خواطر عشوائية – 4
1- منذ أن القى أوباما خطابة "التاريخى " فى جامعة القاهرة , وعندما أقول "التاريخى”, فلا أقولها دون ان أعنيها, او أقولها مستخفا بها , فقد كان الخطاب تاريخيا بكل ما تعنيه الكلمة, تاريخيا من حيث التوقيت,فعلى حد معلوماتى لم يقم اى رئيس أمريكى بإلقاء خطاب فى عاصمة عربية خلال الشهور الخمسة الأولى من توليه الرئاسة , تاريخيا من حيث المحتوى والمضمون, فلم يكرس أى رئيس للولايات المتحده ما يقرب من ساعة كاملة لخطاب يتعرض فيه الى القضايا العربية والإسلامية التى يهتم بها العالم العربى والإسلامى سواء فى عاصمة عربية ام لا, تاريخيا من حيث التواضع الذى لم أراه فى أى رئيس أمريكى تجاه الإسلام والمسلمون فى أنحاء العالم كافة خلال الأربعون عاما الماضية, تاريخيا من حيث إستخدام الرئيس الأمريكى لبعض آيات القرآن الكريم تكريما وإحتراما للعقيدة الإسلامية , تاريخيا من حيث الصراحة والصدق مع الجماهير, تاريخيا من حيث تكريس الرئيس الأمريكى الوقت الكافى لمثل ذلك الخطاب بينما تواجه حكومته مشاكلا لم يواجهها رئيس امريكى فى تاريخ الولايات المتحدة عند تولية الرئاسة ما بين إقتصاد يوشك على الإنهيار التام, وحربين فى بلدين إستمرا مدة اطول من الحرب العالمية الثانية....الخ الخ, ورغم ذلك لم يتقاعس عن مواجهة المشاكل المستعصية الخارجية ومحاولة عرض حلول لها. من الممكن ان تكتب صفحات فى تفسير وتبرير الأسباب التى كان من الممكن ان يتخفى وراءها إذا شاء ان يترك مشكلة الشرق الأوسط وإسرائيل والعالم العربى والإسلامى جانبا الى أن يسيطر علي المشاكل الدخلية أولا, لكنه أثر ان يواجهها بشكل مباشر وموضوعيه ندر ان نراها فى رئيس امريكى إبان رئاسته.
غير انى رأيت من الكتابات التى قرأتها لكتاب من العالم العربى, ما ينقد خطابه بشدة وينقد إتجاهه وينقد كل ما فعله وما قاله الرئيس الأمريكى بل لم أجد من بعضهم اى إشارة ولو بكلمة غير مباشرة لشكره اوحتى مجرد التعبير عن إحترام وتفهم ما يحاول ان يفعله , ولم أرى اى من اؤلئك الكتاب يتعرض لأى خطاب من زعمائهم وقادتهم و رؤسائهم بنفس الشكل او بنفس الكم, وكأن ما يتقيئ به اؤلئك الرؤساء من الأقوال المقدسة التى لا ينبغى ان يتعرض لها أحد.
كل ما أود ان اقوله لكل من هؤلاء العباقرة, لماذا لا تحاول ان تتخيل سيادتك أنك من كتاب الخطابات للرئيس الأمريكى, وتحاول ان تكتب لنا ما كنت سوف تكتبه له ليلقيه فى جامعة القاهرة بدلا من خطابة الذى لم يحز رضاك, لماذا لا تكتب لنا خطابا بدليلا بصفتك كاتبا للرئيس الأمريكى واضعا فى الإعتبار ان وظيفتك ومسؤوليتك وأمانتك وولاءك يقتضى ان تكون للرئيس الأمريكى والشعب الأمريكى قبل اى شيئ أخر, ثم دعنا بعد ذلك نناقش ما كتبته أيها العبقرى!!
2- يقول الكثير من المسلمين ان الإسلام ليس مجرد دين او عقيدة, بل انه حياة او طريقة للحياة, عظيم, فإن كان كذلك فالسؤال هو, هل هناك فى القرآن اى آية بينه مباشرة لا إختلاف عليها بين المسلمين او إن كان هناك إختلاف كما هى العادة فهو بسيط ,آية تفيد بكيفية التعامل مع الحاكم الظالم الديكتاتورى, أم ان الله سبحانه وتعالى فى القرآن قد تغافل عن ذلك وتركه دون ان يتعامل معه ودون ان يرشدنا الى كيفية التعامل معه , ربما عن قصد !!.
3- ماذا لو اطاع ابليس الله سبحانه وتعالى وسجد لأدم؟ فلو فعل لما خرج آدم من الجنه, لما كان هناك شر وخير, لما كان هناك جنس بشرى او حياة على الأرض , أفنشكر ابليس لما فعله رغم اننا نلعنه فى نفس الوقت!!! ام نلعنه فقط رغم انه كان السبب فى تواجدنا جميعا, فإن شكرناه فى انه او ان ما فعله كان سببا مباشرا فى تواجدنا فهل يستقيم ذلك مع ما لعنه الله به, وإن لعناه فقط كما نفعل وكما ينبغى لنا ان نفعل, الم يكن ما نلعنه عليه هو السبب فى تواجد الجنس البشرى طبقا لما قص علينا القرآن, فهل نلعن بذلك من تسبب بشكل او أخر فى تواجد الجنس البشرى !
