عندما نقول إن الرئيس مبارك حين كان ضابطا في جيش جمال عبدالناصر كان يقود طائرته المحملة بالسلاح لرجال المقاومة في الجزائر فهذا ليس خيالا ولا هو من باب مناكدة أو مكايدة أنصار الرئيس مبارك الذين شنوا حملات بذاءة ضد حزب الله أو حركة حماس لأنهم يهربون السلاح من سيناء للأرض المحتلة (هل لا يزال بعضنا يتذكر أن فلسطين وليست غزة فقط أرض محتلة وأن من يحتلها هو هذا الرجل الذي سيأخذه الرئيس مبارك بالأحضان خلال أيام!!).
،
عندما نقول إن الرئيس مبارك الذي يندد رجاله وأlde;نصاره بتهريب سلاح إلي أرض محتلة وإلي حركة مقاومة هو نفسه الذي أوقفته أو احتجزته دولة المغرب بتهمة انتهاك سيادة أراضيها والاعتداء علي أمنها القومي (نفس التهمة تقريبا التي نرددها حاليا) حين اكتشفت السلطات الأمنية المغربية وجوده بطائرته علي أراضيها أثناء عملية دعم وتهريب وتدريب لثوار الجزائر، عندما نقول هذا فلا نقوله للذكري، رغم أن الذكري- كما يقول العيال علي دفاتر المحاضرات- ناقوس يدق في عالم النسيان، بل نقوله للعبرة والاعتبار، والحقيقة أننا لا نختلق الأعذار لحزب الله فالأعذار موجودة وليست في حاجة لاختلاق أصلا، كما أننا لا نبرر لحزب الله فعلته فقد أخطأ وانتهك سيادة الدولة المصرية علي أراضيها وهو أمر لا يمكن تبريره خصوصا وحزب الله يعرف أن النظام المصري الحالي لا ينتصر للمقاومة المسلحة ولا يجد أي مشكلة أخلاقية أو دينية أو إنسانية وبالأحري سياسية في حصار الشعب الفلسطيني عبر إغلاق المعابر بحجة أن إسرائيل هي التي تطلب أو أن مصر وقعت علي اتفاقية معابر، مع أن إسرائيل خالفتها ومصر كذلك
ورغم أن مصر نفسها وقعت علي اتفاقيات دولية ومواثيق عالمية تنص علي احترام حقوق الإنسان لكنها تخالفها ليل نهار بدون أن تصدع دماغنا بأنها لا تستطيع مخالفة اتفاقياتها. إذا كان الوضع كذلك والدولة علي هذا الحال فكان لابد أن يحترم حزب الله سيادة الدولة وسيادة الرئيس ولا يمد حماس بالسلاح عبر الحدود المصرية، والحزب قوي وقادر ويملك تهريب السلاح من البر والبحر غير المصري، لكن مع عدم اختلاق ولا اصطناع أي مبررات لحزب الله فإننا سنحاول اختلاق مبررات فعلا للنظام المصري في التحول من عصر كان فيه رئيسنا الحالي محمد حسني مبارك عقيداً طيارا يقود طائرات المساعدة والدعم لحركة المقاومة في الجزائر إلي عصر صار فيه العقيد طيار محمد حسني مبارك هو رئيسنا الحالي الذي يجرم ويحرم إمداد حركة المقاومة بالسلاح سواء من نظامه ودولته أو من غير نظامه ودولته!
