مقدمة :
حسبما نشره موقع (اسلام اون لاين ) أفتى الشيخ القرضاوى بجواز تولى المرأة رئاسة الدولة والافتاء والقضاء :
ولنا تعليق على هذا الخبر :
أولا :
1 ـ كالعادة ينتظر أئمة الفقه السنى سنوات ليلحقوا بما يقوله ( أحمد صبحى منصور )
* فى عام 1995 نشر مركز القاهرة لحقوق الانسان بحثا للدكتور منصور بعنوان (حق المرأة فى رئاسة الدولة الاسلامية ) وأثار ضجة وقتها ، وتعرض المؤلف كالعادة للتكفير والسب والشتم ، بينما اهتم بالبحث كثيرون وتبادلوا نشره حتى لقد تمت ترجمته للغة الانجليزية ، وهو منشور الان فى القسم الادجليزى فى موقعنا (أهل القرآن )
http://ahl-alquran.com/English/show_article.php?main_id=2932The Right وينتظر دوره للنشر فى حلقات على موقع (أهل القرآن ) و الحوار المتمدن .
* ثم فى حديثه فى برنامج ( فى الصميم ) فى التليفزيون البريطانى بى بى سى منذ أسابيع أكّد د. منصور على حق المرأة فى رئاسة الدولة الاسلامية ، ونشر ذلك فى الاعلام .
و كالعادة ـ يعيد شيوخ التطرف ترديد ما يقوله د. منصور .
2 ـ الشيخ القرضاوى بالذات هو أكبر أعداء القرآنيين ، وهو ايضا اكثرهم سرقة لاجتهادات القرآنيين .
فى موجة القبض السابقة عن القرآنيين خصص القرضاوى حلقات فى الجزيرة فى الهجوم على القرآنيين ( منكرى السنة) ، ولا يملّ من إصدار العديد من الفتاوى فى تكفيرهم ، مع إنه كى يظهر بمظهر العالم المجتهد يضطر ـ وهو فى أرذل العمر ـ لكى يناقض نفسه و يردد بعض اجتهادات القرآنيين بعد أن يكون قد اقتنع بها الناس، حدث هذا فى نفى حد الردة و نفى حد الرجم وغيرها .. والآن فى رئاسة المرأة للدولة الاسلامية .
ثانيا :
1 ـ ولكن يبقى السؤال الهام : الدولة الاسلامية فى فكر اهل القرآن هى دولة مدنية حقوقية يملكها الناس ، وأقرب مثل لها هى نظم الحكم فى الدول الغربية وأمريكا .
وطبقا للقرضاوى فتلك البلاد هى معسكر الكفر ودار الحرب وفق عقيدة السنيين ، والقرضاوى هو المشهور بفتوى قتل المدنيين من الأمريكيين فى العراق .
2 ـ والدولة الاسلامية فى فكر أهل القرآن هى دولة الديمقراطية المباشرة التى لا وجود لحاكم فيها بالمفهوم الاستبدادى أو حتى المفهوم الديمقراطى النيابى التمثيلى لأن الناس تحكم نفسها بنفسها فى آلية شرحناها فى أبحاث منشورة .وبهذه الديمقراطية المباشرة يمكن أن تقود إمرأة جهاز السلطة طالما كانت من أصحاب الكفاءة لخدمة الشعب .
والقرضاوى يعتبر الديمقراطية المباشرة أو حتى غير المباشرة ( النيابية التمثلية ) رجسا من عمل الشيطان، لأنه طبقا لعقيدته الاخوانية الوهابية يؤمن بالدولة الدينية الثيوقراطية التى يملك فيها الخليفة (أو السلطان أو الملك أو الأمير) الأرض ومن عليها محتكرا للسلطة والثروة .
