منذ فترة ليست بقصيرة لاحظت ولاحظ الجميع
رســالة إلى كُتاب وأصدقاء أهل القرءآن

محمد صادق في الثلاثاء ١٦ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

رســالة إلى كُتاب وأصدقاء أهل القرءآن

 

بسم اللـــه الرحمـــن الرحيـــم

إخوانى وأخواتى أحييكم بتحية اللـــه .... السلام عليكم ورحمة اللـــه وبركاته

منذ فترة ليست بقصيرة لاحظت ولاحظ اáirc; ولاحظ الجميع أيضا التغيير الذى طرأ على هذا الموقع وللأسف بدء التغيير وما زال، بدء بأشخاص إعتبرهم الموقع أنهم ممن ينتمون إلى القرءآن وكفى، إعتبرهم الموقع ممن يدعون إلى اللـــه سبحانه وحده ولا يشركوا بعبادته شيـــئا.

ولكن ظهر الفساد فى البر والبحر، ومن آثار هذا الفساد، إتخذ البعض أسلوب الهجوم والتهكم وإستعمال الفاظ تبدوا من أول وهلة أنها مجرد إختلاف فى الرأى وبين السطور كلمات أقوى من الصواريخ.

وبعض من هؤلاء تعدوا حدود آداب النقاش والحوار والنقد البناء إلى ألفاظ جارحة فى الأشخاص أنفسهم وتوجيه الإتهامات الشخصية والطعن فى أصالة وعلم من يهاجمونه وكان الأفضل ان تكون هذه المناقشات تدور حول ما هو منشور من آرآء وتحليلات بدلا من الهجوم على ذات الشخص نفسه. وإن دل ذلك على شيئ، فإنه يدل على شيئين أو إحداهما، إما انه يدل على حقد وغيرة وتكبر وإستعلاء أو لغرض فى نفس يعقوب أو كلاهما.

بدء بعض هؤلاء فى إتهام وإهانة شخص الدكتور احمد منصور بألفاظ وإتهامات جارحة لا يقبلها دين ولا عقل، وأصبحوا أعداءا له من بعيد أو من قريب، متخفين تحت شعار أهل القرءآن وأنهم من تبعة القرءآن الكريم ولا يتبعون من دونه أولياء. الذين قاموا بهذا الفعل وما زال هناك بقية فى هذا الموقع يخطوا خُطى من سبقهم فى هذا المنوال.

وأقول لكم الحق.... منذ ان بدء يظهر هذا التغيير فى الموقع، قد إنتابنى حالة من السقم والغضب والحزن على ما يحدث فتوقفت أراقب من بعيد ولم أشارك بنفس الدفعة التى بدأت بها. وأقول لكم أنى ليس بضليع فى مثل هذه المجادلات والمناقشات والرد والصد بهذا الأسلوب الذى لا أُقره ولا أحترمه على الإطلاق ولكم أن تُراجعوا كل تعليقاتى منذ أول لحظة بدأت فيها وإنضممت لهذا الموقع الموقر.

ومن العجيب أن هؤلاء – وهذا إعتقادى الشخصى – لا يعلموا الكثير عن الدكتور أحمد منصور إلا ما قرؤوه فى الجزء الذى نشره سيادته عن حياته من الألف إلى الياء، وما عاناه فى هذه الفترة قبل هجرته إلى أمريكا والذى ما زال يعانى منها حتى الآن هو وأهله  الذى أكرمونى فى بيتهم فى الثمانينات وكذلك اقاربه وما خفى كان أعظم واللـــه محيط بالكافرين.    

ايهاالأخوة والأخوات، هل تعلموا أن كُتُب الدكتور أحمد مُنعت من الطباعة والنشر بواسطة الدولة ومن وراءها يأزهم على الإفتراء، فكان من إحدى المؤسسات الدينية فى بلد عربى شقيق تعرض عليه نشر إحدى كتبه ذاك الوقت، فما كان منه إلا أن صدقهم وأرسل إليهم الكتاب لطباعته ونشره والحساب يكون بعد ذلك، ولكن وصل الكتاب وتمت طباعته ونشره واخذ العائد منه واللـــه يعلم كم من عائد، لا أحد يدرى، وبناءا على إتصال من الدكتور أحمد لى بهذا الخصوص والذى هو كان فى اشد الحاجة، وقمت بالآتصال بهذه الجهة بجواب فكان الرد أنهم لم يحصلوا على أى فائدة لأنهم سوقوا الكتاب بسعر التكلفة فقط، واللـــه يعلم ما يعلنون وما يخفون، فصبر الدكتور أحمد على ذلك وسلم أمره للـــه العلى القدير.

