أخطاء البيان الشيوعى

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢١ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 أخطاء المبادىء الشيوعية

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد

 هذا بيان لبعض الأخطاء المذكورة فى المبادىء الشيوعية لفرديدريك انجلز

قال"
1.
ما هي الشيوعية ؟
الشيوعية هي علم تحرير البروليتاريا.
السؤال ردا على السؤال مما تتحرر البروليتاريا؟

لا يوجد تحديد فالتحرير كلمة هنا فضفاضة تعنى تحررهم من كل شىء بل إنها تعنى أيضا التحرر من الشيوعية على اعتبار أن كل واحد حر حرية كلية تامة

قال       ما هي البروليتاريا ؟
البروليتاريا هي الطبقة التي – من بين كل طبقات المجتمع – تعيش كليا من بيع عملها فقط، لا من أرباح أي نوع من أنواع رأس المال. ولا تتوقف معيشتها بل وجودها ذاته، على مدى حاجة المجتمع إلى عملها، أي أنها رهينة فترات الأزمة والازدهار الصناعي وتقلبات المنافسة الجامحة. بإيجاز إن البروليتاريا هي الطبقة الكادحة لعصرنا الراهن."

فى تعريف البروليتاريا تناقض فأول الكلام عرفها بأنها تعيش كليا من بيع عملها فقط وهذا يعنى أنها تأخذ أجر عملها فقط  ثم عرفها ثانيا بأنها الطبقة الكادحة والكدح هو العمل والعمل ناتجه لمن يعمل إما كثير أو متوسط أو قليل أو بألفاظ أخرى يزيد عن الحاجات أو ينقص عن الحاجات وطبقا للتعريف الأول نجد أن هناك كثير من المحتاجين والفقراء خارج البروليتاريا ومن أمثلتهم كثير من أصحاب العاهات الذين لا يعملون ولا يجدون مالا لنفقتهم من ورث ومدخرات وخلافه ومثل الفلاح الذى يملك -والملكية عندى هى ملكية انتفاع لأن الله وحده من يملك الملكية الحقيقية- قيراطين أرض ولا يكفيه عائد الإيجار منهم فى قضاء حاجاته وأسرته
قال:
3.
هل وجدت البروليتاريا منذ القدم ؟
كلا. لقد وجدت دائما طبقات فقيرة كادحة بل إن الطبقات الكادحة كانت في أغلب الأحيان فقيرة. أما الفقراء والعمال الذين يعيشون في ظروف كالتي أشرنا إليها سابقا – أي البروليتاري – فهم لم يكونوا موجودين في كل الأزمنة. كما لم تكن المنافسة حرة وبلا أي حدود"

والسؤال  من أخبركم أن البروليتاريا لم توجد منذ القدم ؟هل من الكتب التاريخية الكاذبة المليئة بالمتناقضات أم كنت تعيش فى تلك العصور وعاصرت الناس كلهم فعرفت هذا ؟

إنكم تؤمنون بالماديات أى شاهد وعاين والتحدث عن الماضى لا يدخل ضمن الماديات لأنكم لم تشاهدوه ولم تعاينوه

أضف لهذا أننا سمعنا عن عدة شيوعيات كشيوعية مزدك وشيوعية بابك فهل هذه شيوعيات أم جر شكل ؟    .

قال"
4.
كيف ظهرت البروليتاريا ؟
لقد نشأت البروليتاريا في إنجلترا خلال النصف الثاني من القرن الماضي (الثامن عشر) على إثر الثورة الصناعية التي قامت منذ ذلك الحين في جميع البلدان المتحضرة في العالم.
كان الحافز لهذه الثورة الصناعية هو اختراع الآلة البخارية ومختلف أنواع آلات الغزل والأنوال الآلية وعددا كبيرا من الأجهزة الميكانيكية الأخرى، التي بحكم ثمنها الباهض لم يكن قادرا على شرائها سوى كبار الرأسماليين، مما أدى إلى تغيير شامل لنمط الإنتاج السابق وإلى إزاحة الحرفيين القدامى نظرا لأن هذه الآلات أصبحت تنتج سلعا أفضل وأرخص من تلك التي أنتجها أولائك الحرفيين بأنوالهم اليدوية وأدواتهم البدائية.
وهذا ما يفسر كيف أدى دخول الآلة على النشاط الصناعي برمته إلى تحويله بين أيدي كبار الرأسماليين وإلى إفقاد الملكية الحرفية الصغيرة (أنوال، أدوات عمل...) كل ما لها قيمة، مما مكّن الرأسماليين من السيطرة على كل شيء في حين فقد العمال كل شيء.
ولقد أدخل نظام المانيفاكتورة – أول الأمر – في صناعة النسيج والملابس ثم ما أن كانت الانطلاقة الأولى لهذا النظام حتى انتشر سريعا ليشمل سائر الفروع الصناعية كالطباعة وصناعة الخزف والمعادن وأصبح العمل مقسما أكثر فأكثر بين مختلف فئات العمال، بحيث أن العامل الذي كان في السابق ينجز عمله كاملا صار لا يؤدي إلا جزءا فقط من هذا العمل. وقد سمح تقسيم العمل هذا بإنتاج سلع على نحو أسرع وبالتالي بكلفة أقل و صار دور العامل مقتصرا على أداء حركة آلية جدُّ بسيطة ومكررة باستمرار تستطيع الآلة أداءها ليس فقط بنفس الجودة بل بأفضل منها.
وسرعان ما سيطرت المكننة والصناعة الكبيرة على جميع فروع الإنتاج الواحد تلو الآخر تماما مثلما حصل بالنسبة للغزل والنسيج وهكذا وقعت كل الفروع الصناعية بين أيدي كبار الرأسماليين وفقد العمّال بذلك هامش الحرية الذي كانوا يتمتعون به سابقا. وزيادة عن المانيفاكتورة ذاتها وقعت الأنشطة الحرفية شيئا فشيئا تحت سيطرة الصناعة الكبيرة، إذ تمكن كبار الرأسماليين من إزاحة المنتجين الصغار المستقلين وذلك بإنشاء الورشات الكبرى حيث المصاريف العامة أقل وإمكانية تقسيم العمل أوفر. وهذا ما يفسر الإفلاس المتزايد من يوم لآخر للطبقة الحرفية الوسطى والتغيير الشامل في وضعية العمال ونشوء طبقتين جديدتين سرعان ما انصهرت فيها بقية الطبقات شيئا فشيئا ألا وهي:
طبقة كبار الرأسماليين الذين يحتكرون في كل البلدان المتحضرة ملكية وسائل العيش والمواد الأولية وأدوات العمل (الآلات والمصانع) اللازمة لإنتاج وسائل العيش. إنها طبقة البرجوازيين أو البرجوازية.
طبقة الذين لا يملكون شيئا والمضطرين إلى بيع عملهم للبرجوازيين مقابل الحصول على الضروريات لإبقائهم على قيد الحياة. إنها طبقة البروليتاريا أو البروليتارييون"

