كلام عيسى عليه السلام في المهد

علي صاقصلي في الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

من أهم المسائل التي ذكرت في القران الكريم و لم أجد لها اثر في المصادر الدينية أو التاريخية الغير إسلامية هي مسالة كلام المسيح عليه السلام في المهد. فبالرغم من أن المسالة تعد معجزة باتم معنى الكلمة وتهم المسيح عيسى عليه السلام وبالتالي المسيحيين بعددهم الكبير فإننا لا نجد لها اثر إلا في القران الكريم الذي يمثل بالنسبة للمسلمين كلام الله عز وجل وبالتالي لا شك في صحة ما فيه من أخبار.
وللتذكير فان القران يخبرنا أن مريم عليها السلام لما أنجبت عيسى عليه السلام بدون أب بل بكلمة من الله عز وجل أحست أنها في مأزق كبير لأنها يجب أن تواجه عائلتها التي هي عائلة زكريا عليه السلام أي اكبر عائلة متدينة في بيت لحم. كما أنها يجب أن تواجه المجتمع الذي عرفها بعفتها وتدينها هي التي تكاد لا تبرح المسجد حتى للأكل. وزد على ذلك أن الله تعالى أمرها أن لا تكلم الناس إلا بالإشارة للرضيع الذي في يدها. فتخيلوا إخواني وأخواتي هذا الموقف الصعب والرهيب الذي مرت به مريم عليها السلام وقوة المعجزة التي يتطلبها الموقف لإنقاذها من ردة الفعل السلبية والعنيفة من طرف مجتمعها عامة وعائلتها خاصة. وبقدر ما الموقف خطير على مريم عليها السلام فان الله تعالى احدث معجزة كلام الرضيع عيسى عليه السلام ليدافع أولا عن أمه ثم ليعرف بنفسه على انه رسول من الله تعالى لبني إسرائيل وانه ولد بدون أب وشخصيا أرى أن اكبر محامي في العالم لا يستطيع أن يقنع أي كان بهذه الولادة إلا هذه المعجزة المتمثلة في كلام عيسى عليه السلام في المهد. فهي كافية ومقنعة وجازمة هي وما سوف يقوم به عيسى عليه السلام من معجزات أخرى في حياته حتى مماته.
وهنا يبدا التساؤل في قصة مريم وعيسى عليهما السلام في المصادر الغير قرآنية. فكيف صبر أهل مريم ومجتمعها بانتظار أن يعلن عيسى عليه السلام في كبره إذا لم يتكلم في المهد عن انه رسول ويبدا بالمعجزات. والمسالة موضوع المقال تبين لنا شيئين مهمين هما أولا أن القران الكريم اخبرنا بان المسيح عليه السلام تكلم في المهد وبالتالي دافع عن أمه أعلن رسالته منذ اليوم الأول من ولادته وثانيا أن القران هو المصدر الوحيد لهذه المعجزة بالرغم من أهميتها.
وملاحظة أخيرة ومهمة جدا هي أن بوجود معجزة كلام عيسى عليه السلام في المهد في القران الكريم فقط فهذا دليل قطعي على أن الرسول محمد عليه السلام لم يكن ينقل القصص القرآني عن أحد وإلا من اخبره بقصة لم تكن تذكر في ذلك الوقت فهل اجتهد وحده ليختلق قصة يدافع بها عن عيسى وأمه عليهما السلام؟ والجواب هو أن الذي اخبره هو الله عز وجل نعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير. وسؤالي هل هناك مصادر أخرى لا اعلمها غير القران تتحدث عن معجزة كلام المسيح عليه السلام في المهد وما رأي الاخوة المسيحيين فيها إذا لم يكن السؤال محرجا ولكن من باب تبادل الآراء؟

اجمالي القراءات 47653