الآيات الأولى فى سورة التحريم تتحدث على مستويين/ المستوى الأول تفصيلاته خاصة بما جرى بين النبى محمد عليه السلام وأزواجه، وليس لنا الدخول فى تلك التفصيلات ـ وإلا تحول الأمر الى قصص وحواديت وجلسة مصاطب ، وتلك هى المهمة الخائبة لما يعرف بعلم التفسير والمفسراتية.
المستوى الآخر هو العبرة التى من أجلها ذكر الله تعالى هذه الآيات التى تتحدث عن الحياة الخاصة للنبى محمد عليه السلام وأزواجه. العبرة تتلخص فى بشرية النبى محمد وأنه كان زوجا عاديا مثل كل البشر يعانى من تصرفات أزواجه ومكائدهن شأن كل زوج من البشر , وفى أنه حرّم ما أحل الله تعالى فتعرض للوم بتلك اللهجة القاسية ( يا أيها النبى لم تحرم ما أحلذ الله لك تبتغى مرضاة أزواجك ) أى أنه فى سبيل مرضاة أزواجه ارتكب عملا فظيعا هو تحريم الحلال. وتحريم الحلال اعتداء على الله تعالى وهو صاحب الحق وحده فى تحديد الحرام ـوالحرام مجرد استثناءات ـ وما بعده حلال مباح لا يجوز تحريمه .وللمزيد من التوضيح فى النهى عن تحريم الحلال من الطعام وهو الأصل بعد المحرمات المنصوص عليها اقرأ سور ( المائدة 87 ـ يونس 59 ـ 60 ـ النحل 116 )