السؤال من قال أن البروليتاريا قد ظهرت فى انجلترا نتيجة الثورة الصناعية المزعومة ؟أنتم من قلتم والذى أعرفه أن البروليتاريا كانت ومازالت وستظل موجودة إلى ما شاء الله بسبب مخالفة الأقوام عبر مختلف العصور للوحى الإلهى والذى قسم الله فيه الأقوات كما قال " سواء للسائلين "أى سيان أى قدر متساوى للطالبين وهم الخلق والقرآن ملىء فى قصص الأقوام بتقسيم الأقوام للمترفين والضعفاء وهم البروليتاريا وهم السادة والأتباع أيضا وهذا دليل على تواجدها ليس بسبب الثورة الصناعية وإنما بسبب ظلم الإنسان لأخيه الإنسان   .قال"
5.
ما هي الظروف التي يبيع فيها البروليتارييون عملهم للبرجوازية ؟
إن العمل سلعة كغيرها من السلع وبالتالي يتحدد سعرها على أساس نفس القوانين المعمول بها بالنسبة لأية سلعة أخرى. وفي ظل سيادة الصناعة الكبرى أو المنافسة الحرة (مما يعني نفس الشيء كما سنبين فيما بعد) يساوي سعر أي بضاعة ما – دائما – ما يعادل كلفة إنتاجها. وبالتالي يكون سعر العمل هو أيضا مساو لكلفة إنتاج العمل. لكن كلفة إنتاج العمل تتمثل في كمية وسائل العيش الضرورية لجعل العامل قادرا على استئناف ومواصلة عمله ولإبقاء الطبقة العاملة بصفة عامة على قيد الحياة. فالعامل إذن لا يتقاضى مقابل عمله سوى الحد الأدنى الضروري لتأمين تلك الغاية. وهكذا يكون سعر العمل – أو الأجر – هو الحد الأدنى الضروري لإبقاء العامل على قيد الحياة. وبما أن الأحوال الاقتصادية قد تسوء تارة وتزدهر تارة أخرى فإن العامل يتقاضى مقابل عمله أقل أو أكثر حسب تلك الأحوال، تماما مثلما يتقاضى الرأسمالي مقابل بيع سلعة ثمنها قد يرتفع أو ينخفض حسب الأحوال الاقتصادية.
وهكذا، كما يتقاضى الرأسمالي – إذا عادلنا بين ازدهار الأحوال و كساده – ما يساوي كلفة الإنتاج لا أكثر ولا أقل، فإن العامل لن يتقاضى كذلك أكثر أو أقل من الحد الأدنى لإبقائه على قيد الحياة. ومع تغلغل التصنيع الكبير في جميع فروع الإنتاج، يتعاظم التطبيق الصارم لهذا القانون الاقتصادي للأجور"

 قال الكاتب فى الفقرة "يساوي سعر أي بضاعة ما – دائما – ما يعادل كلفة إنتاجها. وبالتالي يكون سعر العمل هو أيضا مساو لكلفة إنتاج العمل"والخطأ هنا هو أن سعر العمل مساو لكلفة الإنتاج وهو بذلك أخرج كثير من الأعمال خارج نطاق العمل فمثلا المدرس لا يأتى علمه بإنتاج ومثلا المساح لا يكون فى عمله كلفة إنتاج عندما يقيس الأرض ويحسبها ومثلا المهندس عندما يرسم مبنى على الورق   أو يصمم  آلة على الورق فإنه لا يكون فى عمله كلفة إنتاج سوى الورقة

وبناء عليه ليس سعر البضاعة معادل لكلفة الإنتاج لوجود بضاعة ليس فيها كلفة أو كلفة زهيدة وليس الأجر مرتبط بالعمل عند الله وإنما الأجر مرتبط بحاجة الإنسان ومن ينفق عليهم  سواء كان الإنسان يعمل فى عمل ما أو لا يعمل بسبب عاهته وعجزه ومرضه   

قال"

.6 -ما هي الطبقات الكادحة التي وجدت قبل الثورة الصناعية ؟
عرفت الطبقات الكادحة مختلف الظروف واحتلت مواقع متباينة في مواجهة الطبقات المالكة والمسيطرة وذلك لاختلاف مراحل تطور المجتمع. وقديما كان الكادحون عبيدا للمالكين مثلما يزال الحال في عدد كبير من البلدان المتخلفة وحتى في القسم الجنوبي من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي القرون الوسطى كان الكادحون هم الأقنان الذين تملكهم الأرستقراطية العقارية كما هو حتى الآن في المجر وبولونيا وروسيا. وعرفت المدن طوال القرون الوسطى وحتى قيام الثورة الصناعية ما يسمى بـ "الصناع" الذين يعملون تحت إمرة حرفيين بورجوازيين صغار. ومع تطور المانيفاكتورة، برز شيئا فشيئا العمال الذين أصبحوا يشتغلون فيما بعد لدى كبار الرأسماليين"

الكاتب هنا يتكلم عن ما يسمى التاريخ الحديث لأوروبا والأمريكتين ولا يتحدث عن الشرق ولا عن العالم الإسلامى فهو خارج نطاق كلامه ،صحيح أن بعض كلامه ينطبق على ما حدث ومازال يحدث فى العالم كله ولكنه لا ينطبق على الدولة الإسلامية على اختلاف عصورها وأنا هنا لا أتحدث عما يعرفه البعض مما يسمى دول إسلامية كدولة بنى أمية وبنى العباس وغيرهم وإنما أتحدث عن الدولة الإسلامية التى كانت فى عهد غالبية الرسل (ص)وأخرهم النبى الخاتم(ص)      .
قال"
7.
بما يتميز البروليتاري عن العبد ؟
في حين يُباع العبد دفعة واحدة، يتعين على البروليتاري أن يبيع نفسه كل يوم، بل كل ساعة. والعبد بمفرده هو على ملك سيّد واحد تقتضي مصلحته ذاتها أن تكون معيشة عبده مضمونة مهما كانت يائسة وحقيرة. أما البروليتاري بمفرده فهو تحت تصرف الطبقة البرجوازية بأسرها إن صح التعبير. فمعيشته ليست مؤمَّنة لأن عمله لا يتم شراؤه إلا عندما تكون ثمة حاجة إلى ذلك. وهكذا لا يكون وجود الطبقة العاملة مضمونا و مؤمَّنا إلا بصفتها طبقة بمجملها. في حين لا يعرف النظام العبودي المنافسة، يوجد البروليتاري في صميمها. وهو بالتالي يعاني من كل تقلباتها. وبينما يُنظر إلى العبد كبقية الأشياء، لا كعضو في المجتمع المدني، يُعتبر العامل كائنا بشريا وعضوا في المجتمع. لذا قد يكون للعبد عيشة أفضل من العامل لكن هذا الأخير ينتمي إلى مرحلة أرقى من مراحل تطور المجتمع ويجد نفسه بالتالي في منزلة أرقى بكثير من منزلة العبد.
ويتم تحرير العبيد بمجرد القضاء على علاقة واحدة فقط: ألا وهي العلاقة العبودية من بين جميع علاقات الملكية الخاصة مما يسمح له بالتحول إلى أكثر من عامل. أما البروليتاري نفسه فإنه لن يحرر إلا بالقضاء على الملكية الخاصة بوجه عام"

