كوادر "الوطني" يعززون قبضتهم في التغييرات الصحفية
كتب صلاح الدين أحمد وأحمد عثمان (المصريون): : بتاريخ 18 - 3 - 2009
أقر مجلس الشورى في جلسته أمس، حركة التغييرات الصحفية في عدد من المؤسسات الصحفية القومية والتي شملت تعيين ثمانية رؤساء تحرير جدد، وأثارت ردود فعل متباينة داخل المؤسسات الصحفية، خاصة في ظل بعض الاختيارات المفاجئة، وكان أشدها داخل مؤسسة "الأهرام".
ورؤساء التحرير الجدد، هم: طارق أحمد حسن (الأهرام المسائي) خلفا لمرسى عطا الله، أنور محمود الهواري (الأهرام الاقتصادي) خلفا لعصام رفعت، ومحمد عصام عبد المنعم (الأهرام الرياضي) خلفا لإبراهيم حجازي، ومحمد رشاد محمد علام "رفعت رشاد" (آخر ساعة) خلفا لمحمد الشماع، وحمدي عثمان رزق (المصور) خلفا لعبد القادر شهيب، وعادل عبد الصمد أحمد (الهلال) خلفا لمجدي الدقاق، مع تعيين الأخير رئيسا لتحرير (أكتوبر) خلفا لإسماعيل منتصر، ومحمد عبد النور (صباح الخير) خلفا لرشاد كامل.
واعتبر الجناح المعارض لمرسي عطا الله في "الأهرام" أن إبعاده من رئاسة تحرير "الأهرام المسائي" وإسنادها إلى طارق حسن عضو أمانة الإعلام بالحزب "الوطني"، بمثابة انتصار لهم، وأنها تمهد لخلعه من مجلس الإدارة في التغيير القادم.
في المقابل، أبدى عدد كبير من الصحفيين دهشتهم من اختيار طارق حسن وفي مقدمتهم عبد العظيم الباسل نائب رئيس تحرير "الأهرام"، الذي كان يسعى بشدة لتولي هذا المنصب، وأيضا عبد العظيم درويش مدير تحرير "الأهرام" إلى جانب هاني عمارة عضو مجلس نقابة الصحفيين والمحرر بـ "الأهرام المسائي" الذي كان يسعى مرسي عطا الله لخلافته في رئاسة تحريرها.
وفي مؤسسة "أخبار اليوم"، جاء اختيار رفعت رشاد لرئاسة تحرير "آخر ساعة" بمثابة مفاجأة كبرى لجميع الصحفيين في المؤسسة، في ظل الخلافات التي أثارها الأخير كثيرا مع عهدي فضل رئيس مجلس إدارة المؤسسة ومحمد بركات رئيس تحرير "الأخبار" خلال الفترة الماضية.
وهي الخلافات التي وصلت إلى حد تحرير محاضر في أقسام الشرطة، ولجأ بركات إلى منع نشر مقالات رشاد، بينما منح محمد عبد الحافظ وهو الأحدث منه مساحة أسبوعية لكتابة مقال في "الأخبار" ومنحة ترقية استثنائية كرئيس للقسم البرلماني.
وكان تعيين رشاد رئيسا لتحرير "آخر ساعة" بمثابة الصدمة لإيمان أنور المحررة بـ "الأخبار" والقريبة من قيادات الحزب "الوطني" والتي كانت تطمح لتولي رئيس تحرير المجلة الأعرق في إصدارات "أخبار اليوم".
وجاءت أشد ردود الفعل داخل مؤسسة "دار المعارف" بعد أن تم اختيار مجدي الدقاق رئيس تحرير "كتاب الهلال" رئيسا لتحرير مجلة "أكتوبر"، لكونه من خارج المؤسسة، خروجا عن القاعدة التي أقرها مجلس الشورى في اختيار القيادات الصحفية، وهو ما فسره البعض بأنه جاء بمثابة مكافأة له على مواقفه في الفضائيات دفاعا عن الحكومة وسياسة الحزب "الوطني".
وهدد العديد من الصحفيين برفع مذكرات لرئاسة الجمهورية يرفضون فيها تعيين الدقاق مطالبين بإعادة النظر في هذا القرار واختيار واحد من أبناء المؤسسة لهذا المنصب، لاسيما وأن تجربته في مجلة "الهلال" لا تبشر بالخير، على حد قولهم.
