مراحيض البخارى العمومية :
فى روايته تحت رقم 186 بكتاب الوضوء روى البخارى عن نافع عن عبدالله بن عمر أنه قال (كان الرجال والنساء يتوضئون فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً) ..
المفهوم والإنطباع الأول منها يوحى بما لايدع مجالاً للشك أن المسلمين والمسلمات فى دولة النبى عليه الصلاة والسلام كانوا يتوضئون فى وقت ومكان واحدٍ ، بما فيهم الرسول الكريم ،وأزواجه أمهات المؤمنين والمنافقين والمنافقات (من المسلمين) ،وأن الأمر كان مشاعاً بينهم ،بما يوحى بإمكانية أن يرى أىٍ من المنافقين عورات أمهات المؤمنين ومن معهن من المؤمنات المحصنات! فهل هذا يتفق مع ما نفهمه من القرآن الكريم عن أمهاتنا أمهات المؤمنين ومن معهن من المؤمنات الصادقات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله ، وعن قائدهم رسول (الطُهر والزكاة والنقاء) محمد بن عبدالله ومن معه من المؤمنين الخاشعين المطهرين ؟؟؟
هيا بنا نتدارس الموضوع .
1- هذه الرواية من الروايات الموقوفة فى سندها عن عبدالله بن عمربن الخطاب ،ولم تُرفع (أى لم تتصل فى سندها ) إلى النبى عليه الصلاة والسلام . إذن فهى (طبقاً لعلماء الحديث ) ليست رواية نبوية ،وبذلك تُصبح رواية ساقطة حديثياً فى علم مُصطلح الحديث.
2—كتاب الوضوء الذى كتب البخارى الرواية ضمن رواياته ملىء بالمتناقضات ،منها على سبيل المثال ،( الإختلاف فى عدد مرات غسل الوجه واليدين والقدمين ) هل مرة أو مرتين او ثلاثة ؟؟؟ ... و فى حكم من (جامع إمرأته ولم يُنزل بها) هل يجب عليه الغُسل من الجنابة، أم يكتفى عند الصلاة بالوضوء فقط وغسل ما مس إمرأته ؟؟
3- أى أن باب الوضوء البخارى كإخوته من الأبواب لم ينج ولم يخل من الأباطيل والمزايدات على (الوضوء فى القرآن) ، ومن التناقضات الصريحة بين رواياته .
4- لو ناقشنا الرواية من الناحية الفطرية النظرية والعقلية ،فأعتقد أننا فى عصرنا هذا نشاهد (مراحيض خاصة بالرجال ،وأخرى بالسيدات بالأماكن العامة ) حتى فى اكثر المجتمعات إنفتاحاً ،وذلك لتوارثهم لهذه العادة عن آبائهم وأجدادهم ... وايضاً منا من عاصر ورأى أو سمع عن أن النساء فى بلادنا العربية والشرقية ،وخاصة الريفية والبدوية منها من لا تزال إلى وقتنا هذا لا تذهب نساءها للخلاء لقضاء حاجتهن إلا ليلاً حتى لا يراهن أحداً (حتى لو كانوا أزواجهن أو آبنائهن) مما ساعد على إنتشار أمراض مثل (الفشل الكلوى ، وأمراض الباطنة العامة) بينهن أكثر من الرجال فى تلك المناطق النائية البدوية ، مما حذى بالدول الكُبرى والمتقدمة أن تقوم على إنشاء مراحيض وإقامة مشروعات الصرف الصحى بتلك المناطق الفقيرة (مادياً وفكرياً) إنقاذاً للنساء المريضات وبناتهن وحفيداتهن .
ولو عدنا بتاريخ تلك العادات القبلية حتى العصر النبوى فى المدينة لوجدنا أن النساء كن أكثر حرصاً على تنفيذ تلك العادة فى (قضاء حاجتهن ) فى الليل والظلام أكثر وأكثر ، لأنه من المعروف أن العادات والتقاليد تبدأ فجة وفظة وغليظة ومتشددة ثم تبدأ فى التهذيب شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى ما يحافظ عليها وفى نفس الوقت يجعلها أكثر مرونة مما كانت عليه . ومن هُنا أصبحت المُجتمعات فى وقتنا هذا تتعامل مع الموضوع بموضوعية وأنشأت (مراحيض للرجال وآخرى للنساء ) سواء فى البيوتات الكُبرى أو فى العمل أو الأماكن العامة ، ومن هُنا كانت إستحالة حدوث مضمون هذه الرواية من الوضوء جميعاً فى عصر الرسول عليه الصلاة والسلام .
