تنطلق اليوم الاثنين أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو جنوب شرقي البرازيل؛ حيث يجتمع قادة من الدول صاحبة أكبر 20 اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأفريقي.
هذا التجمع الاقتصادي الضخم، الذي من المقرر أن يستمر على مدى يومين، يحسر الضوء عن الولايات المتحدة، لا سيما بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتبنى "خطاً انعزاليا".
ومع ذلك، يحضر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن القمة التي من المقرر أن يلتقي على هامشها نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا.
ويلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش القمة، ويسعى ستارمر إلى بناء علاقة "نفعية" مع الصين.
ويعدّ هذا اللقاء هو الأول بين رئيس وزراء بريطاني والرئيس الصيني منذ فبراير/شباط وتفيد التقارير بأن الرئيس الصيني سيقيم مدة خمسة أيام في البرازيل، حيث سيوقّع مع لولا دا سيلفا اتفاقات تجارية واستثمارية.
ويرصد الرئيس البرازيلي لهذه القمة ثلاثة أهداف: أولها محاولة إقناع القادة المجتمعين فرض ضريبة عالمية على أرباب المليارات؛ وثانيها تشكيل تحالف للحدّ من الجوع والفقر؛ وثالث تلك الأهداف هو إصلاح منظمات دولية كالأمم المتحدة بحيث تمنح الدول النامية مزيداً من الثقل.
إضافة إلى ذلك، يرغب الرئيس البرازيلي في أن تُموّل الدول الغنية مشاريع الطاقة الخضراء في البلاد الفقيرة.
ويرى مراقبون أن هذه الأهداف الطموحة ستواجه مزيداً من الصعوبات بعد عودة ترامب للبيت الأبيض.فما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين هذه الدول وجهات ومنظمات دولية تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة في العالم، وتجتمع سنوياً في إحدى الدول الأعضاء فيها. وكان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في الدول الأعضاء في مجموعة السبعة الكبار قد قرروا في قمة المجموعة عام 1999 توسيع المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين.
وجاء القرار حين ساد الاضطراب أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية في ذلك العام. لكن في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008 رُفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤساء.
وإليكم بعض الحقائق عن هذه المجموعة:
إنتاج المجموعة يمثل 80 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي.
حصة المجموعة من حجم التجارة العالمية 75 بالمئة.
مجموع سكان هذه الدول يمثل ثلثي سكان الكرة الأرضية.
زورق عليه مسلحونصدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،فُرضت إجراءات امنية مشددة في الجزيرة قبل انطلاق أعمال القمة
أعضاء المجموعة
الاتحاد الأوروبي والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدي دولة الرئاسة دوراً قيادياً في إعداد برنامج الرئاسة وفي تنظيم قمّة القادة التي يحضرها قادة الدول أو الحكومات. وفي القمة يُصدر القادة بياناً ختامياً بناء على الاجتماعات التي تعقد طوال العام.
المنظمات والهيئات الدولية التي تحضر القمة
صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية ومجلس الاستقرار المالي ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ومنظمة العمل الدولية والأمم المتحدة. كما يحق لرؤساء الدول المشاركة في القمة دعوة زعماء من خارج المجموعة.
المجموعة ليست منظمة دولية لكنها أشبه بمنتدى غير رسمي وبالتالي لا تتخذ المجموعة قرارات ملزمة قانونياً للدول الأعضاء في المجموعة. كما لا تملك المجموعة سكريتارية دائمة او موظفين ثابتين، والرئاسة فيها دورية.
ومنذ الأزمة المالية العالمية 2008 باتت القمة سنوية ويحضرها وزراء المالية ومديرو البنوك المركزية في الدول الأعضاء في المجموعة.
القضايا التي تتناولها لقاءات المجموعة
نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليها لمنع تكرار الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم عام 2008، وعدم ترك أي قطاع من السوق المالية العالمية بعيداً عن الرقابة، ومحاربة التهرب الضريبي وتفادي المنافسة عن طريق تخفيض الضرائب.
التركيز على تحقيق نمو دائم ومستمر ومتوازن للاقتصاد العالمي وتعزيز فرص التشغيل والتوظيف. ومنذ قمة واشنطن التي عقدت عام 2008 أصبحت التجارة العالمية أحد أهم البنود على جدول أعمال قمة المجموعة بسبب العلاقة الوثيقة بين حرية التجارة العالمية والحد من البطالة.
التغيير المناخي وسياسات التنمية وأسواق العمل وقوانينها ونشر التقنية والهجرة وقضية اللجوء ومحاربة الإرهاب.2018