ßÊÇÈ جذور الارهاب فى العقيدة الوهابية السعودية والاخوان المسلمون
تقديم

في السبت ٢٣ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

فى أواخر التسعينيات كان الباحثون عن الرأى الجديد فى الاسلاميات من الصحفيين العرب والأجانب يتصلون بى وينشرون عنى. وكنت أجيبهم  فى موضوعات تخصصى "القرآن الكريم وتراث المسلمين وتاريخهم ". الا ان بعض الاسئلة كانت تدور حول التطرف الدينى المعاصر والوهابية والدولة السعودية. ومع اننى ضحية للنفوذ الوهابى السعودى فى مصر الا أن هذا المجال كان بعيدا عن تخصصى العلمى الذى يتوقف عند نهاية العصر المملوكى وبداية الفتح العثمانى لمصر والمنطقة العربية حوالى 921 بعد الهجرة او 1517 بالميلادى.     

كنت مكتفيا بتخصصى فى تراث المسلمين السنى والصوفى وتاريخ المسلمين فى العصر الوسيط  دون العصر الحديث والمعاصر. وكالعادة وقفت فى منتصف الطريق بين المتخصصين فى التاريخ والمتخصصين فى التراث السنى والصوفى . المؤرخون يرون اننى شيخ عريق فى علوم القرآن والحديث والتفسير والتراث السنى والصوفى . بينما يهاجمنى خصومى من السنية على أننى " بتاع تاريخ وحضارة".                                 

تناسى الجميع ان الباحث فى التاريخ الاسلامى لا بد أن يكون ملما بحقائق الاسلام وتراث المسلمين ومدى التقارب أو الاختلاف بينها وواقع المسلمين فى العصر الذى يبحثه. والذى يبحثمثلا ثورات الخوارج أو الشيعة فى العصر الأموى لا بد له من بحث الاطار الفكرى والعقيدى لحركتهم السياسية ـ هذا مع أن عطاءهم الأيدولوجى لم يكن قد تبلور حينئذ ـ  فمابالك اذا بحث تاريخ الحركات الأخرى فى العصر العباسى وهو عصر تقعيد واكتمال الأيدلوجيات المذهبية والتى كانت المؤثر الحقيقى لتلك   الحركات السياسية.                                                                               

وتناسى الجميع أيضا أن الباحث فى علوم الفقه والحديث والتفسير محتم عليه أن يبحث الأرضية التاريخية التى عاش فيها أولئك الأئمة وأثرت علي عقلياتهم قبل أن يبحث تاريخهم الشخصى ومدارسهم الفكرية وعلاقاتهم بمن حولهم من الحكام والعلماء وحتى العوام. بدون الأرضية التاريخية يظل البحث فىالفقه أو فى التفسير والحديث ناقصا معلقا فى الفضاء بعيدا عن حقائق الواقع المعاش.                      

ولهذا كان لابد من المزج بين التاريخ والأصوليات فى الدراسات والأبحاث الأسلامية كى تتضح كل جوانب الموضوع وابعاده. وهذاما سرت عليه فى رسالتى للدكتوراه والتى كانت تبحث أثر الأيدلوجية الصوفية او التدين الصوفى فى العصر المملوكى بكل نواحيه السياسية والدينية والأخلاقية والأجتماعية والعمرانية والثقافيةوالتعليميةوالأدبية والفكرية والفنية والأقتصادية. وهو أيضا ما تجرى عليه مؤلفاتى والتى تحمل عنوان " دراسة تاريخية أصولية"                          

 وبسبب ذلك النقص المنهجى فى الدراسات الاسلامية ـ التاريخية والأصولية ـ فانها لا تزال تتمتع بجهل فاضح يؤكده انهم يتجاهلون الفارق الأساسى بين الأسلام كدين الاهى  والمسلمين كبشر يخطئون ويصيبون. ولا بد ان يتحمل المسلمون أوزارهم وليس الاسلام مسئولا عن هذه الأوزار لأنه أوامر ونواهى وقيم عليا ينبغى اتباعها والبشر أحرار فى الطاعة أو المعصية ومسئولون عما يفعلون.                                        

 

