بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات
اسمحوا لي ان اتطرق الى موضوع الشفاعة و أن أعرض نظرتى من زاوية خاصة بي. فأنا قرأت كل ما كتب عن الشفاعة في الموقع د. احمد منصورو محمد صادق وغيرهما. احب ان اؤيد كل ما كتب عن موضوع الشفاعة من قبل. وبعد ذلك احب ان اعرض عليكم نظرتي من زاوية معينة في هذا الموضوع. يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِههِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)الحج52.
وبالبحث في التفاسير المعتمدة لدى اهل السنة, فنجد في تفسير ابن كثير الآتي:
بداية النقل:
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
قَدْ ذَكَرَ كَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ هَهُنَا قِصَّة الْغَرَانِيق وَمَا كَانَ مِنْ رُجُوع كَثِير مِنْ الْمُهَاجِرَة إِلَى أَرْض الْحَبَشَة ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ مُشْرِكِي قُرَيْش قَدْ أَسْلَمُوا وَلَكِنَّهَا مِنْ طُرُق لَهَا مُرْسَلَة وَلَمْ أَرَهَا مُسْنَدَة مِنْ وَجْه صَحِيح وَاَللَّه أَعْلَم قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن حَبِيب حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ أَبِي بِشْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة النَّجْم فَلَمَّا بَلَغَ هَذَا الْمَوْضِع " أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى " قَالَ فَأَلْقَى الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه : تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ تُرْتَجَى قَالُوا مَا ذَكَرَ آلِهَتنَا بِخَيْرٍ قَبْل الْيَوْم فَسَجَدَ وَسَجَدُوا فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَة " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته فَيَنْسَخ اللَّه مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته وَاَللَّه عَلِيم حَكِيم " وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ بُنْدَار عَنْ غُنْدَر عَنْ شُعْبَة بِهِ بِنَحْوِهِ وَهُوَ مُرْسَل وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنَده عَنْ يُوسُف بْن حَمَّاد عَنْ أُمَيَّة بْن خَالِد عَنْ شُعْبَة عَنْ أَبِي بِشْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِيمَا أَحْسَب الشَّكّ فِي الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ بِمَكَّة سُورَة النَّجْم حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى " أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى " وَذَكَرَ بَقِيَّته ثُمَّ قَالَ الْبَزَّار لَا نَعْلَمهُ يُرْوَى مُتَّصِلًا إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد مُفْرَد بِوَصْلِهِ أُمَيَّة بْن خَالِد وَهُوَ ثِقَة مَسْهُور وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا مِنْ طَرِيق الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس ثُمَّ رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِي الْعَالِيَة وَعَنْ السُّدِّيّ مُرْسَلًا وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَمُحَمَّد بْن قَيْس مُرْسَلًا أَيْضًا وَقَالَ قَتَادَة كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْد الْمَقَام إِذْ نَعَسَ فَأَلْقَى الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه وَإِنَّ شَفَاعَتهَا لَتُرْتَجَى وَإِنَّهَا لَمَعَ الْغَرَانِيق الْعُلَى فَحَفِظَهَا الْمُشْرِكُونَ وَأَجْرَى الشَّيْطَان أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَرَأَهَا فَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتهمْ فَأَنْزَلَ اللَّه " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ " الْآيَة فَدَحَرَ اللَّه الشَّيْطَان ثُمَّ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أَبِي مُوسَى الْكُوفِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الشِّيبِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُلَيْح عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ اِبْن شِهَاب قَالَ : أُنْزِلَتْ سُورَة النَّجْم وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ هَذَا الرَّجُل يَذْكُر آلِهَتنَا بِخَيْرٍ أَقْرَرْنَاهُ وَأَصْحَابه وَلَكِنَّهُ لَا يَذْكُر مَنْ خَالَفَ دِينه مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى بِمِثْلِ الَّذِي يَذْكُر آلِهَتنَا مِنْ الشَّتْم وَالشَّرّ وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اِشْتَدَّ عَلَيْهِ مَا نَالَهُ وَأَصْحَابه مِنْ أَذَاهُمْ وَتَكْذِيبه وَأَحْزَنَهُ ضَلَالهمْ فَكَانَ يَتَمَنَّى هُدَاهُمْ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّه سُورَة النَّجْم قَالَ " أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى أَلَكُمْ الذَّكَر وَلَهُ الْأُنْثَى " أَلْقَى الشَّيْطَان عِنْدهَا كَلِمَات حِين ذَكَرَ اللَّه الطَّوَاغِيت فَقَالَ وَإِنَّهُنَّ لَهُنَّ الْغَرَانِيق الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَهِيَ الَّتِي تُرْتَجَى وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سَجْع الشَّيْطَان وَفِتْنَته فَوَقَعَتْ هَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ فِي قَلْب كُلّ مُشْرِك بِمَكَّة وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتهمْ وَتَبَاشَرُوا بِهَا وَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ رَجَعَ إِلَى دِينه الْأَوَّل وَدِين قَوْمه فَلَمَّا بَلَغَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِر النَّجْم سَجَدَ وَسَجَدَ كُلّ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ مُسْلِم أَوْ مُشْرِك غَيْر أَنَّ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة كَانَ رَجُلًا كَبِيرًا فَرَفَعَ مِلْء كَفّه تُرَاب فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَعَجِبَ الْفَرِيقَانِ كِلَاهُمَا مِنْ جَمَاعَتهمْ فِي السُّجُود لِسُجُودِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُسْلِمُونَ فَعَجِبُوا لِسُجُودِ الْمُشْرِكِينَ مَعَهُمْ عَلَى غَيْر إِيمَان وَلَا يَقِين وَلَمْ يَكُنْ الْمُسْلِمُونَ سَمِعُوا الَّذِي أَلْقَى الشَّيْطَان فِي مَسَامِع الْمُشْرِكِينَ فَاطْمَأَنَّتْ أَنْفُسهمْ لِمَا أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَهُمْ بِهِ الشَّيْطَان أَنَّ رَسُول اللَّه قَدْ قَرَأَهَا فِي السُّورَة فَسَجَدُوا لِتَعْظِيمِ آلِهَتهمْ فَفَشَتْ تِلْكَ الْكَلِمَة فِي النَّاس وَأَظْهَرَهَا الشَّيْطَان حَتَّى بَلَغَتْ أَرْض الْحَبَشَة وَمَنْ بِهَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ عُثْمَان بْن مَظْعُون وَأَصْحَابه وَتَحَدَّثُوا أَنَّ أَهْل مَكَّة قَدْ أَسْلَمُوا كُلّهمْ وَصَلُّوا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَلَغَهُمْ سُجُود الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة عَلَى التُّرَاب عَلَى كَفّه وَحَدَّثُوا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَمَّنُوا بِمَكَّة فَأَقْبَلُوا سِرَاعًا وَقَدْ نَسَخَ اللَّه مَا أَلْقَى الشَّيْطَان وَأَحْكَمَ اللَّه آيَاته وَحَفِظَهُ مِنْ الْفِرْيَة وَقَالَ اللَّه" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته فَيَنْسَخ اللَّه مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته وَاَللَّه عَلِيم حَكِيم
نهاية النقل
هذا ما هو مكتوب في تفسير ابن كثير والنقل من صفحة وزارة الأوقاف الاسلامية في المملكة العربية السعودية واليكم الرابط للتأكد من مدى مصداقية النقل.
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp? l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=22&nAya=52
ونفس هذا التفسير تجدونه متطابق مع ما جاء فى تفاسير الجلالين و الطبرى و كذلك القرطبى . و نحن فى هذه المقاله لسنا بصدد تحليل هذا الهراء على الله و رسوله . و لكن سنترك ذلك إلى كل من يؤمن بهذه الكتب و نطلب منهم أن يراجعوا ما يؤمنوا به و يقدسونه على حساب كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أننا فى هذه المقاله نعرض جزئيه فى موضوع الشفاعه وبالنظر الى هذا التفسيرالسابق للآية نستطيع ان نقول ان اللَّاتَ وَالْعُزَّى لم يعبدهم اهل مكة وكانوا يعلمون انهم بشر امثالهم ليس لهم القدرة على ان يحييوا ويميتوا ولكنهم من اولياء الله الصالحين الذين خصهم الله بأن يشفعوا للناس عنده...هذا هو اعتقادهم. فلنا ان نتخيل ان الرسول محمد عليه السلام نزل ليدعوهم بألا يشركوا احدا مع الله ولا يذكروا بشرا مع الله ونهاهم عن الاعتقاد بأن اللَّاتَ وَالْعُزَّى سيشفعون لهم يوم القيامة ثم امرهم ان يبدلونه مكان اللاتي والعزة لأنه هو الذي سيشفع فيهم.
