محو الليل ؟!

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٢ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
(فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ) هذا جاء فى القرآن فما معنى أن الله سبحانه وتعالى محا الليل مع إن الليل موجود ؟
آحمد صبحي منصور

دعنا نتدبر قوله جل وعلا ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً  ) (12)  الاسراء ).

أولا : الله جل وعلا جعل الليل والنهار آيتين ، فكلاهما موجود ، وبالتالى فإن معنى كلمة ( محونا ) لا تعنى إطلاقا الالغاء والمحو بمفهومنا .

ثانيا : نفهم معنى ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ  ) من سياق الآية بعدها : ( وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً  ) ، فالنهار مبصر ، أما الليل فهو ( محو ) أى مظلم .

ثالثا : ونفهم معنى أن يكون الليل بظلامه ( آية ) تعادل ( آية ) النهار  المبصر . وهنا إعجاز علمى بالتعبير القرآنى ( آية ) . العين البشرية لا ترى بنفسها ، الذى يجعلها ترى هو الضوء ، ضوء النهار الذى يسقط على الأشياء وينعكس منها فيصل الى العين فترى هذه الأشياء . لو كانت العين ترى بنفسها لأمكنها أن ترى فى الظلام ، ولكن الله جعل آية الليل ممحُوة ، أى مظلمة كما جعل النهار آية مبصرة .

رابعا : حين نزل القرآن الكريم كان المفهوم الشائع هو ما قاله بطليموس واقليدس أن أشعّة تصدر من العين فترى الأشياء . أشار القرآن الكريم الى عكس ذلك .

جدير بالذكر أن العالم العربى الحسن بن الهيثم (   965 : 1040  ميلادية ) هو الذى إكتشف هذا فى آلية الرؤيا بالعين ، ولهذا اعتبروه أبا علم البصريات المعاصرة . والعادة أنهم اتخذوا القرآن الكريم مهجورا . 

اجمالي القراءات 2750