شعيب (ص)
بعث الله شعيب (ص)إلى مدين فقال بسورة الأعراف "وإلى مدين أخاهم شعيبا "وسماهم أصحاب الأيكة وهى الشجرة الكبيرة فى قوله بسورة الشعراء "كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب "والمستفاد من هذا هو أن بلد القوم تسمى مدين وفيها شجرة عظيمة كانت تعبد من دون الله ضمن الآلهة العديدة التى كانوا يعبدونها .
دعوة القوم :
دعا شعيب (ص)قومه فقال :يا قوم اعبدوا أى أطيعوا حكم الله ما لكم من إله أى رب غيره وفى هذا قال تعالى بسورة هود "قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غي&Ntildtilde;ه "وكرر الدعوة مرات عدة فقال فى إحداها ألا تتقون أى ألا تطيعون الله إنى لكم رسول أمين أى مبعوث صادق ناصح فاتقوا أى فاعبدوا الله وأطيعون أى واتبعوا قولى وما أسألكم عليه من أجر والمراد ولا أطالبكم على إبلاغه بمال تدفعونه لى إن أجرى أى ثوابى إلا من رب العالمين وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين ".
مجىء البينة :
بين شعيب (ص)لقومه أن البينة وهى الدليل على رسوليته والمراد الآية المعجزة التى طلبوها قد جاءتهم ثم قال لهم :أوفوا الكيل أى الميزان والمراد اعملوا العدل وهو القسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم أى ولا تأخذوا حقوق الخلق منهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها أى ولا تظلموا فى البلاد بعد عدلها وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين "وتكرر نفس الكلام بسور هود والشعراء .
انقسام القوم :
انقسم القوم لفريقين أى لطائفتين الأولى شعيب (ص)والمؤمنين به والثانية الذين كفروا به وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وإن كان طائفة منكم أمنوا بالذى أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ".
مقاومة الرسالة:
قاوم الكفار رسالة شعيب (ص)بعمل التالى :
- القعود على الصرط للوعيد وهذا يعنى تواجدهم فى أماكن سير المؤمنين لتهديدهم
- الصد عن سبيل الله وهو إضلال من صدق بالرسالة عنها وفى هذا قال لهم شعيب (ص)ناهيا عن هذا بسورة الأعراف "ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من أمن به ".
ومن التهديدات تخييرهم المسلمين بين طردهم أى إخراجهم من البلد وبين عودتهم لدين القوم وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين أمنوا معك من قريتنا أو لتعودن فى ملتنا "ومنها تهديد شعيب (ص)بالرجم وهو القتل بقولهم كما بسورة هود"ولولا رهطك لرجمناك "ومن صد المؤمنين قول الكفار لهم :لئن اتبعتم أى أطعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون أى لمضررون وفى هذا قال بسورة الأعراف "وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون ".
إتهامات القوم لشعيب (ص):
إتهم الكفار الرجل بأنه ساحر فقالوا كما بسورة الشعراء "قالوا إنما أنت من المسحرين "وبأنه كاذب فقالوا "وإن نظنك لمن الكاذبين "وأنه ضعيف فقالوا كما بسورة هود "وإنا لنراك فينا ضعيفا ".
تهديد شعيب (ص)بالرجم :
لما بلغ تضايق الكفار من شعيب (ص)مبلغا عظيما قالوا له :يا شعيب ما نفهم كثيرا مما تتحدث به وإنا لنعرفك فينا ذليلا ولولا عائلتك لقتلناك وما أنت علينا بمنتصر فقال لهم :يا قوم هل عائلتى أقدر عليكم من الله وقد تركتم حكمه خلفكم إن ربى بما تفعلون عليم وفى هذا قال تعالى بسورة هود "قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطى أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربى بما تعملون محيط ".
التهديد بالطرد :
لما عجز الكفار عن صد المؤمنين عن إسلامهم بالحديث المغلف بالباطل اضطروا لتهديدهم بالطرد من البلد إن لم يعودوا لدين الكفر فقالوا :يا شعيب لنطردنك والذين صدقوا برسالتك من بلدنا أو لتعودن لديننا ،فقال لهم :حتى لو كنا باغضين لدينكم ؟ قد قلنا على الله باطلا إن رجعنا لدينكم بعد أن أنقذنا الله منه وما ينبغى لنا أن نرجع له إلا أن يريد الله ربنا وسع كل شىء معرفة على الله اعتدنا إلهنا احكم بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت أحسن الحاكمين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين أمنوا معك من قريتنا أو لتعودن فى ملتنا قال أو لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا فى ملتكم بعد إذ أنجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع كل شىء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ".
