هل كان محمد رسول الله أم لم يكن ا!!!!!!!!
وعدت أن أكتب مقالة فى موضوع الشهادة او الشهادتين الذى أثار زوبعة على هذا الموقع, واليوم أفى بهذا الوعد, علما بأنى أرجو وأمل أن تكون هذه المقالة هى نهاية هذا الموضوع على هذا الموقع, وما أن تنتهى منافشتها إن كانت تستحق المنافشة, فلنÛ="ar-EG">فلنغلق هذا الموضوع نهائيا, وليأخد كل منا طريقة وما أختارة الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا وأن يكون له الحكم الأخير.
أننى " أعتقد" اننى أعلم ما يقصده أخى أحمد صبحى فى دعوته بشهادة واحدة , و " أعتقد" أننى أفهم غرضه النبيل من ذلك, وقد شرحه هو بما فيه الكفاية فيما يتعلق بما رآه وبما شهده من بعض المسلمين الذين رفعوا مكانة الرسول ( ص) الى درجة العبادة, ولكنى رغم ذلك أختلف معه كما قلت من قبل, وهذه المقالة , وإن كان بها بعضا من السخرية او القسوة فليست تلك السخرية او القسوة موجهة اليه شخصيا كما يعرف, ولا يمكن لى أن أسخر من أخى وصديقى الحبيب أحمد صبحى, ولكنها قد تكون موجهة الى أخرين يعلمون أنفسهم.
----------------------------------------------------------------------------------
فى الدول المتقدمة التى تعلو فيها الأخلاق والصفات الحميدة, ومن بينها المقدرة على النقاش وتقبل الرأى الأخر عند الإختلاف, تراهم كما يحدث فى الكونجرس الأمريكى مثلا يختلفون فى أمور دستورية أو قانونية أو اخلاقية أو إجتماعية , ويبلغ الإختلاف بينهم أقصى ما يمكن ان يبلغ, وقد يحتد المختلفون فى نقاشهم ( مع الإحتفاظ بالأدب والإحترام للأخرطوال الوقت) ولكن ما أن تنتهى المناقشة وعرض وجهات النظر ,حتى تراهم كخير الأصدقاء كما لو ان شيئا لم يكن, بينما فى عالمنا العربى التعس,ففى معظم الأحوال الإختلاف فى وجهات النظر معناه العداء التام, معناه الحرب الضروس, معناه لا يمكن ان نستريح حتى ندمر الطرف الأخر تماما, معناه أننا دائما دائما دائما على حق حتى ولو كنا على خطأ أو حتى لولم نكن متأكدين من صحة وجهة نظرنا, وهذا هو التطرف وهذا هو التخلف الذى برعنا فيه وتفوقنا على شعوب العالم أجمع.
إن إعتراضى بصفة رئيسية على رأى د. أحمد صبحى فى موضوع الشهادة يتلخص فى أنه إتخذ رأيا نهائيا لا رجعة فيه بأن من نطق الشهادتين فقد كفر, ومهما حاول البعض ان يخففوا من وقع تلك الفتوى أو ذلك الرأى أو من وضع أو رش السكر عليها, فهى كما هو واضح وضوح الشمس فى وسط النهار تكفيرالبعض للآخر!!. ليس لى إعتراض على أغلب ما جاء فى المقال ومن المستحيل ان نعترض على ان الله واحد لا شريك له, التوحيد لله وكل ما جاء فى آيات القرآن الكريم بهذا الشأن لا يمكن ان يعترض عليها مسلم أو مؤمن بالله ,المشكلة دائما تأتى عندما يتبع البعض مبدأ , إما أنك معى 100% أو ضدى 100%, فليس هناك حل وسط, إما ان تقول أشهد ان لا إله الله فقط, وبذلك تكون مؤمنا بالله ولا تشرك به أحد, وإما ان قلت - وأن محمدا رسول الله - فقد أشركت مع الله الرسول وعبدت الرسول كما تعبد الله ورفعته الى مصاف الله وأمنت وإتبعت الخرافات التى جاءت فى البخارى وأمثاله, وتبنيت هذا المذهب أو ذلك........الخ الخ الخ, ومهما قلت وأقسمت لهم بأغلظ الإيمان أن ذلك غير صحيح أو اننى لا أشرك محمد او أى مخلوق مع الله, أو اننى لست من ذلك المذهب أو ذاك, أو اننى لا أؤمن بشفاعة الرسول ولا ما جاء فى الصحاح .........الخ الخ الخ , فإن من يتهمك كالعادة يعرفك جيدا ويعرف عنك اكثر مما تعرف عن نفسك ,مهما قلت أنك تقسم بالله العظيم الذى لا إله إلا هو انك لا تشرك مع الله إلها أخر أو احدا اخر أو شيئا أخر وأنه ليس فى جسمك كرة دموية واحدة تشرك بالله أو معه احدا سواء عندما تقول أشهد ان محمدا عبده ورسوله, أو سواء لم تقلها, فأنت لا تعرف نفسك ومن يكفرك هو(( أعلم)) منك بك, يذكرنى ذلك بنكته قديمة عن الطبيب الذى كان يمر فى عنبر على المرضى, ويكشف على أحدهم فيقول للمرضة ان تضيف له ذلك الدواء, ثم يكشف على الأخر ويأمر الممرضة ان تمنع عنه ذلك الدواء , ثم يكشف على الثالث ويقول للمرضه انه توفى وعليها ان تخطر اهله وتجهزه للدفن,لكن ذلك المريض يفتح عينه ويقول للطبيب , اننى لم اموت بعد انا حى والله العظيم أنا حى, فتصيح به الممرضه, أخرص يا جاهل إنت ميت الدكتور قال كده, هو انت حتعرف اكتر من الدكتور, يعنى ليس هناك حل وسط, إما أقصى اليمين أوأقصى الشمال , وهذا هو التطرف بعينه, والتطرف هو من الصفات والسلوكيات التى لا تؤدى إلا للكوارث والى المواجهات والإتهامات والحروب. وهذا هو ما أراه كخطأ قاتل فى عملية التقدير لوجهة النظر الأخرى, لا يختلف ذلك مثلا عن المثال الذى أحب أن أستخدمه هنا دائما لتوضيح وجهة نظرى هذه وهو, إذا اشدت بالديموقراطية فى إسرائيل فأنت عميل وصهيونى ومتعاطف مع اليهود وكافر ولست مسلما وعدوا للقضية الفلسطينية ….......الخ من التهم التى ما أنزل الله بها من سلطان, وإن قمت بنقد السياسة الإسرائيلية , فأنت عنصرى ونازى ومضاد للسامية ومتعاطف مع هتلر............الخ. فإلى أين نذهب ياعالم ياهوه وهل تفيد المناقشة أو الإستمرار فى هذا الموضوع وبالذات مع من يسلكون مثل ذلك السلوك !!!!!!!!!!!!
