نحن اليوم والحمد لله تعالى في زمن سوف نسأل عن نعيم الله أكثر من غيرنا، لإمكانية الوصول إلى الحق واتباعه بكل سهولة، وهو في متناول كل عاقل تعلم بالقلم ما لم يعلم، فالذي يحب أن يسعد في الدارين، فعليه بذكر الله ونوره فيتدبر آياته ويخلص في ذلك النية للوصول إلى الحق المبين ( وهو الله تعالى) وكان وعدا على الله تعالى أن يهدي المجاهدين في سبيله، (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ الللَّهِ يَكْفُرُونَ(67)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ(68)وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69). العنكبوت.
أود أن ألفت نظر أعزائي القراء إلى بعض المتواتر الذي وصل إلينا حسب نظري وهو:
- آخر رسالة ورسول من الله تعالى (القرآن العظيم). وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ"48" المائدة.
- الصلوات الخمسة: الظهر، العصر، المغرب، العشاء، والصبح. إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا(103). النساء.
- إيتاء الصدقات (الزكاة). إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(271). البقرة.
- صوم شهر رمضان. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ."185" البقرة.
- الحج إلى بيت الله الحرام. الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ(197). البقرة.
هذه هي العبادات التي وصلت إلينا متواترة، ولم يختلف عليها إلا الذين يحاولون تغيرا في عبادة من العبادات الأنفة الذكر، ويعتبر ذلك في نظري من الصد عن سبيل الله من الذين يبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون. (قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(99). آل عمران. (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ)(45). الأعراف.
وبالمثال يتضح الحال.
- بعض الناس يحتجون بقولهم أن ما وصل إلينا عن الصحابة وتابعي الصحابة إلى أن وصل آباءنا وألفيناهم على ذلك يعتبر متواترا ومما قاله وفعله الرسول عليه السلام، ( فلا ريب فيه وكله وحي من الله). ويستدلون بقوله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4). النجم. وأتساءل هل يمكن لرب الناس أن ينزّل على رسوله الوحي، ثم يعاتبه في كثير من الأحوال على ما أوحى إليه؟؟؟ ومثال ذلك عتاب الله سبحانه عند تحريمه ما أحل الله له، وعتابه لما عبس وتولى أن جاءه الأعمى، وتصدى لمن استغنى!!! أيمكن أن يوحى إليه ثم يعاتب على ما أوحي إليه!!!؟؟؟
- وصل إلينا رمي الزاني المحصن بالحجارة حتى الموت، واعتبر ذلك السواد الأعظم من الفقهاء مما ثبت عن الرسول عليه السلام قوله وفعله، (ويعتبر من المتواتر لديهم)، وأنه رجم فلان وفلانة، واتضح أخيرا أن ذلك مخالف لشرع الله تعالى، وأن الحكم على الزاني هو ما حكم به المولى تعالى في سورة النور، وهو العذاب جلدا مائة، ( لا الموت رجما بالحجارة وبالغيب) وللإماء نصف ما على المحصنات من العذاب وهو خمسون جلدة، وعلى أزواج النبي إن أتين بفاحشة، فعليهن ضعفان من العذاب، وهو مائتا جلدة. (يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30).) الأحزاب. فهل يمكن أن ينصف عذاب الإماء وأن يضاعف العذاب ضعفين لنساء النبي ( إن أتين بفاحشة مبينة) بالموت رميا بالحجارة وكيف ذلك يا أولي الألباب!!!؟؟؟ وهل الموت يعتبر عذابا أم راحة من العذاب؟
- هل نطمئن لهذا المتواتر أم نعتبره من الافتراء على الله ورسوله؟؟؟ لنحاول جميعا أن نرد الأمور إلى كتاب الله ونحتكم إليه فقط، لأنه الكتاب الوحيد الذي لا ريب فيه، لأن الله تعالى تولى حفظه بقدرته سبحانه فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(42) فصلت.
- رضاعة الكبير تعتبر عند شيوخ الأزهر ورجال الدين المحترمين، ( المحترفين في دين الله) مما أمر به النبي، وأقره بأمره سهلة أن ترضع رجلا كبيرا حتى لا تجد في نفس زوجها أبي حذيفة حرجا من دخول الرجل الكبير عليها، وامتثلت لأمر الرسول ( حسب الرواية: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ثم يا رسول الله إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد علمت أنه رجل كبير. مسلم ج 2 ص 1076 قرص 1300 كتاب.) وبعد أن أرضعت الرجل الكبير لم تعد ترى في وجه زوجها حرجا من دخوله على زوجته!!! ـ كيف وصل الرجل إلى ثديها أول مرة وهو من غير المحارم؟؟؟ ربما الرجال من المحارم يتحرجون أن يشاهدوا ثدي محارمهم، فكيف بمصه!!! ليصبح من ذوي المحارم!!! عجبا يا شيوخ الأزهر ما لكم كيف تفهمون وتحكمون؟ـ
وأخيرا تصدع صرح الأزهر الشريف و( الصحاح ) عندما أحيا هذه الرواية الدكتور المحترم عبد المهدي ( العالم في دراية الحديث...) فأصبح أضحوكة تنقله جميع وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة، وأصبح رضاع الكبير من أغرب الفتاوى الأزهرية وأبشعها لسنة 2007. بينما كانت في معتقد أغلب شيوخ الأزهر من المتواتر ومن السنة، فهل كل متواتر يصح؟ ونأخذ به. (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).(46) الحج.
هذه أمثلة قليلة في المتواتر المفترى على الرسول وعلى الله تعالى، ففي نظري ليس كل ما وصل إلينا من قول أو فعل نسب إلى الرسول محمد عليه السلام يمكن أن نسلم به تسليما، إلا ما أنزل عليه من الذكر الحكيم، فذلك لا ريب فيه لأنه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. لأن بين موت الرسول وبداية الرواية والرواج لها، كان بعد حوالي قرنين من الزمن فهل يا أولي الألباب يعقل أن نعتبر كل ما بين دفتي كتب السنة (وأهمها الصحيحين) من قول وعمل نسب إلى الرسول أنه كان بوحي من الله تعالى؟ أترك الجواب لأولي الألباب ولكل ذي عقل سليم يحب الله ورسوله، ولا يشرك بالله شيئا، ويسلم تسليما بما جاء به الرسل من عند ربهم ليتفكروا فيه ويدّبروه...
ينذرنا الله أحد سبحانه: أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنْ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(33). الرعد.
الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(3). إبراهيم.
والسلام على من اتبع هدى الله.
عزمت بسم الله،