آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
بوجه عام أقول :
1 ـ بعض الدراما تقوم ببعض الإصلاح بابراز عيوب المجتمع واقتراح علاجها . كان هذا يحدث بصورة مباشرة وخطابية في الأربعينيات والخمسينيات ، واستمر بعضها بصورة غير مباشرة في قصص تحولت الى أفلام مثل قصص احسان عبد القدوس ويوسف السباعى و عبد الرحمن الشرقاوى و يوسف ادريس ونجيب محفوظ وثروت أباطة ويحيى حقى .
2 ـ أغلبية الدراما تؤلف خصيصا للسينما والتليفزيون ، ومنها ما يقوم بتشريح المجتمع رغبة في إصلاحه ، وأهم مؤلفى الدراما أصحاب الرؤية الإصلاحية وحيد حامد و لينين الرملى .
3 ـ أغلبية منتجى الأفلام يسعون لارضاء الجماهير بإنتاج فاسد يعكس حياتهم المنحلّة . هم مثلا لديهم ( تيمة ) بأن البطل إذا وقع في مصيبة ذهب لكباريه وشرب الخمر وتعرف براقصة ، إتتشر هذا عن المصريين بحيث أصبح هناك إنطباع أن مصر تعجّ بالراقصات وأن المصريين مدمون للخمر . المصريون أقل الشعوب في شرب الخمر ، وأقل بلد فيه حانات وكباريهات ( بالنسبة لعدد السكان ) . من أجل المال يقوم هؤلاء المنتجون بتشويه وطنهم ومواطنيهم دون إهتمام بمعالجة لأمراض المجتمع الحقيقية .
4 ـ بعضهم يقول إن الفنّ هو من أجل الفنّ ، ولا دخل له في الإصلاح . قد ينطبق هذا على الفن التشكيلى والنحت ، وليس على الفن الدرامى الذى يخاطب الشعب ، وعليه أن يقوم باصلاحه وتهذيبه . الدراما من أهم السُبُل فى الاصلاح ، لأن المشاهد يستغرق فيها مستعدا للتأثر بها .
5 ـ بعضهم يقول إن الاتجاه الاصلاحى في الدراما يُضعفها ويجعل الجماهير تنصرف عنها . هذا وهم تكذّبه الحقائق ، فأكثر الدراما شهرة ونجاحا هي التي تعرّى المجتمع تشرّأخطاءه وتبرز عوراته بصدق ، وتجعل الظالم يلقى جزاءه . وحتى الان فلا تزال أعمال يوسف ادريس ونجيب محفوظ ووحيد حامد ولينين الرملى تجذب الجماهير .