" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا ا
القرءآن ... يا أُمَّة القرءآن

محمد صادق في الخميس ١٣ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 
القرءآن ... يا أُمَّة القرءآن
   " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا "
لقد آذَوا إخواننا من أهل القرآن فى كل مكان, فى مصر، فى المغرب، فى سوريا، فى السعودية، فى معظم الدول الإسلامية، فى كل مكان ... والعجيب أنه لم يؤذوا أوكار الفسادute;فساد وتجار المخدرات والنوادى الصاخبة الليلية ولا الذين يُشيعون الفاحشة فى الذين آمنوا. ولم يتجرؤا على إيذاء الذين يسبون الرسول النبى (عليه السلام) ولا المنافقين ولكن أيديهم ببغيها وظلمها طالت أهل القرءآن فى كل مكان.
حتى كلام اللــه فى القرءآن الكريم لم يسلم من آذاهم وطغيانهم، كلام اللــه الذى يُتعبد به، كلام اللــه الذى هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم.... وما يجحد بآيات اللــه إلا الظالمون. كلام اللــه الذى وعد سبحانه بحفظه، لم يستجيبوا له بل أضافوا وحذفوا ما لا يلائم هواهم. إدَّعوا أن القرءآن وحده لا يكفى واللــه العظيم ذو القوة المتين يقول: " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون َ" 29:51
إدَّعوا أن هناك من البشر من يفسر القرءآن ويبينه واللــه الكريم يقول: " وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرً ا" 25:33
إدَّعوا أن فى القرءآن ناسخ ومنسوخ، وإدَّعوا أن القرءآن ناقص والسنة النبوية تكمله، إدَّعوا ان هناك وحى ثانى غير القرءآن والذى سموه الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية أو ما يُعرف بالسُنة. وأقول لهم أن أحاديث النبى عليه السلام هى فى القرءآن الكريم، والكتاب المقدس الوحيد هو الذى نزل من رب العالمين الملك القدوس فهو الكتاب الوحيد الذى نزل على الرسول الأمين فيقول اللــه سبحانه وتعالى: " وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا "18:27
يدَّعون انه فى بعض الأحيان أن الحديث يفوق القرءآن فإما يقوموا بتغير المعنى المقصود أو يلغى الآية بالكامل واللــه سبحانه يقول لمن يدعى هذا الهُراء: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " 61:7
المنطق والعقل السليم يتصور أن يُعاقبَ الذين يُشيعون الفاحشة في الذين آمنوا وأن تُغلق أماكن فواحشهم ومنكراتهم .. وأن يُعاقبوا على جرائمهم .. وأن يحاسبوا الذين ينهبون اقوات شعوبهم وزجهم فى السجون بدون أى محاكمة وتشريد من يجرء على مجرد السؤال - أين إبنى أو أين زوجى – لا رحمة ولا عدل ولا شفقة وأقول أيضا لا دين يُقر كل هذا، ولكن أن تُغلق دور دراسة وتدبر القرآن الكريم في وجه أهل القرءآن فى مشارق الأرض ومغاربها، فهذا الذى لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق.
شيئ واحد العقل والمنطق يُقره، هو ان هذه الأفعال إن نمَّت على شيئ فإنما تنم على ضعف وقلة حيلة وخوفا من ضياع ثرواتهم ومناصبهم وعزهم ومن والاهم، لآن القرءآن الكريم فيه الكفاية لهدم حصونهم فوق رؤسهم ويهدد قوتهم ويُظهرهم بانهم لاهم أتباع الرسول ولا هم اتباع القرءآن، فإما عبادة اللــه و إتباع رسوله وقرءآنه أو إتباع الشيطان وأتباعه من الإنس الذين يوَدُّون ويدْعون ما لا ينفعهم ولا يضرهم صم بكم عمي " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ " 2:18
لماذا كل هذا الإيذاء والظلم، ولنتذكر سنة اللــه فى المكذبين " وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ* الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " 85:8
هل تنقمون من أهل القرءآن لأنهم آمنوا باللــه وحده ولا يشركوا به شيئا؟ ... ولا يشركوا به شيئا.. واللــه السميع العليم يقول: " ذَٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ " 40:12
ويقول ايضا:" وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " 39:45 
ألم يسمعوا قول النبى (عليه السلام) فى كتب الصحاح عندهم " خيركم من تعلم القرءآن وعلمه، وقوله أهل القرءآن هم أهل اللـه وخاصته " يدَّعون أنهم يتبعون سنة الرسول .... واللـه يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ".
هل تعرفون من هم أهل القرءآن؟
فأهل القرآن هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم، وقيام أخلاقهم، ومصدر عزتهم واطمئنانهم...
فهم الذين أعطوا كتاب الله تعالى حقه.. حقه في التلاوة والحفظ، وحقه في التدبر والفهم، وحقه في الامتثال والعمل..
وصفهم الله تعالى بقوله:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"6:2
أنزلوا القرآن منزلته، رفعوا القرآن قدره، وهم مع ذلك في حرز من الشيطان وكيده، وهم كذلك في مأمن من الدجال وفتنته، وهم مع هذا في موقف القيامة آمنين إذا فزع الناس، مطمئنين إذا خاف الناس، شفيعهم - بعد رحمة الله تعالى – القرآن الكريم، " وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ" 43:44
من أهم مبادئ أهل القرءآن:
 "... ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ ..." 24:55
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " 2:285
"اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " 7:3
" وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " 7:170
اللهم إلا أنهم يتعلمون دينهم ويتفقهون فيه .. ويتقربون إلى ربهم بتلاوة كتابه وتدبره وفهمه والعمل به .. ويتواصون بمكارم الأخلاق ومحاسنها .. ويشيعون في المجتمع العفة والطهر وصفاء الفطرة ونقاءها .. ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. فهل هذه جرائم تعاقب عليها قوانينكم ؟؟
لكم الله يا أهل القرءآن .. لكم الله .. 
أقول لكم ... لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
حتى تقيموا القرءآن في قلوبكم..
حتى تقيموا القرءآن في حياتكم..
حتى تقيموا القرءآن في مجتمعاتكم..
حتى تقيموا القرءآن في شتى أموركم..
إن أقرب الناس لكتاب الله.. وحفظ كتاب الله.. وتدبر كتاب الله.. والعلم بكتاب الله.. والعمل بكتاب الله.. والدعوة لكتاب الله.. هم أهل القرءآن
كما قال ميمون بن مهران – رحمه الله تعالى- (لو صلُحَ أهل القرءآن؛ لصلُحَ الناس).
فأدعو نفسي وإياكم بالإعتصام بهذا الكتاب العظيم الذي " لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ".
فالواجب علينا أيها الاخوة أن نصون هذا القرءآن.. وأن نعظم هذا القرءآن.. وليعلم أهل القرءآن أنهم ليسوا على شيء حتى يقيموا القرءآن.. كما قال تعالى: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " 2:121.. وكما وجه الله تبارك وتعالى الخطاب لأهل الكتاب حيث قال: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.." فالأولى بأهل الإسلام وأهل القرءآن أن يكونوا أطوع لله تعالى من أهل الكتاب ومن غيرهم.
مجرد تذكرة لمن يخشى، تذكرة من كتاب رب العالمين عن يوم التغابن:
" وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (القرءآن) * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ (القرءآن) بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا * وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا * وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا "
" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" 16:125
" فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " 40:44
 
 
اجمالي القراءات 14088