ماذا قالت أم الدرداء لسلمان الفارسى؟؟

عثمان محمد علي في الثلاثاء ٠٧ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

ماذا قالت أم الدرداء لسلمان الفارسى؟؟

فى رواية له تحت رقم -1832- بباب الصوم يقول البخارى (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ لَهَا مَا شَأْنُكِ قَالَتْ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ كُلْ قَالَ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ قَالَ فَأَكَلَ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ قَالَ نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ نَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ قُمْ الْآنَ فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ سَلْمَانُ).

تكررت هذة الرواية فى  أبواب  كثيرة من  (صحيح البخارى) ،مثل – حقوق الزوجة ،وحقوق الضيف ،وصيام التطوع ،وصلاة التطوع ، والإخاء  بين المُهاجرين والأنصار ،،،،،وغيرها وغيرها .إلا أن الهدف والغرض  الأساسى  والقاسم المشترك الأعظم  فيها هو إرسال  رسالة عبر  قذائفه المستترة عن حياة الصحابة الجنسية ،ثم ختمها بخاتم النبوة،  ومُباركة النبى عليه السلام لها ليبلعها المسلمين ويشربون وراءها كوباً من النبيذ المُعتق  بالهناء والشفاء .

 والبخارى كعادته لا يُعلن  فى كثير من رواياته  عن هدفه منها  مُباشرة،  ويترك للقارىء أن يقرأه  هو من بين  سطورها ،ومن ثم يضرب  بعدها أخماساً فى أسداس عن (دولة النبى فى المدينة )، وعن الحياة الجنسية الغائبة الحاضرة فيها.

سند الرواية :

1--الرواة جميعاً من العراقيين ،عاشوا وماتوا بالكوفة والبصرة بما فيهم (أبو العميس ) حفيد عبدالله بن مسعود .

2-- الراوى الأول (ابو جحيفة –وهب بن عبدالله ) توفى سنة 74 هجرية بالكوفة ، ولم يسمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام  ولم يقابله فى حياته  ،ورغم ذلك  لم يرو روايته عن (سلمان أو أبو الدراء) ولكنه رواها مرفوعة إلى النبى عليه السلام مُباشرة  فكيف تسنى له ذلك ؟؟.

3--مناقشة الرواية .

بنى البخارى روايته على حبكة درامية مفبركة عن زيارة مفاجئة لأحد أبطال القصة لبيت صديقه فى غيابه مما أتاح له أن يسأل إمرأته عن ثيابها المُبتذلة الرثة ،فقالت له بطلة القصة لأن زوجها هجرها وترك معاشرتها وأضحى زاهداً فى حياته الدنيوية والنسائية ، ولذا صارت  هى الأخرى رثة الثياب مُبتذلة المظهر (حسب زعمه ) ، فلما جاء  (صاحب الدار) الرجل الثانى فى القصة  رحّبَ بصديقه وصنع له طعاماً ،ورفض أن يأكل معه (لأنه صائم  بالنهار ،قائم بالليل) فأصّرَ عليه أن يُشاركه طعامه ، ثم من بعدها أمره  أن ينام ليله  حتى  الثلث الأخير ثم قاما معاُ صلاة القيام ،ثم  ، نصح الضيف صاحب الدار أن يذهب ( إلى مُعاشرة  زوجه ) قبل أن يذهبا لصلاة الفجر مع النبى عليه السلام  والا يُهملها بعد ذلك لأنها ضجرت  من هجرانه لها فى مضجعها .

4-- لم يقل لنا البُخارى ،هل كانت العلاقة بين الصحابة ، أو بالأحرى هل كانت العلاقة بين نسائهم وبين الأجانب من رجالهم تسمح بأن يتناقشوا فى حياتهم الجنسية  بينهم وبين بعض ومن ثم يقدمن شكواهن لهم عن  هُجران أزواجهن  ؟؟؟

5--لم يقل لنا ماذا كان  رد فعل  صاحب الدار عندما علم بتلك المُناقشة بين زوجته و صديقه ؟؟ وكيف أصبحت العلاقة بينهما  بعد تنفيذ الوصية الذهبية   فى المحافظة على حياتهم الزوجية ؟؟