الكاتب هنا يطالب بالقضاء على الملكية الخاصة كلها وهو أمر محال فلابد من وجود الملكية الخاصة وهى ملكية انتفاع وليس بيع وشراء والملكية الخاصة التى توجد فى الإسلام هى ملكية البيوت فمتى وجد مسلم من غير بيت خاص به فقد انتفت صفة الإسلام عن الدولة وأما الأراضى والمصانع وغيرها فكلها ملكية اشتراكية بمعنى أن العائد يقسم على الكل بالتساوى حتى لو كان مالك العبيد والعبيد وقد اعتبر الله من لم يقسم العائد على الكل بالتساوى جاحد كافر بنعمة الله فقال " والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون" وقطعا فى بداية البشرية كان ما ورثه أولاد آدم (ص)متساوى فلم يكن هناك أخ غنى وأخ فقير وإنما الكل سواء وقد بدأ الكفر غالبا من خلال الاقتصاد حيث اكل أخ مال إخوته أو بعضهم فأصبحوا فقراء وهو غنى وأما أن الله فضل بعضنا على بعض فى الرزق فمعناه هو أن الله جعل مصادر الغنى لبعضنا أكثر من بعض مثل من كان لديه أب بخيل يكنز المال ويقتر على نفسه وأسرته فورثه الابن ومثل من يشترك فى الجهاد فيحصل على جزء من الغنيمة يزيده على من لا يشترك ومثل من يهب ماله لأخر لأن ليس لديه ورثة  فهى أسباب غالبها لا يد للإنسان الغنى  فيها  .
قال"
8.
بماذا يتميز البروليتاري عن القن ؟
يتمتع القن بأدوات إنتاج وقطعة أرض صغيرة مقابل تسليم "سيده" حصة من محصوله أو القيام ببعض الأعمال المعينة بينما يشتغل البروليتاري بأدوات إنتاج هي على ملك شخص آخر ولحساب نفس ذلك الشخص ومقابل حصة معينة من الإنتاج. فالقن يعطي والبروليتاري يأخذ. معيشة القن مؤمَّنة، في حين ليس للعامل أي ضمان في معيشته. القن يوجد خارج علاقات المنافسة، أما البروليتاري فإنه يقع في صميمها. ويمكن للقن أن يتحرر:
إما باللجوء إلى المدن متحولا فيها إلى حرفي.
إما بتقديم المال لسيده عوضا عن المحصول والعمل المطالب بهما متحولا بذلك إلى مزارع حر.
أو بطرد سيده الإقطاعي متحولا هو نفسه إلى ملاك إقطاعي.
وبإيجاز يصبح القن منتميا إلى الطبقة المالكة ومنخرطا في دائرة المنافسة، في حين ليس للبروليتاري من أمل في التحرر إلا بالقضاء على المنافسة ذاتها والملكية الخاصة وجميع الفوارق الطبقية"

الرجل هنا يتكلم عن مجتمعات غريبة عنا وهو يطلب القضاء على المنافسة وفى دولة الإسلام لا يوجد منافسة أبدا فى التجارة لأن مبدأ الدولة "وتعاونوا على البر والتقوى"فمن نافس فى التجارة فقد خرج عن الإسلام لأن المنافسة تؤدى لارتكاب الذنوب كالاحتكار وضرب المنافسين وإيذاء المستهلكين  ."

قال"
9.
بماذا يتميز البروليتاري عن الحرفي ؟
في الورشات الحرفية القديمة، لم يكن الحرفي الشاب أكثر من عامل مأجور حتى بعد أن ينهي فترة تدريبه. لكنه يتحول بدوره إلى معلم بعد عدد معين من السنوات. هذا في حين أن البروليتاري يبقى عاملا مأجورا طوال حياته. الحرفي قبل أن يصبح معلما يكون زميلا للمعلم يعيش في بيته ويأكل على مائدته. أما العلاقة الوحيدة بين البروليتاري والرأسمالي فهي مجرد علاقة مالية. الصانع في الورشة الحرفية ينتمي للفئة الاجتماعية ذاتها التي ينتمي إليها معلمه ويشاركه عاداته وتقاليده، بينما البروليتاري يفصله عن الرأسمالي عالم كامل من التمايزات الطبقية. إنه يعيش في بيئة أخرى ويتبع نمط حياة يختلف جذريا عن نمط حياة الرأسمالي وتختلف مفاهيمه عن مفاهيم الرأسمالي. ثم إن الحرفي يستخدم في عمله أدوات تكون عادة على ملكه أو يسهل عليه امتلاكها إن شاء ذلك، أما البروليتاري فهو يشتغل بآلة أو جزء من آلة ليست ملكا له ويستحيل عليه امتلاكها. الحرفي ينتج بضاعة كاملة في معظم الأحيان وتلعب مهارته في استخدام أدواته دائما الدور الحاسم في إنتاج هذه البضاعة، أما البروليتاري فهو لا ينتج في أغلب الأحيان سوى جزء صغير من آلة أو جهاز، أو يساهم فقط في أداء عملية جزئية من مجمل العمل اللازم لإنتاج هذا الجزء، وتأتي مهارته الشخصية في المرتبة الثانية بعد عمل الآلة. وغالبا ما تكون الآلة – على كل حال – أجدى منه من حيث كمية المنتجات أو تركيبها.
الحرفي – تماما مثل معلمه – محميّ من المنافسة طوال أجيال عبر القيود الحرفية والأعراف السائدة، بينما العامل مضطر إلى التضامن مع زملائه أو الالتجاء للقانون حتى لا تسحقه المنافسة. ذلك أن الفائض في اليد العاملة يسحق العامل لا سيده الرأسمالي. الحرفي – مثله مثل معلمه – كائن محدود، ضيق الأفق، خاضع للعصبية الفئوية وعدو لكل ما هو جديد، بينما العامل في المقابل مضطر لأن يضع نصب عينيه في كل لحظة التعارض الكبير بين مصالح طبقته ومصالح الطبقة الرأسمالية. عند العامل، يحل الوعي محل العصبية الفئوية فيدرك أن تحسين أحوال طبقته لا يتم إلا بتقدم المجتمع بأسره. الحرفي – في نهاية الأمر – محافظ ورجعي حتى عندما يتمرد بينما العامل مجبر باطراد على أن يكون ثوريا. إن أول تقدم اجتماعي تمرّد عليه الحرفيون هو بروز نظام المانفكتورة، الذي يتمثل في إخضاع الحرفة – بما فيها المعلم والصانعلرأس المال المرابي (المركنتلي) الذي انقسم فيما بعد إلى رأس مال تجاري ورأس مال صناعي"

