آيات محكمات وأشياء أخريات
قلما يحدث خلافا بين إثنين من المسلمين حول تفسير أو مفهوم معنى لكلمة أو آية من القرآن دون أن يذكر أحدهما أو كلاهما الآية رقم 7 من سورة أل عمران ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ), والعجيب أن من يذكرها يريد أن يقنع الأخر أن تفسيرة هو , هو من الآيات المحكمات وتفسير الأخر يعتمد على الآيات المتشابهات, وبالطبع كما نرى على موقعنا الأغر أن ذلك ما يحدث يوميا سواء ذكرت تلك الآية أم نوه اليها دون ذكرها, وعند الإختلاف الذى أصبح فيما يبدو سائدا وليس من الإستثناءات, أصبحت الحقيقة حائرة بين كل من يدعى أنه يملكها, ولم تعد المناقشات تأخذ طابع من يبحث عن الحقيقة بل أصبحت الحقيقة نفسها فيما يبدو تقف حائرة, وتبحث عمن يريد أن يتعرف عليها!!!
لقد قرأت خلال السنوات الأخيرة عددا لا بأس به من التفسيرات لتلك الآيه رقم 7 من سورة آل عمران , بعضها لم يتجاوز المقالة أو حتى صفحة واحدة , وبعضها إمتد الى ما يعادل مقالات, وقد إختلفت الأراء حول الفارق بين الآيات المحكمات والآيات المتشابهات, وفى النهاية لم أجد شخصيا من تلك التفسيرات ما يقنعنى تماما بالمعنى أو الغرض أو التفسير لتلك الآية, ومن ثم, فقد رأيت أن احاول تفسيرها أنا طبقا لما فهمته , ولست أتوقع أن يتفق الجميع معى فى مفهومى لتلك الآيه, بل من المحتمل أن لا يتفق معى أحدا عليها, ولكن نظرا لأن الكثيرين قد سمحوا لأنفسهم بعرض مفاهيمهم لها, فقد رأيت أنه من العدالة أيضا أن أعرض مفهومى لتلك الآيه, بصرف النظر عن من يتفق أو يختلف معى.
إننى مع إحترامى للعديد من الكتاب والمعلقين الأخرين, غير أنى احترم عقلى وتفكيرى الشخصى عندما أكون مقتنعا بما وصلت اليه اكثر من إحترامى لأى شيئ أخر, وأعلم جيدا أننى عندما أقف بين يدى الله سبحانه وتعالى فلن أستطيع أن اتستر وراء رأى أخر أو مفهوم من إنسان أخر وأتوقع أن يغفر لى الله لأنى لم أستخدم عقلى وإتبعت من لم أقتنع بما يقول سواء لأنه إستطاع أن يجمع خلفه الكثيرين ممن يؤيده أو لأنه يعتقد أنه أكثر علما منى بالقرآن الذى نقرآه جميعا بنفس اللغه التى نشأنا عليها والتى تعلمناها من نفس المصادر ومارسناها فى حياتنا بنفس الطريقة, نعم إن اللغة كائن حى يتطور بالزمن وسوف يتطور ويضيف الى محصوله الكثير من الكلمات الجديدة التى لم نعرفها من قبل , ولكن لازالت هناك كلمات لا تتغيرمعانيها مع الزمن وعندما يتم تفسيرها من قبل الأخرين بمعنى أخر غير ما أعرفه أنا لإثبات وجهات نظرهم, فهذا ما لن أتبعه وما لن أقتنع به.
الآيه تبدأ بكلمة ( هو) , وتعود على الله عز وجل, اى أنه هو الله
ثم ( الذى أنزل) , وتعنى هو الله الذى أمر بالنزول أو التنزيل بالطريقة التى أرادها وبالشكل الذى أراده وفى الوقت الذى أراده, والمكان الذى أراده على الإنسان الذى إختاره وبالوسيلة التى أرادها.
