادر مطلعة إن الهدف من ذلك هو إقناع الشعب الإسبانى بجدوى الأموال، التى رصدتها مدريد لتطوير المنطقة، ورافقها فى الجولة وزير خارجيتها ميجيل موراتينوس، ومن المقرر أن يستقبلها الرئيس حسنى مبارك، اليوم. واللافت أن الحكومة غابت تماماً عن جولة تيريسا بدهشور، ولم يرافقها سوى ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة وصندوق التضامن الاجتماعى، كما غاب الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، رغم حرصه المعهود على مرافقة الشخصيات المهمة فى زياراتهم للمناطق الأثرية، ورغم أن مشروع التطوير يهدف إلى إحياء منطقة آثار دهشور، وقال حواس لـ«المصرى اليوم» إنه كان معارضاً للمشروع لمدة عام، لأنه كان كلاماً على ورق، واعترض على توجيه ٩٠٪ من المنحة إلى تحسين الوضع المعيشى للأهالى، وعمل دراسات وكتب لا جدوى منها. وحرصت تيريسا والوفد المرافق لها على التجول فى المنطقة سيراً على الأقدام، للتعرف على المستفيدين المتوقعين من المنحة، واستمعت إلى مطالبات مباشرة وغير مباشرة للحصول على الدعم، بدأتها الحاجة ماجدة بقولها: «أنا عايزة فلوس أكتر علشان أزود مشروعى»، فأجابتها تيريسا عبر مترجمتها: «أنت قائدة طبيعية بالفطرة، وسنساعدك»، عندها قالت إحدى جارات ماجدة: «المنطقة كلها بتساعدها وإحنا كمان لوجه الله»، وقبلت يد تيريسا. |