 الرجل هنا يفرق بين الحرفى والأجير أى البروليتارى والحق هو أن الحرفى فى كثير من المجتمعات هو أجير يعمل وينال أجرته أى بروليتارى وهكذا سمعنا من الآباء والأجداد وعشنا وسط الحرفيين

 الرجل هنا يتحدث عن عالم ليس موجودا فى بلادناوقد لا يكون فى المجتمعات التى يتحدث عنها   .

قال"
10.
بماذا يتميز العامل عن عامل المانيفاكتورة ؟
كان عامل المانفكتورة منذ القرن الثامن عشر لا يزال يملك أدوات عمله: نول الحياكة ومغزله العائلي وحقل صغير يزرعه أثناء أوقات فراغه. أما العامل فلم يكن يملك أي شيء من ذلك. ويعيش عامل المانيفاكتورة بصفة دائمة تقريبا في الريف ويرتبط بعلاقات أبوية مع الملاك الإقطاعي و صاحب العمل، بينما يعيش العامل في المدن الكبرى ولا تربطه بالرأسمالي سوى علاقة مالية صرفة. وتقوم الصناعات الكبرى بانتزاع العامل المانيفاكتوري من علاقته الأبوية فيخسر ما تبقى له من ملكية صغيرة متحولا بذلك إلى عامل"

الرجل هنا يفرق بين العامل وعامل المنفكتورة بسبب وجود أداة العمل ولا أدرى  لماذا يفرق بينهم بسبب وجود أداة عمل مملوكة مع أن كلاهما فى الهم واحد ومع أن السبب فى وجود الأداة مع أحدهما ليس سببه عدم القدرة المالية وإنما سببه نوعية العمل فالعمل فى المصنع لا يحتاج لأداة خاصة بينما العمل خارج المصنع يستلزم وجود أداة خاصة للعمل فمثلا العامل الحاصد للزرع لابد أن يكون معه منجل حتى يقوم بعمله ومثلا السباك لابد أن تكون معه أدوات عمله ليعمل بها ومثلا الدهان لابد أن يكون معه فرشاة للدهان وإلا كيف سيعمل ؟ زد على هذا أن التواجد فى الريف والمدينة يستوجب اختلاف فى بعض الحرف كعامل المصنع وعامل الحقل والبعض الأخر فى الريف والمدينة لا يستوجب الاختلاف فسباك الريف كسباك المدينة لابد له من نفس الأدوات وأيضا حلاق الريف وحلاق المدينة     .

قال"
11.
ما هي النتائج المباشرة لقيام الثورة الصناعية ولانقسام المجتمع إلى برجوازيين وبروليتاريين ؟
أولا: لقد تم القضاء نهائيا على نظام المانيفاكتورة القديم وعلى التصنيع المعتمد على العمل اليدوي بسبب انخفاض ثمن المنتوجات الصناعية في جميع البلدان الناتج عن إدخال المكننة. كما انتزعت بعنف من عزلتها جميع البلدان شبه الهمجية حيث كان التصنيع مرتكزا على نظام المانيفاكتورة بعد أن ظلت حتى ذلك الحين على هامش التطور التاريخي، و راحت تشتري البضائع الإنجليزية الأرخص ثمنا تاركة بذلك عمّال المانيفاكتورات المحليين يموتون جوعا. وهكذا عرفت عدة بلدان لم تحقق أي تقدم منذ قرون، تحولات شاملة مثلما هو الشأن بالنسبة للهند. حتى أن الصين نفسها توجد الآن على عتبة تحول ثوري شامل.
وهكذا يؤدي اختراع آلة جديدة في إنجلترا بملايين العمال الصينيين إلى حافة المجاعة في غضون بضع سنوات. وبهذه الطريقة، ربطت الصناعة الكبرى جميع شعوب الأرض فيما بينها وحوّلت الأسواق المحلية إلى سوق عالمية واسعة ومهدت السبيل في كل مكان للتقدم والحضارة بحيث أصبح لكل ما يحدث في البلدان المتحضرة انعكاسات حتمية على جميع البلدان. فإذا تحرر العمّال في إنجلترا أو فرنسا فإن ذلك سوف يجر بالضرورة إلى اندلاع ثورات تؤدي إن آجلا أو عاجلا إلى تحرير العمال في البلدان الأخرى.
ثانيا: وقد أدى قيام الثورة الصناعية أينما حلّت الصناعة الكبرى محل الإنتاج المانيفاكتوري، إلى نمو منقطع النظير للطبقة البرجوازية و ثرواتها ونفوذها مما جعل منها الطبقة الأولى في المجتمع. وحيثما حدث ذلك، استولت البرجوازية على السلطة السياسية وكذلك أزاحت الطبقات التي كانت سائدة آنذاك الأرستقراطية وأمناء الحرفيين والحكم الفردي المطلق الذي كان يمثّل هاتين الطبقتين.
لقد قضت البرجوازية على نفوذ الأرستقراطية والنبلاء وذلك بإلغاء الأوقاف (أو ما يسمى بحق الإبن الأكبر) وجميع الامتيازات الإقطاعية. كما حطّمت سلطة البرجوازيين الصغار بالمدن عندما قامت بإلغاء كل التجمعات الحرفية وجميع امتيازاتها وصلوحياتها، وأحلّت محل ذلك نظام المنافسة الحرة الذي يسمح لكل فرد بأن يتعاطى النشاط الاقتصادي الذي يروق له ولا يمكن أن يُعيقه عن ذلك سوى عدم توفر رأس المال اللازم لهذا الغرض.
وهكذا كان إدخال المنافسة الحرة بمثابة الإعلان الرسمي بأن أفراد المجتمع ليسوا متفاوتين إلا بنسبة تفاوت رساميلهم وأصبح الرأسمال هو القوة الحاسمة والمحددة وبالتالي أصبح الرأسماليون البرجوازيون هم الطبقة الأولى في المجتمع.
ولكن بقيت المنافسة الحرة ضرورية، أول الأمر، لتطوير الصناعة الكبيرة بما أنها النظام الوحيد الذي يسمح لها بالنمو.
وما إن غدت البرجوازية الطبقة الأولى على الصعيد الاقتصادي حتى أعلنت كذلك أولويتها على الصعيد السياسي. وقد تم لها ذلك بواسطة إدخال النظام التمثيلي القائم على أساس المساواة البرجوازية أمام القانون و الاعتراف بشرعية المنافسة الحرة. وهذا ما وقع إقراره في البلدان الأوروبية في شكل "نظام ملكي دستوري" حيث لا يتمتع بالحق الانتخابي إلا الذين يملكون رأسمال معين أي البرجوازيين وحدهم، وهكذا يرشح الناخبون البرجوازيون نوابا من بينهم يقومون باستخدام حقهم في رفض المصادقة على الضرائب لتنصيب حكومة برجوازية أيضا.
ثالثا: ومثلما سمحت الثورة الصناعية في كل مكان بنمو البرجوازية سمحت أيضا بنمو العمال. وكلما ازدادت البرجوازية غنى ازدادت الطبقة العاملة عددا وبما أن العمال لا يمكن تشكيلهم إلا بواسطة رأس المال وأن هذا الأخير لا يستطيع النمو إلا بتشغيل العمال فإذا تكاثر عدد العمال يزداد بارتباط وثيق مع تراكم رأس المال.
كما أدت الثورة الصناعية أيضا إلى حشد البرجوازيين، تماما مثل العمال، في تجمعات كبيرة يمارس فيها الرأسماليون النشاط الصناعي بمزيد من الفوائد والأرباح، وتمكن العمال، بحكم تمركزها بأعداد هائلة في رقعة محدودة، من أن تدرك مدى قوتها.
ومن ناحية أخرى، كلما تطورت الثورة الصناعية، كلما وقع اختراع المزيد من الآلات الحديثة، الشيء الذي يؤدي إلى الاستغناء أكثر فأكثر عن العمل اليدوي. بحيث تسعى الصناعة الكبيرة – كما بينا سابقإلى التخفيض من الأجر إلى حده الأدنى متسببة بذلك في تردي أوضاع العمال من سيئ إلى أسوأ. وهكذا تمهد الثورة الصناعية إلى قيام ثورة اجتماعية بقيادة الطبقة العاملة نتيجة تفاقم استياء وتذمر العمال من ناحية، وتعاظم قوتها من ناحية أخرى"