شهادة لا إله ألا الله, وأن محمدا رسول الله,يختلف الإعتراض عليها , فهناك من يقول انه لاينبغى ان نقول الشهادتين فى وقت واحد لأننا نشرك بالله, ومن يقول ان مجرد قول الشهادتين هو شرك وكفر ومن يفعله مآواه جهنم وبئس المصير, ومن يقول ان شهادة ان محمد رسول الله لا ينبغى ان تقال سوى مرة واحدة فى الحياة وكفى , …....... فهل لوقلنا أشهد ان لا إله إلا الله ثم توقفنا لمدة دقيقة ثم قلنا بعد ذلك وأشهد ان محمدا رسول الله, تعتبر مقبوله, وهل لو قلنا بدلا من أن أشهد, أعترف ان محمدا رسول الله تعتبر مقبوله ولا يكفر صاحبها, ام لو قلنا وأقر بدلا من اعترف ان محمدا رسول الله تعتبر مقبوله. ما معنى أشهد أو الشهادة ؟؟؟
هل من قال أشهد أن لا إله إلا الله , فقط , ولم يقل بعدها أشهد أن محمدا رسول الله هو المسلم حقا على حد قولكم, أو هل هو المؤمن حقا على حد قول البعض منكم , من منكم يستطيع ان يقسم بالله عز وجل على ان ذلك الشخص الذى قال أمامه وسمعه يقول أشهد ان لا إله إلا الله مسلم حقا, أو مؤمن حقا, من الذى يضمن ويثق تماما فى إسلامه وإيمانه, من الذى يعرف الغيب ويعلم حقيقة نواياه, من الذى يعلم الغيب ويعرف مصيره ويضمن انه من أصحاب الجنه, من الذى يعرف مصيرة هو نفسه شخصيا, وأنا سوف أسأل هذا السؤال الى يقضى الله أمرا كان مفعولا, من الذى يعرف مصيرة هو شخصيا من ناحية الهداية والإيمان ومصيرة فى النهاية, من ؟؟؟؟, هل هناك من يود الإجابة , وإن لم يكن هناك من يود الإجابة , فكيف بحق ( الش.....) تدعى معرفة مصيرى أنا لأنى اقول أشهد ان محمدا رسول الله إن كنت لا تعرف مصير جنابك أنت, كيف!!!!!!!! هل هناك من يود ان يجيب!!!!!
أما بشأن الكفر العقيدى والكفر السلوكى وهى الفكرة التى يتبناها د. أحمد صبحى,ورغم أنى أفهم جيدا ما يريد ان يقول والسبب الذى دعاه الى عملية التقسيم والتسهيل والتبسيط فى تحليل ماهية الكفر,ولكن لأن ذلك لم يشار اليه فى القرآن بأى شكل واضح لأن القرآن لا يأخذ تلك الأمور ببساطه, ولا يضعها فى هيئة فوازير لكى نحلها, ولكن...............
.(((.الدين يقوم على التيسير ورفع الحرج والابتعاد عن التعقيدات))) ( ليس هذا ما يقول فوزى فراج, ولكن ما قاله أحمد صبحى) .
كذلك ((( منهج القرآن الكريم فى التشريع أن تأتى المحرمات بالتفصيل والاستثناءات وبكل وضوح ، ومن هنا فلا يمكن لنا أن نتجاهل التحديد))) ( ليس هذا ما يقول فوزى فراج, ولكن ما قاله أحمد صبحى)
لا يمكن ان نتجاهل التحديد, التيسير فى القرآن ورفع الحرج, كلام رائع, ولكن اين ذلك من الكفر السلوكى والعقيدى اللذان أتى بهما دون ان يأتى أى ذكر لهما فى القرآن.............!!