 منذ 1987 بعد خروجى من الأزهر وتحررى من قيودهم الفكرية عزمت على أن اتفوق عليهم وعلى الجميع بمؤلفاتى فى تاريخ المسلمين وفى تراثهم بكل تجلياته وفرقه  منذ العصر النبوى الى نهاية العصر المملوكى . وجعلت نفسى حكما قاسيا على نفسى فى هذا التحدى . وقررت فيما بعد نجاحى فى هذا التحدى. وحققت مقالاتى المنشورة ومعاركى شهرة واسعة لى حيث كان يقصدنى الباحثون عن التجديد فى الفكر الاسلامى والذين يريدون رؤى اسلامية مختلفة عن كلام الشيوخ المستهلك والمعاد، والذين يريدون منى الرد على الفتاوى المحنطة والتى لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمى .                                                                      

على أن بعضهم كان يرى اننى استطيع أن أتكلم وأفتى فى كل شىء كما يفعل الشيوخ الجهلة الذين يفتون بجهلهم فى كل شىء من نواقض الوضوء وموجبات الغسل والحجاب والنقاب وتخضيب اللحية وتقصير الجلباب الى الدردشة على الانترنت ونقل الأعضاء والاستنساخ والحكم الشرعى للاستنجاء على سطح القمر.! لايستطيع أحدهم أن يقول لا أدرى .                                                        

 سئلت مرارا عن الاخوان المسلمين والوهابية والتنظيمات الارهابية والى أى حد يختلف فكرها أو يتنوع ، والى أى حد يتفق مع جذوره الاولى فى العصور الوسطى. كنت أعتذر عن الاجابة لأن تاريخ العصر الحديث خارج تخصصى . وخجلت من نفسى من تكرار الاعتذار ، وقررت أن أدخل فى تحد آخر هو دراسة الجذور  التاريخية والفكرية لمتطرفى عصرناالبائس.                                                        كان هذا قرارا هائلا لم أجد الوقت لتنفيذه لولا أن أدخلتنى الظروف فيه عنوة.       

 كانت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة تجهز لعقد مؤتمر لبحث "ظاهرة الاسلام السياسى " وكلفت باحثيها بالكتابة فى المحاور المختلفة للموضوع ، ومعظمهم ينتمى للتيار السلفى نفسه ويمثل الجيل الثانى لمثقفى الأخوان المسلمين، وكان المؤتمر فرصتهم لتمرير ايدلوجيتهم باسم الاسلام دون أن يجادلهم أحد فى مدى تعبيرهم عن الاسلام ، وكان الوقت حينئذ معهم باعتبارهم "اسلاميين معتدلين ".                                                                          

 لذا تم تكليف باحثة غير متخصصة فى الاسلاميات لتكتب فى أهم محور وهو " ماهية الحركة الاسلامية وتوصيفها" وفى آخر لحظة اعتذرت الأستاذة . وكان الدكتور سعد الدين ابراهيم هو الذى يدير تلك الجلسة فاقترح عليهم دعوتى لأتكلم عشرة دقائق لمجرد سد الفراغ .                                                               

اتصل بى الدكتور سعد الدين ابراهيم  ـ وقد كنت اعمل وقتها معه فى مركز ابن خلدون ـ وقال : هل تستطيع أن تجهز نفسك للحديث عشرة دقائق عن ماهية الحركة الاسلامية المعاصرة وتوصيفها ؟ قلت له :"  اننى اختلف معكم فى وصفها بالحركة الاسلامية. انها تناقض الاسلام ولا تعبر عنه ، بل لاتعبر عن كل المسلمين ، انها تعبر عن الحركة الوهابية فقط ". قال: اذن أمامك الفرصة الآن لتقنعنا بوجهة نظرك. ونراك غدا على المنصة." قلت " لن احضر لأتكلم فقط ، بل سيكون معى بحث مكتوب اجهزه الليلة وألقيه شفهيا أمامكم غدا ان شاء الله تعالى".        

 

وهذا ما حدث . قبلت التحدى ـ تحدى نفسى بنفسى ـ وقبيل فجر اليوم التالى كان البحث مكتوبا بخط يدى. وبعد الاستيقاظ فى اليوم التالى ذهبت به الى مقر كلية الأقتصاد والعلوم السياسية حيث مكان عقد المؤتمر وطلبت تصوير عدة نسخ من البحث وتم ذلك . وكانت ندوة رائعة فى عدد الحاضرين ونوعية النقاش . بعدها اعطيت نسخة من البحث للدكتور محمد سيد سليم الأستاذ بالكلية والمشرف على المؤتمر، أثارت اعجابه وأرست صداقة ـ على البعد ـ بيننا أعتز بها . وعلمت أن الكلية قد نشرت البحث أو ملخصا له.ثم  نشر مركز ابن خلدون هذا البحث فى تقريره السنوى ، ونشرته أيضا المجلة الفصلية " الأنسان والتطور "وذلك تحت عنوان " بين التدين النجدى والتدين المصرى"و التى يملكها ويديرها  الدكتوريحيى الرخاوى أحد كبار الطب النفسى فى الشرق الآوسط .

وشجعنى هذا على أن أمضى فى التحدى الى آخره فقررت تأليف كتاب كامل عن المعارضة السنية السعودية فى القرن العشرين. يبحثها اصوليا وتاريخيا : يبدا بالمعارضة التى قام بها الأخوان ــ أولئك الذين اسهموا مع عبد العزيز فى اقامة الدولة السعودية الثالثة ثم ثاروا عليه فأخمد ثورتهم ، ثم حركة المعارضة السلمية لناصر السعيد فى عهد الملك سعود ، وحركة جهيمان العتيبى فى عهد الملك خالد . وأخيرا الحركة المعاصرة التى قامت بها اللجنة الشرعية وانتقلت الى لندن بزعامة المسعرى والفقيه قبل انفصالهما. وهى الحركة التى انجبت اسامة بن لادن.          

أنهيت هذا الكتاب مع نهاية سنة 2000 . ولا يزال مخطوطا .                              

ومن هذا البحث الذى لا يزال مخطوطا إخترت باقة من الفصول لتعطى ملمحا عن جذور الارهاب فى العقيدة الوهابية و كيف زرع السعوديون شجرة الاخوان المسلمين فى مصر.

وصدرت هذه الباقة من الفصول فى بحث تم نشره ضمن كتاب يضم مجموعة من المقالات و الأبحاث تحت عنوان ( أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 كما يراها مفكرون وكتاب عرب ) من إعداد وتقديم الدكتور احمد مطر عن دار الكرمل فى عمان ـ الأردن.

وقد حظى البحث باهتمام الكثيرين فكتب عنه الاستاذ سعد القرش فى وكالة رويتر فى أول مايو 2007 ما يلى :

في حين تعلن السعودية أن تنظيم القاعدة لا يزال يمثل خطرا على أراضيها يشدد الكاتب المصري أحمد صبحي منصور على أن مصدر الخطر يكمن في جذور التيار الوهابي الذي يعتبره مرادفا للتشدد الديني.
ويرى منصور أن "خطورة" التيار الوهابي لا تقتصر على السعودية وحدها بل تمتد إلى مصر التي تعرضت إلى "غزو وهابي" يقول انه وصل بشعبها إلى مرحلة الغيبوبة بعد أن أجهض في رأيه حركة الاصلاح الديني التي بدأت منذ مطلع القرن العشرين.

وأعلنت السعودية الجمعة الماضي أنها أحبطت مؤامرة لمهاجمة منشات نفطية وقواعد عسكرية وشخصيات عامة في المملكة واعتقلت 172 شخصا ونقل عن الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي قوله إن اعتقال 172 من المشتبه في أنهم متشددون لم يضع نهاية للخطر المرتبط بتنظيم القاعدة في البلاد.
وقتل متشددون اسلاميون في فبراير/شباط الماضي أربعة فرنسيين يعملون ويعيشون في المملكة. وقال متشددون إنهم يريدون طرد الغربيين "الكافرين" من السعودية مهد الاسلام

 

ويقول مسؤولون إن حوالي 144 أجنبيا وسعوديا بينهم أفراد من قوات الامن و120 متشددا قتلوا في الهجمات والاشتباكات مع الشرطة منذ مايو/ايار 2003 عندما هاجم انتحاريون من القاعدة ثلاثة مجمعات سكنية يقيم بها غربيون في الرياض.
ويقول منصور وهو أزهري متخصص في التاريخ إن الخطورة لا تكمن في الممارسات وحدها بل في دوافعها مضيفا أن الوهابية في أسسها النظرية وتطبيقاتها "أفظع فكر أنتجته الجزيرة العربية وطبقته على غير الوهابيين من المسلمين وغير المسلمين" بعد أن وجد له امتدادا خارج حدود الجزيرة العربية.

ويضيف أن التيار الوهابي "المتزمت" وجد في حركة الاخوان المسلمين أرضا خصبة لافكاره التي وصلت بالشعب المصري إلى "هذه الحالة من الغيبوبة" التي تهدد في رأيه الديمقراطية وحقوق الانسان وتمارس التمييز ضد غير المسلمين.
ويقول منصور في دراسة عنوانها "جذور الارهاب في العقيدة الوهابية" إن صاحب الدعوة الوهابية محمد بن عبد الوهاب (1703-1791) الذي يعتبره سعوديون مصلحا دينيا جعل من اتهام "المسلمين الاخرين بالكفر مبررا دينيا للغزو والتوسع وبذلك قامت الدولة السعودية الاولى (1745-1818)" التي قضى عليها محمد علي ودمر عاصمتها الدرعية بايعاز من الدولة العثمانية.

 

وتشغل الدراسة 49 صفحة من كتاب "أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 كما يراها مفكرون وكتاب عرب".
والكتاب الذي أصدرته دار الكرمل للنشر والتوزيع في العاصمة الاردنية عمان يقع في 203 صفحات متوسطة القطع ويضم دراسات لعدد من الكتاب العرب وأعده وقدم له أحمد أبو مطر وهو نرويجي من أصل فلسطيني.

ودرس منصور (58 عاما) في الازهر منذ المرحلة الابتدائية وبعد تخرجه عمل مدرسا لمادة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية في جامعة الازهر لكنه تعرض لمضايقات واتهامات أدت إلى فصله بتهمة ما اعتبره مخالفون انكارا للسنة النبوية. وصدرت له كتب منها "حد الردة.. دراسة أصولية تاريخية" و"الصلاة بين القران الكريم والمسلمين" و"مصر في القران الكريم" و"العقائد الدينية في مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف" و"المسلم العاصي.. هل يخرج من النار ليدخل الجنة".

ويستعرض منصور الجذور التاريخية لما يراه الآن ارهابا بانتقاد دوافع المد الاسلامي بعد وفاة النبي محمد والذي نتج عنه "ما يعرف بالفتوحات الاسلامية التي تناقض الاسلام والتي اقتتل بسببها الصحابة. ونتج عن الخلاف السياسي اختلاف في التدين وانقسام المسلمين. ولتبرير الاعتداء ولتسويغه باسم الاسلام افتروا حديثا نسبوه للنبي محمد يقول 'أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله' وجعلوا الاعتداء على الغير جهادا".
ويصل إلى القرن الثامن عشر قائلا إن ابن عبد الوهاب في تحالفه مع محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى أعطاه مبررا لغزو البلاد الاخرى "وقتل أهلها بعد اتهامهم بالكفر واكراههم على قبول الوهابية على أنها الاسلام يجعل من الاخرين ومنهم الشيعة كفارا".