الرجل هنا يتكلم عما حدث عما سمى بالمجتمعات الصناعية فى أوربا والأمريكتين فهو يتكلم عن مجتمعات غريبة عنا  صحيح أن بعض ما قاله ينطبق على المجتمعات التى نعيشها والمجتمعات التى عاشها الآباء والأجداد من تسلط أصحاب المال على الحكم والسياسة وهذا هو الوضع الذى عاشت فيه معظم المجتمعات القديمة حيث طبقة المترفين وطبقة الضعفاء وهم الأتباع

وأما حكاية الثورة الصناعية والمكننة وما تؤدى إليه من ظلم للعمال وطردهم فهذا لا يتواجد فى دولة الإسلام الحقيقية فلا ظلم ولا طرد وإنما التطور فى الآلات يستوجب إعادة تأهيل العمال فى نفس العمل  أو تدريبهم على عمل أخر ليعملوا به لأن كل المؤسسات  على الأرض ملك للكل أى ميراث للكل كما قال تعالى "ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون"     
قال"
12.
ما هي النتائج الأخرى للثورة الصناعية ؟
لقد أوجدت الصناعة الكبرى، عبر الآلة البخارية وغيرها، وسائل زيادة الإنتاج الصناعي بسرعة فائقة وكلفة أقل إلى أقصى الحدود. وسرعان ما اكتسبت المنافسة، التي فرضتها الصناعة الكبرى، طابعا عنيفا جدا. وتهافت عدد ضخم من الرأسماليين على ممارسة النشاط الصناعي ولم يلبث أن أصبح الإنتاج يفوق بكثير ما يمكن استهلاكه. ولم تجد البضائع من يشتريها وتكدست السلع فكانت "الأزمة التجارية" واضطرت المصانع إلى التوقف عن العمل وأعلن الكثير من الصناعيين إفلاسهم ووجد العمال أنفسهم مهددين بالمجاعة وعم البؤس الرهيب كل مكان. وبعد فترة، بيعت كل السلع الزائدة عن الحاجة واستأنفت المصانع نشاطها وارتفعت الأجور شيئا فشيئا وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي، بل أحسن من أي وقت مضى. ولكن لم يدم ذلك طويلا، إذ سرعان ما أنتجت سلع زائدة عن الحاجة وحصلت أزمة جديدة اتخذت مسار سابقتها. وهكذا منذ بداية هذا القرن (التاسع عشر)، تأرجحت باستمرار الأوضاع الاقتصادية بين فترات الازدهار وفترات الأزمة، وبصفة شبه منتظمة، أي كل خمس أو سبع سنوات، تحت أزمة دورية تجلب للعمال البؤس وتنفث فيهم روح الهيحان الثوري العام وتشكل خطرا بالغا على النظام القائم كله"

الرجل هنا يتحدث عن مجتمعات غريبة عن المجتمع الإسلامى فى الوحى فليس الغرض من الصناعة والزراعة وغيرها  هو الربح فى الإسلام وإنما الغرض هو إعداد كل وسائل القوة التى تحمينى من اعتداء المعتدين كما قال تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "ومن ثم فالعمل لا يقوم على مجرد إنتاج بضائع كثيرة وإنما لايقوم على سد حاجات الناس داخل الدولة وبعد هذا سد حاجات الناس فى الدول الأخرى بمقابل أو بدون مقابل متى كان هذا ممكنا والعمال يظون يعملون ويتقاضون أجرهم لأن الأجور فى الإسلام ليست مرتبطة بالعمل وإنما مرتبطة بالإنفاق على النفس والأسرة وسد كل احتياجاتهم وعلى الناس أن يفكروا فى صناعات جديدة كلما كثرت القديمة ولم يعد الناس بحاجة لها أو يتدربوا على أعمال أخرى ما زال الناس لم تسد احتياجاتهم فيها .
قال"