و القرآن كما سألته من قبل لا يحتوى على تقسيم أو تفريق أو تفضيل أو تعريف للكفر بغير معنى واحد , وهو الكفر, ولو كان هناك نوعان مختلفان من الكفر لكان لهما عقوبتان مختلفتان على أقل تقدير , ولكان القرآن قد عبر عن ذلك بوصفهما وتعريفهما منفصلان بعضهما عن البعض , من يدرى فبعد عده سنوات سوف يأتى لنا من سوف يزيد من تقسيم الكفر الى فروع اخرى مثل كفر سيكولوحى وكفر بيولوجى, بالإضافة الى العقيدى والسلوكى, وربما بعدها يأتى اخرون بتقاسيم اخرى لأنواع الكفر ومنها الوراثى والمكتسب المهيمن والمكتسب المؤقت, ثم نضيف الى ذلك – وهذ مهم جدا- انه لا جدال إن كان هناك كفر سلوكى وكفر عقيدى, أفلا ينبغى قياسا على ما سبق ان يكون هناك أيضا إيمان عقيدى وإيمان سلوكى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!, فهل هناك من يتبنى ذلك ؟؟ ومن ثم سيكون من بعدها أيضا إيمان سيكولوجى وأخر بيولوجى. وهلم جرا....................!!
القول بأن تكفير من يقول أشهد أن محمدا رسول الله هو تكفيرسلوكى وليس تكفير الشخص الذى يقول ذلك, لا يختلف عن قولى أن كل من إحتوى إسمه على إحمد وعلى صبحى فى نفس الوقت فهو كافر, أو كل من إحتوى إسمه على فوزى وعلى فراج فى نفس الوقت فهو كافر ولكنى فى الحقيقة لا أكفر أشخاصا بعينهم, لا أكفر الدكتور أحمد صبحى ولا أكفر فوزى فراج, ولكن فقط اكفر ما تحتويه الأسماء, فهل هذا منطقى أو معقول!!!!!
نا لم أقل مثلا كما لا ينبغى أن أقول ان شهادة "أن محمدا رسول الله " هى شهادة الإسلام وبغيرها لا يصبح الإنسان مسلم أو أن إسلامك نص نص, يعنى ناقص, كما ان من يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقط ,لا يمكن لأى إنسان أن يقول بكل ثقة وبكل تأكيد أنه مسلم أو مؤمن, فهناك من يقولها ليلا ونهارا وعندما نرى أعماله قد نجدها فى أغلبها أو معظمها تخالف المبادئ الأساسية والبسيطه للإسلام وربما لأى دين سماوى أخر , فكيف يمكن ان نعتبرة مسلما بالتأكيد لمجرد انه قال بفمه وسمعناه , أشهد ان لا إله الا الله ,الم يقل المناقفون ذلك !!! ألا ينبغى لنا ان نترك الحكم فى مثل تلك الأشياء ( الغيبية) لله الذى هو أعلم منا جميعا, لماذا نصر على ان نشرك أنفسنا فى ما يخصه هو وما إختص به نفسه!!
الجملة ( أشهد ان لا إله الا الله) , صحيحة, دقيقة , حقيقة, لا يمكن ان نعاقب عليها بالكذب مثلا أو الإدعاء أو المبالغة أو التفريط أو …..الخ, الجملة( أشهد ان محمدا رسول الله), دقيقة صحيحة وحقيقة, لا يمكن ان نعاقب عليها أيضا بالكذب أو الإدعاء أو المبالغة أو التفريط....الخ , فماذا هو الاشكال والتكفير هنا, تحدثنا عن ان الله وحده فقط لا غير ليس لمخلوق اخر ان يحشر نفسه فى شأنه وأن يدعى معرفته بمن ضل أو من إهتدى سواه, وإدعاء غير ذلك يخالف القرآن على اقل تقدير, ويخالف المنطق ويخالف كل الحقائق والواقع الذى يعيشة كل منا.
أضيف الى ما سبق,إن الذى يعطى لنفسة الكفاءة والسلطه والحق فى ان يعرف من الذى كفر من الأخرين ويكفره وينذرة بالجحيم, لابد ان يكون لديه أيضا الكفاءة والسلطة والحق فى معرفة من الذى إهتدى وأن يبشرة بالجنه إذ من المستحيل ان ينفصل هذا عن ذاك, من المستحيل أن يدعى أحدهم أنه يستطيع فقط ان يعلن كفر أحدهم ولا يستطيع أن يعلن هداية الأخر. فهل هناك من يود ان يختلف معى فى ذلك وكيف !!!! لماذا أذن لم نرى حتى الأن سوى علمية التكفير ولا نرى العكس, لماذا لا نرى الذى يؤكد على كفر أحدهم ومصيرة الى جهنم, يؤكد على هداية الأخر وعلى مصيره فى جنة النعيم, لماذا قبل ان يكفر أحدهم الأخر لا يقول لنا جميعا مصيرة هو شخصيا بوضوح تام وبدون لف أو دوران, إن كنت تدعى معرفة وعلم مصير الأخرين, أليس من الأحرى ان تعرف مصيرك أنت أولا!!!!! إن كنت ستقول هذا لابد ان تقول ذلك. ولكنا لا نرى سوى عملية التكفير , والتكفير فقط , الا يفقد ذلك هؤلاء مصداقيتهم تماما, الا يخجل من يدعى معرفة إختص الله بها نفسه, عن الهدى وعن الضلال, ان يشاركه فى معرفة الضلال فقط, ولا يجرؤ على ان يشاركه فى معرفة الهدى, إن كان لديك معرفة بمفاتيح جهنم, اليس من المنطقى أيضا ان يكون لديك معرفة بمفاتيح الجنه. خبرونى ايها العارفون بمصير الأخرين الذين تكفرونهم وتضعونهم فى قائمة من سوف ينتهى الى السعير, لماذا قصرت معلوماتكم على الجحيم فقط وعلى أخبار الجحيم وأنباء الجحيم ورواد الجحيم , لماذا لا تأخذوا قسطا من الراحه فى جنه عرضها السموات والأرض, وتنبؤنا من حيث علمتم علمكم بأصحاب السعير وتحديدهم , من هم أصحاب الجنه بنفس الكيفية التى حددتم بها الذين كفرتموهم.
