دراسة: المصريون ينفقون 35 مليار جنيه سنويا علي المجاملات

في السبت ١٤ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مصراوي - خاص - كشفت دراسة اجراها الخبير الاقتصادي محسن الخضيري ان اجمالي ما ينفقه المصريون علي المجاملات يصل إلي 35 مليار جنيه سنويا.

الدراسة التي استغرقت خمس سنوات وشملت عينات من مختلف محافظات مصر وشرائح مجتمعية مختلفة اكدت ان المصريون جميعا اغنياء وفقراء يشتركون في اقتصاد المجاملة ويذهب 15% من دخل كل فرد لهذا الاقتصاد واكدت انه حتي "الحسنة" التي نعطيها للمتسول هي اقتصاد مجاملة.

وتؤكد الدراسة ان المجاملة أصبحت تشكل نمطاً من أنماط السلوك العام للمصريين بل ان هناك نظما قوية في حساباتها ولا يستطيع أي فرد أن يخرج عن هذه الحسابات وإلا تم تهميشه كعقاب لعدم مراعاته لأصول المجاملة..

وتقول انه من يقترب من الطبقات الوسطي والشعبية يجد لديهم ما يسمي "بحساب المجاملة".. يتم فيه رصد الأسماء وحجم المجاملات التي تأتي من أفراد في مناسبات معينة حتي يتم ردها في مناسبات أخري وكل شيء يخضع لحسابات القيم ومبدأ التفضيل عقابات العيب والتهميش.

وتشير الدراسة الي ان اقتصاد المجاملة اقتصاد قوي برغم ارتفاع الأسعار.. فقد حقق تقدما كبيرا في معالجة كثير من المشاكل الاقتصادية للطبقات الوسطي والشعبية.. حتي ان بعض الأسر تلجأ إليه لحل مشاكل اقتصادية خاصة في مناسبات مختلفة كأعياد الميلاد والخطبة حيث تقدم المجاملات المادية نقدية..

وتقول ان هناك مناسبات رئيسية في اقتصاد المجاملة. خاصة الدينية تتبادل فيها الأسر الهدايا.. وأيضا ظاهرة هجرة العمالة المؤقتة للخارج وعودتهم بالهدايا.. والمتابع لهذه الحركة بالمطار يري حجم السلع والهدايا المصاحبة يعرف ذلك.. كذلك رحلات الحج والعمرة وما يحمله القادمون من هدايا.

وتفرق الدراسة بين اقتصاد المجاملات واختلافه عن الرشوة. فهو اقتصاد مشروع له تأثير علي المجتمع والحراك الاقتصادي الذي يتم فيه استيعاب مليوني راغب في العمل يعمل من داخل البيت.. كل ما يحتاجه هذا الاقتصاد هو فكر وإبداع وعلاقات ارتباطية من أجل التسويق.. مثل كروت الدعوة للأفراح والمناسبات وعلب الأفراح وهدايا العام الجديد.

وتضيف "المجاملة هي سلوك أساسي في جميع المجتمعات ولا يمكن ترك هذا السلوك لأنه أساس الترابط الاجتماعي وعدم استخدامه يؤدي لاغتراب الإنسان عن مجتمعه.. وليست الرشاوي بمفردها هي المحارب لاقتصاد المجاملات.. بل أفراد المجتمع.. فأخلاقيات الناس تغيرت وأصبحت تتسم بالجشع والأنانية.. واختفت أخلاقيات الستينيات والسبعينيات والتفاف الجيران حول بعضهم البعض في صور اجتماعية جميلة.. لابد من العودة للماضي.. وان يكون اقتصاد المجاملة هو أساس ترابط المجتمع.

اجمالي القراءات 3307