 هل تعلموا أن هجرة الدكتور أحمد إلى أمريكا ليست هى المرة الأولى، سوف لآ اتطرق إلى تفصيلات لا داعى لها، ولكن بإختصار شديد دعاه بعض الأخوة – للأسف – إلى ترتيب إجراءات هجرة له إلى أمريكا سنين قبل هجرته الأخيرة. حضر الدكتور أحمد حسب هذه الوعود البراقة ومعه مذكراته وبعض من كتبه ومؤلفاته وحمل معه أفكاره. حضر الدكتور أحمد إلى أمريكا حسب الوعد، حضر بنية صافية مؤمنة موحدة باللــه تعالى، حضر بدعوة ظاهرها البراءة وأسرع فى الحضور هربا من ما يتوعده أذناب السلطة ومنفذيها فى بلده موطن رأسه ومما لاقاه فى بلده الأصل من إتهامات وتشريد وتضييق الخناق عليه وعلى عائلته... جاء هربا من كل هذا وهو يعتقد ان هذه الدعوة هى بمثابة المدخل أو البداية إلى نشر دعوة لا إلــه إلا اللـــه بمفهومها العميق ومبادئها الربانية.

ولكن سرعان ما تكَّشف له ان هذه الدعوة ليست كما صُوِّرت له من قبل، فإكتشف سيادته انها دعوة مُغرضة وليكون هو الركيزة التى تسند اغراض وأهداف غير الذى قيل له عنها وبالذات أن هذه الأغراض ليست مما يرضى عنها الخالق سبحانه.

ماذا فعل الدكتور أحمد حين فوجئ بهذا؟ ماذا فعل سيادته حين عُرض عليه أن يؤيد هذه الأفكار الشاذة ويقدم المبررات لإسناد من هم وراءها؟  رفضها رفضا باتا قاطعا ..... هذا ما فعله الدكتور أحمد منصور. والسؤال هنا يفرض نفسه... ماذا فعلوا به هؤلاء الذين هم أنفسهم دعوه للحضور والهجرة وبذلوا الوقت والجهد لإحضاره من عُقر داره  وترك خلفه عائلته لفترة واقربائه وأصدقائه الذين رافقوه فى كل المحن؟

عاد الدكتور أحمد مرة ثانية إلى القاهرة – فارغ اليدين مما أخذه معه إلى أمريكا – عاد بطريقة لا تليق باى بشر مهما كان، ورفض كل الإغراءات والتسهيلات التى عُرضت عليه فى ذلك الوقت. السؤال الأخير من هذه السلسلة الدرامية المخزية... من كان فى إستقبال الدكتور أحمد فى مطار القاهرة فور وصوله؟  سبحان اللـــه ...... أمن الدولة .... كنت وقتها فى كندا وللعلم إنى هاجرت سنة 1975، قد جائتنى الأخبار ان أمن الدولة إستضافته..... لمدة 28 يوما بغرض معرفة إذا كان على إتصال مع دولة أجنبية......

من اخبر أمن الدولة بيوم وصوله إلى القاهرة؟ من أخبر أمن الدولة برقم الرحلة التى أحضرته إلى القاهرة؟ من الذى أعطى أمن الدولة بأنه يتعامل مع جهة أجنبية؟

أيها الأخوة والأخوات.... هل يعلم هؤلاء الذين خلقوا فى هذا الموقع الجو المشحون بالخلافات والتهم وألحط من قدر من يخالفهم وإستعمال الفاظ نابية لا تليق بمن يدعى أنه من زمرة أهل القرءآن. هل يعلموا كل هذا وهو نقطة فى بحر من المعلومات التى يمكننى أن أدلى بها ولكن حفظا على ماء أوجه البعض وعدم الإنخراط فى مثل هذا الأسلوب الذى لا يرتضيه عاقل له شيئ من الكرامة.

