فى وفيات سنة 452 يذكر ابن الجوزى سيرة ابن النسوى رئيس شرطة بغداد المشهور فى القرن الخامس الهجرى ، وكان مصطلح (الوالى ) وقتها وحتى العصر المملوكى يعنى ليس حاكم الاقليم ولكن مدير الشرطة فى العاصمة.
يقول ابن الجوزى فى ترجمة النسوى :
(الحسن بن أبي الفضل أبو محمد النسوي الوالي
سمع الحديث من ابن حبابة والمخلص ، وحدث بشىء يسير ، وكانت له فى شغله فطنة عظيمة.
وحدثنـي أبـو محمـد المقـرىء قـال: كـان أصحابـه أصحـاب الحديـث إذا جاءوا إلى ابن النسوي يقول: ويلكم هذا سمعناه على أن يكون فينا خير.
وسمـع ليلـة صوت برادة تحط وكان ذلك في زمان الشتاء فأمر بكبس الدار فوجدوا رجلا مع امرأة فسألوه من أين علمت فقال: برادة لا تكون في الشتاء وإنما هي علامة بين اثنين.
قـال: وأتـى بجماعـة متهميـن فأقامهـم بيـن يديـه واستدعـى بكوز ماء فلما جيء به شرب ثم رمى باكوز من يده فانزعجوا إلا واحدًا منهم فإنه لم يتغير فقـال: خـذوه فأخـذوه فكانـت العملـة معه فقيل له: من أين علمت فقال: اللص يكون قوي القلب.
وشاع عنه أنه كان يقتل أقوامًا ويأخذ أموالهم ، وقد ذكرنا فيما تقدم أنه شهد قوم عند أبـي الطيـب الطبـري علـى ابـن النسـوي أنـه قتـل جماعة وأن أبا الطيب حكم بقتله، فصانع بمال فرق على الجند ، وسلم . وتوفي في رجب هذه السنة. )
التعليق
بدأ ابن النسوى حياته شيخا للحديث ، سمع الحديث الحديث من شيوخه السابقين ، ثم أخذ فى الجلوس للطلبة فلم يجد حظا ، وأتيحت له فرصة خدمة الدولة العباسية فعمل فى الأمن وظلم وبغى كالعادة ، إلا إنه امتاز بالذكاء والفطنة فاشتهر كرجل أمن أكثر من شهرته السابقة كشيخ من شيوخ السنة. وبسبب خلفيته العلمية فى رواية الحديث اهتم به ابن الجوزى فذكر له هذه الترجمة فى تاريخه.
ونرجو أن تصل بلادنا الى هذا التطور فتعين وزير الداخلية من شيوخ الأزهر..
وفى سنة 1988 كتب الدكتور عبد الغفار عزيز فى جريدة الوفد مقالين يدعو فيهما رئيس الجمهورية لأن يعينه وزيرا للداخلية بسبب تقصير زكى بدر وقتها فى ملاحقتى ..