لا أحد يريد من الرئيس مبارك أن يكون جمال عبدالناصر، فلا مبارك يرغب ولا هو يقدر، كما أن جمال عبدالناصر لم يكن كاملا مكملا وهو زعيم عظيم له أخطاء عظيمة وخطايا أعظم، وعندما يتحدث البعض عن موقف مصر عبدالناصر من ثورة الجزائر ودعم حركات التحرر في أفريقيا والوطن العربي ويحاول أن يقول إيماء أو إيحاء أو تصريحا إن الرئيس مبارك تخلي عن المقاومة وعن مبادئ مصر ومواقفها التاريخية وريادتها العربية وانتصارها للحرية ضد الاستعمار والاحتلال، فقد يرد أحد مناصري الرئيس مبارك قائلا بكل بساطة: طظ، نعم سيرد هكذا بكل وضوح وفخر (وقد عرفنا عفة لسانهم وعفاف خصومتهم) طظ في الثورة وطظ في المقاومة وطظ فيكم (فينا يعني!!) ويبني بعض عقلاء النظام (علي قلتهم) حجتهم في التخلي الواضح وفي الوضوح المتخلي عن فكرة المقاومة علي أكثر من سبب:
الأول: أن هذا العصر لم يعد هو عصر مقاومة الاستعمار والاحتلال، وأن هذه الشعارات أدت إلي تراجع الاقتصاد والتنمية وسيادة القمع السياسي تحت شعار المقاومة.
الثاني: أن موازين القوة باتت في غير صالح حركات التحرر والمقاومة، وأن طريق السلام هو المتاح المباح الوحيد أمام أي مشروع وطني للاستقلال وللحرية.
الثالث: أن المقاومة ارتدت ثوب الإرهاب نتيجة ملابسات دولية كثيرة وكذلك جراء أخطاء المقاومة ذاتها.
والحقيقة أن هذه الأسباب الثلاثة تنسي أدلة ثلاثة:
الدليل الأول: أن هذا العصر هو عصر المقاومة وحركات التحرر بامتياز، ولعلك تشهد وتشاهد حركات المقاومة والتحرر في إقليم التاميل بسريلانكا وتيمور الشرقية في إندونيسيا، وكشمير في الهند، والباسك في إسبانيا (وعلي نحو ما إقليم الكيبك في كندا) ثم الكوسوفو في يوغوسلافيا القديمة ثم تموجات (لا أقول موجات) يومية من بزوغ حركات تحرر في جمهوريات الاتحاد السوفيتي- رحمة الله عليه-، والبوليساريو في الصحراء المغربية وكذلك في جنوب السودان، وقد نجح البعض في نيل الحرية أو الاستقلال الذاتي ومقاسمة الدولة، وقد نال البعض ضربات قاصمة وقمعا مروعا، كما استطاعت حركة المقاومة في لبنان ممثلة في حزب الله (وهو للأسف ما يثير غضبكم لكن معلهش خلوها عليكم هذه المرة) أن تحرر أرض وطنها من احتلال صهيوني، ثم هناك حركة المقاومة التاريخية النبيلة في فلسطين سواء عندما كانت منظمة فتح ترفع الراية أو بعد أن أهدتها لليهود فتولي أبطال الجبهة الشعبية وكتائب الأقصي وحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس الراية... هذا عصر المقاومة بامتياز إذا زدنا عليها المقاومة غير الإرهابية في العراق للاحتلال الأمريكي أو مقاومة طالبان (بغبائها وتطرفها) للاحتلال نفسه في أفغانستان (وقبله الاحتلال السوفيتي) ، تستمر المقاومة وتنجح وتفشل وتخطئ وترتكب مهازل وتصيب وتسوي الهوايل، أما الحجة الخاصة بأن المقاومة والحروب عموما تؤدي إلي تدهور وتراجع الاقتصاد والتنمية فهو أمر يمكن أن يقوله أي مسئول في أي مكان في العالم إلا مسئولاً مصرياً في مصر، فالاقتصاد المصري بعد 37سنة من آخر الحروب (حرب أكتوبر) في وضع مشوَّه ومهزوم ومبدَّد ثم مع غياب الحرب والمقاومة فإن مصر تعيش حالة الاستبداد والقمع وتقديس الحاكم في ظل عصر السلام وتحت شعار طظ في المقاومة!