الأن نأتى لتفسير معنى الشهادة, المصدر أو الجذر فى هذه الكلمة هى ( شهد), ومفهومى لها دون فلسفة هى ما يتوصل اليه الإنسان بأى واحدة أو أكثر من حواسة الخمس ويستخلصه لنفسه ويتيقن منه , حاسة الرؤيه عندما يرى بعينيه أو يرى ويسمع بإذنيه فى نفس الوقت أو ربما يشم أو يلمس أو يتذوق, وفى النهاية يستخلص ان للزهور شكل معين ولون معين ورائحة معينه, أو ان العسل له مذاق معين, أو انه رأى وسمع ( س) وهو يجادل ( ص)..................الخ, بعد ذلك عندما يطلب منه ان يدلى بما لديه عن اى من تلك الاشياء, فيصبح ما يدلى به ( شهادة) وإقرار, وشهد لا تعنى بالضرورة الرؤية او الإبصار, لأن الأعمى يستطيع ان يشهد بما سمعه أو لمسه أو شمه أو تذوقه, أعتقد ان الصورة قد وضحت الأن. بالطبع لن يمنع ذلك من ان هناك من سوف يشهد زورا ويكذب فى شهادته متعمدا, لكننا لا نتحدث عن هؤلاء. نأتى الى شهادة أن لا إله إلا الله, وهى الشهادة التى نشهد بها جميعا, فلا نحن أبصرنا أو سمعنا أو إستخدمنا اى من الحواس الخمس فى تلك الشهادة, ولكن, هناك شيئ أخر وهو العقل والتفكير والوصول الى الحقيقة , وهذا ما إستخدمه الإنسان لكى يصل الى تلك الشهادة, عملا بقوله تعالى فى وصف المتقين وهم ,الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما زرقناهم ينفقون, وقد شرحنا مفهومنا للغيب من قبل, وسواء يأتى الإيمان قبل التفكير بالعقل , أو بعده وهذا أمر قد يختلف فيه البعض, غير ان النهاية هى اننا نؤمن بالله الواحد الأحد, ونؤمن انه لا إله سواه, ونشهد بأن لا إله إلا الله.
المسلمون والمؤمنون الذين دعاهم الرسول الى الإسلام طبقا لما أمرة به الله عز وجل وطبقا لرسالته التى أنزلها عليه وهى القرآن. كان أول تفاعل لهم مع ذلك الرسول ومع رسالته هى تصديق الرجل نفسه, فلو لم يكن لهم ثقة به لما إستمعوا الى ما يقول وما يدعو له, شأنهم فى ذلك شأن كل من إتهمه بالجنون والسحر ومس الشيطان...........الخ, إذا فمن البديهى ان رد الفعل الأول هو ان تثق فى محمد الرسول حتى قبل ان تسمع الرساله, بل إن الرسالة لم تكتمل سوى بعد 23 عاما, اى ان من إستمع اليه أول ما إستمع اليه لم يكن لديه سوى ربما بضع إيات من سورة واحدة فقط من القرآن, وهذه حقيقة لا تقبل النقاش,فهل كانت بضع آيات من القرأن الذى انزل اول ما أنزل كافية لإقناع كل إنسان بتلك الرسالة او بمحتواها او بكل ما جاء بها على مدى 23 عاما …..!!!!!, إذن فمنطقيا ان الشرط الأول لكل من دخل الإسلام وأمن برسالة محمد, كان تفاعلا مع الشخص نفسه قبل ان يتفاعل مع الرسالة نفسها, وعندما أصبح لديه الإستعداد لكى يستمع لما جاء به, صدق تلك الرسالة التى أوصلها اليه, ثم واصل تصديقه يوما بعد يوم, وواصل السماع الى ما كان يوحى اليه عاما بعد عام, ثم واصل الإيمان بما أنزل اليه وما أنزل من قبله وأمن بالإخرة , اليس هذا هو السيناريو المنطقى لما حدث, فلولا ان الرسول حامل الرسالة كان جديرا بإختيارة من الله, وكان مصدقا وأهلا للثقة من الناس, لما إستمعوا له , فلو كان إنسانا شريرا سيئ السمعة, فهل كان من الممكن ان يستمع أحد اليه, فماذا قال المسلمون الأوئل من الرعيل الأول الذى أمن بالله وبرسالة محمد, قالوا نشهد ان لا أله إلا الله, ونشهد انك رسوله. هل كفروا بقولهم هذا !! ( مثال, هل تشترى دواء يقوى نظرك ويغنيك تماما عن إستعمال نظارة من رجل يرتدى نظارة سميكة ويبدو انه لا يستطيع ان يرى جيدا حتى بها!!!!)
