ألقى أمس، الثلاثاء، الدكتور أيمن نور, زعيم حزب الغد، كلمة أمام أعضاء الكتلة الليبرالية والاشتراكية بالبرلمان الأوروبى, أشاد خلالها بالدور الذى لعبه أعضاء البرلمان فى دعمه ومساندته أثناء محنة سجنه.

وقال نور فى كلمته: إن التاريخ سيذكر بكل فخر دوركم الشجاع فى تبنى قضايا الحرية والديمقراطية فى مصر, مؤكدا على أنه لن ينسى تضامن أعضاء البرلمان الأوروبى معه أثناء سجنه, ومن قبل عندما تشكل وفد من أعضاء البرلمان وقام بمراقبة الانتخابات الرئاسية فى ديسمبر 2005، ليقف على حقيقة كيف تدار الانتخابات فى مصر.

وأكد نور أن زيارته للبرلمان الأوروبى تأتى إيمانا بحقائق وثوابت، أهمها الشراكة مع الشعوب الحرة وليست الأنظمة, وقناعته بأهمية دور أوروبا الشعبية فى دعم التحول الديمقراطى والتنمية المجتمعية فى بلدان الجوار, والتى يأتى فى مقدمتها ضرورة التخلى عن "دعم الاستبداد" والمزاوجة بين الإصلاح السياسى والتنمية, وأهمية العمل على شراكة حقيقية بين الشعوب لمواجهة مشاكل الانعزالية والهجرة والإرهاب.

وطالب نور أعضاء البرلمان الأوروبى بضرورة مواصلة الجهود المشتركة نحو إقرار سلام عادل فى دول جنوب وشرق المتوسط، والتى تأتى فى مقدمتها حتمية إقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء ولديها كافة مقومات الدولة, كما أكد على ضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة للامتثال للقرارات الدولية.

وتأتى زيارة نور للبرلمان الأوروبى تلبية لدعوة الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان والتكتل الليبرالى بالبرلمان الأوروبى, للمشاركة فى عدد من الاجتماعات والندوات فى بروكسل، والتى تناولت قضايا حقوق الإنسان، الديمقراطية والانتخابات، وتطوير العلاقات المصرية الأوروبية.

وأوضح نور فى اتصال هاتفى من بروكسل أن رحلته للخارج تأتى فى المقام الأول بهدف إجراء عدد من الفحوصات الطبية, حيث يدخل اليوم –الخميس – أحد المستشفيات ببروكسل لهذا الغرض, وأنه سيستكمل علاجه بالعاصمة البريطانية لندن عندما تستكمل إجراءات التأشيرة, ثم تأتى الرحلة تلبية لعدد من الدعوات التى تلقاها بعد قرار الإفراج الصحى عنه.

كما يشارك فى هذه اللقاءات معتز الفجيرى، عضو اللجنة التنفيذية للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، والذى أوضح فى اتصال هاتفى من بروكسل, أنه تلقى دعوة من الشبكة الأورومتوسطية والبرلمان الأوروبى لحضور عدد من الاجتماعات والندوات لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان فى مصر.

وألقى الفجيرى كلمة أمام الكتلة الاشتراكية والليبرالية بالبرلمان الأوروبى حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر, والتى وصفها بالمتدهورة، قائلا " تواجه مصر منذ عام 2007 تدهوراً متزايداً فى الحريات العامة والإصلاح السياسى، كما أن حالة الطوارئ يتم توظيفها على نحو واسع النطاق لارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الناشطين السياسيين والحركات المعارضة، والتى تتمثل صورها فى المحاكمات غير العادلة للمدنيين أمام المحاكم العسكرية، والتقييد المفرط لحرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع، والاعتقالات الإدارية للمدونين والناشطين الشباب من قبل أجهزة أمن الدولة. كما تتواصل سياسة التضييق على الصحفيين من خلال العديد من القضايا على خلفية جرائم النشر فيما اشتهر بقضايا الحسبة السياسية".

كما أشار الفجيرى إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية، وخصوصا منظمات حقوق الإنسان، باتت تواجه تدخلا منظما فى نشاطاتها وشئونها الداخلية من قبل أجهزة أمن الدولة, وأكد على أن هذه السياسات الحكومية تتناقض مع التزامات حقوق الإنسان المتفق عليها كعنصر أساسى لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر وأولوية لخطة العمل بينهما التى تم تبنيها فى إطار سياسة الجوار الأوروبية.

من جهته، كشف جرام وتسون، رئيس الكتلة الليبرالية، فى كلمته عن ممارسة الحكومة المصرية والسفارة المصرية ببلجيكا ضغوطا قاسية عليه من أجل رفض استقبال أيمن نور, إلا أنه رفض ذلك وأعرب عن سعادته بزيارة نور لبروكسل، مؤكدا دعم الكتلة الليبرالية لقضايا حقوق الانسان والديمقراطية فى مصر.