في ظل معاناة مستمرة لا تبدو لها نهاية، تكافح أسرة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح من أجل الحصول على حريته، حيث تكشف تفاصيل جديدة عن المساعي المستمرة التي تبذلها عائلته، وتحديدا شقيقته سناء سيف، للإفراج عنه من خلال تقديم طلبات للعفو الرئاسي عبر وسطاء إلى رئاسة الجمهورية.
وفي حين لم تتلقَ الأسرة أي رد حتى الآن، تتواصل المعاناة الإنسانية التي لا تطاق والتي تضع الأسرة أمام واقع مؤلم لا سيما في ظل إضراب والدته عن الطعام احتجاجًا على استمرار حجزه.
وكانت سناء سيف قد كشفت في تصريحاتها الأخيرة أنها وشقيقتها منى تقدمتا بطلبات عدة في الماضي إلى لجنة العفو الرئاسي والمجلس القومي لحقوق الإنسان، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل.
لم يتلقيا أي رد أو تحرك من الجهات المعنية، مما يزيد من إحساسهما باليأس والغضب إزاء التعاطي البارد مع قضيتهما العادلة.
فيما يتعلق بالطلب الأخير الذي تقدمت به سناء ومنى، فقد تم تقديمه مرة أخرى، لكن هذه المرة بحذر أكبر، حيث عبرت سناء عن القلق العميق بسبب الحالة الصحية المتدهورة لوالدتهما، ليلى سويف، التي دخلت في إضراب عن الطعام منذ 30 سبتمبر الماضي، احتجاجًا على استمرار احتجاز ابنها علاء دون مبرر قانوني أو حقوقي. تقول سناء: “نحن لا نريد أن نخسر أمي، فحالها في تدهور مستمر، ولم يعد أحد قادرًا على تحمل هذه المعاناة الإنسانية”. وأضافت أن والدتها التي فقدت الأمل في العدالة، تواجه خطر الموت في أي لحظة، في حين أن شقيقها ما زال يقبع خلف القضبان دون أي سبب قانوني مقنع.
وفيما يخص الوسيط الذي تقدم بالطلب إلى رئاسة الجمهورية، أفادت سناء بأنها لم تتلقَ أي رد حتى الآن بشأن ما إذا كان الطلب قد وصل إلى الجهة المختصة أم لا. وتابعت: “نحن في انتظار أي إشعار رسمي يطمئننا أن هناك تحركًا حقيقيًا، وإذا لم يحدث، سأظل أبحث عن طرق أخرى للتواصل مع السلطات”. وبينما تسعى الأسرة جاهدة للحصول على حرية علاء، تحاول سناء تجنب أي تصعيد أو خسائر أخرى، مؤكدة أنها على استعداد لتقديم المزيد من الطلبات إذا لزم الأمر.
الحديث عن معاناة الأسرة لا يتوقف عند هذه النقطة، فالأمر يتعدى ذلك إلى معاناة نفسية كبيرة بسبب غياب الردود الرسمية والمماطلة في الإفراج عن علاء، الذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في القضية رقم 1228 لسنة 2021. علاء الذي كان قد تم اعتقاله قبل صدور الحكم الفعلي، قضى فترة طويلة في الحبس الاحتياطي دون أن يتم احتسابها ضمن مدة الحكم. وهذا يفاقم من معاناة الأسرة ويزيد من تساؤلاتهم حول قانونية هذا الاحتجاز.
من جانبه، قال المحامي خالد علي، الذي يتابع قضية علاء عبد الفتاح، إنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام حول إضراب ليلى سويف عن الطعام، مطالبًا بالإفراج الفوري عن ابنها. لكنه لم يتلق أي رد حتى اللحظة. وأضاف علي أنه لا يجد مبررًا قانونيًا لاستمرار حجز علاء، خاصة بعد انتهاء فترة محكوميته وعدم احتساب فترة الحبس الاحتياطي التي قضاها.
الوضع الصحي لوالدة علاء عبد الفتاح يعد من أخطر الأمور التي تتعرض لها الأسرة في هذه اللحظة، فقد دخلت ليلى سويف في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهرين، احتجاجًا على الظلم الواقع على ابنها. وعلى الرغم من محاولات الأسرة المستمرة للتواصل مع مختلف الجهات الحكومية للحصول على رد رسمي، إلا أن الوضع يزداد تعقيدًا ويصعب تحمله.
إن معاناة أسرة علاء عبد الفتاح لا تقتصر فقط على السجن والاحتجاز الظالم لابنها، بل تتجاوزها إلى الآلام النفسية والصحية التي تتعرض لها والدته ليلى سويف. ولعل ما يفاقم هذا الوضع هو عدم استجابة السلطات لمطالب الأسرة، ما يتركها في حالة من القلق الدائم والانتظار المؤلم. الأسرة في حالة حرب مستمرة من أجل حقهم في رؤية علاء حراً من جديد، وسط غياب العدالة والشعور بالخذلان.
أسرة علاء عبد الفتاح تواصل نضالها وسط معركة قاسية ضد تجاهل السلطات لمطالبها المشروعة، بينما تزداد المخاوف من تدهور الوضع الصحي لوالدته ليلى سويف التي تحمل عبءًا ثقيلًا على كاهلها منذ سنوات طويلة..