الدليل الثاني: أن المقاومة إن كانت قد أثبتت شيئا فقد أثبتت أن القوي العسكرية الهائلة والجبارة لا تقدر علي إنزال الهزيمة بحركة مقاومة، بل علي العكس فحركات المقاومة هي الوحيدة التي تملك قرار إنهاء حربها بينما الجيوش النظامية هي الأفشل في التعامل مع مقاومة مسلحة مناضلة ومخططة وفدائية والأمثلة كثيرة جدا، وربما نجاح المقاومة- كما ذكرنا- في نيل استقلال أو طرد محتل أو مقاسمة سلطة دليل علي أن المقاومة تملك كفة مهمة في ميزان القوي خصوصا مع عدالة قضيتها ووحشية المحتل وجماهيريتها الواسعة وغياب الشرعية عن المحتل أو الغاصب.
الدليل الثالث: أنه كما اقتربت الحدود الفاصلة أحيانا بين الإرهاب والمقاومة فقد تجاورت الحدود تماما وانصهرت بين مواجهة الإرهاب ومواجهة المقاومة، كما ارتكب العدو أو المحتل أو الأنظمة جرائم إرهابية جسيمة تحت شعار مواجهة الإرهاب ثم لعبت الحكومات المستسلمة أو القمعية أدوارا دنيئة في وصم المقاومة بالإرهاب حتي تتخلي عنها أو تتبرأ منها أو تخونها أحيانا مع مراعاة أن المقاومة وسيلة وليست غاية، كما أنها ليست هدفاً في ذاته، بل هي تظهر فيما يقتضي التاريخ وتختفي حين تتغير الجغرافيا.
أدلتنا تؤكد أن التخلي عن المقاومة ليس عملا عقلانيا أو عمليا أو وطنيا بقدر ما هو تخلٍّ عن الانتصار للإنسانية وللحرية وللضمير، تخلٍّ يتزين بالعقل بينما يُنْتزَع منه الضمير، تخلٍّ يتحجج بموازين القوي بينما يشارك في تقوية العدو، لكن تعال إلي تفاصيل قصة الطيار حسني مبارك وتهريبه للسلاح في طائرة مصرية لثوار الجزائر وكيف رواها الضابط المغربي الذي احتجز مبارك بتهمة انتهاك سيادة المغرب وهو يروي مذكراته التي نشرتها صحيفة الأيام المغربية في عدد 2-1-2009، ولم تكذب هذه القصة التي احتلت غلاف الصحيفة سفارتنا في المغرب ولم يصدر عن الرئاسة المصرية أي نفي، وكنا قد انتظرنا أن تكون الرواية غير دقيقة أو القصة محرفة فتصححها أو تنفيها الرئاسة المصرية ولكن هذا لم يحدث علي مدي أربعة أشهر، حتي إن صحفيا مغربيًّا كبيرا قد كتب خطابا للرئيس مبارك في 26 أبريل الماضي يذكر الرئيس بهذه الواقعة التاريخية، وكذلك لم نجد ردا ولا نفيا من سفارتنا في المغرب ولا من رئاستنا في مصر الجديدة، مما اعتبرنا هذا الصمت صمتا يعني صحة ودقة مذكرات الضابط المغربي.