من المفاهيم الخاطئة لدى معظم المسلمين انهم يعتقدوا ان الناس قبل بعثة الرسول كانوا يعبدوا الأصنام على انها آلهة وهذا ينافي ما جاء في القرآن. (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)الزمر3.
فهم يعلمون تماما ان هذه الأسماء ما هي الا بشر مثلهم ولكنهم يعتقدون انهم كانوا أولياء صالحين ويتبركوا بهم ليكونوا شفعاء لهم عند الله. وقد يقول قائل انهم لم يكونوا بشرا ولكنهم ملائكه من الاناث وهذا ايضا مقبول على اعتبار ان المعنى العام انهم لم يكونوا يعبدونهم على انهم هم الذين يحييوا ويميتوا انما هم يعلمون ان الله هو الذي سيحاسبهم ويتقربون الى الله بهم. (هذا هو اجتهاد شخصي مني لأن ليس هناك اي مصدر موثوق منه لنعرف ماذا ترمز هذه الأسماء ولكن المغزى واضح انهم ليسوا بالله).
ونجد ان الله في كتابه العزيز ذكر ان اي شيئ تجعله بينك وبينه وليقربك منه او تذكر هذا الشيء عندما تذكر الله شبههم الله بأنهم يعبدوا هذا الشيء من دون الله سواء كان بشرا او حجرا او غير ذلك. فالقاعدة الالهية انه لا يوجد اي حواجز او وسائط او فصائل بينك وبين الله .
ثم يقول الله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ) البقرة48
عندما يقول الله هنا( نفس) تعني كل البشر سواء. كل ما هو مخلوق من نفس وجسد تنطبق عليه هذه الآية بما فيهم الرسل. فحينما نقول نحن ان النبي محمد عليه السلام سيشفع لنا يوم القيامة فاننا اذا اخرجناه عن نطاق النفس البشرية فهو ليس بشر مثلنا. أترك لكم الحكم والتعليق.
أن فكرة شفاعة نفس بشريه إلي نفس بشريه آخرى هى أهم خطوة من خطوات الشيطان إلى طريق الشرك بالله وهى أحدى طرقه المفضله فنجد اللَّاتَ وَالْعُزَّى سيشفعون إلى قريش و بوذا سيشفع للهنود و العزير سيشفع لليهود و المسيح سيشفع للنصارى و أخيرا الرسول محمد عليه السلام سيشفع للمسلمين.
ونحن من هنا ندعوا كل من يقول انه يؤمن بالقرآن ان يقرأ الآيات التالية ويتفكر فيها كما امره الله.
﴿مَا يُبَدّلُ الْقَوْلُ لَدَيّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاّمٍ لّلْعَبِيدِ﴾ (ق 29).
﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ﴾ (الإنفطار 19).
﴿أَفَمَنْ حَقّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ﴾ (الزمر 19).
﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ﴾ (آل عمران 128).
﴿يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمْ وَاخْشَوْاْ يَوْماً لاّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ فَلاَ تَغُرّنّكُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَلاَ يَغُرّنّكُم بِاللّهِ الْغَرُورُ. إِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلْمُ السّاعَةِ﴾ (لقمان 33،34).
﴿فَلَنَسْأَلَنّ الّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنّ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الأعراف 6)
﴿وَإِنّهُ لَذِكْرٌ لّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ (الزخرف 44).
﴿وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ.. مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَيْءٍ﴾ (الأنعام 52).
﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ أَنْفِقُواْ مِمّا رَزَقْنَاكُم مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ﴾ (البقرة 254).
(وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) (الرعد 40 )
(قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ) (الأنعام 104 ).
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ) ( يونس 108 ).