نأتى لإثبات ذلك من القرآن نفسه, عندما دعا الرسول الى الإسلام كما أمرة الله عز وجل, انقسم الناس من حولة الى ثلاثة فرق, الأولى هم من أمنوا بما جاء به وأطلق عليهم إسم المؤمنون, الفرقة الثانية هم من رفضوا تماما تلك الرسالة ورفضوا القرآن ورفضوا ان يصدقوا أو يعترفوا ان محمد هو رسول الله اليهم بل ربما لم يعترفوا بأن هناك آله هو الله, وأطلق عليهم إسم الكافرون, الفرقة الثالثة هم من لم يؤمنوا بمحمد أو برسالته ولكنهم لأسبابهم الخاصة نافقوه ونافقوا المؤمنون معه بتظاهرهم بالإعتراف به كرسول من الله وبرسالته كرسالة من الله , وأطلق عليهم إسم المنافقون . هؤلاء المنافقون لم يعلمهم الرسول لأنهم فعلوا كل ما يفعله المؤمنون تماما ليخدعوا الرسول والمؤمنون معه, ولكن الله كشفهم له وكشف نواياهم .
ماذا قال القرآن عن هؤلاء, فى سورة المنافقون رقم 1, إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله, والله يشهد إن المنافقون لكاذبون, وهذا يعنى ان أشهد ان محمدا رسول الله كان قولا معروفا ومستعملا كما تدل الآيه عليه, مرة أخرى لمن فاته ما قلت, شهادة ان محمدا رسول الله لم تكن بدعة جاءت فيما بعد لتكريم الرسول أو تأليهه فى العصر العباسى أو قبلة أو بعده , ولكنها كانت مستعملة منذ الرعيل الأول ومنذ قيام الدعوة. هنا لم يقل الله ان المنافقون كافرون لأنهم شهدوا أنك رسول الله كما فى الشهادة التى هى محل النقاش والخلاف الأن, كما لم يأتى فى القرآن اى إشارة من قريب أو بعيد بأن ذلك القول يكفر من قاله, فهل هناك دليل مباشر لا يمكن دحضه أكثر من ذلك. خبرونا أيها السادة الذين إتهمتونا بالكفر, سامحكم الله وغفر لكم ذنبكم بتكفيركم لنا ولمليارات المسلمين منذ دعوة الرسول ولتخويلكم لأنفسكم الحق والسلطة التى أختصها الله لنفسه بالتكفير والهداية. لكن الله تعالى قال انه ((يعلم)) انك لرسوله, تأكيدا على انه رسول الله وان شهادة" نشهد ان محمد رسول الله" لا غبار عليها ولا إعتراضا عليها من الله نفسه, ولكن لأن المنافقون كانوا يكذبون فى كل ما يقولونه , فقد شهد الله انهم لكاذبون ليس لأن محمد ليس رسول الله, ولكن كذبهم فى إدعائهم بالتصديق والشهادة على أن محمد رسول الله بأفواههم وليس بقلوبهم . أرجو ان يكون ذلك قد إتضح , فإن لم يكن ذلك كافيا, فنستمر فى أثبات ذلك فيما يلى.
يقول اخى أحمد صبحى ان من يقول أشهد ان محمدا رسول الله فقد كفر, بمعنى أخر, يقول ( كفر الذىن قالوا أن أشهد ان محمدا رسول الله ) هذا هو المعنى والمضمون فيما قاله أحمد صبحى, فماذا قال الله عز وجل؟؟؟
قال عز وجل:
لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا ولله ملك السماوات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير المائدة 17 , وقال عز وجل أيضا:
لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار المائدة 72 , ثم قال عز وجل أيضا:
لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم
هذا ما قاله الله بكل وضوح ودون لف أو دوران, فهل هناك أيه تقول لقد كفر الذين قالوا ان أشهد ان محمدا رسول الله, بالطبع لا, ولماذا, هل كان الله سبحانه وتعالى يستحى أو يخشى أو نسى ان يقولها حاشا لله !!!!! إن كان ذلك القول يعنى الكفر, فلماذا لم يقوله تعالى بكل وضوح خاصة وان ذلك القول كان مستخدما منذ بداية الرسالة وحتى يومنا هذا, لماذا يتركنا لله فى هذا الضلال, هل نزلت أية بهذا المعنى وأكلتها الداجن كما قال البخارى عن آيه الرجم, ام نزلت تلك الآيه ونسى الرسول ان يبلغها لنا!!!!, افتونا افادكم الله.