14.
كيف ينبغي أن يكون هذا النظام الاجتماعي الجديد ؟
ينبغي قبل كل شيء انتزاع المصانع وفروع الإنتاج الأخرى من أيدي الأفراد الخواص المتنافسين فيما بينهم ووضعها تحت إدارة وتسيير المجتمع بأسره. مما يعني أنها ستصبح مسيّرة في خدمة المصلحة العامة طبقا لخطة مشتركة وبمساهمة جميع أفراد المجتمع. وبالتالي يقع القضاء على المنافسة ويستعاض عنها بمبدأ المشاركة والتعاون. ومن ناحية أخرى، فإن الملكية الخاصة لا يمكن فصلها عن المنافسة وعن ممارسة أشخاص منفردين للنشاط الاقتصادي. ذلك أن ممارسة هؤلاء الأشخاص للنشاط الصناعي يفترض بالضرورة وجود الملكية الخاصة، كما أن الملكية الخاصة لا يمكن فصلها عن المنافسة نظرا لكون هذه المنافسة ليست سوى أسلوبا لممارسة نشاط صناعي مفتوح أمام بضعة أشخاص منفردين لإدارته وتسييره وهكذا فلا بد من إلغاء الملكية الخاصة والاستعاضة عنها بالاستخدام الجماعي لكل وسائل الإنتاج وبالتوزيع العادل لكل المنتوج وذلك بمقتضى اتفاق مشترك او ما يسمى بـ "اشتراكية الخيرات". بل إن إلغاء الملكية الخاصة هو التعبير الأوجز والأكثر دلالة عن ذلك التحول الشامل، الذي حتمه التطور الصناعي، في النظام الاجتماعي. ولهذا السبب يعتبر إلغاء الملكية الفردية المطلب الرئيسي بحق لكافة الشيوعيين"

كما سبق أن قلنا إلغاء الملكية الخاصة ككل محال فلابد من ملكية خاصة هى ملكية البيوت وهناك ملكيات خاصة مثل فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان والملابس والأحذية وأثاث البيوت والأقلام وبعض هذه الأشياء لو زالت ملكيتها الخاصة لسببت مثلا انتشار الأمراض فى حالة فرشاة الأسنان فهى أداة لنقل المرض ومثلا الملابس تختلف المقاسات وتختلف نوعيات الأنسجة التى يرتديها كل واحد ومن ثم لا ينفع أن يرتدى الكل ملابس الكل لوجود النحيف والسمين والطويل والقصير ووجود مناخ حار ومناخ بارد ومناخ معتدل      .

وأما المؤسسات فى مختلف المجالات فتزول ملكيتها الخاصة لأنها ملك لجميع البشر فلم يقل الله أن خلق الأرض لبعض البشر والبعض الأخر لا وإنما خلقها للكل سيان كما قال " والأرض وضعها للأنام"  
قال" 
15.
أ فلم يكن إلغاء الملكية الخاصة ممكنا في الماضي ؟
كلا. إن كل تحول في علاقات الملكية وكل تغير في النظام الاجتماعي هما النتيجة الضرورية لظهور قوى منتجة جديدة لم تعد تتلاءم مع علاقة الملكية القديمة. إذ هكذا برزت الملكية الفردية للوجود. ذلك أنها لم تكن موجودة منذ بدء التاريخ. وعندما انبثق في أواخر القرون الوسطى نمط جديد للإنتاج في شكل ماينفاكتورة، أخذ ينمو في تناقض تام مع الملكية الإقطاعية والحرفية السائدة آنذاك. وبحكم عدم ملاءمة الإنتاج المانيفاكتوري لعلاقات الملكية القديمة، ولد ذلك شكلا جديدا من أشكال الملكية هي الملكية الخاصة. وفعلا، فبالنسبة للمانيفاكتورة، كما بالنسبة للمرحلة الأولى من مراحل نمو الصناعة الكبرى، لم يكن ثمة من شكل ممكن للملكية غير الملكية الخاصة. كما لم يكن ثمة شكل مجتمعي ممكن غير المجتمع المرتكز أساسا على الملكية الخاصة. وطالما لم يكن بالإمكان إنتاج كمية من البضائع تكفي، لا فقط لسد حاجيات المجتمع، بل لإبقاء فائض معين منها يسمح بتراكم الرأسمال الاجتماعي وبتطوير القوى المنتجة، لا بد أن توجد طبقة مسيطرة تتصرف بالقوى المنتجة وطبقة أخرى فقيرة ومضطهدة. إن تركيبة كل هاتين الطبقتين وطابعهما يتوقفان على درجة تطور الإنتاج. فمجتمع القرون الوسطى، القائم على زراعة الأرض، يعطينا السيد الإقطاعي والقن. وفي نهاية القرون الوسطى تعطينا المدن المعلم الحرفي والصانع والعامل اليومي. ويعطينا القرن السابع عشر صاحب المانيفاكتورة والعامل. والقرن التاسع عشر، الصناعي الكبير (البرجوازي) والبروليتاريا.
وهكذا يتضح أن القوى المنتجة لم تبلغ بعد بما فيه الكفاية درجة من النمو تمكنها من إنتاج ما يكفي الجميع وتجعل من الملكية الخاصة عبئا وعائقا لنموها. أما اليوم:
إثر نمو الصناعة الكبيرة، أنشأت الرساميل وتطورت القوى المنتجة على نحو لم يسبق له مثيل وتوفرت الوسائل الضرورية للزيادة سريعا في القوى المنتجة إلى ما لا نهاية له.
تمركزت القوى المنتجة أكثر فأكثر بين أيدي حفنة من البرجوازيين، بينما يُـقذف بالأغلبية الكبرى من الشعب إلى مصاف العمال التي يغدو وضعها أشد بؤسا وأصعب احتمالا في الوقت الذي تتضاعف فيه ثروات البرجوازيين.
تضاعفت القوى المنتجة بسهولة كبيرة مما جعلها تتجاوز إطار الملكية الخاصة والنظام البرجوازي إلى حد أنها أصبحت تثير بلا انقطاع أعنف الاضطرابات الخطيرة على النظام الاجتماعي. اليوم إذن والحالة تلك، فإن القضاء على الملكية الخاصة لم يعد فقط ممكنا بل أصبح ضروريا على الإطلاق"