3 ـ وبالتالى فان فتوى القرضاوى بحق المراة فى حكم الدولة مبنى على نظرته الثيوقراطية للدولة الدينية التى تتناقض مع الديمقراطية و حقيقة الدولة الاسلامية المدنية القائمة على الديمقراطية المباشرة ، وهذا متسق مع انحياز القرضاوى للدول المستبدة فى الخليج .
القرضاوى لا يتحدث بالطبع عن حق أى إمرأة من عوام الشعب حتى لو كانت تحمل عشرات الشهادات من الدكتوراه ، وحتى لو كانت رئيسة لاحدى المنظمات الدولية بسبب كفاءتها . ليس ذلك كله مهما عند القرضاوى وعقيدته السياسية الدينية. الشرط الوحيد أن تكون هذه المرأة من بيت السلطان الذى يملك الدولة بما فيها ومن فيها .
4 ـ ومعروف حرص القرضاوى على ألآّ ينطق بفتوى تغضب أسياده الذين ينفقون عليه ، وقد غلبته مشاعره السنية مرة فأفتى بقتل المدنيين الأمريكيين فى العراق فتعرض للتأنيب فاضطر للكذب زاعما أنه لم يقلها مع أنه أفتى بها فى مؤتمر صحفى حافل فى القاهرة. كانت سقطة لا يريد تكرارها حتى لا يغضب عليه أسياده أمراء الخليج ، فهو الفقيه الأول لهم يفتى لهم بما يحبون وما يشتهون.
إذن فتواه ( بالسماح بتولى المرأة رئاسة الدولة )هى تمهيد لصالح إمرأة قوية تطمح فى السلطة . وإذا عرفنا أن الشيخ القرضاوى يقيم فى قطر خادما لأميرها ولزوجته قوية النفوذ فالمنتظر أن نعرف الدافع لهذه الفتوى التى تم تفصيلها على المقاس .
ثالثا :
1 ـ أكثر ما يغيظ فقهاء السلطان من القرآنيين أن القرآنيين يواجهون الحكام المستبدين المفسدين ، باستقلالية ، يتعرضون للاضطهاد دون أى مجال للتراجع أو المساومة.
وأولئك المستبدون هم بمثابة الآلهة لفقهاء السلطة .
أكثر ما يغيظ القرضاوى بالذات من أهل القرآن أنهم يعلنون إحتقارهم للمستبدين و خدم المستبدين من الشيوخ وعلماء السلطة وكتبة السلطة من الراقصين فى مواكب السلطان ، لا فارق بين شيخ بلغ أرذل العمر أو كاتب صحفى فى مقتبل العمر، والقرضاوى أمضى عمره المديد خادما فى مواكب المستبدين ، من الأب الى ولى العهد جيلا بعد جيل فى عمره المديد الذى تجاوز الثمانين عاما .
2 ـ ليس القرآنيون وحدهم الذين يتمتعون بكراهية القرضاوى . القرضاوى يحقد على شيخه سيد قطب ، وقد اتهمه بأنه ( قرآنى ) وأن منهجه يخالف منهج الاخوان المسلمين .!!
السبب هو أن سيد قطب اشتهر باستقلاليته ونزاهته واعتزازه بكرامته ، وصموده وشجاعته ، لذا عانى من السجن و التعذيب ، ولم يهرب لدول الخليج ، ولم يتزعزع أثناء المحاكمة أو تحت أسواط العذاب ومات بحبل المشنقة حرا كريما أبيا عفيفا .
لم يعرف عن سيد قطب تزلفه لللمستبدين العرب ،بل اتهمهم بالكفر و العصيان ، وهو فى ذلك على حق ( لأنهم كفرة بسلوكياتهم واجرامهم ولا شأن لنا بعقائدهم ، ونرجو أن يتوبوا قبل الموت ) .
هاجمه القرضاوى لأن سيد قطب بشخصيته يتناقض مع شخصية القرضاوى.