دليل أخر نقدمه من القرآن نفسه
قال سبحانه وتعالى عن اليهود ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بالسنتهم وطعنا في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا . النساء 46 ) ويبدو أن بعض المؤمنين كرروا نفس الكلمة ( راعنا) عن جهل بمعناها, فيقول الله لهم ( يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم – البقرة 104) هنا من الواضح جدا ان الله سبحانه وتعالى يصحح أخطاء المؤمنين, وينزل من آياته ما يوضح لهم حتى ولو كان توضيح معنى كلمة ((راعنا)), تخيل أن الله يوضح لهم معنى كلمة واحدة مما قالة اليهود لكى لا يكونوا مثلهم وينطبق عليهم القول( لعنهم الله بكفرهم ) وكما أثبتنا أعلاه ان المؤمنين كانوا يقولون للرسول نشهد ان لا إله ألا الله ونشهد انك لرسوله, فإن كانت تلك الشهادة تعد كفرا كما يقول د. أحمد صبحى, فلماذا تغافل الله عز وجل عنها ولم يصحح لهم هذا الخطأ الجسيم الذى هو أكثر خطورة على الإسلام وعلى إيمانهم , أكثر من مجرد قولهم ( راعنا ) …...!!! لم يصحح الله لهم ذلك ولم يصفهم بالكفر لأن شهادة ان محمدا رسول الله ليست سوى حقيقة لا كذب بها أو مبالغة, وتعبير عن إتباع رسالة الله عز وجل الذى أرسلها الينا بواسطة ذلك الرسول خاتم الإنبياء وليس فيها ذرة من الشرك بالله أو الكفر بالله مهما قال من أراد ان يقول عكس ذلك, والذين حادوا وضلوا وأشركوا بالله, والذين بالغوا فى رفع مكانة الرسول ,وقالوا وأشهد ان محمدا رسول الله بنية الشرك بالله, فإن الله يعلمهم وهم يعلمون أنفسهم , والله سبحانه وتعالى فقط لاغير …........ أعلم.
---------------------------------------------------------------------------
ولما كان الشيئ بالشيئ يذكر, أود ان امر بسرعة على ما جاء من شرح أخى احمد صبحى فى الآيه ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيلة وهو أعلم بالمهتدين ) وكنت قد كتبت مقالة كاملة عن ذلك, وإختصارا لما جاء فى شرحه لتلك الآيه والأيات الأخرى المتشابه لها فى القرآن , من ان كلمة ( أعلم ) تعنى أكثر علما , بما يعنى ان هناك أخرون يعلمون نفس العلم وإن لم يكن بنفس الكمية, وقد كتب فى ذلك ثلاث مقالات من الحجم الكبير, وربما هناك مقالة رابعة أو اكثر فى الطريق , سوف أحاول ان لا أطيل فى هذا الشأن, فأقول فيما يختص بكلمة ( أعلم ).
فى لغة الخطاب والمناقشة العامة عندم يقول أحدهم , والله أعلم, فهو لا يعنى بحال من الأحوال اننى أعلم جزءا من العلم والباقى منه يعلمه الله, ولكنه يقول بكل وضوح ان ما قلته قد يصح وقد يكون خطأ ولست على يقين تام منه, ولذا فإن الله أعلم بصحته أو خطئه أو بكماله أو نقصه , فهو يقر بأن ما قدمه من علمه قد يكون صحيحا أو خطأ, وقد يكون ناقصا أو كاملا, ولكن الله سبحانه وتعالى أعلم بمدى صحة أو خطأ , كمال أو نقصان ذلك العلم, إذن هناك تأكيد بالشك أو الريبة فى ما لدينا من علم واليقين التام فيما لدى الله سبحانه وتعالى من علم, وليس معناها بالتأكيد ان ما نعلمه هو بالتأكيد ما يعلمه الله أو ما يعلمه الله هو إمتداد لما نعلمه نحن, هناك نوع من التخفظ والشك, وهذا هو مربط الفرس. هذا من جهة, ومن جهة أخرى, فلننظر الى ماقاله عز وجل فى كتابه الحكيم
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً , الإسراء- 54 , فهل كلمة أعلم هنا تعنى أن هناك من له قدرا من نفس العلم فيما يتعلق بمشيئة الله و برحمة الله أو عذابه؟؟؟؟
أو ما جاء فى سورة الكهف 19, وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم اعلم بما لبثتم فابعثوا احدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظر ايها ازكى طعاما فلياتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم احدا. فهل مما عرفناه ان كلمة أعلم هنا كانت أمتدادا لما علموه عن الوقت الذى قضوه فى الكهف ام ان ما علموه لم يكن على أى قدر من الصواب مطلفا فقد قالوا, لبثنا يوما أو بعض يوم, فكيف يكون تفسير كلمة ( أعلم) هو ان هناك من يشارك الله فى علمة أو أن ما يعلمه الله هو أمتدادا لما نعلمه نحن ولكن بحجم أكبر ؟؟؟؟
ثم فى آية رقم 26 من نفس السورة ,قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السماوات والارض ابصر به واسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه احدا , سبحان الله, هل كلمة أعلم هنا أيضا تفسر بأن هناك من له جزء من ذلك العلم!!!!!!!!!!!!!
مثال أخر, من سورة النحل رقم 101, واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون, وقد جاءت هنا أيضا كلمة أعلم, فهل هناك من يعلم جزءا من علم الله فيما جاء فى هذه الآيه, وهل كلمة أعلم هنا تتفق مع ما فسرة أخى احمد صبحى؟؟ هل هناك من له علم جزئى بما ينزله الله!!!!!
وهناك العديد من الآيات الأخرى التى لا يمكن ان نفسر كلمة ( أعلم) فيها بأن لغير الله بعضا من علمه والباقى هو من علم الله. إذن لا يمكن ان نعمم ان كل ما جاء فى القرآن عندما ذكرت كلمة ( أعلم ) بأن هناك من يشارك الله فى علمه وأن الله له من العلم ما هو أكثر.