الرجل ينفى عدم وجود الملكية الخاصة فى القديم وما نعرفه من القرآن هو أن آدم (ص) وأولاده لم تكن لهم ملكية خاصة وإنما كانت الملكية للكل على حد سواء وقد بين القرآن لنا أن المجتمع المسلم فى بدايته فى المدينة قام على أساس إلغاء الملكية الخاصة ولكن ليس بالعنف وإنما برضا الناس حيث قام الأنصار بإشراك المهاجرين فيما يملكون وأصبح الكل إخوة بل إن بعض الأنصار تنازل عن بعض من نصيبه الأخر لبعض المهاجرين وهو قوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " بل إن الحكم فى الملكية كان هو توارث الفريقين دون وجود قرابة بينهم ثم نسخ الحكم فيما بعد وأصبح توارث الأقارب ولكن بعدما استقرت الأسس الاقتصادية وهى الشراكة فى المال بين الكل         .
قال"
18.
ما هو المسار الذي ستسلكه هذه الثورة ؟
بادئ ذي بدء ستركز الثورة نظاما ديمقراطيا مكرسة بالتالي سيطرة الطبقة العاملة سياسيا بصفة مباشرة أو غير مباشرة

الرجل هنا يناقض نفسه فالثورة تتبنى الديمقراطية والديمقراطية كمفهوم عام هى حكم كل الشعب ومع هذا ينسف المفهوم بسيطرة الطبقة العاملة على السياسة وهو الحكم وكأنه أتى بطبقة حاكمة مكان طبقة أخرى فبدلا من الرأسماليين والبرجوازيين كما يقال أتى بالشيوعيين وعدنا لنفس الدائرة المفرغة وهى إقامة طبقة تتحكم فى غيرها وقطعا الرجل يتحدث عن مفهومه هو للديمقراطية مع وجود مفاهيم كثيرة للديمقراطية كالنيابية والموجهة والماركسية  

قال"..
-ولا يمكن أن تكون الديمقراطية ذات جدوى بالنسبة للطبقة العاملة إذا لم تستخدمها مباشرة لاتخاذ إجراءات شاملة تقتضي المس من الملكية الخاصة وتكفل وجود الطبقة العاملة ذاتها.
ولعل أهم هذه الإجراءات، كما تمليها بالضرورة الأوضاع الراهنة، هي التالية.
2 –
المصادرة التدريجية لأملاك كبار العقاريين والصناعيين وأصحاب خطوط السكك الحديدية والبواخر وذلك بواسطة منافسة القطاع العام في الصناعة من جهة وبواسطة المصادرة المباشرة مقابل تعويضات معينة من جهة أخرى"

الرجل يناقض نفسه فهو يصادر الأملاك ثم يعوض أصحابها فى النهاية وهو إجراء خاطىء لأنه يعطى مال لأصحاب الأملاك يعيدون به الكرة فى الاقتصادويكثرون أموالهم إن لم يكن فى نفس الدولة ففى دولة أخرى

قال".
3 –
مصادرة أملاك جميع المهاجرين والمتمردين ضد مصلحة غالبية الشعب"

الرجل هنا يصادر أملاك جميع المهاجرين مع أن معظم المهاجرين ينتمون للطبقة العاملة فمعظم الهجرة سببها اقتصادى وهو بذلك ينقض مبدأ إخوة الشيوعيين فى كل مكان

قال"

 4- تنظيم العمل وتشغيل العمال في ممتلكات ومصانع ومؤسسات الدولة مما يقضي على تنافس العمال فيما بينهم ويضطر ما تبقى من الرأسماليين على دفع أجور مرتفعة مساوية لما تدفعه الدولة"

الرجل هنا يريد أن يقوم ما تبقى من رأسماليين بدفع نفس أجور عمال الدولة لعمال مؤسساتهم وهو أمر نتائجه إما أن يهرب القوم أموالهم بقفل المؤسسات وإما أن يرفعوا أسعار السلع وإما أن يعلنوا إفلاسهم لأنهم لن يقدروا على منافسة أسعار الدولة التى غالبا ما تملك المواد الخام  وفى النهاية سيكون هناك خسارة إما خسارة العمال فى تلك المؤسسات لعملهم وإما خسارة الشعب لبعض أمواله وإما خسارة الدولة لمال تلك المؤسسات عبر تهريبه للخارج .

  قال"   –..19 هل سيكون من الممكن لهذه الثورة أن تقع في بلد واحد فقط ؟
لا. بخلق السوق العالمية، تكون الصناعات الكبرى قد جعلت كل شعوب الأرض، خاصة الشعوب المتحضرة، في علاقات قريبة فيما بينها مما لا يمكّّن إحداها من أن تكون مستقلة عما يجري للأخرى.
...هذا ما يجرّ إلى أن الثورة الشيوعية لن تكون مجرد ظاهرة قومية بل يجب أن تقع في نفس الوقت في كل البلدان المتحضرة. هذا يعني، على الأقل في إنجلترا وأمريكا وفرنسا وألمانيا.
ستتطور في كل هذه البلدان بسرعات متفاوتة حسب تطور الصناعة والثروة وأهمية كتلة القوى المنتجة. من هنا، ستبدأ بطيئة ثم ستواجه أكثر العراقيل في ألمانيا، وبأكثر سرعة وبأقل عراقيل في إنجلترا. وسيكون لها مفعول قوي على بقية بلدان العالم، وستغير جذريا مسار التطور الذي كانت تتبعه حتى الآن متجاوزة رقعتها"

الرجل هنا يتنبأ بأن الثورات الشيوعية ستكون فى كل دول العالم وهو تنبؤ خاطىء فلم تقع الثورات الشيوعية إلا فى عدد محدود من دول العالم والدول التى عول عليها لم تقع فيها ثورات شيوعية وإنما وقعت فى دول أخرى لم يكن نصيبها من الثورة الصناعية المزعومة سوى نصيب ضئيل فالثورة الروسية وقعت فى بلاد الفلاحين وكذا الثورة الصينية ومن ثم فليس النظام الصناعى الجديد هو السبب وإنما السبب فى رأيى هو حسن تنظيم الشيوعيين أنفسهم فى روسيا القيصرية والصين الإمبراطورية وساعدهم بصورة رئيسية على النجاح سخط الشعوب على النظام الملكى الإقطاعى   .
قال
20.
ما هي نتائج إلغاء الملكية الخاصة ؟
إن انتزاع جميع القوى المنتجة وكل وسائل النقل وتبادل وتوزيع المنتجات من أيدي الرأسماليين الخواص وتسييرها حسب خطة مضبوطة للموارد والحاجات المشتركة يمكن المجتمع قبل كل شيء من القضاء على العواقب الوخيمة المرتبطة بالنظام الحالي لإدارة وتسيير الصناعة الكبيرة. وستختفي جميع الأزمات وسيصبح الإنتاج الواسع غير كاف لسد حاجيات المجتمع... وهكذا سيصبح بإمكان المجتمع إنتاج ما يكفي لتنظيم التوزيع بما يؤمن تلبية حاجيات جميع أفراده. وبذلك سيصبح انقسام المجتمع إلى مختلف الطبقات المتعارضة أمرا لا مجال له. وليس هذا فحسب، بل وغير متطابق مع النظام الاجتماعي الجديد، وبما أن وجود الطبقات ناجم عن تقسيم العمل نفسه وبأشكاله الحالية، سيختفي نهائيا"