5—ولو عُدنا لتعاليم القرآن الكريم فى التربية لوجدناه يأمرنا بتعليم الأطفال والذين بلغوا منهم الحُلم الإستئذان فى الدخول على ابائهن فى أوقات معينة بالليل والنهار (يا ايها الذين امنوا ليستاذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم . واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم ) النور -58-59 .لكى لا يطلعوا على عورات آبائهم وأمهاتهم وهم (من أصلابهم ) فكيف بعد ذلك يُسمح لعموم الرجال والنساء أن يطلعوا ويشاهدوا عورات بعضهم البعض ؟؟؟
6- ثم نراه (أى القرآن الكريم ) يأمر المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم بينهم وبين بعض عند معاملات الحياة اليومية الضرورية مثل (المعاملات التجارية ،أو ، التعليمية مثلاً) وقال لهم ولهن (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) النور 30-31
7—ثم حدد لهن الأوقات التى ليس عليهن حرج فى أن يتخففن من ملابسهن ،أمام محارمهن فقال القرآن الكريم (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور -31 . ورغم كل تلك المباحات إلا أن القرآن الكريم طالب الجميع بالتوبة والإستغفار الذى قد يلم بهم من مثل هذا اللمم الناتج عن التقصير فى تطبيق هذه القاعدة من غض البصر المُتبادل بينهم ،فقال (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون ) .
8--ثم فى أمر جامع مانع لنساء النبى ومن معهن من المؤمنات عبر الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها خاطب القرآن الكريم النبى (محمد بن عبالله – عليه الصلاة والسلام ) فى آية (آمرة ، وواقية لهُن من إيذاءات المنافقين والمنافقات ) قائلاً (يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) . فهل كان تطبيق وتنفيذ هذا ألأمر الإلهى لهُن قاصراً على تحركاتهن داخل بيوتهن أم كان سارياً داخلها وخارجها ؟؟؟
فهل مع هذا الأمر لهن بالطهارة والزكاة فى اللباس يجوز أن يتوضئوا جميعاً رجالاً ونساءاً بعد ذلك ؟؟
9--هل لنا أن نسأل البخارى وتلامذته من بعده ماذا تُريد أن تفعل بالمسلمين ورسولهم (عليه الصلاة والسلام ) وأزواجه ،ورسالتهم الخاتمة ؟؟ هل تُريد أن توحى لنا ان النبى عليه السلام كان يرى عورات المسلمات فى الوضوء ؟؟
هل تريد أن توحى لنا أن أُمهات المؤمنين كانت أجسادهن وعوراتهن مُباحة لأبصار العامة من المسلمين والمُنافقين والمُرجفون فى المدينة؟؟ وهل نسيت قول الله لهُن فى القرآن (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) الأحزاب -32-33
10- هل لنا أن نسأله وتلامذته من بعده مرة أخرى ، لماذا تُصر على هدم شريعة القرآن للنفوس اللوامة القوامة و لا تترك فرصة حتى تشير لهم ولهن ضمن رواياتك بإيحاءتك الجنسية الخسيسة ،وإباحتك لكل ما يُقرب إليها بدءاً من بعض الإيماءات الجنسية اللفظية التى تحدثت بها عن أُمهات المؤمنين ، ومنها على سبيل المثال ما تحدثت به عن أم المؤمنين عائشة فى روايتك أنها (إغتسلت من وراء ستار أمام عبدالله بن الزبير وصديق له تحت حُجة أنها تعلمهم كيفية غُسل رسول الله من الجنابة ؟؟
فهل يقبل أحد من تلامذته والمُدافعين عنه الآن أن يسمحوا لرجُلين بالغين أن تغتسل زوجة أحدهم أمام أحدٍ ولو من وراء ستار بحُجة تعليمهم كيفية الغُسل الشرعى من الجنابة ؟؟
وهل تقبل إحدى تلميذات وخريجات مدرسة البخارى بفعل ذاك الفعل أما م تلامذتها ولو من وراء ستارات سميكة وليس ستارة واحدة ؟؟ وهل نسى البخارى وتلامذته وتلميذاته الآمر الإلهى بعدم الإقتراب من الزنى فى قوله تعالى (ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا )؟؟.
11- ما هذا العداء البخارى للنبى وأخلاقياته والتى تمثل فى قدحه له فى روايات كثيرة من رواياته، ( والتى منها روايتنا هذه موضوع المقالة) حتى صورته وكأنه ليس بصاحب رسالة سماوية ،ولكنه وكأنه رجلاً شهوانياً لا هم له سوى النساء ومتعه الجنسية التى لا تنتهى ؟؟؟
12- ومن قبل خلع البخارى ومن بعده تلامذته حُجب الحياء والطُهر وإفترى على دين الله ورسوله وشريعته ونادى بالفسوق والفجور والإنحلال وإشاعة الفاحشة بين الناس فقال ( أيما رجل وإمرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال ) أى لها أن تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها ثلاث ليال قبل أن يقررا الزواج والإرتباط فيما بينهما بميثاق غليظ . و الآن يرسل لنا رسالة خادعة ماكرة يوصم فيها مُجتمع الرسول عليه الصلاة والسلام فى المدينة بنشر الفاحشة تحت غطاء (بُخارىٍ) فى روايته هذه (كان الرجال والنساء يتوضئون فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً) .
فهل تتناسب هذه الروايات البخارية مع شريعتنا القرآنية الطاهرة الزكية ؟؟؟
وهل بعد ذلك سيظلون يُدافعون عنها وعن مراحيضها العمومية اولئك البُلداء من تلميذات البخارى وتلامذته ؟؟
(فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد) –غافر -44