6--وكعادة البخارى فى تمرير قصصه المُفبركة بختمها بخاتم النبوة ،فهاهو يذيلها بمجىء (أبو الدرداء ) إلى النبى عليه الصلاة والسلام ليقص عليه ما قام به قاضى الغرام  (سلمان الفارسى) وما قدم له من نصائح غالية، أصلح بها  بينه وبين زوجه ،وغيّرَ بها حياته وحياة زوجه من النقيض إلى النقيض ،ومن الزهد إلى العشق ،ومن الهيئة الرثة والثياب المُبتذلة إلى الثياب النظيفة و الإنشراح  وليال الملاح. ثم أقر النبى عليه الصلاة والسلام (حسب زعم وإفتراء البخارى )  مافعله سلمان الفارسى بل وأثنى عليه وصدّقه  .

7-- والغريب أن أصحاب المسانيد قالوا فى الرواية  (أن الله جل جلاله قد أوحى لنبيه بما فعله سلمان ) فأين هذا الوحى ؟؟ ولما لم يتحدث القرآن  عنه ضمن حديثه عما أوحى الله به لنبيه من خارج القرآن مثل وحيه عن زواجه لزينب بنت جحش بعد إنقضاء وطرها من زيد بن حارث’؟

 

ولو عُدنا لأبى الدرداء ،فقد قالوا عنه أنه  كان من كُبار الزُهاد فلذلك كان زاهداً فى (أُم الدرداء) ،فهل هذا صحيح ؟؟

 الحقيقة أن أبا الدرداء لم يكُ زاهداً كما قالوا  ، بل كان يعمل فى التجارة ، وكان مُنفتحاً على الدُنيا ، وعندما ولاه (عُمر بن الخطاب ) مُعلماً للقرآن فى (حمص بالشام  ) إنفتح على الدُنيا أكثر وأكثر و بدت عليه مظاهر العزة وبدأ يُقلد أهل الروم فى بُنيانهم  وحياتهم  وبنى (كنيفاً- بيت للراحة فى بيته ) ،فعلم عُمر إبن الخطاب بذلك فكتب له يقول (يَا عُوَيْمِرُ، أَمَا كَانَتْ لَكَ كِفَايَةٌ فِيْمَا بَنَتِ الرُّوْمُ عَنْ تَزْيِيْنِ الدُّنْيَا، وَقَدْ أَذِنَ اللهُ بِخَرَابِهَا، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي، فَانْتَقِلْ إِلَى دِمَشْقَ) .

 ثم بعدها تولى  القضاء فى  دمشق  فى ولاية (معاوية بن أبى سُفيان ) على  عهد  (عثمان بن عفان ) ، وما أداركم بولاية  معاوية فى الشام ومن عمل تحت ولايته . وكذلك ما أدراكم بكيف إنفتحت  الدُنيا على الصحابة فى عهد عُثمان بن عفان  وكيف جمعوا وكنزوا  من خيرات مصر والشام والعراق !!!

 ويروى عن أبو الدرداء أنه أثناء توليه القضاء كان (حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُصَلِّي، ثُمَّ يُقْرِئُ، وَيَقْرَأُ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ القِيَامَ، قَالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ مِنْ وَلِيْمَةٍ أَوْ عَقِيْقَةٍ نَشْهَدُهَا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، وَإِلاَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي صَائِمٌ) أى أنه لم يك زاهداً فى العقيقة او الولائم ،بل كان دائم السؤال عنها ؟ فكيف تتخيلون حال القاضى المُتصف بتلك الصفة ؟؟ وكيف تكون حالته  إذا إجتمعت له تلك الصفة العلنية فى ولاية (معاوية بن أبى سفيان)؟؟

  ولم يختلف الحال كثيراً عند صديقه  سلمان الفارسى فقد تولى هو أيضاً القضاء فى المدائن بالشام فى ولاية معاوية ،فى عهد عثمان بن عفان !!

وفى النهاية هل آن الآوان لنقرأ ما بين سطور البخارى؟؟

 اللهم إشرح صدورنا وصدوركم للإسلام ،وأعذنا  من البخارى ومن شياطين  الإنس والجن  من أتباعه .

اجمالي القراءات 34682