ذو القرنين (ص)
قال المؤرخون وغيرهم هو الإسكندر المقدونى وقالوا قورش الفارسى وقالوا غير هذا والحق أنه عربى اللسان بدليل اسمه العربى الذى يحتمل عدة معانى أرجحها صاحب الزوجين وصاحب السدين وصاحب الضفيرتين ولا يهم معنى الاسم وإنما المهمة العبرة المأخوذة من قصته وقد سأل الناس النبى (ص)عنه بدليل قوله بسورة الكهف "ويسألونك عن ذى القرنين "وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس "سأتلوا عليكم منه ذكرا "والمعنى سأحكى لكم من قصته بعضا .
رسولية ذو القرنين (ص):
إنه رسول أتاه &Cceالله من كل شىء سببا أى أوحى الله له فى كل قضية حكما ومكن الله له فى الأرض أى حكمه فى بلاد الأرض بحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف"إنا مكنا له فى الأرض وأتيناه من كل شىء سببا ".
اتباع الأسباب :
أمر الله ذو القرنين (ص)بسبب أى بوحى أى بحكم فاتبعه أى أطاعه وهو الخروج للقتال وقد خرج بجيشه حتى إذا بلغ مغرب الشمس والمراد حتى إذا وصل فى نهاية النهار إلى عين حمئة والمراد لنهر فى وقت فيضانه به طمى وجد الشمس صورتها تغيب فى مياه النهر ووجد عند النهر قوما فأوحى الله له فقال إما أن تعذب أى تعاقب وإما أن تتخذ فيهم حسنا أى وإما أن تفعل بهم معروفا فقال ذو القرنين (ص)أما من ظلم أى كفر فسوف نعذبه أى نعاقبه أى نقتله ثم يرد أى يرجع إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا أى فيدخله جحيما عظيما وأما من أمن أى صدق بحكم الله وعمل صالحا أى وفعل خيرا فله جزاء الحسنى أى فله دخول الجنة وسنقول له من أمرنا يسرا أى وسنتحدث معه حديثا يطالبه بالسهل من الحكم وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من أمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا "وهذا يعنى أنه حارب الكفار وقتلهم عقابا لهم على ما فعلوه من اعتداءات وبعد ذلك صدر سبب أى أمر من الله له بالخروج فخرج بجيشه حتى إذا بلغ مطلع الشمس أى حتى وصل فى بداية النهار وجد الشمس تطلع والمراد لقى الشمس تشرق على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا والمراد لا يلبسون أى ملابس فهم عرايا وقد أحاط الله بخبره معهم حيث دعاهم للإسلام وعاقب من اعتدى منهم وأحسن لمن أحسن منهم وفى هذا قال بسورة الكهف "ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا "ثم صدر سبب أى وحى أى أمر ثالث من الله له فاتبعه أى فأطاعه فخرج بجيشه حتى إذا بلغ بين السدين وهما الجبلين وجد من دونهما قوما أى لقى عند سفحهما ناسا لا يكادون يفقهون قولا والمراد لا يريدون يفهمون وحيا من الله فهم كفار فتحدثوا معه فقالوا :يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض أى ظالمون فى البلاد فهل نجعل لك خرجا والمراد فهل نعطيك أجرا على أن تجعل أى تقيم بيننا وبينهم سدا أى حاجزا منيعا قال ما مكنى فيه ربى خيرا أى ما قدرنى عليه إلهى أفضل فأعينونى بقوة أى فساعدونى بعملكم أجعل بينكم أى أقيم بينكم وبينهم سدا ،أتونى زبر الحديد والمراد أحضروا لى قطع الحديد ،فلما أحضروا الحديد وضعه معهم فى موضع السد فساوى بين الصدفين أى فوضعه بين الجبلين أى فوقهما ثم قال للقوم انفخوا والمراد أوقدوا النار حتى إذا أصبح الحديد نارا متقدة قال للقوم أتونى أفرغ عليه قطرا والمراد أحضروا لى نحاسا أضعه على الحديد فأحضروه له فوضعه فما استطاعت أى ما قدرت يأجوج ومأجوج أن ينقبوه أى يهدموه أى يخرجوا منه فقال لهم ذو القرنين (ص)هذا من رحمة أى عطاء ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكا والمراد فإذا أتى ميقات إلهى لخروجهم جعله مهدوما وكان وعد إلهى صدقا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكننى فيه ربى خير فأعينونى بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما أتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال أتونى أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا ".