٩٠ دقيقة.. أسامة أنور عكاشة: الحكم بحبس الصحفيين دليل علي الديمقراطية المزعومة التي نعيشها.. وانتشار

في الجمعة ٢١ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أبدي الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة استياءه من الحكم الذي صدر ضد أربعة من رؤساء تحرير الصحف المستقلة. وقال عكاشة خلال برنامج ٩٠ دقيقة الذي يعرض علي قناة المحور ويقدمه معتز الدمرداش ومي الشربيني: ليس من المعقول أن يتم الحكم بحبسهم بدعوي تكديرهم لمزاج الحزب الوطني الحاكم.

مؤكدًا أن الحكم بالحبس دليل علي الديمقراطية المزعومة التي نعيش فيها. وعدم تحقيق وعد الرئيس مبارك بعدم حبس الصحفيين في قضايا النشر خاصة أن الرئيس التزم به في برنامجه الانتخابي. وأوضح عكاشة أن سبب حدوث هذه الأزمة هو التعتيم الإعلامي الذي يمارس تجاه جميع قضايانا المحلية مشيرًا إلي ضرورة حرية تداول المعلومات حتي يتم دفن الشائعات في مهدها.

متسائلاً عن الشفافية المزعومة التي يتحدث عنها الحزب الوطني. قائلاً نعيش في أجواء كهنوتية تمنع تسرب أي خبر مهما كان صغيرًا وقليل الأهمية.

وتابع عكاشة: الحرية هي أساس الديمقراطية ودونها لن تتحقق وأضاف الحرية المنقوصة لا تتيح سوي هذا الهامش المحدود من الديمقراطية فمصر تحتاج لتفعيل الأداء الديمقراطي. ودفع عجلة الديمقراطية دون رده عن المكتسبات التي تم تحقيقها.

وانتقد عكاشة الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد والتي تمثلت في ازمة المياه التي شهدتها مصر متسائلاً عن البنية التحتية التي نتحدث عن بنائها منذ أكثر من ٣٠ عامًا قائلاً: عيب علي بلاد النيل أن يوجد فيها من لا يجد شربة ماء، مشيراً إلي وضع مصر الذي يظهر أننا مازلنا في القرن الـ ١٨، وأننا نسبح في أزمة كبيرة منذ هذا القرن. وقال عكاشة: لا يمكن أن نحكم علي المصريين وسط مناخ هذه الأزمة التي استشرت، موضحاً أنه لو تم إخراج المصريين من هذه الأزمة فسيظهر لنا المصري الحقيقي الذي يستطيع قيادة عجلة التنمية، نافياً أن تكون الشخصية المصرية هي التي يعبر عنها المصريون الآن.

وأشار عكاشة إلي عدم استطاعة الاحتلال علي مر هذه العصور أن يمسخ الهوية المصرية طوال هذه السنين. وأضاف عكاشة: مصر أصبحت أشبه برجل مريض، وقد ظهر عليها أعراض المرض ولا ينتظرها سوي الموت، داعياً إلي العمل بكل قوة لإخراج البلاد من هذه الحالة التي وصلت إليها، محذراً من خطورة التأخر في ملاحقة الركب العالمي. وأبدي عكاشة أسفه علي نمو النمور الآسيوية التي بدأت معنا خطة التنمية في الستينيات ووصلت إلي هذه الدرجة من النمو والرفاهية، ومصر مازالت محلك سر، مشيراً إلي الأوضاع غير الديمقراطية التي ساهمت في تأخرنا بهذا الشكل.

وتابع عكاشة: المصري الحقيقي القادر علي الإبداع يظهر لنا في نجيب محفوظ الذي عاش وسط القرية المصرية واستطاع الحصول علي جائزة نوبل ووصل للعالمية دون أن تتوفر له الإمكانيات الحقيقية للنبوغ. وانتقل عكاشة للحديث عن الدراما المصرية التي يجب أن تساعد علي إثراء الهوية المصرية الخالصة مشيراً إلي أنه يكره التعصب القومي. والدخول في إثنيات وعرقيات تزيد من مناخ التطرف الذي يؤخر عملية التنمية لأنه يدخلنا في جو من التعصب الذي لا طائل منه.

موضحاً أنه لهذا السبب حرص علي أن يكون مسلسل المصراوية تعبيراً عن هذه الهوية المصرية الخالصة.

وانتقد عكاشة أحوال الدراما المصرية واحتلال الدراما السورية صدارة المشهد، قائلاً نعاني من ظروف لا تسمح بالإبداع.

وأضاف الوضع الاقتصادي بات مؤثراً بشكل كبير علي الإنتاج الدرامي المصري، كما أن المناخ يميل إلي التسطيح وعدم مناقشة قضايا جادة وهو ما يمثل الخطر الأكبر علي الدراما المصرية، مبدياً اندهاشه من استعجال المنتجين علي إنتاج مسلسلات دون النظر إلي المضمون الذي لابد من تقديمه للمشاهد المصري والحرص علي ذوقه العام، مؤكداً أن الدراما يمكن أن تلعب دوراً في تنمية الوعي السياسي لديه مما يسهل من عملية التطور الديمقراطي.

اجمالي القراءات 5016