( عليك) والخطاب هنا الى الرسول محمد ( ص) الذى إختارة الله عز وجل لكى يتلقى ما أنزله
( الكتاب) والكتاب الذى أنزله الله على محمد هو القرآن الذى نقرأ منه هذه الآيه الأن
( منه ) تعنى جزء غير محدد من هذا الكتاب
( آيات ) والآيات هنا جمع آيه, ومعناها هنا هو مكونات السور التى نزلت فى القرآن مثل الآيه التى نحن بصددها
( محكمات) محكمات هى جمع محكمه أو محكم, والشيى المحكم هو الشيئ الذى تم الفصل فيه بحكم, اى ليس مفتوحا لمناقشة أو مداولة أو إستئناف للحكم , مثل موضوع قد أغلق وليس قابلا للنقاش, وإحكام الشيئ هو تفصيله لكى ينطبق على ما صنع أو تم تكوينه من أجله, ليس هناك زيادات أو نقص, بل تطابق تام لأداء الغرض
( هن ) تعود على الآيات المحكمات
( أم الكتاب) وتشبيه الآيات هنا بالأم, يعنى أن ما وضعته تلك الأم لا يمكن أن يشك أو يشكك فيه أحد , الأم التى تضع مولودا, من الممكن أن يكون الأب مجهولا أ وحتى مشكوكا فى أبوته, ولكن المولود ينتمى لأمه التى وضعته دون اى ذرة من الشك, وكون الآيات قد وصفت بأم الكتاب, تعنى أن الكتاب أى القرآن ينتمى بصفة رئيسية الى تلك الآيات دون اى ذرة من الشك أو أن تلك الآيات هى المكونات الرئيسية للكتاب, أو أن تلك الآيات هى المصدر الرئيسي لما جاء فى الكتاب ولو كان هناك شك أو تساؤل أو غموض أو ما قد يبدو تناقضا فيها فهى ليست من الآيات المحكمات.
( وأخر), اى أيات أخرى غير محدودة أيضا
( متشابهات) , والتشابه له درجات غير محدودة, فمثلا هناك من التوائم من يتشابه الى حد بسيط, بحيث لا يكون من الصعوبة تمييز احدهما عن الأخر, وتتدرج حالات التشابه بين التوأم من ذلك , الى تشابه كامل بحيث يصعب حتى على أقرب الناس اليهما أن يميز أحدهما عن الأخر, ولكن مهما كان التشابه بينهما فهناك صفات تختلف ويدركها تماما من يعرفهم عن يقين, سواء فى الأخلاق أو فى الإحاطة والذكاء أو ربما فى وشمة مختلفه فى جزء من الجسد فى أحدهما حيث لا توجد مثلها فى الأخر...........الخ, ولكن مهما كان التشابه, ففى النهاية ليسا متطابقان, وبنفس الطريقة هناك آيات متشابهه, وقد يكون التشابه صغيرا جدا أو قد يكون كبيرا جدا, ولكن مهما كبر التشابه فهما مختلفتان.
( فأما الذين) هنا عملية إختيار للبعض أو إستثناء للبعض عن البعض, بمعنى أن هذه القاعدة لا تسرى على الجميع بل هناك إستثناء لمن تعود عليهم كلمة ( الذين)
( فى قلوبهم) وكما عرفنا أن القلب فى القرآن لا يعنى العضلة المعرفه التى تضح الدم, ولكن معناها هو التفكير أو التعقل أو التدبر أو المنطق
( زيغ) الزيغ هوعدم الرؤية فى إتجاه مستقيم أو الحيود عن الطريق المستقيم أو ضبابية وعدم المقدرة على الرؤية الصحيحة
( فيتبعون ) اى يسيرون وراء
( ما تشابه منه) الآيات المتشابهة التى ذكرناها أعلاه
( إبتغاء الفتنه) إى إبتغاء التضليل أو التفرقة بين الناس بإغرائهم بشيئ ما لكى ينشغلوا به عما بين يديهم
( وإبتغاء تأويله ) التأويل هو بمعنى التفسير الذى يأتى فى المكان( الأول) أو شرح ما يبدو فى حاجة الى الشرح والبيان
(وما يعلم تأويله)ولا يعلم تفسيرة الصحيح الحق والغرض الذى يكون فى المكان الأول كسبب للتنزيل
( إلا الله ) واضح المعنى هنا
( والراسخون فى العلم) هم العلماء بالشيئ علما راسخا اى قويا وثابتا و لا يمكن هزه أو زحزحته عن مكانه فى أى إتجاه أخر بمعنى أن علمهم ليس من السهوله دحضه, سوف يأتى تفسير أخر فى بقية المقالة.