 الرجل هنا يتنبأ باختفاء جميع الأزمات عند زوال الملكية الخاصة وهو حلم فالأزمات ستظل موجودة حتى فى دولة العدل كاختبار من الله للناس كما اختبر المسلمين فى  المدينة بنقص من الثمرات والأنفس والجوع وفى الدول الشيوعية الحديثة وجدت أزمات أشهرها فى روسيا أزمات القمح  حيث لم يكن الإنتاج كافيا حاجة السكان فى العديد من سنوات الإتحاد السوفيتى وكان يستورد القمح من عدوته الولايات المتحدة

 والخطأ الأخر هو اختفاء الطبقات باختفاء الملكية الخاصة والحق هو اختفاء طبقات وظهور طبقات بديلة لها فالطبقة الحاكمة الملك وحاشيته والإقطاعيين  ظهر بدلا منهم قادة الحزب الشيوعى وأعضاء الحزب حيث تمتعوا بمميزات لم تكن لباقى الشعب رغم كون الكل كما يقال طبقة عاملة

والخطأ الأخر هو أن وجود الطبقات ناتج من تقسيم العمل والحقيقة ان وجود الطبقات ناتج من الظلم الذى مارسه السادة على الضعفاء وسكت عليه الضعفاء فما وجد غنى فى أول ضياع دولة الحق  إلا بسبب سكوت الضعيف على أخذ الغنى  لمال ليس له     .

قال"

 "وهكذا يتيح المجتمع المنظم على أساس قواعد شيوعية لأفراده إمكانية استخدام مواهبهم المصقولة على نحو متناسق في جميع المجالات وتكون النتيجة زوال الفوارق الطبقية. كما سيزول، بإزالة الملكية الخاصة، التناقض الموجود بين المدينة والريف"

الرجل يبين زوال التناقض بين المدينة والريف بسبب الشيوعية والحق أن التناقضات ما زالت موجودة وكانت موجودة فى الإتحاد السوفيتى السابق والصين فلم تزل الثورة التناقضات وما زال الريف ريفا والمدينة مدينة ولم يتساووا فما زال أهل القرى يذهبون للمدن للعلاج غالبا لعدم وجود الأجهزة فى وحداتهم الصحية ومستشفياتهم  وما زالوا يشترون أثاث وأجهزة منازلهم من المدينة

قال"

. 21." ماذا سيكون تأثير المجتمع الشيوعي على العائلة ؟
سيُحوّل (المجتمع الشيوعي) العلاقات بين الجنسين إلى قضية شخصية صرفة لا تهم إلا الأشخاص المعنيين بحيث لن توجد هناك فرصة للمجتمع للتدخل. سيتمكن (المجتمع الشيوعي) من هذا بما أنه تخلص من الملكية الخاصة وعلّم الأطفال على قاعدة مشتركة. بهذه الطريقة يكون قد أزال قاعدتي الزواج التقليدي – الاستقلال المتجذر في الملكية الخاصة، وفي المرأة على الرجل، وفي الأطفال على الوالدين"

الرجل يبين أن العلاقة بين الجنسين قضية شخصية لا تهم سوى المعنيين وأن المجتمع لا يتدخل والحق هو أن العلاقة بين الجنسين ليست شخصية بدليل أن المجتمع تدخل فيها بسبب الأطفال فالأبوين العاملين لا يمكن أن يرعيا أطفالهما وهما فى العمل ولذا تدخل المجتمع وأنشأ الحضانات وتدخل عندما سن الزواج المدنى وجعل فيه حقوق وواجبات على الزوجين ومن ثم فما تنبأ به الرجل من شيوعية العلاقة الجنسية لم يتحقق فى الدول الشيوعية إلا على نطاق ضيق وظل الزواج فى تلك الدول هو المؤسسة الرئيسية بل إن تلك الدول تدخلت وكانت تجرم الجنسية المثلية وفى الريف لم تستطع الدول فصل الأبناء عن الأمهات والأسرة خاصة مع وجود الأجداد والجدات ولم نجد أى زعيم شيوعى فى الإتحاد السوفيتى والصين وغيرهم من الدول إلا كان له زوجة متزوج بها حتى لو كانت له عشيقات     ..
قال"
22.
ماذا سيكون موقف الشيوعية من القوميات الموجودة ؟
ستُرغم قوميات الشعوب التي ألزمت نفسها بمقتضى مبادئ جماعية، على الاختلاط فيما بينها كنتيجة لهذه الشراكة وعليه لتحل أنفسها، تماما مثل الإرث وتباين الطبقات المختلفة التي يجب أن تختفي عبر إلغاء أساسها، الملكية الخاصة"

الرجل هنا يقيم الدولة الشيوعية على الإرغام وقد طبق مبدأ إرغام القوميات فى الإتحاد السوفيتى ولكنه لم يجد نفع فى النهاية بدليل أنهم أقاموا جمهوريات للقوميات مثل الشيشان والإنغوش والأوزبك والروس والأوكرانيين داخل الدول الشيوعية صحيح أنهم عملوا على توزيع الروس فى كل الجمهوريات ولكنهم لم يفلحوا فى جعلهم يذيبون القوميات .
قال"
23.
ماذا سيكون موقفها من الديانات الموجودة ؟
كانت كل الأديان إلى حد اليوم تعبير لتطور المراحل التاريخية لشعوب مفردة أو مجمعة. لكن الشيوعية هي مرحلة التطور التاريخي الذي يجعل كل الأديان الموجودة سطحية وتؤدي إلى اضمحلالها"

الرجل هنا حلم بزوال الأديان وسيادة الشيوعية التى هى دين من ضمن الأديان ومع هذا ما زالت الأديان موجودة حتى أن الإتحاد السوفيتى فى مجده وقوته لم يستطع أن يقضى عليها ومع زواله عاد كل فريق للتمسك بدينه القديم 

والحمد لله أولا وأخرا..

 

اجمالي القراءات 12695