أقول لكم، وأنا على بينة من هذا أنى عاصرت كل هذه المشاهد بصفة شخصية لوجودى فى محيط أمريكا وكندا وكذلك لعلاقاتى الشخصية وقتها مع جميع من تعاملوا مع الدكتور أحمد ومن كان وراء كل هذا وكنت أيضا عضو عامل فى هذه المجموعة لفترة، والذى جعلنى أترك هذه الجماعة هو ما حدث مع أخى وحبيبى الدكتور أحمد. كان لى علاقة وطيدة مع من دعاه إلى أمريكا فى ذلك الوقت، وقد فوجئت فى ليلة بعد منتصف الليل بمكالمة تليفونية يقول المتحدث، أن الدكتور أحمد قد طرده من دعاه إلى أمريكا وبطانته من محل إقامته الذى خصصوها له مؤقتا . لمـــاذا بعد الدعوة والحضور والمشقة وترك الأهل وألأصدقاء، أن تكون النتيجة هكذا؟  إليكم الجواب ....

لقد رفض الدكتور أحمد أن يوافق ويكون السند لإثبات غير ما أقره اللـــه سبحانه، رفض الدكتور أحمد أن على الأقل أن يجاريهم ولو لفترة حتى يبتعد عن الذل وألإهانة والتشريد من ابناء بلده وحكامها. رفض الدكتور أحمد كل مظاهر التقدم والأمن بوجوده فى أمريكا وفضل أن يعود إلى بلده فهوانه أخف بكثير من غضب اللــه سبحانه وتعالى. لقد إنقسم بسبب ذلك هذه المجموعة إلى قسمين ترأست إحداها وظل الباقيين على إعتقاداتهم الذى رفضها الدكتور أحمد، وقد دُعيت إلى إنجلترا لمدة أسبوع لألقى محاضرات عن هذا الموضوع بالذات للمجموعة التى رفضت هذه الآراء التى إعتبرتها أراء لا يرضى عنها الخالق.

بالتعبير القرءآنى أقول لماذا رفض الدكتور أحمد مسايرة هذه المجموعة، انه لا يشترى بآيات اللـــه ثمنا قليلا.

    أيها الأخوة والأخوات .... إن النجاح له ثمن فمن كثرت أعداؤه فلا بد أن يكون وراء هذا نجاح، ولنا فى التاريخ القرءآنى أمثلة لا تعد ولا تحصى فكل داع إلى اللـــه لابد أن يكون له أعداء وهذه سنة اللـــه التى لا تتبدل ولا تتحول.

أخى وحبيبى وأستاذى الدكتور أحمد..... ذكرت انك فى الستينات ووصفت هذا بانك فى آخر العمر، لا والف لا... أنا أكبر منك سنا...فقط، على الأقل بعشر سنوات، أعلم علم اليقين أن إيمانك قوى والذى إيمانه قوى لا ييأس وآسف أنى لا ولن أوصفك باليأس، وتذكر ما سرده اللـــه لنا فى كتابه الكريم عن ما لاقاه كل الأنبياء والرسل والذين يدعون ربهم بالغداة والعشى من كثرة الأعداء والظلم والتكذيب والإهانات التى لاقوها فى سبيل الدعوة الخالصة للــه. وأنت سيد العارفين حين قال لرسوله الكريم " لا تجعل نفسك عليهم حسرات " أعداء تربصوا بهم وكذبوهم وأهانوهم فلا تحزن .... إن اللــه سميع عليم . أنت ما زلت فى فترة الشباب تعطى وتنصح وتجاهد واللـــه بصير بالعباد ولقد جائتك الفرصة تلو الأخرى ورفضتهم جميعا ولو قبلت واحدة من هذه الفرص لكان حالك وأهليك غير الحال ولقد زالت كل المتاعب والمشاحنات ولكن رفضتهم بالكلية وهذا من فضل اللـــه وكرمه عليك فإنهم لا يكذبونك لقد كذبوا اللـــه من قبل.

أيها الأخوة والأخوات... لقد أطلت عليكم والهدف من هذه الرسالة هى تفريغ ما فى القلب لأحبائى وإخوانى وقررت أن أفكر بصوت مسموع حتى يهدأ لى بالى وقلبى وأكون قد أشرت ونبهت وأخبرت بما أعلم واللـــه هو العليم القدير.

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.

صدق اللـــه العظيم.

اجمالي القراءات 13513