( يقولون أمنا به ) المعنى واضح
( كل ) اى الكتاب بأكلمه سواء الأيات المحكمات أو المتشابهات
( من عند ربنا ) المعنى واضح
( وما يذكر إلا) اى لا يفهم ليس فقط عن طريق العقل بل عن طريق العقل والإيمان سويا معانى الآيات التى سبق الإشارة اليها سوى
( أولوا الألباب) أولوا العقول النيرة التى تعمل فى إطار من الإيمان بالله وكتبه وملائكته ورسله.
هذا هو مفهومى البسيط لتلك الآيه, الآيات المحكمات هى الآيات التى لا تحتاج الى آيات أخرى لتفسيرها , وبذلك تصبح الآيات المتشابهات هى التى تحتاج الى الآيات المحكمات لتفسيرها حتى لا يصبح تفسيرها أداة لمن فى قلوبهم زيغ فيفسرونها كيفما يشاؤون لتضليل الأخرين أو لغرض فى نفس يعقوب. وهذا للأسف ما يحدث كثيرا من إستعمال الآيات فى غير موضعها وخارج نطاق معناها, بل من الممكن القول أن اى إنسان لو بذل المجهود اللازم لإستطاع أن يثبت اى شيئ يريده من القرآن بتحوير معانى الآيات ( المتشابهات) وأخذها وتطبيقها خارج ما تعنيه فى سياق السورة التى نزلت بها .
نعرف أنه عندما يختلف إثنان أو عندما يكون هناك غموض أو عدم إتفاق على معنى لكلمة فى آيه من القرآن , فإن أول ما يفعله البعض أو الأكثرية – وأنا واحد منهم للأسف - هو عملية بحث عن نفس الكلمة فى القرآن فى بعض الآيات الأخرى وتطبيق معناها من الآية أو الآيات الأخرى على الآية الأولى محل الإختلاف, وهناك خطورة فى ذلك من حيث أن الآيات الأخرى قد لا تكون من الآيات المحكمات, وفى الآية من سورة آل عمران أعلاه خير دليل على ذلك , فحديث الله عز وجل يتحدث عن آيات محكمات ,وأخر متشابهات, وجل من لا يجل سواه, فكلمة آية اى المفرد من كلمة آيات, هى خير دليل على ذلك, فقد وردت فى القرآن بأكثر من معنى بحيث لا يمكن أن يستخدم أى منها مكان الآخر بطريقة تلقائية. ومن الممكن أن نقول أن الآيات المحكمات هن ما يفسر الآيات المتشابهات وليس العكس, وكما قلت فإن الآية المحكمة هى التى تم الفصل فيها وليست محل إختلاف, فمثلا, الآية "قل هو الله أحد”, أو " الله الصمد" أو " لم يلد ولم يولد" أو " ولم يكن له كفوا أحد" كل تلك الآيات من الآيات المحكمات إذ لا يمكن أن يختلف عليها أو على مفهوم معناها , بل ولا تحتاج الى آى آية اخرى لتفسيرها, كذلك الآية رقم 7 من آل عمران هى أيضا من الآيات المحكمات فليست فى حاجة الى آية أخرى لتفسرها, وقس على ذلك. بإختصار, الآيات المتشابهات هن من نجد فى أغلب الأحيان إختلافا على تفسيرهن.
لقد ساد الموقع أخيرا عددا من الموضوعات التى أثارت جدلا كبيرا ولازالت , ورغم أننى لم اكتب فيها من قبل ولم أرغب أن أكتب فيها ليس لأنها تثير الجدل بل لأن ما قيل على الموقع أصبح شيئا يتخذه التراثيون ضد هذا الموقع وكتاب هذا الموقع ويسخرون منهم على مواقعهم وعلى المواقع الأخرى, وكأننا فى حاجة الى إضافة ذخيرة لهم فى حربهم على أهل القرآن الذين يؤمنون بالقرآن ولا يؤمنون بكتبهم من التراث وعلوم الحديث وعلوم الجرح وعلوم علاج الجروح من الطب النبوى الشريف وخرافات الصحاح وما الى ذلك مما لم ينزل الله به من سلطان. فأعطيناهم عددا أخر من الأشياء التى يسهل إستخدامها ضدنا والتشهير بها علينا, رغم أن لم يحدث إجماع أو حتى شبه إجماع عليها من كتاب الموقع, وسوف أذكر منها إثنين إثيرا أخيرا على موقعنا.