ولعله من المهم هنا التذكير بأن مصر كانت الدولة الداعمة للمقاومة في الجزائر في مواجهة الاستعمار الفرنسي وانتهت الثورة بانتصار الحرية العظيم واستقلال الدولة بعد 130سنة من الاحتلال (لاحظ 130سنة ولم يقل أحد للجزائريين إن موازين القوي ضدكم أو أرجوكم توقفوا عند الشهيد رقم 357 ألفاً ولا تكملوا خشية أن يصل عدد شهدائكم للرقم مليون وهو الرقم الذي وصلوا إليه فعلا وهناك من يزيده إلي مليون ونصف المليون من الشهداء) ولم تتوقف التحديات أمام الثورة الجزائرية فكان هناك التوتر الدائم بينها وبين جارتها المغرب التي كان يحكمها ساعتها ملك غير ثوري ومرتبط بالقوي الغربية وهو الملك الحسن الثاني بعد مطالبة المغرب باسترداد أراض لها ضمها الاستعمار الفرنسي للجزائر، الأمر الذي وصل بينهما لما يشبه الحرب المعلنة والمكتومة، وكان الدعم المصري لثورة الجزائر ومقاومتها ودولتها مستمرا حتي في المواجهة مع المغرب (الحقيقة أن المغاربة يؤكدون دوما أنهم شاركوا الجزائر كفاحها، بل حارب جنود مغاربة مع الجزائريين في معارك المقاومة والتحرير ويظل كل طرف متمسكا بروايته) ومن هنا نتأمل الواقعة التي يحكيها العسكري المغربي السابق «كرزازي العماري» أحد مسئولي نقطة عين الشواطر التي تقع علي الحدود المغربية الجزائرية والذي يقول تحت عنوان (هكذا اعتقلت حسني مبارك) إن جمال عبدالناصر أرسل ضباطا إلي قاعدة العبادلة في الجزائر لمعرفة احتياجات العسكريين الجزائريين والخدمة التي يمكن أن تقدمها مصر للجزائر في حربها ضد المغرب، كما كلف الضابط الميداني أركان حرب حينها حسني مبارك بتسجيل حاجيات الجزائر من السلاح باعتباره قائد سرب وتزويد العسكريين المقاتلين بخطط جديدة وهو ما يسمح بالاعتقاد أن مبارك قد شارك في عمليات دعم وتهريب أسلحة إمداد قوات للمقاومة الجزائرية في مواجهتها للاحتلال الفرنسي من قبل، وهو ما رجحته مصادر مغربية في إطار عودة الاهتمام بدور مبارك مع ثوار الجزائر، ولكن المفاجأة أن الطائرة المروحية (الهليوكوبتر) التي ركبها مبارك مع ضباطه قد أصابها عطل فني أو خطأ ملاحي فاضطرت للهبوط في أرض مغربية دون أن تعرف، مما أوقع الضباط كلهم في الأسر وذلك عند منطقة عين الشواطر، وقد أمسك بهم العسكري صاحب المذكرات كرزازي العماري وكانت المنطقة تضم مئات من اليهود المغاربة فتجمعوا في مظاهرات عند علمهم بالخبر واستقبلوا مبارك وضباطه بهتافات معادية منها (ماحشمتوشي كميشة ديال اليهود في إسرائيل ما قديتوشي عليهم وجايين تقدروا تحاربوا الحسن الثاني) وقد استغل الحسن الثاني الواقعة فواجه جمال عبدالناصر في مؤتمر القمة التالي بسؤال: هل تؤيد الجزائر في حربها ضد المغرب؟!.. فقال ناصر: إن مصر ليست طرفا في النزاع وإنها دولة محايدة، فما كان من الملك الحسن إلا أن أخبره بأنه سيرسل له هدية مفاجئة وقام بإرسال الضباط وعلي رأسهم مبارك، وإن كنا لا نفهم من هذه القصة هل تم احتجاز (أو اعتقال) مبارك فترة في المغرب حتي جاء إلي مصر مفرجا عنه أم أن الواقعة لم تستغرق أياما، لكن هذه القصة تُعلِمنا ضمن ما تُعلِمنا أننا مازلنا لا نعرف الكثير عن حياة الرئيس مبارك وسيرة مشواره، وهل هذه الواقعة المخفية لها شقيقات أخري لم يفصح عنها (عنهن) أحد؟ وربما ننتظر مغربيا أو سوريا أو إسرائيليا ليقول لنا ما خفي عنا!، لكن يبدو أن قضية خلية حزب الله التي أعلنت عنها القاهرة قد أشعلت شغف المغاربة ليستعيدوا القصة، فقد كتب الصحفي المغربي المعروف خالد الجامعي رسالة للرئيس مبارك تحمل عنوان (رسالة من خالد الجامعي إلي الرئيس المصري حسني مبارك) قال فيها: (السيد الرئيس: أنا متيقن بأنك لن تنسي ما حييت تاريخا سيظل راسخا في ذاكرتك إلي الأبد.
