مصادر أصولية: «أمن الدولة» يستدعي معتقلين سابقين ويعقد لهم اختبارات وامتحانات في الفقه والسياسة

في السبت ٢١ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مصادر أصولية: «أمن الدولة» يستدعي معتقلين سابقين ويعقد لهم اختبارات وامتحانات في الفقه والسياسة
21/03/2009
الامتحانات دارت علي 3 محاور.. والإجابات جاءت موحدة.. والمعتقلون قالوا: كنا إخوة في التنظيم سابقا والآن أصبحنا إخوة في الإنسانية
معتقل يطالب أحد الضباط بتسليمه إيصالات أمانة كتبها علي نفسه قبل الإفراج.. وآخرون يطلبون فرصة عمل وشقة للزواج
كتب أحمد الدريني
كشفت مصادر أصولية لـ «البديل» عن عمليات استدعاء منظمة طالت عددا من أفراد الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد في الآونة الأخيرة، بواسطة جهاز أمن الدولة. وقالت المصادر: بعد عمليات مكاشفة بين الإخوة، اتضح لنا أننا تعرضنا لنفس الأسئلة، فيما يشبه «الامتحان الموحد»، وبعد دراسة الأمر بدا أن جهاز أمن الدولة بصدد إجراء «اختبارات ثقة» علي أفراد «الجماعة الإسلامية» علي وجه الخصوص.
وكشف قيادي سابق بالجماعة الإسلامية لـ «البديل» أن ما أطلقوا عليه «اختبار الثقة» يتكون من عدة فقرات، ومجموعة مختلفة من الأسئلة تتراوح بين الحياتي والفقهي بغرض استكشاف ثلاثة أمور. وهي وفقا للقيادي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أولا: قياس الروح المعنوية للمعتقل، وآرائه في الحياة، وثانيا إجراء اختبار فقهي يستطلع رأي المعتقل في ممارسة العنف ، وسؤاله عن بعض الفتاوي والتصريحات الصادرة عن مشايخ الجماعة الإسلامية والفرق والشُعب الأخري من الجسم الراديكالي الكبير لجماعات العنف المسلح.
وثالثا: استطلاع موسع لوجهات النظر في الأوضاع الحالية للمعتقلين، ومحاولة لقياس الرأي العام بين أفراد الجماعة في إمكانية ممارسة العنف مجددا تحت وطأة أي فتوي غير محسوبة قد تصدر من أي جهة غير معلومة، أو خارجة عن قبضة أمن الدولة.
وقال المصدر: يمكننا القول بأن جهاز أمن الدولة فوجئ بإجابات المعتقلين إلي حد بعيد، فقد تعرضت أنا شخصيا لأسئلة حول «التوبة» و«المبادرة» و«الانشقاق» وهي فروع الجماعة الإسلامية التي تمثل مواقفها السياسية والعقيدية المختلفة. ولدي الإجابة اندهش ضابط أمن الدولة الذي استمر في استجوابي لوقت طويل، حين صارحته بأن أهم ما يشغلني الآن هو الحصول علي عمل وعلي شقة وأنني أسعي للزواج مجددا بعد أكثر من عشر سنوات في المعتقل دمرت حياتي ودفعت زوجتي للانفصال عني.
ويضيف المصدر:معظم الإخوة تقريبا، ضاق ذرعا بالتساؤلات الفقهية والسياسية لأمن الدولة، وحاولنا أن نشرح للضباط أن المعتقلين بعد سنوات من الاحتجاز «الظالم» وبعد أعوام طويلة من «السجن» و«العجز» قد تبدلت خريطة حياتهم وأولوياتهم تماما. ولم يعد يشغلهم عنف ولا غير عنف. قال المصدر :إخوتي السابقين في التنظيم لم يعد يربطني بهم «إخوّة التنظيم» ولا الحلم الكبير بالمجتمع الإسلامي الذي نرجوه. وأضاف القيادي السابق: لقد وحدت المأساة بيننا علي اختلاف وجهات نظرنا، أصبح هناك قاسم مشترك من القهر يجمعنا أكثر مما يفرقنا، لقد أضحي تاريخنا المؤسف في السجون والمعتقلات هو المساحة الأكثر حضورا في الذاكرة الجمعية لنا. ويوضح القيادي: إخواني في التنظيم، أصبحت أنظر لهم علي أنهم إخواني في الإنسانية، وإخواني في ماض عصيب وحاضر كئيب ومستقبل مجهول.
في حين أوضح مصدر آخر تعرضه لذات الاختبار:أثناء محاولة الضباط قياس أحوال روحنا المعنوية، صارحناهم بأننا نريد أن نسترد الكمبيالات وإيصالات الأمانة التي وقعناها لهم.
ويوضح المصدر: قبيل الإفراج اشترط علينا الضباط التوقيع علي كمبيالات وإيصالات أمانة، واضطررنا للرضوخ لأوامرهم مقابل الخروج. ويضيف المصدر في حسرة: لقد وقعنا علي أوراق كثيرة أثناء التعذيب، ولا نعلم في حقيقة الأمر طبيعة ما وقعنا عليه

اجمالي القراءات 4176