تحليل كل شيئ فى جسم الخنزير بإستثناء لحمه.
وتحليل طرق مختلفه من الجنس مثل إيتاء الزوجه من الدبر وكذلك الجنس الفموى.
وبهذا اريد أن أسجل أن هنا على هذا الموقع من لا ولن ينحو هذا النحو, بل وسوف أذكر الأسباب التى دعتنى الى عدم الإتفاق مع قائليها فى تحليلها.
أولا فيما يتعلق بالخنزير,
قال عز وجل فى كتابه الكريم:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( المؤمنون 12-14)
فى مراحل الخلق الذى ذكرها الله عز وجل, بدأ بالنطفة وهى بويضة المرأة والحيوان المنوى من الذكر, ثم تحولت النطفة الى علقة وهو إسم يصف حالة النطفة فى تعلقها بجدار الرحم,, ثم تحولت العلقة الى مضغة, ثم ( فخلقنا المضغه عظاما.....) أى تكونت العظام (من وكذلك فى) المضغة نفسها ثم كسى العظام لحما, ثم أنشأه الله خلقا أخر, ولعل خير وسيلة لفهم تلك الآيه هى رؤية تلك المراحل المختلفه منذ بداية الحمل والتطور الذى يحدث للجنين حتى الولادة, وهناك العديد من المواقع التى يمكن للجميع رؤيتها لكى تستقر معانى الآية المذكورة, ولكى يفهم كل من جادل فى معنى كلمة ( لحم) ما هو اللحم, وهل عندما قال سبحانه وتعالى وكسونا العظام لحما, هل كان معناها انه كان هناك هيكل عظمى ثم بدأ اللحم يظهرعليه ككتله من اللحم تغطيه, أم أن ذلك اللحم كان يشمل كل شيئ أخر بدأ من طبقة الجلد الخارجية, الى ما وراء ذلك من الأعضاء الحيوية وغير الحيوية الداخلية كالقلب والكبد والغدد والأمعاء والدهن, نعم والدهن …..الخ بما فيها ما فى داخل العظام من نخاع وما فى داخل الرأس من مخ.....الخ . وهذا حدث منذ البداية فى تلك الكتلة التى بدأت بالنطفه نفسها, ومشاهدة ذلك يؤكد ما يقال من أن الصورة تساوى ألف كلمة , والصورة الحية الملونه المتحركه ربما تساوى كل ما هو ممكن أو غير ممكن من الكلام.
وهذه بعض الروابط التى قد تساعد من يخشى الله لكى يفهم معنى وكسونا العظام لحما, وما هو اللحم على وجه التحديد بالصورة وبالفيديو أيضا . لاحظ التطور الزمنى لنمو الجنين فى بطن الأم , مع ملاحظة أن هناك إعلان قبل كل فيديو لمدة بسيطة وبعده يعرض الفيديو, هناك حوالى عشر فيديو قصيرة على هذا الرابط
وهذا الرابط أيضا
http://www.youtube.com/watch?v=RS1ti23SUSw
ثم هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=AoisqOGQIVE
وأخيرا هذا الرابط ربما أسهلهم وأروعهم لمن ليس لديه وقتا ليضيعه
http://www.webmd.com/baby/slideshow-fetal-development
هناك روابط لا تعد ولا تحصى تتعامل مع تطور الجنين طبقا للآيه القرآنية رقم 14 من سورة المؤمنون.