 

وينقل عن عثمان بن بشر النجدي مؤرخ الدولة السعودية الاولى ومؤلف كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" أن ابن سعود ارتكب مذبحة في كربلاء عام 1801 وسجل النجدي بفخر تلك المذبحة قائلا " أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول: وللكافرين أمثالها".
ويقول منصور إن الوهابية تمتد حاليا إلى تنظيمات علنية وسرية في كثير من الدول وإن الإخوان المسلمين "هم الطبعة المصرية من الوهابية النجدية الأعرابية" مشيرا إلى أن ابن عبد الوهاب"أفتى بكراهية الآخر (...) وحكم بكفر الشيعة كلها واعتبر بلادهم بلاد حرب" وأن فتاوى ابن عبد الوهاب تحولت إلى "واقع بالنار والدم" في نهاية القرن العشرين.
ويصف جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأنها صناعة وهابية قائلا إن القيادة السعودية في عشرينيات القرن الماضي لخصت رؤيتها في "التمسك بالأيديولوجية الوهابية والتسلل بها إلى مصر لتكون مصر عمقا استراتيجيا. وكانت النتيجة نجاح (مؤسس المملكة الحالية) عبد العزيز آل سعود في تحويل التدين المصري القائم على التسامح حتى في العصور الوسطى إلى تدين وهابي متشدد في عصر حقوق الإنسان".

ويرى مراقبون أن أشكال التدين الذي يعتبرونه شكليا إضافة إلى انتشار الحجاب والنقاب في مصر منذ سبعينيات القرن العشرين له صلة مباشرة بالعمالة التي عادت إلى البلاد حاملة أنماط السلوك في السعودية التي لا تسمح للنساء بكشف وجوههن في الشوارع أو قيادة السيارات.
وشهدت مصر عمليات إرهابية نفذها متشددون إسلاميون ففي عام 1992 اغتيل الكاتب فرج فودة (1946-1992) أمام منزله بالقاهرة على يد شاب أوعز إليه أن فودة مرتد. واتهم الشيخ محمد الغزالي (1917-1996) وهو يصنف ضمن تيار ما يسمى بالاعتدال الإسلامي في شهادته أمام المحكمة الكاتب القتيل بأنه مرتد في إدانة صريحة للضحية.

كما حاول شاب غير متعلم اغتيال الروائي نجيب محفوظ عام 1994 مدفوعا بفتوى أنه مرتد.
ويقول منصور إن الشيخ محمد عبده الذي توفي عام 1905 قاد حركة للإصلاح الديني في مصر "ولم يكن يدري أن حركته سيقوم بإجهاضها تلميذه (محمد) رشيد رضا لصالح السعوديين وأيديولوجيتهم السلفية. تحول التدين السني الصوفي المصري إلى تدين سني وهابي متطرف" واصفا ما حدث بأنه غزو.

وينقل عن مذكرات الدكتور محمد حسين هيكل أنه عرف حسن البنا (1906-1949) مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 في موسم الحج عام 1936 وأنه "كان وثيق الصلة بالسعودية" مضيفا أنه كان يمسك بيد من حديد بميزانية الجماعة. كما ينقل عن شقيقه جمال البنا أنه كان يخفي مصادر التمويل عن الأعضاء الكبار في مجلس الإرشاد.
ويشير إلى أنه عن طريق الدعم المالي السعودي تمكن البنا الذي كان يعمل مدرسا من إنشاء 50 ألف شعبة للإخوان في عموم مصر وعن طريقها انتقلت الوهابية شرقا وغربا على حد قوله.
ويقول إنه بفضل النفط انتشر الفكر الوهابي "المناقض للإسلام تحت اسم الإسلام في أكبر خديعة تعرض لها المسلمون طوال تاريخهم" محملا الوهابية مسؤولية ما يصفه بتقنين العنف ونشره في العالم.
ويتهم منصور جماعة الإخوان بالتآمر على السعودية التي استضافتهم خلال حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر قائلا إنها اشترطت عليهم ألا يمارسوا العمل السري داخلها لكنهم تخلوا عن وعدهم وأنشأوا حركة معارضة من السعوديين الذين هرب بعضهم إلى الخارج "ومن رحم تلك المعارضة السعودية خرج أسامة بن لادن أكبر إرهابي في هذا العصر".

 

وقد شجعنى هذا على إصدار هذا البحث الصغير معززا بمقالات اخرى عن الاخوان المسلمين ، ليكون كتابا مكتملا ضمن مشروع النشر الذى يتبناه المركز العالمى للقرآن الكريم ، وموقع أهل القرآن.

والله جل وعلا هو المستعان

د. أحمد صبحى منصور

فرجينياـ الولايات المتحدة

مايو 2007