تساؤلات من القرآن لأهل القرآن- 29
نعود اليوم بعد غيبة بضعة شهور من التساؤلات الى الحلقة التاسعة والعشرون من التساؤلات, ونرجو من الله التوفيق.
نبدأ فى سورة الأعراف, الآية رقم 12
1- قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
والسؤال هو عن التركيب اللغوى , وربما أكون مخطئا تماما . معرفتى ان نفى النفى هو إثبات, وما منعك هو النفى الأول, ثم ألا تسجد, هو النفى الثانى, كلمة ( ألا تساوى أن لا ), ورغم اننا نعرف تماما من سياق القرآن بأن إبليس لم يسجد لآدم, غير ان التركيب اللغوى هنا يحتوى على نفي النفى, فلو قلت لإبنى مثلا, ما منعك ان تذهب الى السوق لشراء لوازم البيت إذ أمرتك بذلك, فهى تعنى اننى أمرت إبنى بالذهاب الى السوق لشراء لوازم البيت ولكنه لم يذهب, وكذلك, لو كانت الآيه تقول ما منعك أن تسجد إذ أمرتك, فستعنى انه الله أمره أن يسجد ولكنه لم يسجد, ولذلك فإنى ارجو من خبراء اللغة التفضل بالشرح.
ثم فى الآيتين رقم 189 , 190
2 - هوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
على من تعود الآية, هل تعود على أدم بحكم أنه اول البشر الذى امر الله الملائكة ان تسجد له, وانه هو من خاطبة وحذره ان يأكل من الشجرة...............الخ, فلو كان هو أدم فكيف يمكن فهم الآيه التالية من انهما جعلا لله شركاء, وليس فى القرآن بأكمله ما يشير ان أدم عصى ربه سوى فى موضوع الشجرة, كما ان ذلك العصيان لا يسمى شركا بالله او ما يوصف بأنهما جعلا له شركاء كما نصت الآيه. ولو لو يكن أدم, فمن, وكيف نفسر سياق الآيه 189 والذى يبدو من معناها انه كانت هناك عملية خلق لنفس واحدة, ثم علمية خلق لزوجها, ثم عملية حمل , ثم دعوة من الإثنين لله ان يكونا من الشاكرين إذا وهبهما صالحا, ثم بعد ان أتاهما صالحا, أشركا بالله , حتى ان الآية تنتهى ب ( تعالى الله عما يشركون).
من سورة الأنفال فى الآيات من 32 الى 34 نجد ما يلى
3 - وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
هنا نجد فى الآية رقم 32 ومما قبلها ان الكفار لم يصدقوا ان القرآن من عند الله وقالوا انهم يستطيعون ان يقولوا مثله وانه من أساطير الأولين, ثم فى تحدى واضح لله وللرسول, طلبوا ان تمطر السماء عليهم حجارة او يأتيهم عذاب عظيم, فتأتى الآية التالية لتقول ان الله ( ما كان يعذبهم وأنت فيهم , من الممكن ان نفهم هذا الجزء , ولكن تستطرد الآية لتفول وما كان الله معذبهم وهم (( يستغفرون)), فهل كان الكفار المعنيين بهذا القول والتى نزلت الآيات تشير اليهم وبشأنهم, هل كانوا يستغفرون ؟؟ إنه من المعروف ان الذى يستغفر هو الذى يعترف ويقر بخطئه, وليس هناك ما يشير الى ان الكفار إعترفوا وأقروا بخطئهم, ثم تأتى الآية التالية لكى تؤكد ان الله سوف يعذبهم بسبب صدهم عن المسجد الحرام, فكيف نفهم تلك الآيات, هل سوف يعذبهم الله, ام أنه لن يعذبهم والرسول فيهم, ام أنه سوف يعذبهم لصدهم عن المسجد الحرام, علما بأن تلك الآيات هى من الآيات التى تخص الرسول وزمن الرسول وكفار الرسول كما أقرؤها أنا على الأقل.
وفقنا الله جميعا الى سبيله وكل عام وأنتم بخير.