والآن لاحظ التشابه فى تطور جنين الخنزير والذى تتم عملية ولادته فى اقل من أربعة أشهر, هذا الموقع سوف يشرح التشابه بين الجنين البشرى وجنين الخنزير,
http://www.goshen.edu/bio/PigBook/humanpigcomparison.html
فيما يلى صورتان لجنين الخنزير والإنسان فى نفس الوقت ( حوالى أربعة أسابيع) من التطور داخل الرحم , فهل هناك من يستطيع ان يحدد أيهما الخنزير وأيهما هو الإنسان؟؟
أردت أن أظهر التشابه بين تطور الجنين البشرى الذى وصفه الله عز وجل فى سورة المؤمنون وبين جنين الخنزير لسبب واحد لا غير, حتى نتعرف على كلمة أو لفظ أو وصف اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــحم, ورحم الله من مات وأطال عمر من عاش من ثلاثى أضواء المسرح الذين كانت احدى منولوجاتهم تقول- ياطاهى اللحم, اللحم اللحم اللحم, ياطاهى اللحم السميــــــــــــــن, رجوتك , تقذف فى وجهى بقطعة بيضــــــــــــــــــــــــــــاء, فقد تنبه سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم الى أن اللحم يشمل الدهن فى قولهم اللحم السمين والقطعة البيضاء, عندما لم يتبنه البعض ممن افادوا أن لحم الخنزير لا يشمل الدهن أو الكبد أو الكلاوى أو الأمعاء أو المخ أو العظام سامحهم الله …...............
وبذلك عندما يقول الله أنه حرم لحم الخنزير فيعنى كل شيئ يصلح للأكل من الخنزير, وسبحان من قال ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) والعلماء والراسخون فى العلم الذى تحدث عنهم القرآن وذكرهم الله هم الذين قدموا لنا تفسيرا ليس فققط بالكلمات التى لا معنى لها أو التى تلوى عنق الآيات القرآنية لتخدم غرضا أو صورة فى عقولهم ( أنظر الى شرح الآيه فى كتب التراث) , فتأخذ كلمة من هنا وأخرى من هناك أو آية من هنا وأخرى من هناك, ولكن العلماء والراسخون فى العلم هم من قدموا لنا شرحا تفصيليا للآية بالصوروالصوت وبالألوان لعملية تطور الجنين منذ بدأ الحمل طبقا لما جاء فى الآية وبنفس الترتيب وهم بدون اى شك ليسوا أصحاب العمائم الحمراء والخضراء والسوداء من ذوى اللحى التى تصل وتغطى بطونهم المنتفخة. إذا كنت فى شك, فقارن بين تفسير من يسمون علماء وأئمة المسلمين لتلك الآية وبين ما تراه بعينيك وما سوف يفسره عقلك من جراء ذلك.
كما قلنا من قبل فى بعض تعليقاتنا أن تحريم الخنزير ليس بدعة جاء بها الإسلام, ولكنه جاء من قبل فى التواره, وحرمه الله على بنى إسرائيل, ثم هناك إشارة له فى الإنجليل نفسه, ولست أدرى كيف إستطاع الأخوة المسيحيون أن يتجاوزا ذلك التحريم علما بأن التواره هى جزء لا يتجزأ من الإنجيل الذى يحملونه وتسمى العهد القديم والإنجليل يسمى لديهم العهد الجديد. وبالتالى فإن عملية التحريم للخنزير هو أمر من أوامر الله عز وجل فى رسالاته الثلاثة, وليس بين من يطبق ذلك التحريم من بنى إسرائيل أو غيرهم من يحلل أكل بعض الخنزير ويحرم بعضه.