بعد كل هذه الآيات نلقي بها عرض الحائط مقابل حديث كاذب وضع عليه ختم الرسول عليه السلام زورا وبهتانا والرسول منه براء. هذا الحديث الذي يقول (انا لها انا لها) وقبل أن يثور القارئ و يقول قال الله وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ومن هنالك خيرا أن يأذن له غير النبى محمد. فنقول لهم إقرأوا كل الآيات التى وردت فى الشفاعه ستجدون انها تتحدث عن من سيشفع هم الملائكه... إذا أذن الله لهم لأنهم الذى ذكرهم الله بأنهم عباده المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول ولا يعصون الله ما أمرهم (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ-لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ- يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) الأنبياء19-21.
وليس أي ملاك يشفع لك . إن الملائكه التى سوف تشفع لك إذا أذن لهم الرحمن هم الملكين الموكلين بك على الأرض لأنهم هما الرقيب العتيد و هم السائق و الشهيد و هم الوحيدون الذين يعلمون ماذا تعمل فى هذه الدنيا ليس ألأب أو الأم أو الزوج أو الزوجه و بالطبع ليس النبى محمد عليه السلام الذى آدى الرساله كامله و مات (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ- وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ- كِرَامًا كَاتِبِينَ - يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )الإنفطار9-12.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ٌ)( ق16-22 )
(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) ( الزخرف 80 ).
(وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )( الزخرف 86).
(وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى )(النجم 26).
ان الشفاعه ما هى إلا وساطه . و لا يمكن لأحد أن يتوسط عند الله لأحد من غير أن يعلم تماما كل ما كان يفعل هذا الفرد فى هذه الدنيا.
ثم دعونا ننظر الى هذه الآيات (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ- قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ- وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) الزمر43-45.
فنجد انهم استبدلوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى بمحمد رسول الله. فالآية تقول اذا ذكر الذين من دونه وانا اسألكم ما هو تعريف ما هو من دون الله؟. اليس هو كل ما هو في خلق الله وصنع الله. فهذه آية شاملة جامعة وعلى كل مسلم ان يتوخ الحذر حين يقول "لا اله الا الله محمد رسول الله". واننا لا ننهي احدا عن ذكر الرسول عليه السلام, بل امرنا ان نذكره ونصلي عليه ونسلم له تسليما. ولكن حينما تذكر الله اذكره وحده واذكر الرسول في اي وقت آخر او في اي وضع آخر. حينما تذكر الله اذكره وحده وفقا لأوامر الله.
سيثورون ويهيجون ويقولون لك نحن نقول انه رسول الله وليس الله او ابن الله وانا أسألهم وفقا لللآيات السابقة والتفاسير التي نقلناها...هل كان يعتقد مشركوا مكة ان اللَّاتَ وَالْعُزَّى هم الله او ابن الله والجواب لا...هم يعلمون انهم بشر امثالهم وكانوا يذكرونهم مع ذكر الله.
أنظروا الى البلاغة الإلهيه حين يقول أشمأزت قلوب ولم يقل أشمأزت وجوه ولنضرب مثلا: فان قال لك احدا لا اله الا الله ورددت انت عليه بنفس القول لا اله الا الله ولم تقل له محمد رسول الله فانه لن يلاحظ اي تأثير او تغيير على وجهه ولكن داخل قلبه سيكون منتهى الاشمئزاز وسيقول لنفسه لماذا لم ترد عليه ان محمد رسول الله.
ان الكفر قوي وان الشيطان لن يهنأ ولن يهدأ له بال حتى يشرك الجميع بالله الا من رحم ربي.
واحب ان اذكركم ان الشيطان لا يهتم كثيرا بما ترتكبه من ذنوب لأن شغله الشاغل هو ان يجعلك تشرك بالله. فهو يعلم تماما ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به وسبيل الشيطان منذ بدء الخلق الى نهاية العالم هو ان يجعلنا نشرك بالله. وليس هناك افضل من ان نتخذ من دون الله اولياء وشفعاء حتى نكون في خطوات الشرك...(وصلى على اللى حيشفع فيك)..
الله المستعان.
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. الأعراف179.
ملاحظة:
هذا ليس بحث عن الشفاعة ولكنه مجرد رؤيا له من زاوية صغيرة وعلى من يريد ان يقرأ عن موضوع الشفاعة فعليه بالتوجه الى هذان الرابطان احدهما للأستاذ احمد منصور والآخر للأستاذ محمد صادق.
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3822
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3788
محمد البارودى .