الحوار بين الاديان

حسن جرادات في الأحد ١٧ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


يقول الله سبحانه: " قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً ارباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " يكون حوار الاديان داخل هذا الاطار الذي حدده الله جل وعلى ولا يتعداه، فالاديان ـ كما يزعم كل صاحب دين ـ هي انقياد صاحب الدين هذا لله سبحانه، وبالتالي فليس هناك منطقة رمادية بين دين ودين يلتقي فيها اصحاب الديانات المختلفة، لان الالتقاء في منتصف الطريق لاصحاب الاديان سيكون على حساب العلاقة برب العالمين سبحانه حيث ان التدين هو الانقياد المطلق لرب العالمين في كل شيء، وكل صاحب دين يزعم انه منقاد لله سبحانه، واساس الحوار بين دينين هو البحث عن قواسم مشتركة بين الجانبين، وهذه القواسم المشتركة حددها رب العالمين في النص اعلاه، وهي قواسم عادلة في ذاتها كما انها عادلة لأنها مطلوبة من طرفي الحوار (تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم) وهي قائمة على الانقياد لله وحده وعدم الشرك به سبحانه، كما انها تؤكد على عدم استعباد الناس بعضهم لبعض سواء كان هذا الاستعباد بالقهر والتسلط المادي المباشر او بالتشريع، ان كان تشريعاً على المستوى الاقليمي او على المستوى الدولي، فسن قانون مخالف لشريعة الله والزام الغير به وعمل قانون عقوبات لمن يخالف، هو شكل من اشكال استعباد الانسان لاخيه الانسان، ومن وجهة نظر المسلم فإن في الاسلام التشريع الرباني الاخير لاهل الارض بقوله تعالى: " وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما انزل الله.. "، اما غير المسلمين ولأنهم لا يؤمنون بالقرآن الذي جاء فيه هذا النص اصلاً، فإنا نعرض الاسلام عليهم كما عرضه الرسول محمد (ص) والذين ساروا على نهجه من بعده، نعرض الخير الذي يحمله للناس، فإن آمنوا فقد اهتدوا، والا فليشهدوا بأنا مسلمون، حيث ان لنا ديننا ولهم دينهم، ويوم القيامة يفصل بيننا العليم الخبير.
اما ان نتحاور هل المسيح ابن الله ام لا، وهل عزير ابن الله ام لا!! فلا سبيل للحوار على مثل هذه الثوابت التي تعتبر من الاعمدة الاساسية للأديان، وكيف سنصل الى حل وسط في هذه الامور؟!! كيف يكون حوار الاديان مع من لا يعترف لي بدين اصلاً؟ هل احاور صاحب هذا الدين او ذاك على صحة نبوة محمد بن عبد الله (ص)؟!
اما اذا اردنا الحديث عن علاقة المسلمين بأصحاب الديانات الأخرى، فإن في قوله تعالى: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ان تبروهم وتقسطوا اليهم " بيان واضح في العلاقة الطيبة بين المسلم وغير المحارب من اصحاب الديانات الأخرى.

اجمالي القراءات 3189