قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن عالم الاجتماع المصري، وأحد أبرز المنشقين في الشرق الأوسط، الدكتور سعد الدين إبراهيم اكتشف فجأة أنه أصبح أحد المتجولين في المنفي، فهو يقفز من مؤتمر لآخر، وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة فقط تجول في تسعة بلدان، ولم يجرؤ علي الذهاب إلي مصر موطنه، لأن المسؤولين حذروه من عدم وضع نفسه في متناول يد الرئيس حسني مبارك.
وصف جوشوا مورافشيك، في مقالة نشرتها الصحيفة أمس، تحت عنوان «المصري المنفي» ما يحدث بأنه مسرحية تؤدي بعيداً عن أعين الجمهور، وستكون لها نتائج كبيرة علي أهداف إدارة بوش المتمثلة في تعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وقال مورافشيك إن السبب وراء غضب الرئيس مبارك من سعد الدين إبراهيم هو ارتفاع صوت الأخير في المطالبة بالديمقراطية من خلال كتابات عامة، ومقابلات مع الصحف الغربية، وما لا يغتفر له هو لقاؤه، وجهاً لوجه، الرئيس الأمريكي جورج بوش. وأضاف: «نتيجة لذلك قدم تسعة من أعضاء حزب مبارك الوطني الديمقراطي الحاكم دعاوي رسمية إلي مكتب المدعي العام في الصيف الجاري تتهم إبراهيم بالإضرار بالمصالح الاقتصادية للدولة والخيانة»، كما شنت الصحف المملوكة للدولة حملة تشويه ضده.
وأكد مورافشيك أن الحملة ضد إبراهيم هي أكبر دليل علي أن مصر تسير إلي الوراء في طريق الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال: «عندما أعلن مبارك عن إجراء انتخابات رئاسية، بدا كما لو كان يستجيب لنصيحة بوش في خطاب الاتحاد عام ٢٠٠٥، بأن تنير مصر الطريق نحو الديمقراطية في الشرق الأوسط».
وأضاف: «إلا أن مبارك بدلاً من ذلك، سجن أيمن نور المنافس الرئيسي له، ولم يكتف بذلك بل قام بتعديل ٣٥ مادة في الدستور، أعقبها باعتقال المدونين ومعارضيه من العلمانيين والإسلاميين واضطهاد القرآنيين، والآن يطارد إبراهيم ليكمل الاستخفاف بآمال ٢٠٠٥».