وفي مؤسسة "دار الهلال"، ساد الارتياح لاختيار حمدي رزق لرئاسة تحرير مجلة "المصور" نظرا لمواقفه الصحفية والسياسية، وإن كان البعض فسر اختياره بأنه في إطار مخطط الحزب "الوطني" لنزع أنياب الصحافة الخاصة والمستقلة وأيضا بعض الفضائيات من الصحفيين القوميين ذوي النزعة المعارضة.
وفي مؤسسة "روزاليوسف"، تم اختيار محمد عبد النور زوج الإعلامية الشهيرة هالة حشيش رئيسا لتحرير "صباح الخير"، وهو أول مسلم يتم اختياره لهذا المنصب منذ سنوات بعيدة، حيث تعاقب على رئاستها أربعة أقباط على التوالي وهم لويس جريس ومفيد فوزي ورءوف توفيق ورشاد كامل.
وأثار اختيار أنور الهواري رئيسا لتحرير "الأهرام الاقتصادي" ردود فعل غاضبة بين صحفيي الجريدة، حيث اعتبروا القرار مكافأة له، بعد أن تم إبعاده من رئاسة تحرير "الوفد" المعارضة، بعد أن تسبب في انهيارها وانخفاض توزيعها وهو المستقبل الذي ينتظر الجريدة في ظل رئاسته له، حسب توقعات المعارضين.
كما كانت هناك ردود حتى في المؤسسات الصحفية التي لم تشملها حركة التغييرات، ففي "دار التحرير"، أسهم استمرار محمد أبو الحديد في رئاسة مجلس الإدارة في إشعال ثورة غضب داخل المؤسسة، بسبب عدم التحقيق في الشكاوى المقدمة ضده إلى المجلس الأعلى للصحافة بتهمة الحصول على أرباح بشكل غير قانوني وتواطئه مع بعض المسئولين في الدار فيما يخص مسألة بيع أصول المؤسسة.
وأعلن الصحفيون المحتجون على استمرار أبو الحديد عن تنظيمهم وقفة احتجاجية يوم الأحد القادم، للمطالبة بإحالته إلى التحقيق ومحاسبته عن الخسائر الكبيرة التي عانت منها المؤسسة منذ إحضاره رئيسا لمجلس الإدارة.
وفي وكالة أنباء الشرق الأوسط، عبر العديد من الصحفيين عن غضبهم الشديد لاستمرار عبد الله حسن في منصبه كرئيس لمجلس إدارة الوكالة ورئيسا لتحريرها، معتبرين أن هذا الأمر يسير في إطار مخطط تخريب الوكالة القائم من عدة سنوات.
وفيما بدا الوضع هادئا داخل "دار الشعب" مع استمرار المهندس عدلي فضلي مشرفا عاما على المؤسسة والتجديد لمحمد يوسف العزيزي في منصبه كرئيس لتحرير جريدة "الرأي"، سادت حالة من الوجوم داخل "دار التعاون"، احتجاجا على استمرار حسن الرشيدي الذي يتهمه معارضوه بالتخلص من أصول المؤسسة بمبالغ زهيدة، فضلا عن انهيار الأوضاع في جريدة "المسائية" التي لا توزع يوميا أكثر من 700 نسخة.
وفسر بعض الصحفيين استمرار الرشيدي والعزيزي بأنه يأتي في إطار رغبة الدولة في دمج هاتين المؤسستين ضمن أحد المؤسسات الكبرى، وبالتالي لم يتم تعيين رئيس مجلس إدارة للمؤسستين، في ظل التوقعات بقرب حدوث الدمج.
وهدد العشرات من الصحفيين بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الأعلى للصحافة للإعراب عن غضبهم من استمرار الرشيدي في مناصبه وعدم إقالته حتى من رئاسة تحرير "المسائية".
ولوحظ عدم اختيار أي امرأة في حركة التغييرات، وهو الأمر الذي لفت انتباه أعضاء مجلس الشورى من السيدات اللاتي وصفن التغييرات بأنه ترسيخ لثقافة الذكورة بالنسبة لقيادات الحزب "الوطني".
وفي تصريحات بعد صدور قرار تعيين رؤساء التحرير الجدد، قال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وعضو مجلس الشورى إنه لا يوجد قانون جديد للصحافة أمام البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى بشأن مد خدمة الصحفيين بعد 65 عاما، وقال إن نقابة الصحفيين مستمرة في تطبيق ميثاق الشرف الصحفي لضبط المهنية.