حواش + إبراهيم دادي
التعليق الثالث

يحي فوزي نشاشبي في الأحد ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله  الرحمن  الرحيم

 

التعليق  الثالث

الناتج عن تعليق الأستاذ حواش على مقال لإبراهيم دادي

 

       وأخيرا  وجدتها .

       وجدت الورقة التي سبق لي أن سجلت عليها ملاحظات وخواطر، ولعل الأصح هو تعليق على تعليق ؟

       ويرجع الأمر إلى شهر جوان 2009 حيث صدر مقال للأستاذ إبراهيم دادي حول موضوع – الراسخون في العلم – والأنثى وحظها في كل ذلك ، وغيره من مواضيع أخرى، وعلّق عليه الأستاذ حواش عبد الرحمان ، فأثار كل ذلك هذا التعليق الثالث الذي أفضل إدراجه كمقال ، لعله يكون مفيدا أكثر، - بل وهو المرجو- لعله يثير تعليقات أو استفسارات أخرى من لدن القراء  والكتاب الكرام ؟ وبالتالي فالخير كل الخير في الآراء  المصيبة المنقذة .

       ولذلك فإني أوجه الشكر الخالص للأستاذين وأغبطهما أو أهنئهما لما عودانا من آرائهما الناصعة المحدقة الشجاعة التي لا تصمد أمامها الممنوعات – والطابوهات – المكبلة للعقول.

       وأما عن الملاحظات أو ربما هي  تعليقات  لما قرأت من كل واحد منهما فهي كما يلي:

       01) قال الأستاذ حواش :  مهما كانت المرأة (راسخة) في العلم فهي بمنزلة واحدة مع الجاهلة ، ذلك في التحكم والسيطرة، والقوامة على أبنائها.

       تعليق: من الملاحظ أنكم فرقتم بين المرأة المتعلمة والأخرى الجاهلة ... فهذا مهم  ولا أقصد هنا قضية السيطرة أو القوامة . وأعتقد أنه لا عيب ولا  نقص هناك ، لأن مشيئة الله هي التي خلقت الذكر والأنثى. وأكاد أقول إن ضعف الواحد في قوته وقوة الآخر في  ضعفه. وإنما هي قضية اختصاص. وقد تفضلتم وأشرتم  بأن الله العزيز هو الذي أودع في الرجل زيادة في القوة العقلية والبدنية ، ولذلك أعطاه عليها القوامة ، وبعبارة أخرى كلفه هو ليخدمها هي.

       وأما عن رايكم في أن الله أودع في الرجل زيادة في القوة العقلية ، فلا أدري إذا كان هذا يلمح إلى تلك  المقولة  التي يعتمدها الكثيرون القائلة : إن النساء ناقصات عقل ودين ؟  فهذا  متروك لآراء  القراء  والكتاب الذين قد يتفضلون بإثرائها .

       وأما عن الإرث ونصيب الأنثى ، فمن المعلوم أن هناك حالات يكون نصيب المرأة مساويا  لنصيب  الرجل .

 

       02) وحسب المفهوم من رأي الأستاذ حواش : أنه لا فضل لعلم المرأة في قوامها

       والسؤال : هل هناك فضل للمرأة المتعلمة في أي مجال آخر؟ وهذا هوالأهم حسب رأيي المتواضع .

 

       03) المفهوم كذلك - من رأي الأستاذ حواش – أن الأنوثة غير الرجولة، مهما كانت مواصفاتها .

       والرأي الآخر يقول : وهو كذلك والحمد لله الذي جعل الأنوثة غير الرجولة . وإنما بدون ازدراء من الرجل أوأدنى وأد مهما كانت مواصفاته وصفاته ومبرراته- وهنا بيت  القصيد –

 

       04) سؤال إلى الأستاذ  حواش:  

       إذا كان هناك من يعمل ويسهر ليحيط بشئ من علم الله – مثلا – في خلق السماوات والأرض وفي المسافات الهائلة – المحيّرة – وفي مقاييسها بالسنوات الضوئية وما إلى ذلك . ألا يمكن أن يكون من بين هؤلاء من يعتبر بمثابة من يجاهد في الله طمعا في أن يهديه سبله ؟

       وإذا جاء الرد بالإيجاب ، وافترضنا أن هناك من النساء المؤمنات اللائي ذهب بهن طموحهن وذكاؤهن إلى أن أصبحن متخصصات في شتى العلوم الدقيقة أو في علم الفضاء حتى ، أو الجيولوجيا وما إلى ذلك ، ألا يستأهلن هن كذلك أن يطمعن في أن يهديهن الله سبله مقابل جهادهن في الله ؟ وهل يقدح مستواهن ذلك في إيمانهن لمجرد أنهن لسن رجالا ؟  ألا يكون من الإنصاف أن يوصفن هن والرجال من أولي الألباب  الذين اطلعوا بمقادير متفاوتة على عظمة الخالق؟ ألا يكون مثل هؤلاء الرجال الطامحين الأذكياء المؤمنين بالله ومثل هؤلاء النساء الطامحات الذكيات المؤمنات بالله ، ألا يكون هذا الصنف من الذين وعوا وفهموا أكثر من غيرهم حديث الرحمان وآياته في خلق السماوات والأرض ، ألا  يعتبرون من الذين يذكرون الله ويتفكرون ويصرحون من أعماق أعماقهم ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.