4- بين الحلم والحقيقة, كيف يمكن ان نعرف بدون أى مجال للشك ان ما نحن عليه الأن حقيقة وليس حلما, رأيت عندما كنت فى الثامنة او السابعة حلما بأن أبى رحمه الله قد توفى, ويمكنك ان تتخيل ما يحس به طفلا فى هذا السن عندما يرى مثل ذلك الحلم, ورأيت نفس الشيئ تماما عندما توفى حقيقة بعد اكثر من عشرون عاما من ذلك الحلم, نفس المكان ونفس الجنازة ونفس المشاعر والجو.....الخ, أتذكر مشاعرى عندما صحوت من النوم وأنا طفل, اتذكر ما شعرت به وأنا احلم , كل شيئ كان يبدو حقيقة وليس حلما. مانشعر به أثناء الحلم من ان كل شيئ من حيث الزمان والمكان والتاريخ والمشاعر سواء الخوف او الفرح او حتى الجنس يبدو حقيقة بلا شك او جدال, ثم نستيقظ لنعلم ان ما رأيناه لم يكن سوى حلما, ثم ننام لنحلم بشيئ أخر يبدو حقيقة تماما, ثم نصحو.......الخ, كيف يمكن ان نعرف ان كنا نعيش الأن فى حلم أم حقيقه, كيف نعرف ان كان الموقع اهل القرآن, العرب الإسلام , امريكا اسرائيل , الصيف والشتاء والحر والبرد, الخوف والحب والحرب والسلام, كيف نعرف ان كل ذلك حقيقة وليس مجرد حلم سوف نصحو منه على حقيقة اخرى تختلف تماما عما نراه !!!
5- ماذا قال القرآن عن حفظ القرآن بالتحديد وهل ذلك من الواجب على المسلم , هل جاء فى القرآن أى إشارة الى انه من الواجب على المسلم او انه من الفروض عليه ان يحفظ فى الذاكرة القرآن او بعضا منه , فإن كانت هناك إشارة الى ذلك , أود ان اعرفها, وإن لم يكن هناك اى إشارة او آيه تفيد ذلك او توجيه من الله عز وجل بذلك, فلماذا يتباهى بعض الناس بأنهم يحفظون القرآن ويشير البعض الأخر الي من يحفظ القرآن بنوع من التبجيل والإحترام وكأن من حفظ القرآن قد صار افضل وأقرب الى الله فى إسلامة, علما بأن اكثر من 80% من مسلمى العالم اليوم لا يستطيعون قراءة آية واحدة من القرآن.
6- من اعمالكم سلط عليكم, ان من المستحيل ان يستطيع حاكم وشرذمه ممن حوله مهما كان عددهم ان يحكموا ويتحكموا فى عشرات الملايين عاما بعد عام, الا اذا كان الشعب يستحق ان يكبت صوته وان تصادر إرادته, للأسف ليس هناك اى تفسير اخر.
7- ان المسافر الذى يتعطل فى المطارات لساعات طويله بصرف النظر عن اصله او جنسيته او عقيدته, سوف يصب جام غضبه على ارهاب الاسلام, وهذا هو ما سيذكره العالم لنا, وليس اننا قدمنا لهم دواء لشفاء مرض ما, او وسيله مواصلات لتخفيف عناء السفر اوابداع او اختراع اخريسهل عليهم حياتهم اليوميه,هذا ما يذكره العالم ويفكر فيه فى كل يوم يتعرض فيه الى تفتيش او تعطيل فى اى مكان لأى سبب يعود الى الإرهاب الذى قامت به أقلية قليلة من المسلمين, بينما الغالبية العظمى إما انها ظلت صامته حتى مع الإعتراض على تلك الأساليب , او باركت ذلك الإرهاب.
8- الى الذين ينادون ان الاسلام هو الحل , لماذا لايشرحون تفصيلا كيف, وعلى اى طراز من الدول الاسلاميه, اندونيسيا, السعوديه , ايران , بوسنيا , تركيا, مصر, ماذا بالضبط ومن اين لهم الدليل على صحه هذا الحل وعلى انه سيؤدى الى انتصار الاسلام والمسلمين؟ قال الامام الفاضل فى خطبة الجمعة المباركة, ان السبب فى ان المسلمين قد صاروا مستضعفين فى الارض وصاروا فريسة سهله لجميع الدول الاخرى يفعلون بهم مايشاؤون حين يشاؤون وفى أى مكان يشاؤون, انهم اى المسلمين لايعرفون دينهم كما يجب ان يعرفوه, وانهم لايخلصون فى طاعه الله, وانهم يضمرون الشر لأخوانهم المسلمين وان قلوبهم ليست نقيه.......الخ الخ الخ .ولو كان ذلك صحيحا, افلا يعنى ذلك ان اعداء المسلمين الذين يسوقونهم كما تساق الاغنام يعرفون دينهم ويخلصون فى طاعه الله وقلوبهم لابد نقيه ولايضمرون الشر لاخوانهم فى الدين!!
9- تساءلت فى أكثر من موضع وفى أكثر من مقال عما يقال من أن القرآن لا يجب ان يفسر سوى بالقرآن, ورغم حلاوة وجاذبية هذا القول, لم يجيب احد على تساؤلى حتى يومنا هذا, ولذلك سوف اواصل التساؤل حتى اما ان أجد الإجابة المقنعه من القرآن نفسه, او حتى يعترف من يقول ذلك بأنه لا أساس فى القرآن نفسه لذلك, وان ذلك المبدأ قد نبع من التفكير الشخصى للبعض وليس هناك مرجعا قرآنيا له.
والى اللقاء فى خواطر عشوائية أخرى.