من الإبل إلى الأوبل
من الإبل إلى الأوبل ومن الحمارة إلى الطيارة يا قلبي لا تحزن، ونكران العرب إلى جميل مصر في الماضي، حيث كان يقوم قطار الرحمة أو ما يسمى قطر الرحمة محمل بالغذاء والدواء إلى معظم الدول العربية، هذا قبل اكتشاف البترول، وكانت مصر هي التي تنفق على هذه الدول، بل وقامت مصر بتعليم هذه الدول، لولا دور مصر باتجاه الدول العربية لظلوا قطاع طرق كما كانوا في الماضي، وتقوم مصر في الوقت الراهن بإمداد بعض الدول العربية بالغاز الطبيعي والكهرباء بسعر التكلفة، وتقوم هذه الدول بمطاردة الطبقة العاملة من المصريين في هذه الدول بل لا يمر يوم إلا ويلقى بعض المصريين حتفهم بسبب مطاردات الشرطة للعمالة المصرية في الدول العربية، منذ عصر الافتتاح الذي هو العصر الأسود في تاريخ مصر، وندعو الله أن نتخلص من هذا العار على كل شعب مصر من غني وفقير وحاكم ومحكوم من المصريين، لنسعى جميعاً بفصل مصر عن الدول العربية، لننقذ مصر وشعبها من هؤلاء العرب الحاقدين على مصر منذ الفتح الإسلامي إلى مصر، ولم يذكر التاريخ إلا ظلم العرب لمصر، وفي هذا العصر الأسود أيضاً بل وبسبب الفتح الإسلامي تعلم العرب من المصريين التحضر والتمدن ولولا فضل مصر ما كان للعرب أي كيان أو شأن في العالم، كما أحب أن أذكر الشعب المصري في الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كان يوجد من العرب من يتعلم في مصر على حساب الشعب المصري، بل ويأخذ راتب شهري، فما يحدث لأبناء مصر في الدول العربية من إهانات وانتهاكات لحقوق الإنسان، وخاصة لأبناء مصر هو حقد متوارث من العرب على الشعب المصري منذ احتلال العرب لمصر بحجج نشر الإسلام، ولينظر الشعب المصري إلى إيران وأسبانيا حين تخلصوا من الاحتلال العربي أصبح لهم كيان، فعلى الشعب المصري والحكومة أن تعلم أنه لن يكون لمصر كيان إلا إذا انفصلت مصر عن العرب لكي يعلم العرب جميعاً أنهم بدون مصر لا يساووا شيئاً، وأن احتياج العرب لمصر أكثر من احتياج مصر للعرب آلاف المرات، ومن يشكك في هذا الكلام فعليه أن يذهب إلى مطار القاهرة ليرى من يأتوا أموات من الدول العربية من المصريين الذين يعملون في هذه الدول، وهذا مسلسل يومي يتعرض له كل مصري خارج مصر وخاصة في الدول العربية، الذين تعلموا الحضارة والتمدن على أيدي المصريين فهم يردون الجميل إلى أبناء مصر في بلادهم دون نظرة إلى الماضي وما فعلته مصر باتجاه الدول العربية عندما كانوا لا يملكون إلا الإبل مكان الأوبل في هذا العصر.
وإذا كان يوجد من المسؤولين المصريين من هو رجل فليذهب إلى أي دولة عربية دون جواز دبلوماسي لكي يرى بنفسه الاستحقار العربي للشعب المصري في دول تقول قال الله وقال الرسول، وبعد استحقار الدول العربية للمصريين الذين يعملون في هذه الدول تسمع من هؤلاء العرب من يتحدثون عن رسالة الإسلام وهم بأفعالهم الإجرامية تجاه المصريين وضعوا الإسلام تحت الأقدام فليس أمام مصر إلا أن تستقدم أبناءها من الدول العربية، هذا إذا كان يوجد من المسؤولين المصريين من عنده ذرة ضمير باتجاه الشعب المصري وباتجاه مصر، التي أصبحت وكالة بدون بواب على أيدي علي بابا والأربعين حرامي... أقصد المليون حرامي، أو تقوم مصر بمطاردة العرب الذين يذهبون إلى مصر كما يفعل العرب بأبناء مصر في بلادهم أو فرض مبلغ لا يقل عن ألف وخمسمائة دولار على كل من يأتي من العرب إلى مصر كما يفرضوا ذلك على المصريين، وتكون المعاملة بالمثل للعرب ويقوم الشعب المصري بخلع هؤلاء الذين (عفنوا) في السلطة منذ أكثر من ثلاثون عاماً وهم ينهبون في مصر وشعبها بل وجعلوا مصر في الحضيض، مصر التي كانت يضرب بها المثل، مصر التي عرف العالم الحضارة عن طريقها، وأصبحت مصر في هذا العصر لكل ما هب ودب من العرب ويسخرون من أبناء مصر حين يذهب أي مصري لأي دولة عربية، على أيدي علي بابا، فليس أمام الشعب المصري إلا أن يتخلص من العصابة التي تحكم مصر وبسبب هذا الحكم جعلت مصر في مزبلة التاريخ ولو تكاتف الشعب المصري جميعاً بوجه هؤلاء الطغاة كما واجه من قبل الاستعمار لكي نعيد لمصر مكانتها قبل آلاف السنين وقبل أن نسمع عن العرب، حينئذ سنطلق عليها جمهورية مصر المصرية وليس العربية، وإذا حدث ذلك سوف يتمنى أي شخص في العالم أن يسمح له أن يذهب إلى مصر ولو كان ذلك يكلفه آلاف مؤلفة حتى يؤذن له بدخول مصر التي لا يوجد مثلها على سطح الكرة الأرضية.
هذا هو الحل الوحيد، لمصر وخاصة الطبقة الفقيرة التي تشكل أكثر من تسعون بالمائة من سكان مصر، فيجب عليها أن تسعى إلى ذلك، وما أطالب به الآن أن يقوم الشعب المصري بثورة سلمية وتكون الثورة من جزئين، الأول محاسبة هؤلاء الذين نهبوا البلاد وإخراجهم من مصر، والثاني انفصال مصر عن العرب انفصال تام.
وهذا الكلام لا أقصد به مس الإسلام لأننا والحمد لله مسلمون، وإنما قصدت به العرب الذين لا يفهمون ما هو الإسلام.
كما أحب أن أذكر القادة العرب جميعاً بقول الله تعالى:
(({هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))
سورة الملك آية 15.
فعندما يأتي الأمر من السماء ولا نقوم بتنفيذه نصبح مخالفين لأوامر الله، هذا إذا كانوا أصلاً مؤمنين بالله وكتابه، ولكن يبدو أن من يسعى من الفقراء في الوطن العربي يجد لوائح وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان.
رمضان عبد الرحمن علي