لماذا إذن قال الله عز وجل حرمت عليكم الميتة والدم (ولحم ) الخنزير ولم يقل الخنزير فقط, سؤال وجيه يحتاج الى إجابة بالطبع, نحن نرى مقدار الجهل أو التعصب أو المغالاة أو التحوير لما جاء فى القرآن من المسلمين , ومن رأيى أنه لو أن الله قال الخنزير بدلا من لحم الخنزير, فلربما قضى المسلمون على هذا الحيوان نهائيا فى العالم, وربما تصور بعضهم أن تحريمه يشمل تحريم أن يلمسه إنسان أوتحريم صورته أو تحريم خياله أو ظله إن وقع على جدار أو بيت أو حتى على إنسان فيطالبون بتطهيره من يدرى ربما بالقتل أو اعتباره نجسا لا يدخل مجتمعاتهم , وربما حرموا دخول مدينه أو قرية بها خنزير وقد يكون ذلك مبالغة من عندى ولكنها مبالغة ليست مستحيلة, فهل تتخيل أن تحدث مثل تلك الأمور وما كانت قد تؤدى اليه من حروب أو عداء بين الناس, زد على ذلك , إن تحريم الخنزير هو تحريم الأكل أو الطعام منه, وقد كان الناس قبل أن يكون هناك زر على الحائط لكى يضيئ الغرفه بالكهرباء, وقبل اكتشاف البترول ومنتجاته, كانوا يستخدمون الشموع والزيوت فى الإضاءة, وليس هناك ما يحرم إستخدام شحم الخنزير فى صنع الشمع أو صهرة لكى يستخدم كزيت للإضاءة, أو جلده لكى يستخدم فى صناعة الجلود سواء الأحذية أو الملابس …..الخ, أضف الى ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد أباح حتى أكله أو إستخراج دواء منه لمن إضطر غير باغ ولا عاد. لهذا اعتقد أن الله لم يقل الخنزيرلهذا السبب, وقال بدلا من ذلك, لحم الخنزير , والله سبحانه وتعالى أعلم.
ننتقل الآن الى الأخ أو الأخوة الذين قالوا أن إيتاء الزوجة من الدير أو الجنس الفموى حلال لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرح لنا معنى ( من حيث أمركم الله ), فأولا من الواضح أن الآيه موجهة الى الرجال أى الى الرجل فى علاقته بزوجته وكيفية التعامل معها جنسيا.
الجنس هو طبيعة حيوية خلقها الله فى جميع مخلوقاته المعروفة للإنسان والتى يستطيع أن يراها لغرض واحد أساسى وهو حفظ النوع, وقد جعل فيه متعة لكل من يمارسه , ولو لم يكن فيه متعة تغرى بالممارسة, لإنتهى الجنس البشرى منذ البداية ولما عمر الإنسان الأرض, نعرف أن عدد سكان الأرض من البشر فى زيادة مستمرة, وهو ما نراه بصورة واضحة فى مجتمعاتنا وفى الإحصائيات التى نقرآها, تحدث تلك الزيادة بالرغم من الحروب ومن الكوارث الطبيعية ومن الأمراض و الموت الطبيعى الذى يحدث فى كل ثانية, ورغم كل ذلك , فإن العدد يزداد, وتلك الزيادة مرجعها الى التكاثر الذى يحدث نتيجة لممارسة ذلك الجنس, فلو توقف الناس عن تلك الممارسة ولم يكن لديهم رغبه بها, أو لو كانت تلك الممارسة ليست ممتعة لبنى أدم, أو كانت مؤلمة بحيث تمنعهم من الممارسة, لإنتهى الجنس البشرى بعد أدم فورا. إذن من الواضح أن الغرض من الجنس هو التكاثر وإعمار الأرض, هذا لا يمنع مطلقا أن الإنسان يستمتع به فى نفس الوقت, ولا يمنع أيضا أنه حتى الذين لا ينجبون من الرجال والنساء لا يمتنعوا عن ممارسته.
بذلك هناك برهان على أن الغرض الأساسى من الجنس هو التكاثر وحفظ النوع, ولا مانع من الإستمتاع فى نفس الوقت كأحد الحوافز. وعندما تقول الآيه ( ويسالونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ,نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ) إذن من الواضح أن الله فى هذه الآيات عندما يتبع كلمة من حيث أمركم الله بكلمة حرث لكم, فهو يشير الى حفظ النوع ويشير الى الحرث الذى ينتج أو الحرث الذى يكون الغرض الأساسى منه هو الإنتاج.
طبعا قيل مثل ذلك من قبل ولم يقتنع البعض به, وأصروا على تفسير كلمة ( أنى شئتم ) بأنها تعنى فى أى مكان شئتم, ولم يراعوا ما جاء بعدها من وقدموا لأنفسكم, فماذا هم مقدمين لأنفسهم , وما هو نوع التقوى لله والتذكير بأنهم ملاقوه!!!!, أنى شئتم تعنى بالطريقة التى تشاؤون وليس معنى ذلك فى المكان الذى تشاءون من المرأة – أى الدبر أو الفم – تعنى أن الناس تختلف كثيرا فى الاحجام والتكوين الجسدى من البدانه الى النحاله وغيرها من المواصفات التى قد تعنى عدم وجود طريقة قياسية واحدة أو وضع جنسى واحد يتمتع به الجميع, وهذا ما تعنيه أنى شئتم , اى الوضع الجنسى الذى يؤدى الى إستمتاع الرجل وزوجته كل بالأخر عند ممارسة الجنس, وأعتقد ان الباقى غنى عن الشرح.