       نعم ألا يكون هذا الصنف من النساء المؤمنات والرجال المؤمنين هم الذين يعنيهم الله في حديثه الوارد في سورة آل عمران( 191) ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب  النار ).

 

       05) قال  الأستاذ  حواش:  أما أينشطاين ... وكيري...  ولوميير .. وغيرهم كثيرون ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) الروم 7.

       يشكر على هذا القول الذي  يثير تساؤلات أخرى ومنها :

       - هل من المعقول أن يبقى جـل المسلمين المؤمنين يرددون في خطبهم بلا  كلل ولا ملل  معاني تلك الآية القرآنية ، ولكن بأسلوب هجائي ازدرائي موجه لأولئك العلماء الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ؟.

       - والحقيقة :  يجب  توجيه الوصف أو السؤال إلينا نحن المسلمين المؤمنين، وهل بلغنا على الأقل درجة أن نعلم ظاهرا من الحياة الدنيا ؟ وهل وعينا أن الدنيا ظاهرها  وغير ظاهرها من خلق الله البديع ؟ وهل اجتهدنا على الأقل للإستفادة من فتات علم أولئك الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا لنزداد تعرفا بالله الخالق ؟  ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير ) العنكبوت 20.

       هل إذا حرص المسلم  المؤمن في البحث عن الله والتعرف عليه أكثر فأكثر يكون خالف ما كان يفعل سيدنا إبراهيم عليه  السلام ؟ ذلك الشخص الذي ضرب المثال الرائع في التحدي والتحديق في سبيل المعرفة، إلى أن قال قولته المخلصة:( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) سورة الأنعام 79.

       والمؤمن عندما يستغل ويستثمر عرق جبين الجادين من العلماء الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، بغض  النظر عن ملتهم وعقيدتهم أو عدم عقيدتهم ، نعم يستغل ذلك العلم للظاهر من الحياة الدنيا ،  ألا  يكون مجد الله ؟  ألا  يكون تسبيحه عندما يسبح لله ، ألا  يكون صاعدا من أعماق  الأعماق؟

 

       06) (وما أوتيتم من العلم إلا  قليلا ) لقد استشهد الأستاذ حواش بهذه الآية العظيمة .

       ونحن بالذات نريد أن نتحرك ونجتهد في إطار هذا القليل من العلم الذي أوتيناه. وما لنا بغير ذلك ؟ ومالنا بتلك الألوانالأخرى التي هي فوق  مستوى عقل الإنسان؟

 

       07)  أما رأي الأستاذ حواش في المرأة  المتعلمة وأنها لا محالة سيفرض عليها أن تجتاز مراحل سلبية مشينة في مختلف أطوار ومستويات التعلّم والتحصيل ، فإنه رأي مثير للجدل ويؤسف له كثيرا حسب فهمي، لأني فهمت وكأن  الأستاذ يلعن جملة وتفصيلا قضية العلم والبنت ما دامت محكوما عليها بهذا الإعدام مسبقا ، وما دامت متهمة إلى أن لا  ولن تثبت  براءتها .

       وأصارحكم أني في الحقيقة أتمنى أن أكون أنا المخطئ في الفهم، وإلا فماذا تقترحون؟ هل نغلق  المدرسة والمعرفة أمام الأنثى؟  أو نفتحها لها إلى مستوى معين ؟ وهل يجوز هذا التعميم ؟ فما بال تلك الآراء القليلة التي بدأت ترفع رأسها على استحياء في أفغانستان ؟ وهل من المعقول أن تكون جانبت  الصواب  في مناداتها الرامية إلى تحرير  المرأة من مختلف  السجون المفروضة عليها ؟

       وفي الأخير إن رحابة صدر كل من الأستاذين حواش  وداي هي التي شجعتني إلى البوح بهذا التعليق  الثالث، وعلى أمل أن يكون سببا في  ميلاد  تعاليق  أخرى  وآراء في  سبيل  أن  يرفع  الحق هامته .

 

      

      

 

اجمالي القراءات 11828