مصر ليست عربية ولن تكون

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ١٧ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مصر ليست عربية ولن تكون

إن الشعوب التي لا تتعلم من أخطاءها من المستحيل أن تتقدم، أو يصبح لها قيمة بين الشعوب، وللأسف الشديد حدث ذلك مع مصر كدولة ومع الشعب منذ أن أصبحت دولة عربية، حيث مشاكل العرب، الحروب من أجل العرب التي خاضتها مصر وما كان لمصر أن تخوض تلك الحروب لو بقيت بعيدة  عن العرب كما كانت واستمرت على وحدتها أكثر من مائة قرن، دون أن يكون لها علاقة وإندماجاً مع العرب و كانوا يأتون إلى مصر لكي يتزودوا بالغذاء والدواء والعلم، وإلى فترة قريبةة تقابلت مع بعض الأشخاص الذين تعلموا في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وعلى حساب مصر، أي من دماءالمصريين، وبشهادة  الذين يعترفون بجميل مصر عليهم قالوا لي بالحرف (كنا نتقاضى راتبا  شهريا غير التعليم المجاني) وما كنت أعلم عن ذلك شيئاً لولا أن تقابلت مع هؤلاء الناس المحترمين، المستاءين من بلادهم في العصر الراهن وما تقوم به الدول العربية تجاه المصريين الذين يذهبون إلى العمل فيردون الجميل إليهم بصيغة عقود عمل ونظام الكفيل، واستغلال وإذلال أحفاد الذين ضحوا من أجل العرب قبل ظهور البترول، فى الوقت الذى  لم تغلق فيه مصر أبوابها في يوم من الأيام فى وجه أي عربي يأتي إليها، وبما أن كل دولة من الدول العربية تعمل من أجل مصالحها فرأيت من واجبي كمواطن مصري مهتم بتاريخ بلده والنهوض بها إلى الأفضل أن أحرك هذا الموضوع الغاية في الأهمية وأذكر المصريين الشرفاء أن يعملوا على ما سوف أقول.

إن مصر ليست عربية ولن تكون، وإن السبيل الوحيد لإنقاذ مصر وتاريخها هو أن تستقل مصر استقلالا  تاما عن العرب بكل أدب واحترام، وأن تستقدم مصر أبناءها من الدول العربية ومتعلقاتهم  دون مضايقات من الجانبين أو المساس بكرامة أي إنسان حتى يكون انفصال حضاري وأن تقوم مصر بإنهاء دور الجامعة العربية في مصر، وأن تجتمع هذه الدول دون مصر لتختار دولة يقام بها الجامعة، وألف مبروك عليهم ونقوم نحن كمصريين بتدريس أبناءنا لغة أجدادنا التي اندثرت على أيدي العرب واندثر تاريخ وحضارة مصر ودور مصر، بسبب الحروب وبسبب أشخاص من المصريين لا يعلمون شيئاً عن تاريخ ومكانة مصر، وما يجب أن تكون، ولا مجال هنا عن الحديث عن الأديان، حتى لا أتهم أنني أنحاز إلى ديانة دون أخرى، وإنما أنحاز إلى بلدي مصر الذي ضاع تاريخها بسبب أعدائها من بعض المصريين الذين يحكمون في مصر منذ انقلاب العسكر والحرامية على النظام الملكي.
ونحن كمصريين لا نكره أحد من العرب ولا نتآمر على أحد، وهذه كانت تجربة استمرت فيها مصر أكثر من ألف عام وفشلت فيها مصر فهل سوف نصحح هذا الخطأ قبل أن تجر مصر مرة أخرى وتدخل في حروب من أجل هؤلاء الذين يرضعون في البترول ويسكنون في الفلل والقصور ويدفع الثمن فقراء مصر في الحروب كما حدث في الماضي، وأن الدولة الوحيدة في العالم التي تضحي بأبناءها من أجل الآخرين هي مصر، هل هناك خطأ أكبر من ذلك لكي يصحح؟!...، ثم أن العرب جميعا دون استثناء في حرب غزة الأخيرة العالم منهم والجاهل كانوا يتحدثون لماذا لا تحارب مصر إسرائيل؟!... أي لا يتذكرون مصر إلا في المصائب.

أما المليارات التي تستثمر في الغرب محرمة على مصر، حتى إسرائيل التي تريد الدول العربية أن تدخل مصر معها في حرب يعيش فيها آلاف من المصريين بكرامة وحرية ويأخذون جميع حقوقهم ويجب على مصر كحكومة أن تشكر إسرائيل على أنها تؤوي آلاف المصريين وتعاملهم بكل احترام على أراضيها أفضل من معاملة العرب للمصريين فهل من يحترم أبناء مصر نعاديه؟!.. أم من يرسل أبناء مصر أموات في التوابيت يستحق أن نعاديه؟!.. وكما قلت نحن كمصريين لا نعادي أحدا ولا نفكر في أن نعادي أحدا، ولكن ما نريده هو أن نتخلص من هذه العروبة حتى تعلم كل دولة حجمها الطبيعي، ولولا وجود مصر لما بقي للعرب وجود، وأذكر كل مصري مهتما ويريد أن يتقدم وطنه أن يسعى إلى أن تنفصل مصر عن العرب حتى تتذكرنا الأجيال القادمة أننا فعلنا شيئاً من أجلهم كما نتذكر نحن أجدادنا القدماء الذين لم يسبقهم أحد في التاريخ البشري من علم وحضارة وتقدم خرجت إلى العالم أجمع من مصر،.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 41749