الترتيب القرآني
من أسرار النظام العددي في القرآن الكريم

عبدالله جلغوم في الخميس ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

من أسرار النظام العددي في القرآن الكريم ( 1 )

 

ماذا نعني بالنظام العددي : هو استخدام القرآن لأعداد محددة للدلالة على أعداد الآيات في سوره ، وكذلك للدلالة على أعداد الكلمات والحروف في تلك الآيات .

نظام أعداد الآيات :

الحقيقة الأولى التي يجب أن يعرفها الجميع عن النظام العددي في القرآن أن العدد 114 وهو العدد الذي اختاره الله عددا لسور كتابه الكريم هو أساس جميع العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته . وهذا دليل قاطع على أن ترتيب القرآن هو ترتيب إلهي قد تم بالوحي ، لاستحالة أن يأتي ذلك مصادفة ، ولأن واقع المصحف يؤكد ذلك ..

الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن :

عدد الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن هو 77 عددا لا غير وهي مجموعتان :

64 عددا من بين سلسلة الأعداد ( 1 – 114 )

13 عددا من خارج السلسلة  ( أي أكبر من العدد 114 ) .

الأعداد الـ 64 :

يتألف العدد 114 من مجموعتين من الأعداد :

57 عددا فرديا ، وقد استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25 .

57 عددا زوجيا ، وقد استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25 .

( تأملوا حالة التماثل في الأعداد المستخدمة ، إنها الحقيقة الموجودة في المصحف الذي بين أيدينا .. وعلى الذين يصرون أن ترتيب سور القرآن وأعداد آياته هو مما اصطلح عليه الصحابة – مجردا من التوجيه الإلهي – أن يفسروا لنا حالة التماثل هنا ، وهي واحدة من حالات ) .

إذن لدينا 50 عددا من بين الأعداد الـ 114 لم يستخدم القرآن  أي عدد منها للدلالة على أعداد الآيات في سوره . كان كافيا استخدام عدد واحد ( ويتم ذلك بزيادة آية أو نقصان آية في إحدى سوره – فصل آية إلى اثنتين أو دمج اثنتين في واحدة ) من بين الأعداد الخمسين لإخفاء هذا النظام وتدميره .  فلماذا لم يحدث ذلك ؟

الآية 32 سورة الفرقان :

الآية القرآنية التي تخبرنا أن ترتيب القرآن هو ترتيب إلهي هي الآية رقم 32 في سورة الفرقان وهي قوله تعالى : ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) . رتلناه : أي رتبناه ترتيبا محكما .

( لاحظوا : لقد تم استبعاد معنى الترتيب لصالح معنى التجويد وتحسين التلاوة ، والسبب هو تضارب الآراء والأقوال في مسألة ترتيب سور القرآن والتي مازالت قائمة إلى الآن )

الملاحظة هنا أن عدد الأعداد المستخدمة الزوجية وكذلك الفردية هو 32 وهذا هو رقم الآية ، وأن عدد الأعداد غير المستخدمة الفردية وكذلك الزوجية هو 25 وهذا هو رقم ترتيب السورة ، وأن عدد الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في جميع سوره هو 77 عددا ، وهذا هو أيضا عدد آيات السورة ..

 

كيف يكون العدد 114 أساسا للنظام العددي ؟

العدد 114 = 19 × 6 ، ونستنتج هنا أن 19 – 6 = 13 ( أي أن العدد 19 هو عبارة عن مجموع العددين 6 و 13 . وأن 13 – 6 = 7 ، أي أن العدد 13 يتألف من العددين 7 و 6 . هذه العلاقة طبيعية في العدد ولا مجال للتشكيك فيها .

والآن لنتأمل ولنتدبر :

عدد الأعداد الفردية المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات ، وكذلك عدد الأعداد الزوجية المستخدمة هو 32 أي 19 + 13 .

( يا أهل القرآن ، يا معارضي الإعجاز العددي تأملوا : 19 + 13 ؟! أما آن لكم أن تدركوا لماذا كان عدد حروف أول آية في القرآن ( البسملة ) 19 حرفا ، وآخر آية ( 6 الناس ) 13 حرفا ؟ )

عدد الأعداد الفردية غير المستخدمة ، وكذلك عدد الأعداد الزوجية هو 25 ، أي 19 + 6 .

عدد الأعداد المستخدمة من خارج السلسلة هو 13 ، أي 19 – 6 .

هذا يعني أن استخدام القرآن لـ 32 عددا فرديا ، و 32 عددا زوجيا ، وتركه لـ 25 عددا فرديا ، و 25 عددا زوجيا ، واستخدامه لـ 13 عددا من خارج السلسلة .. كل ذلك جاء وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114 .

ورغم أن هذه الحقيقة صحيحة مائة بالمائة ، وهي الحال الموجودة في المصحف فقد أودع القرآن في سوره من الأسرار ما يؤكد هذه الحقيقة ..

وأول هذه الأدلة القاطعة نجدها في سورتي الفاتحة والناس ، أول وآخر سور القرآن ترتيبا ..

الدليل الثاني والثالث والرابع ... كل ذلك موجود في ترتيب سور القرآن ..

وما زال البعض يخرفون ويزعمون أن ترتيب القرآن هو مما يمكن إيجاد مثله في أي كتاب حتى في كتاب ألف ليلة وليلة ..

هل رأيتم ما هو أسخف من هذه المزاعم ؟ وممن ؟ إنها صادرة من أناس يتزعمون الدفاع عن القرآن وحمايته من القائلين بإعجازه العددي ..

( الجزء الثاني : محاور النظام العددي في القرآن الكريم ) .

 

اجمالي القراءات 20666