بإختصار, يقول أخى احمد اننا يجب ان ندخل على القرآن بدون نية مسبقة, وهو قول والحق يقال جميل, ولكنه مستحيل, لقد دخلت على القرآن بغرض البحث عن كملة ((أعلم)) وهل هى كما فسرها د. صحبى كل مرة ذكرت فى القرآن أم لا, وكانت النتيجة هى ما توصلت اليه أعلاه, اى أننى دخلت على القرآن بفكرة مسبقة أو بنية مسبقة.
الذى يقرأ القرآن لأول مرة وليكن من غير المسلمين, سوف يدخل على القرآن وفى نفسه نية حب الإستطلاع مثلا, كما ان فى نفسه عقيدة معينه يريد ان يثبت انها صحيحة وأن القرآن غير صحيح, أو أنه يدخل على القرآن لكى يثبت ان به أخطاء وبه تضاربات وبه كذا أو كذا............هذا إن كان من يدخل عليه من غير المسلمين أى هناك نية مسبقة, وإن دخل على القرآن مسلم لأول مرة , فهو يحاول ان يفهم ويحاول ان يستوعب فى المرة الأولى, وقد يفهم بعضه من أول وهله لأن الجزء الأكبر من القرآن ليس به غموض يستدعى الكثير من التفكير, بل ان ما هو سهل فهمه من القرأن يشكل الغالبية العظمى من العقيدة الإسلامية وليس به إختلاف بين الغالبية العظمى من المسلمين, ونفس الشخص عندما يدخل على القرآن فى المرات التالية , فمن المستحيل ان يجرد نفسه تماما من اى نية ,لأنه قد تكونت لديه فعلا فكرة ومفهوما عن القرآن وعما فهمه وعما لم يفهمه, وسوف اعطى مثالا أخر لذلك.
لقد ذكر اخى أحمد صبحى فى مقالته ( شهادة الإسلام هى لا أله إلا الله فقط !!) وجاء فى جزء منها خاص بالعقيدة بست آيات بينات وشرح كل منها وأنتهى بما يعنى ان الشهادة "واحدة" , ورغم ان كل من تلك الآيات كان يعالج قضية مختلفه عن الأخرى تماما, ومن سور مختلفة , ومن الممكن لأى مفسر أخر ان يخرج من كل منها بتفسير لا يدور حول عدد الشهادات وإن كانت واحدة أو إثنين أو اكثر أو أقل, غير انه فسرها بما ينتهى بكلمة شهادة واحدة, وهذا هو عين الدخول على القرآن بنية مسبقة الذى يعترض عليه د. صبحى, ولو كان يكتب فى موضوع أخر وأستدل بأى من تلك الآيات على وجهة نظرة لما أنتهى فيها الى ان تلك الأيات جاءت من أجل الغرض الذى يثبت ان عدد الشهادات واحدة أو أنها شهادة واحدة أو الا شيئ يتعلق بأى عدد او أى إحصاء كان, والأيات لازالت على مقالته ولا حاجة بى ان أعيدها هنا.
أتفق معه تماما فى أن الله قد أنزل فى كتابه ملامح الضلال وملامح الهدى, لكى نتجنب الضلال ونتبع الهدى, وقد أشرت الى ذلك فى مقالتى, فإن رأينا أحدهم يقامر أو يشرب الخمر ….......الخ, فنأمره بالمعروف وننهاه عن المنكر, ولا نتعدى ذلك فى ان نصدر الحكم بضلاله أو بهداه, ان نقول له ان الخمر والميسر رجس من علم الشيطان فإجتنبه, وإن رأينا أحدهم يعمل معروفا, فنقل له بارك الله فيك, غير أننا لسنا فى مكان لكى نصدر الحكم سواء بالكفر على الأول أو بالهداية على الثانى, ليس هذا من شأننا أو إختصاصنا أو سلطاتنا مطلقا مطلقا مطلقا, وهذا هو ما أعترضت عليه وما أعترض عليه وما سوف أعترض عليه.