إنه تاريخ 20 أكتوبر 1963 حيث ألقي عليك القبض في جنوب المغرب وأنت لابس بذلة الميدان، وعلي أكتافك رتبة عقيد مصري.نعم، لقد ألقي القبض عليك بعد نزول مروحيتك الجزائرية علي التراب المغربي نزولا اضطراريا، فالذين حبسوك لم يكونوا جنودا مسلحين وإنما مجرد رعاة بسطاء...
وهذه النازلة كما تعلم، وقعت خلال الحرب التي نشبت بين المغرب والجزائر عقب مهاجمة هذه الأخيرة لثكنة مغربية تابعة للقوات الاحتياطية المتحركة. وكنت أنت ضمن الألف جندي الذين أرسلهم رئيس بلادك لمؤازرة الجزائر ضد المغرب.
لم يكن مجيئك إلي المنطقة لتحرير فلسطين، ولا إلي شن حرب طاحنة ضد الصهاينة، وإنما قدمت لخوض حرب علي بلد لم يكن بين وطنك وبينه أي خلاف، زيادة علي أنه كان يبعد عنه بُعد المشرقين، أي بآلاف الكيلومترات.
لقد قدمت لمحاربة بلد كانت جريمته الوحيدة هو أنه أراد الدفاع فقط عن وحدته الترابية.
وفي سنة 1965، عقب التصالح الذي وقع بين البلدين، قبل الحسن الثاني الدعوة الرسمية التي وجهت له لزيارة الجمهورية العربية المتحدة آنذاك.
وكم كانت دهشة الرئيس جمال عبد الناصر عظيمة وهو علي مدرج المطار ينتظر ضيفه «الكريم»، لما تكرم هذا الأخير بمبادرته بهدية نفيسة، تتمثل في عقداء مصريين أسري، صحبهم الملك معه علي متن طائرته وحررهم أمام رئيسهم. وقد كنت أنت أحد هؤلاء...أنت بلحمك ودمك، العقيد مبارك آنذاك، وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك، اليوم...لقد رجعت إلي بلدك سالما لم يمسسك أحد بسوء، ولم تُقدَّم لا إلي محاكمة ولا إلي مضايقة رغم أنك خرقت الأجواء والسيادة المغربية وقَدِمت بنيَّة التخطيط لأعمال عسكرية من أجل زعزعة النظام).
هذه إذن رواية أخري للواقعة ذاتها وإن كانت قد حفزتها اتهامات النظام المصري لحزب الله بتكوين خلية تهريب أسلحة إلي غزة!
في الحقيقة، إن ما قام به الضابط أركان حرب حسني مبارك عام 1963، أو قبله في دعم الثورة الجزائرية والمقاومة البطلة ورغم أن البعض قد يحتسبه موقفا شجاعا وبطوليا وعروبيا كريما ونبيلا لكنه في الحقيقة سواء كان بطولة أو انتهاكا لسيادة بلد عربي كان تنفيذا لأوامر صدرت له من قادته ولم يكن بالضرورة معبرا عن موقف ورؤية ذلك الضابط الذي صار هذا الرئيس، ونحن نعرف من فتات ما تم نشره عن حياة الرئيس أنه كان ضابطا ملتزما ومستجيبا ومخلصا لقياداته ومن ثَمَّ لا يمكن أن نقول إن مبارك الرئيس تغير وتبدل عن مبارك الضابط، لكن ما نستطيع أن نجزم به أن مصر تغيرت جدا وتبدلت تماما من أيام مبارك الضابط الذي ينفذ التوجيهات ويطبق التعليمات إلي عصر مبارك الرئيس الذي لا تتنفس مصر إلا بناء علي توجيهاته وطبقا لتعليماته!!