مللنا من هذا السؤال

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السلام عليكم لي صديق قرأني ، كنت في السابق قد تناقشنا عن الاشخاص الذين لم يبلغهم الاسلام ، وكنت انا متأثر باهل التراث وقد كنت مقتنع انه سيرسل لهم رسول يوم القيامة لدعوتهم لعبادة الله . وجدت فتوتك بعنوان " لم يسمعوا بالاسلام " وعدت لمناقشتها مع صديقي ولكنه كان له رأي اخر مختلف .. انقل كلامه . .. قال : احترم الدكتور احمد منصور وهو صاحب فكر كبير وليس لي اعتراض على الفتوى ولكني أري رأي اخر . فهو يستدل من قوله تعالى :وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً .. ان هؤلا لا عذاب لهم ، ولكن الله تعالى يقول :"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ" ويقول تعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً" .. نحن في علم الله قد قبلنا الامانة واخترنا حملها وفي علم الله اشهدنا على انفسنا .. اذا هؤلا في ادغال الامازون في علم الله قد اخذ منهم العهد واشهدهم على انفسهم كما اشهدنا على انفسنا وقبلوا الامانة كما قبلناها ، ثم طمست ذاكرتنا وولدنا لاختبار الدنيا ، الان هذا الاختبار مبني على الفطرة الاسلامية اي ان كل مولود يولد بفطرة الاسلام . هذة الفطرة متى طمست يأتي الله بالرسل ، فلا يكون لتلك الانفس حجة عند الله بعد الرسل ، الان هناك انفس لم يأتيها الرسل ، وهنا المقصود الرسل المرسلين من الله تعالى ، ولكن هناك المنذرين لاقوامهم منهم . فالله يقول "وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" . هؤلا المنذرين ليس بالضرورة ان يكونوا مؤمنين بالله فقد يكونوا من دعاة العدل والاصلاح الملحدين .. فمثلا نأخذ قرية نائية في ادغال البرازيل ،لا يمكن ان يكون جميع السكان على قدر واحد من الاخلاق فلابد من وجود مفسدين ، وهناك منذرين في تلك القرية ينهون المفسدين عن فسادهم بدون خلفية ايمانية فقط الفطرة الاسلامية التي تامر بالمعروف ، هؤولا الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في تلك القرى هم رسل تلك القرى والله اعلم .. ولنضرب مثال بسيط.. في هذة القرية في ادغال البرازيل ، سرق رجل بقرة من جاره ، واخر قتل رجل اخر ، .. هل يعقل السارق والقاتل في الجنة ؟؟ لانه لم يصلهم الرسل؟؟؟ اين العدل في هذا ؟؟ وقد استوى القاتل والسارق مع الطيب والصالح في تلك القرية ؟؟ فالعدل ان يحاسب هؤلا على اخطاءهم .. لذا خلاصة الكلام .. ان تلك القرى التي لم يصلها الرسل ، ستحاكم بناء على ما اقترفته من اخطاءاو اعمال صالحه في حق مجتمعها الذي كانت فيها وسيكون المنذرين من اقوامهم الذين امروا بالعدل شهداء وحجة عليهم عند الله... ويبقى الله اعلم
آحمد صبحي منصور

1 ـ من حقائق القرآن الكريم عن يوم القيامة أنه جل وعلا لا يعذب حتى يبعث رسولا ، وانه جل وعلا لن يظلم أحدا فهو جل وعلا الذى يقضى بالحق . بعد هذا يجب أن نكتفى بهاتين الحقيقتين . 

2 ـ الإصرار على هذا السؤال يعنى ليس مجرد الترف الفكرى ولكنه الانفصام والانفصال عن واقع المحمديين وهم يقترب عددهم من البليون ونصف البليون . هم اليوم شرُّ أمة فى هذا الكوب ، مع إن فيهم أكثر ثروات العالم ، ومعهم النعمة الالهية العظمى ( القرآن الكريم ) . أقل من واحد فى المائة منهم هم أكابر المجرمين الذين يسلبون وينهبون ويفسقون ويخربون ويقيمون مقابر جماعية وحروبا أهلية ، والأغلبية مسحوقة مقهورة ، وهم جميعا من أغلبية ومجرمين يتمسكون بشفاعة النبى والأئمة والأولياء وتقديس البخارى والكلينى والحسين وكتبا وأسفارا ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . هذا واقع مرير ومحزن ، بدلا من أن نهتم به لأنه ( نحن ) ننشغل عنه بقبائل الغابات فى الأمازون وأفريقيا والاسكيمو .

3 ـ إن لم يكن هذا خبلا فماذا يكون ؟ 

اجمالي القراءات 2620