لحم الخنزير من تانى

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
بخصوص فتوى لك عن إباحة أكل دهن الخنزير على أساس أن المحرم هو لحمه فقط أنا وصلت لأن دهن الخنزير محرم أيضا و كذلك كبده و مخه و قلبه و ... سائر أجزائه و ذلك بناء على الآتى التقسيم للكائن الحي فى القرآن يكون عظام و لحم فكلمة لحم كلمه فى القرآن كلمه مجمله تشمل الكوارع و الأمعاء و الأعصاب و الاورده و الغضاريف و القرنيه بتاعة العين و الرئه و القلب و العضلات التى هى فى الحقيقه ما نطلق نحن بلغتنا اليوم عليه لحم و ... الخفما نطلق عليه نحن بلغتنا المعاصره الحاليه كلمة لحم ذلك الجزء من الحيوان الذى نشتريه من الجزار منفصل عن باقى الأجزاء هو تشريحيا عضلات الحيوان و لو أردنا الدقه لأسميناها العضلات تماما كما نسمى القلب قلب و الكبد كبد و المخ مخ و لكنه إسم من عندنا غير واقعى تماما كما نسمى رئة الحيوان نسميها الفشه فهو إسم بلغتنا الدارجه أيضا و عندما يموت الإنسان يتحول إلى عظام و رفاتو قالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا - سور الإسراءأو عظام و ترابأيعدكم أنكم إذا متم و كنتم ترابا و عظاما أنكم مخرجون - سورة المؤمنونأى عندما يموت الإنسان يتبقى منه العظام و كل ما عدا ذلك و التى يطلق عليها القرآن إجمالا لحم تتحول إلى ترابأيضا فى سورة البقرهو أنظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما - سورة البقرهفهنا لم يقل الله نكسوها لحما و أعصابا و قرنيه و رئه و كبد و كليتين و المرىء و المستقيم و .. الخ .. لا كل ذلك إجمالا إسمه لحمفخلقنا العلقة مضغه فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما - سورة المؤمنونلاحظ مراحل (العلقه و المضغه) قبل الوصول للعظام فى الخلق ثم فجأه كل شيء بعد ذلك أجمل فى كلمة لحمفالمحرم من الخنزير لحمه و هو العضلات أى ما نعرفه بلغتنا أنه اللحم و أيضا أمعائه و كوارعه و رئته و .. الخ
آحمد صبحي منصور
.السياق القرآنى عن خلق الانسان جنينا ونهايته ميتا لا علاقة له بالسياق القرآنى عن الحلال و الحرام فى أكل الأنعام .لو كان الخنزير كله محرما لقال الله جل وعلا ( حرمت عليكم الميتة و الدم والخنزير ) ولكنه جل وعلا قال ( ولحم الخزير ) ليخصص جزءا من الخنزير فقط هو ما يطلق عليه اللحم . وهناك جزء آخر من الخنزير ومن الأنعام هو الشحم أى الدهن ، وطالما لم يرد ذكره فهو حلال . والفارق بين اللحم و الشحم أن االلحم لا ينصهر بالنار عكس الشحم أو الدهن . ومنهج القرآن الكريم فى التشريع أن تأتى المحرمات بالتفصيل والاستثناءات وبكل وضوح ، ومن هنا فلا يمكن لنا أن نتجاهل التحديد باللحم فقط فى حرمة الأكل من الخزير ـ ويكون الباقى منه حلالا فى الأكل. وجدير بالذكر أن الله جل وعلا حين عاقب بنى اسرائيل على بغيهم فى التشريع فانه جل وعلا حرّم عليهم ما كان حلالا من قبل ، وجاء التشريع الجديد لهم بالتفصيل والاستثناءات : يقول جل وعلا : ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم . ذلك جزيناهم ببغيهم ، وإنا لصادقون ) ( الأنعام 146)

اجمالي القراءات 28313