تأييد الشيخ حمد لحديثه يضع قطر في موقف حرج: إعتذار القذافي بدأ بالشكر وتوسطه بالشتائم واختتمه باستعراض ألقابه
فهد سعود من الدوحة : من النادر جدا أن يتجاوز البعض حدود الأدب واللياقة، ويلقي اعتذاراً على ذلك. هذا ما حدث للرئيس الليبي معمر القذافي، الذي وجه مداخلة قصيرة للعاهل السعودي الملك عبدالله بن العزيز خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الحادية والعشرين. ورغم ما حملته مداخلة القذافي من إساءة واضحة، للملك عبدالله، واتهامه بالهروب من مواجهته طوال الست سنوات الماضية، إلا أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة نفسه، قدم أسفه لمقاطعة القذافي في البداية، وشكره على كلماته ( الموفقة) وهو ما فسره البعض بالقول إن أمير قطر لم يستوعب في البداية ما كان يقصده معمر القذافي.
وتاه البعض في تفاصيل مداخلة القذافي، فبعض القنوات منعت الصوت، وأخرى ألغت البث المباشر للجلسة، ظنا منهم أن القذافي سيتجاوز الأدب في حديثه تجاه الملك عبدالله، ويكرر سيناريو قمة 2003، حينما اضطر الملك عبدالله بن عبد العزيز- كان وليا للعهد آنذاك، للرد على اتهامات القذافي للسعودية بأنها ستلجأ للولايات المتحدة لمواجهة الخطر العراقي، خلال أزمة الخليج الأولى عام 1990م.
ونشرت وكالة الأنباء الليبية ( اوج) مداخلة معمر القذافي، التي بدأها بالقول: أخ حمد أهنئك بتوليك رئاسة القمة. وبهذه المناسبة أقول لأخي "عبد الله" ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة ، وأريد أن أطمئنك بأن لا تخاف ، وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذي الكذب وراءك والقبر أمامك ، وأنت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا.
واحتراما للأمة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى ،وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورني. أنا قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين..مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن أنزل لأي مستوى آخر. وشكرا.).
وقد ضجت قاعة المؤتمر بالتصفيق للقذافي بعد انتهائه من مداخلته، واعتذر له أمير قطر الشيخ " حمد بن خليفة آل ثاني" على محاولته مقاطعة مداخلته. وقال الشيخ "حمد" ( أنا أعتقد يا أخ معمر يمكن أنني فهمت خطأ ، وأنا أعتذر أمام الإخوة الملوك والرؤساء وأشكرك على كلماتك الموفقة).
وقال سياسي عربي متواجد في القمة، إن معمر القذافي حاول أن يخطف الأضواء، ولكنه خسر الكثير بهجومه الثاني على الملك عبدالله، فكما هو معروف سبق له أن تهجم على الملك السعودي في قمة شرم الشيخ في مارس/ آذار من عام 2003، ويبدو أن هذه العادة أصبحت ملازمة للقذافي، الذي لا يعير المصالحة العربية التي يسعى إليها الجميع أي بال.
واستغرب السياسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه من دعوى القذافي للمصالحة مع السعودية، بعد أن قال كلمات عن الهروب من المواجهة وغيرها، فمن الواضح أن الزعيم الليبي، الذي امتدح نفسه كثيرا، لا يبحث عن مصالحة مع السعودية، بقدر ما يبحث عن تجديد الخلاف.
وأضاف قائلا: ولم يوفق القذافي في تبيان موقفه تجاه السعودية، فاعتذر اعتذاراً يرى الجميع أنه بحاجة إلى اعتذار. وطالب المحلل السياسي من قطر أن تعتذر هي الأخرى، وان توضح موقفها من اعتذار أميرها للقذافي بعد انتهاء مداخلته، معتبرا أن هذا تأييدها لحديث القذافي أمر حير الجميع.