من حديث شعيب(ص) مع قومه:
قال شعيب (ص)لهم واذكروا إذ كنتم قليلا فزاد عددكم واعرفوا كيف كان عقاب الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين " وقال:رحمة الله أفضل لكم إن كنتم مسلمين وما أنا عليكم بوكيل وفى هذا قال بسورة هود"بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ "وقال :اعبدوا الله الذى أنشأكم والناس السابقين وفى هذا قال بسورة الشعراء "واتقوا الله الذى خلقكم والجبلة الأولين "وقال الكفار له :يا شعيب هل دينك يأمرك أن نترك ما يطيع أباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا الذى نحب إنك لأنت العاقل الحكيم فقال لهم :يا قوم أخبرونى إن كنت على هدى من إلهى وأتانى منه نفعا حسنا هل أتركهم ؟وما أحب أن أسبقكم إلى ما أنهاكم عنه ،إن أحب إلا العدل ما قدرت وما عدلى إلا بحكم الله به احتميت وإليه أعود وفى هذا قال بسورة هود "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى ورزقنى منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب "وقال لهم ويا قوم لا يدفعكم خلافى إلى أن ينزل بكم مثل ما نزل بقوم نوح أو هود أو صالح وما قوم لوط منكم ببعيد وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ويا قوم لا يجرمنكم شقاقى أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد "وقال لهم واستغفروا ربكم أى عودوا لدينه إن ربى غفور تواب وفى هذا قال بنفس السورة "واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربى رحيم ودود " فردوا عليه قائلين :يا شعيب لا نفهم أى لا نطيع كثيرا مما تتحدث به وفى هذا قال بسورة هود"قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول " فقال لهم يا قوم حافظوا على طاعة دينكم إنى محافظ على طاعة دينى سوف تعلمون من يجيئه عقاب يذله ومن هو كافر وانتظروا إنى معكم منتظر عقابكم وفى هذا قال بسورة هود "ويا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إنى معكم رقيب ".
طلب العذاب :
طلب الكفار من شعيب (ص)إنزال العذاب عليهم بقولهم :فأسقط علينا كسفا أى فأرسل علينا عذابا من السماء إن كنت من الصادقين فقال لهم ربى أعلم بما تفعلون وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء"فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين قال ربى أعلم بما تعملون ".
دعاء المسلمين :
لما يأس المسلمون من إسلام الكفار بسبب مقاومتهم لدين الله بشتى السبل دعوا الله فقالوا :ربنا افتح أى اقضى بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت أحسن القضاة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "فاستجاب الله لطلب الكفار والمسلمين معا فأنزل على القوم الرجفة وهى الصيحة وهى عذاب يوم الظلة فأخذهم أى فأهلك الكفار كلهم فأصبحوا جثثا راقدة فى الديار وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا "وقال بسورة هود"وأخذت الذين ظلموا الصيحة "وقال بسورة الشعراء "فأخذهم عذاب يوم الظلة "وأما شعيب (ص)ومن أمن به فقد أنجاهم الله من العذاب وفى هذا قال بسورة هود"ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين أمنوا برحمة منا "وقال شعيب (ص)لما نزل العذاب على القوم وهو يبتعد عن ديارهم :يا قوم لقد أوصلت لكم أحكام إلهى ووعظتكم فكيف أحزن على قوم مكذبين لله وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم فكيف أسى على قوم كافرين ".
شعيب (ص)ليس من ذرية إبراهيم (ص):
شعيب (ص)ليس من ذرية إبراهيم (ص)حيث لم يذكره الله فى ذريته المذكورة فى سورة الأنعام وغيرها وهو قريب العصر منه لذكره لقوم لوط (ص)لقومه "وما قوم لوط منكم ببعيد "والحمد لله أولا وأخرا