ليس هذا فقط ، فمن أروع ما كتب سيد قطب هو كتاب ( العدالة الاجتماعية فى الاسلام ) الذى شرح فيه طبيعة العدالة الاجتماعية فى الاسلام وشرح أسسها من التحرر والمساواة والتكافل الاجتماعى ، ثم وسيلة العدالة الاجتماعية فى الحكم والاقتصاد وأوضح أسس الملكية الفردية ودور الزكاة الذى ينبغى أن يكون . وهذا الكتاب يوجع نظم الاستبداد فى الخليج وبقية بلاد العرب و المسلمين ، ويوجع خدمهم من علماء السلطة مثل القرضاوى .
ومع اختلافنا مع سيد قطب فى تشريع العنف ونبذ الدعوة السلمية و وضع فارق أصيل بين الاسلام واديان المسلمين الأرضية فاننا نحترم استقلاله الفكرى و تضحيته بنفسه الى تحمل التعذيب و الموت شنقا ، ولم يبع نفسه للسلطان أو لحريم السلطان كما يفعل القرضاوى.
3 ـ يذكرنا سيد قطب بالفقيه الشهير ابن تيمية الذى عاش مناوئا للحكام فى العصر المملوكى، والذى قضى حياته بين حبس و مطاردة وتعرض للاغتيال . وابن تيمية هو الذى أكّد على أن زكاة الركاز ـ أى ما يخرج من باطن الأرض ـ هو الخمس . هذا تشريع سنى مشهور فى باب الزكاة ، درسناه ونحن طلبة فى الاعدادى الأزهرى . لا يستطيع القرضاوى الجهر بهذا التشريع السنى ـ المعلوم من الدين السنى بالضرورة ـ لأن هذا التشريع يجعل للفقراء حقا شرعيا فى موارد البترول يصل الى 20 % . فهل يسمح ملوك وامراء ( الطوائف ) فى الخليج ( السنيين ) لخادمهم القرضاوى باعلان هذه الفتوى و التاكيد على تطبيقها ؟
مستحيل أن يسمحوا له ، ومستحيل أن يعلنها .
أخيرا
1 ـ عيب يا قرضاوى ..
2 ـ ألاتدرك حاجتك للتوبة وأنت فى أرذل العمر .؟.
ألم تفكر فى لحظة الاحتضار التى تقترب منك ؟
الى متى تجعل الاسلام حصيرة يتمطع عليها المستبدون المفسدون ؟
ألم تفكر مرة فى حق الفقراء فى 20 % من عوائد البترول الذى يغتصبه أسيادك المترفون ، وهم سبب البلاءوأنت معهم ؟
وقبل أن تصدر فتوى لتحقيق طموح السيدة الأولى فى قطر ألم تفكر فى آلاف السيدات اللاتى يتم إغتصابهن على يد أتباعك فى دارفور ؟ ألم تفكر فى ملايين السيدات اللاتى يعانين من الجوع فى مصر و السودان والصومال وحتى فى الجزيرة العربية ؟ ألم تفكر فى مئات الملايين المسلمين من الفتيات العوانس و الشباب الذين صودرت أحلامهم فى العيش الكريم وفى الزواج وتكوين أسرة بسبب أسيادك المترفين المستبدين الظالمين الذين احتكروا السلطة والثروة والذين يمتصون دماء شعوبهم ولا يرتوون ؟
أين أنت من شيخك سيد قطب يا قرضاوى ؟
ولماذا تتطاول عليه وانت لا تبلغ قامتك شسع نعله ؟
ولماذا تتطاول على أساتذتك من أهل القرآن وأنت تسرق أجتهادهم وتقوم بتطويعه لخدمة اسيادك ؟
3 ـ هناك عشرات الأسئلة يا شيخ التطرف ويا زعيم الجناح ( المدنى ) للارهاب المسلح .. لن تجيب عليها ولن ننتظر أن تجيب عليها ، لأن تاريخك هو الذى يجيب عليها .
آخر السطر :
سؤال واحد أخير للقرضاوى : ألا تخجل من نفسك وشيبتك ؟