لكى اعطى مثالا هنا , يقول سبحانه وتعالى, ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما , النساء 93, أية فى منتهى الوضوح أليس كذلك, تخيل انك تجلس فى مكان عام, ومعك بعضا ممن لا يؤمنون بأن تحديد الضلال والهدى أو الكفر والإيمان لله فقط, وأنهم لديهم بعضا من العلم ( كما فسروا كلمة أعلم فى إن ربك هو أعلم..........الآية) فى الحكم على وتكفير من يرونه قد إتبع طريق الضلال, وأثناء ذلك دخل أحدهم الى ذلك المكان, واستل سكينا ثم طعن رجلا يجلس على المائدة المجاورة, فقتله, وعندما حاول أحدهم ان يمنعه ويحول دون ذلك , طعنه هو الأخر فمات, وفى طريقة الى طعن الثالث أخرج ذلك الثالث مسدسه وأطلق عليه النار فقتله. طبقا للآيه , فسوف نتصور اننا نعرف القتلى, وسوف نتصور انهم ممن وصفهم القرأن بالإيمان ( من قتل مؤمنا...........), ورغم اننا لا نعرف حقيقة إيمان هؤلاء, حتى ولو كنا نعرفهم شخصيا أو كانوا من الاصدقاء أو العائلة فسوف نتجاوز تلك النقطة فنفترض جدلا اننا نعتبرهم مؤمنين, هل نطبق ما جاء فى الأية , نعتبر ذلك الرجل قد غضب الله عليه , وانه فى جهنم خالدا فيها, وانه ملعون من الله, وسوف يعذب عذابا عظيما........................., هذا مثال مبالغ فيه ومتطرف ومفرط, ولكنى وضعته بهذه الصورة متعمدا لكى أثبت نقطة ما, ليس هناك ما يمكن ان يمنع من يؤمن بأن من حقه ان يشارك الله فى علمه, بأن يدين ذلك الشخص القاتل الذى قتل بالكفر وأن ينعته ويلعنه …........الخ,أما الأخر الذى قتله قبل أن يقتله فقد قتله فى حالة دفاع عن النفس وليس مدانا من وجهة نظر القانون أو الدين والعقيدة. ماذا لو قلت لك ان ذلك الرجل اصيب بلوثة عقلية طارئة, وهى من الحالات الطبية المعترف بها, أو انه قد تناول بطريق الخطأ أو دس له أحدهم عقارا من عقارات الهلوسه التى تؤدى الى مثل ذلك التصرف أو عددا كبير من الاسباب الأخرى التى لا تعلمها ولا يعلمها سوى الله, فهل لازلت تصر على انه كافر وان مصيرة جهنم وبئس المصير, وتلعنه وتلعن سنسفيل جدوده!!!!!!!!!!!!!!, أذا , الآيه إن الله هو أعلم من ضل عن سبيلة وهو أعلم بالمهتدين تعنى ان الله ((((((((((((((((((((((((((هو)))))))))))))))))))))))))))))) فقط وليس انت أو أنا أو هو أو هى يحق لهم إدعاء هذا العلم أو جزء من هذا العلم, والمثال أعلاه خير دليل على ذلك.
لماذا لم يقل سبحانه وتعالى وبنفس المنطق الذى أتى به أخى أحمد صبحى, إن ربك يعلم أكثر من علمكم بمن ضل عن سبيلة وبالمهتدين, ليكون معناها ما يقصده, أو إن الله أكثر علما بمن ضل عن سبيلة وبمن أهتدى, وفى ذلك لن يكون هناك اى مجال لسوء فهم الآيه, هل يحتاج المسلم الى ما يعادل ثلاث أو أربعة مقالات من الحجم الكبير من مقالات احمد صبحى لكى يفهم تلك الآيه البسيطه حقا, هل هذا ما أراده الله عندما وضع مثل تلك الأيات, ان يسيئ الغالبية العظمى من المسلمين فهمها حتى يأتى من يدلهم على معناها كما فهمها د, صبحى فى ثلاث أو أربع مقالات من ذلك الحجم بعد أربعة عشر قرنا من الزمان, كم من المسلمين المتحدثين بالعربية تعتقد يفهم القرآن بهذه الكيفية, بل كم من المسلمين عامة يفهم القرآن بهذه الكيفية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كم من مسلمى العالم الآن عندما يقرأ هذه الآية سوف يفهمها طبقا لمفهوم د, صبحى, كم من المسلمين فى العالم الآن يقرآها بالعربية , هناك اربعة من كل خمس من مسلمى العالم اليوم لا يقرأون العربية ولا يفهمون حرفا منها, وعند قرائتهم لتلك الآية فسوف يقرآونها مترجمة الى لغاتهم ولكن كم منهم سوف يجد من يشرحها كما شرحها أحمد صبحى وكم منهم سوف يجد ترجمة لما قاله, فهل يعنى ذلك ان اكثر من 80% من مسلمى العالم اليوم لا يفقهون من القرآن شيئا, إن كانت آية مباشرة وواضحة مثل تلك الآيات تحتاج الى مثل ذلك الشرح والتفسير!!!
إن عدد مسلمى العالم اليوم هو حوالى 1.3 مليار مسلم, وتكتب هكذا
1,300,000,000
وعدد الناطقين بالعربية منهم حوالى 300,000,000
وعدد الذين يطلق عليهم القرآنيون هو تقريبا على حد قول د. أحمد صبحى بضعة الاف, ولنقل عشرة ألاف, أو عشرون ألف أو حتى مئة ألف على أقصى تقدير, 100,000
وإن كان هذا الموقع يمثلهم, فكم من رواد وكتاب هذا الموقع يتفقون مع ما جاء فى موضوع الشهادة الواحدة , مئة , خمسمئة , ألف, لا أعتقد ان يزيد عددهم عن ذلك, انظر الى هذا الرقم, 1000, بالمقارنه الى 1,300,000,000,أى واحد من كل ثلاثة عشر مليونا, وعليك ان تحسب النسبة بنفسك, فلو كان هناك ألف فقط لم يكفروا, وهذا من الجيل الحالى, ولم نحسب الأعداد منذ دعوة الرسول خلال أربعة عشر قرنا مضى, والباقى يعتبر كافرا طبقا لأخى أحمد صبحى فأرجو ان نأخذ هذا فى الإعتبار عند المناقشة.
أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبد ورسوله, فقط, لم نقل شفيعنا يوم القيامة , ولم نقل سيد المرسلين , ولم نقل أول خلق الله, ولم نقل ولم نقل ولم نقل....................... ….....والسلام على من إتبع الهدى.