القارئ على حكيم الصاوى يكتب: سيادة الرئيس.. أوعدنى وبلاش تتعب سيادتك!
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008 -
نقلا عن اليوم السابع ----13:43
سيادة الرئيس.. أكتب تلك الحروف وأعلم أنها قد لا تصل إلى يد سيادتكم بسبب الانشغال أو لأسباب أخرى الله أعلم بها.. لكن كتبتها لأننى فقط أريد أن أكتبها بصرف النظر عما سيحدث إذا كان إيجابيًا أو سلبيًا..
كتبت موجهًا إلى سيادتكم هذا الخطاب وأنا فى مكان عملى.. بسبب خصم (يوم بحاله).. ولم يكن هذا اليوم هو الأول أو الأخير الموجه إليه الخصم، بل سبقه عدة أيام.. والأيام الباقية فى الشهر لا أعلم كيف سيكون مصيرها.. ومن غيظى فكرت أن أكتب إليكم هذا الخطاب.. ليه بقى كنت متأخر!
لأنه فى التاسعة صباحًا من كل يوم أقف وسط 75ـ100 مواطن على الطريق فى القرية التى أسكن بها (الكوم الأحمر – مدينة أوسيم- محافظة السادس من أكتوبر) والجميع يلهث خلف سيارة ميكروباص أو شبه ميكروباص لتخرجه من تلك القرية البائسة (علمًا بأنها تقع بين ثلاث مدن) ، وللعلم تلك أشباه السيارات ليس لها أى شرعية للعمل وليس بها أوراق.. ولكنها تعمل.. والمواطنون يرضون بها.. ولكن ذلك الهم لا يرضى بالمواطنين.. طيب ليه العربيات مش عايزة تحمل الناس؟
لإن القرية فى منتصف طريق بين مدينتين, واحدة فى الغرب "أوسيم", وبها مدارس التجارة والثانوى وطريقها صغير وإلى حد ما غير مكسر.. والأجرة 50 قرشاً.. والثانية "الوراق" فى الشرق وطريقها طويل وغير مؤهل لمرور سيارات عليه (مكسر) والأجرة أيضًا 50 قرشاً، أكيد طبعًا هايحمل عربيته بالبنات بتاعة ثانوى وهايمشى على الطريق الأفضل وهاياخد الأجرة بتاعته.. طيب ليه الطريق الثانى مكسر؟
لعدة أسباب.. الأول أنه لا يوجد مسئول كبير (صوته مسموع) ساكن معانا فى المنطقة.. الثانى أنه كلما قامت هيئة أو جهة بتصليح الطريق تأتى الجهة الأخرى لكى تقوم بتكسير الطريق مرة أخرى, لدرجة أن الناس تعتقد أنه (مال سايب).. ثالثًا أن المجالس المحلية الموجودة بالمنطقة لا نقول إنها تعانى الفساد.. بل سنكتفى ونقول, إنها تعانى من الكسل, وهناك أسباب كثيرة, ولكن لا أريد أن أضيع وقت سيادتكم الغالى فى قراءة تلك الكلمات المتواضعة.. طيب أيه الاقتراح يا سيادة الرئيس علشان نحل المشكلة دى؟
بالتأكيد لا نستطيع أن نطلب تغيير المجالس المحلية الموجودة فى المنطقة, لأننا لا نعلم ماذا سيكون بعد رحيلهم؟ قد يكون الحال أسوأ.. أيضًا لا نستطيع أن نتحامل على سائقى الميكروباص كى يغيروا طريقهم, لأنهم سوف يطلبون (أجرة زيادة).. طيب الحل أيه؟
الحل يا سيادة الريس بسيط.. هو أن سيادتكم غداً تعلنون (كده وكده) أنه سوف تكون هناك زيارة متواضعة لبلدتنا المتواضعة فى يوم 1/1/2009.. وهذه الزيارة سوف تكون من سيادتكم, بالإضافة إلى بعض الوزراء المهمين فى الدولة.. طيب وبعدين؟
طبعًا كل الناس الكسلانة المجلسين المحليين هايشتغلوا.. والمجارى اللى كانت هاتاخد لها سنتين تلاتة هاتتعمل فى شهرين تلاتة, ويمكن أسبوعين تلاتة.. وأشباه الميكروباص هاييجى مكانها ميكروباصات سيرفيس محترمة.. وهانترحم من السواقين غير الشرعيين, دا غير أتوبيسات هيئة النقل العام والنقل الخاص، والبنات هاتروح مدارسها والمواطنون مش هايتخصم منهم أى حاجة.. وكل وزير جاى مع حضرتك هايعمل اللى كان المفروض يعمله.. وزيادة، طيب وبعدين يا سيادة الرئيس؟
سيادتك طبعًا مش فاضى ومش هاينفع تزور البلد أصلاً علشان عارف حجم المسئوليات اللى على حضرتك ومقدرها، فبعد كده سيادتك ممكن تقولهم يوم 29/12/2008 إن الزيارة أتأجلت للسنة اللى بعدها (لظروف خاصة أوعامة) فى نفس الميعاد.. وبكده مش هايرجعوا يكسروا تانى اللى هما عملوه.. طيب النفع اللى هايعود أيه؟
ياااااااااه يا سيادة الرئيس، 18.000 مواطن هايدعولك فى وقت واحد الساعة 9 صباحًا دعوة واحدة، وهى "ربنا يخليك لينا يا سيادة الريس" والكلام ده طول الشهر (وخاصة ساعة القبض).. دا غير طبعًا إن مشكلة أشباه سيارات السيرفيس وأشباه المواطنين هاتنتهى وهاتبقى قرية حضارية.. ولو نجحت التجربة.. حضرتك تاخد كل شهر قرية.. البرنامج بتاع سيادتك هايتنفذ قبل ما ماتخلص الفترة الانتخابية.. طيب أيه النفع اللى هايعود ليا شخصيًا؟
أنا ياريس هاتجوز.. علشان هوفر للراجل اللى مش عايز يدينى بنته 200 جنيه فى الشهر (بدل تأخير)، يعنى 2400 فى السنة، يعنى فى عشر سنين هايبقوا 24000 جنيه هايعتبرهم مهر.. وساعتها هاكون جبت ولد وسميته (مبارك) ولنا فى زيارة وزير الداخلية السابق زكى بدر الذى أرسلته سيادتكم للاعتذار للبلدة سنة 1989 الأسوة والمثل، فقد كانت البلد جنة لعدة أيام، وفى النهاية (بحبك يا ريس بجد)!