قصة هود (ص)وعاد فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٢٣ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

هود (ص)وعاد
بعث هود (ص)لعاد:
أرسل الله هودا (ص)لقومه الذين كان هو واحد منهم أى أخ لهم فى دينهم الكافر ثم هداه الله للحق وفى هذا قال تعالى بسورتى هود والأعراف "وإلى عاد أخاهم هودا "وقد دعاهم هود(ص)لعبادة الله وحده فقال يا قوم أطيعوا الله ما لكم من رب سواه إن أنتم سوى مكذبون وفى هذا قال تعالى بسورة هود"قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون "وقال بسورة الأعراف "قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون "وقال لهم إنى لكم مبعوث ناصح ألا تخافون ا&aa;لله فخافوا الله واتبعون وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون "ونتيجة الدعوة كانت انقسام القوم لفريقين الأول :المؤمنون وعددهم قليل والثانى الكفار وعددهم كثير .
اتهامات الكفار لهود(ص):
اتهم الكفار هود(ص)بأنه سفيه أى مجنون وأن سبب سفاهته هو إصابة آلهتهم المزعومة له بالسوء وهو الجنون كما اتهموه بأنه من الكاذبين أى المفترين على الله الكذب وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك فى سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين "وقال بسورة هود "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ".
حوار هود(ص)مع قومه :
دارت بين هود(ص)وبين كفار قومه حوارات عدة ذكر القرآن بعضا منها ونسوقها فى هذا المقام :
قال هود(ص)للقوم :يا قوم أطيعوا حكم الله ما لكم من رب سواه أفلا تتقون ؟فقال كبار الكفار له :إنا لنعلمك فى جنون وأنك من المزورين فقال لهم يا ناسى ليس بى جنون ولكنى مبعوث من خالق الكل أوصل لكم وحى إلهى وأنا لكم ناصح مخلص فهل استغربتم لما أتاكم وحى من إلهكم نزل على ذكر منكم ؟اذكروا نعمة الله عليكم حين جعلكم خلفاء من بعد هلاك قوم نوح(ص)وزادكم فى الخلق زيادة فأطيعوا أحكام الله لعلكم ترحمون ،فقالوا له هل أتيتنا لنطيع حكم الله وحده ونترك ما كان يطيع أباؤنا؟فجئنا بالذى تخبرنا به من العذاب إن كنت من الصادقين فقال لهم :قد وجب لكم من إلهكم عقاب أى عذاب ،هل تناقشوننى فى أحكام اخترعتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله به من وحى فترقبوا نزول العذاب عليكم إنى معكم من المترقبين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك فى سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بى سفاهة ولكنى رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربى وأنا لكم ناصح أمين أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم فى الخلق بصطة فاذكروا ألاء الله لعلكم تفلحون قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد أباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلوننى فى أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إنى معكم من المنظرين "وفى حوار أخر قال لهم هود(ص)أطيعوا الله ما لكم من رب سواه أن أنتم إلا مفترون ،يا قوم لا أطالبكم على إبلاغ الوحى بمال إن ثوابى من عند الذى خلقنى أفلا تفهمون ؟ويا قوم اطلبوا الغفران من إلهكم ثم توبوا إليه يرسل السحاب عليكم متتابعا ويعطيكم قوة مع قوتكم ولا تكونوا كافرين فقالوا له يا هود ما أتيتنا ببرهان وما نحن بتاركى أربابنا بسبب طلبك هذا وما نحن لك بمصدقين إن نقول إلا أصابك بعض أربابنا بجنون فقال لهم هود(ص)أنى اعلم الله واعلموا أنى عاصى للذى تطيعون من دون الله فامكروا بى كلكم ثم لا تنظرون إنى احتميت بالله إلهى وإلهكم ما من مخلوق إلا هو ممسك نفسه إن إلهى على دين عادل فإن تكذبونى فقد أوصلت لكم الذى بعثت به ويستبدل إلهى ناسا سواكم ولا تؤذونه بضرر إن إلهى على كل مخلوق حفيظ وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وإلى عاد أخاهم هودا يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجرى ألا على الذى فطرنى أفلا تعقلون ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين أن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنى أشهد الله واشهدوا أنى برىء مما تشركون من دونه فكيدون جميعا ثم لا تنظرون إنى توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربى قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربى على كل شىء حفيظ " وفى حوار أخر قال لهم ألا تطيعون ؟إنى لكم مبعوث صادق فأطيعوا الله أى أطيعون وما أطالبكم عليه بمال إن ثوابى إلا من خالق الكل هل تشيدون بكل مرتفع قلعة تلعبون أى أتبنون حصون لعلكم تبقون ؟وإذا أذيتم أذيتم جبارين فأطيعوا الله أى أطيعون أى أطيعوا الذى زودكم بما تعرفون زودكم بأنعام وأولاد وحدائق وأنهار إنى أخشى عليكم عقاب يوم كبير فقال الكفار سيان عندنا أنصحتنا أم لم تكن من الناصحين إن هذا إلا كذب السابقين وما نحن بمعاقبين وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذى أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين " وفى حوار أخر قال لهم لا تطيعوا سوى الله إنى أخشى عليكم عقاب يوم كبير فقالوا له هل أتيتنا لتبعدنا عن أربابنا فجئنا بالذى تخبرنا إن كنت من العادلين قال إنما المعرفة بموعده عند الله وأقول لكم ما بعثت به ولكنى أعرفكم ناسا تكفرون وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "ألا تعبدوا إلا الله إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكنى أراكم قوما تجهلون ".
قوة عاد :
لقد كان زمن عاد بعد قوم نوح(ص)وقد أعطاهم قوة فى الخلق وهى البسطة فى الجسم وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم فى الخلق بصطة "فلم يخلق مثلهم فى كبر الأجسام فى الأرض مصداق لقوله بسورة الفجر "التى لم يخلق مثلها فى البلاد "وقد تميزوا بأنهم بنوا آيات أى مصانع أى عماد وهى القلاع أى الحصون والسبب لعلهم يخلدون أى يبقون أحياء فلا يموتون وفى هذا قال تعالى بسورة الفجر "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد "وقال بسورة الشعراء "أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ".
وقد شعروا بقوتهم فقالوا كما قص الله علينا بسورة فصلت "فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة ".
نزول العذاب :
أرسل الله لعاد عارض أى سحاب وقف مستقبل أوديتهم وهى بلادهم فقالوا :هذا عارض ممطرنا أى هذا سحاب مسقط علينا ماء مفيد فقال لهم هود(ص)بل هو ما طلبتم من العذاب ريح فيها دمار كى تهلك كل كافر بحكم خالقها وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شىء بأمر ربها "وقد طلبت عاد هذا العذاب بقولهم كما بسورة الأعراف "فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين "وهذه العارض وهو السحاب أصدر ريحا ضارة عاصفة استمرت سبعة ليالى وثمانية أياما متتابعة فأهلكت كل الكفار حتى أصبحوا راقدين يشبهون جذوع نخل خالية ليس منهم أحد باقى وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية "وأما هود والمسلمين فقد أنجاهم الله من العذاب برحمة منه إلى أرض أخرى كونوا فيها دولة إسلامية وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ".

اجمالي القراءات 18202