نأتى الآن الى قوم لوط, وقوم لوط معروفة قصتهم تماما من القرآن الكريم, فهم الذين كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء, وقوم لوط لم يكونوا من الرجال فقط, بل مثلهم مثل اى قوم ذكرهم القرآن فهم مجتمع من النساء والرجال سواء, ولوط كان له زوجة وبنات, اى أن المجتمع كان مجتمعا مثل اى مجتمع اخر, بل ربما كان به اطفال أيضا, غير أن ذلك المجتمع تفشت به الممارسات الجنسية الشاذة والتى ذكرها القرآن على أنها فاحشة لم يسبقهم اليها احد من العالمين, ولقد دمر الله تلك القرية بأكلمها ولم ينجو منها سوى لوط وبناته, بل إن أمرأة لوط لم تنجو, ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا, وقد يتساءل البعض, إن كان الرجال هم الذين تشير اليهم أصابع الإتهام فيما كانوا يمارسونه, فما ذنب النساء, وما ذنب الأطفال فى تدميرهم, من المستحيل أن نجد إجابة من القرآن نفسه على ذلك, ولكن من الممكن أن نستنتج أن النساء فى تلك القرية كانوا ربما يمارسون الجنس مع الرجال كما يهوى الرجال, اى من الدبر, أو أنهم كانوا يمارسون السحاق مع النساء بينما رجالهم فى شغل عنهم برجال أخرين, وربما فى قول الله عز وجل عن إمرآة لوط بأنها قد خانته, فقد يعنى ذلك خيانة النبوة فى عدم إيمانها بها, أو خيانة جنسية مع إمرآة أخرى أو رجل اخر, يعلم الله ما يعنيه فى قوله فخانته, ولكن الخلاصة هنا, هو أن الجنس فى الدير الذى كان مصدرا أساسيا فى ظهور مرض الأيدز بين الشواذ فى عصرنا نيتجة لتلك الممارسة, ومما هو جدير بالذكر أيضا أنه ليس هناك إختلاف البتة بين ممارسة الشواذ من الرجال لهذا الجنس وممارسة رجل مع زوجته ذلك النوع من الجنس, دبر المرأة من الناحية التشريحية لا يختلف عن دبر الرجل, والنتبجة المنطقية لابد ان تكون واحدة, وغضب الله عز وجل على قوم لوط لا يختلف عن غضبه على الذين يمارسون نفس النوع من الجنس.
لعل ذلك يقنع البعض الذين لم يقتنعوا من قبل, ولكن سوف نفترض هنا أنهم لازالوا غير مقتنعين بذلك, فندير المائدة نحوهم ونسألهم , عند تحدثوا عن تلك الأوضاع الجنسية الثلاثة, القبل والدبر والفم, فهل هناك أوضاع اخرى يعرفونها ولا يمارسونها؟ , والسبب فى ذلك هو عندما قال عز وجل ( من حيث امركم الله) هذا يعنى بكل وضوح أن هناك إستثناء لوضع أو أوضاع اخرى والله أمرهم بما سمح لهم به, ( من حيث امركم الله) , ولو لم يكن هناك أوضاعا اخرى غير الثلاثة المذكورة, فلا يد أن تعنى هذه الكلمة وهذا الأمر الإلتزام بما امر الله به, وإستثناء ما لم يأمر به, والجهل بالقانون لا يعفى من العقوبه, واضح جدا أنه أمر بشيئ وإستثنى شيئا أو أشياء اخرى, فيا أيها الأخوة الذين لا بعرفون معنى من حيث أمركم الله, أو ما أمر الله به , ويبيجون تلك الأوضاع الثلاثه,ما هو مفهومكم لما أمر الله به , وما لم يأمر به؟؟
اللهم فأشهد, اللهم قد بلغت.