الفلسطينيون لم يطلبوا رسميا بمحاكمة مجرمي إسرائيل
مستشارة أوكامبو : اعتقال البشير "مسألة وقت" وجهات سودانية تنقل أخباره
الرئيس السوداني عمر البشير
محيط : كشفت المستشارة القانونية للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو أن اعتقال الرئيس السوداني بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور أصبح "مسألة وقت" ، فيما قالت إن الفلسطينيين لم يطلبوا رسميا محاكمة مجرمي الحرب في إسرائيل.
وأضافت باتريشيا لي فربير دي هليين في حوار مع صحيفة "الوطن" السعودية نشر اليوم السبت :" هناك بعض الأشخاص الذين يريدون التعاون مع المحكمة لتسليم الرئيس السوداني عمر البشير للمحاكمة ، ومسألة إلقاء القبض عليه هي مسألة وقت".
وردًا على سؤال حول سفر البشير لأكثر من دولة رغم تهديدات المحكمة باعتقاله في أي مكان ، قالت " البشير لا يعرف ماذا يفعل والدول التي سافر إليها هي أريتريا ومصر ودول أخرى أفريقية والمحكمة لم تطلب رسميا من أي من هذه الدول القبض عليه لأن هذه الدول لم تصدق على وثيقة تأسيس المحكمة لذلك لم نطلب منها القبض عليه".
تابعت :" مصر تسعى جادة للبحث عن حل أما الدول الأعضاء الموقعة على الاتفاقية فلن يستطيع البشير السفر إليها وكل ما أؤكده أنه سيتم القبض على البشير وسيمثل أمام المحكمة إن عاجلا أم آجلا ونحن لدينا تحريات كاملة حول ما يحدث في دارفور سواء من الميليشيات أو من الدارفوريين.
ونفت باتريشيا لي فربير دي هليين أن يكون "هدف المحكمة من محاكمة البشير سياسي لانه رئيس عربي أو أفريقي كما يتردد في بعض وسائل الإعلام" ، قائلة :" محاكمة البشير ليست القضية الأولى في محاكمة الرؤساء فهناك من قبل الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان مليسوفيتش، وزعيم صرب البوسنة كراديتش الذي تم القبض عليه".
وأضافت :" أريد أن أؤكد أن الرئيس الذي لا يزال في منصبه، أو الذي يترك منصبه لأي سبب من الأسباب لا يمنحه ذلك الحصانة التي يمكن أن تعفيه من المحاكمة طالما أن هناك ملفات تتضمن وقائع يتفق المجتمع الدولي والقانون الدولي على أنها جرائم بعينها ضد الإنسانية".
وأشارت إلى أن المحكمة والمدعي العام على صلة واتصالات شخصية بأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، وهناك مؤسسات ومنظمات تتعاون معاً بشأن ما يجري في دارفور.
وردًّا عن سؤال حول مطالبة المنظمات والدول العربية بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في غزه مؤخرًا ومن قبلها في جنوب لبنان، قالت: إنّ فلسطين لم تطلب رسميًا محاكمة مجرمي الحرب في إسرائيل، ولبنان لم يطلب شيئًا من هذا القبيل مطلقًا، والمحكمة لم تتلقَ طلبًا رسميًا مُحَدّدًا لمحاكمة مسئولين إسرائيليين".
وعن وجود مصالح لأوكامبو في إسرائيل عبر شراكة في إحدى الشركات مع إسرائيل، كما تردّد، وتصرُّفه على هذا النحو ضد العرب، نفت هذه الأنباء مضيفة "هذه كذبة كبيرة، لم يكن لأوكامبو في يومٍ أي مصالح مع إسرائيل، وأوكامبو ليس له أصدقاء ومن يعمل في هذا المجال لا يجب أن يكون له أصدقاء على النحو الذي يؤثر على مسار عمله".
عزل البشير
وكان أوكامبو قد طالب الاسبوع الماضي دول العالم بالامتناع عن الاتصالات غير الضرورية مع الرئيس السوداني عمر البشير بعد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بناء على اتهامات بارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية في إقليم دارفور غربي السودان.
ودعا أوكامبو في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" إلى عزل البشير وتجنب حضور أي مناسبة رسمية ترتبط به وتقليص العلاقات الدبلوماسية مع السودان تمهيدا للقبض عليه.
ونفى أوكامبو أي مسعى للتدخل العسكري في السودان وقال: "نحن لا ندعو للتدخل العسكري ولا ندعو للحرب أو الغزو ـ لكننا في الوقت ذاته لا نؤيد الوقوف بلا حراك ولا الإنكار"
وطالب أوكامبو بتعاون دولي من أجل مطالبة السودان بالتوقف عن الجرائم التي يقترفها والالتزام بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والمحكمة الدولية
ودافع أوكامبو كذلك عن قراره بتوقيف البشير ، قائلا إنه ليس مسؤولا عن تبعاته خاصة فيما يخص طرد المنظمات الإنسانية من السودان" ، زاعما أن مكتبه لا يمكنه التزام الصمت بشأن الإبادة مشيرا إلى أن "الصمت لن يساعد الضحايا بل يساعد المجرمين فقط"
وقال إن قرار اعتقال البشير كان أمرا ضروريا لمنعه من ارتكاب جرائم جديدة ، مشيرا إلى أنه سيلجأ إلى مجلس الأمن في حزيران/ يونيو المقبل ليضعه في صورة الأوضاع
وكان البشير قد زار أديس أبابا مؤخرًا في المحطة السادسة بالخراج رغم قرار الجنائية ، حيث كان قد زار كل من اريتريا ومصر وليبيا وقطر والسعودية لأداء العمرة.