الأخوة الكرام جميعاً ...
أعتقد بأنكم جميعاً متفقون مع معظم ماجاء في مقالة الدكتور أحمد صبحي منصور بعنوان " الأحلام في قصة يوسف " بإستثناء قضية علم الرسول الكريم للغيب .
هذه القضية هامة جداً و تعتبر من أهم أسباب تفرق المسلمين.
لا تضحكوا و لاتتعجبوا من كلامي و لكنني أعني ماأقول.
كتبت مؤخراً في منتديات المجلس اليمني قسم المجلس الإسلامي
http://www.al-yemen.org/vb/forumdisplay.php?f=48
و للأسف المنتدى طائفي بامتياز و كانت الكثير من المواضيع تتركز على علم الرسول بالغيب لتدعيم وج&ve;ة النظر لكل طائفة مثل:
" تأتي الفتنة من هنا ..... و يشير الرسول الى بيت عائشة"
" تقتل عمار الفئة الباغية"
"تفترق أمتي على بضع و سبعين فرقه كلها في النار الا واحدة"
أسطورة المهدي المنتظر والمسيخ الدجال.
العشرة المبشرين بالجنة
و غيرها من المواضيع.
على فكره :ظهر عندنا شخص يزعم بأنه المهدي المنتظر وله أتباع و يهاجم القرآنيين و أهل السنة ، بالرغم من أن معظم إجتهاداته قرآنية إلا أنه يأخذ بأحاديث الغيبيات التي تبشر بقدومه.
لهذه الأسباب أميل الى رأي الدكتور أحمد صبحي منصور و هذا ليس انتقاصاً من قدر الرسول الكريم عليه صلاتي و سلامي أبداً و من لديه رأي من القرآن عكس ذلك فليأت به ...!
أتمنى لو يكتب الدكتور أحمد صبحي منصور مقالة كاملة عن هذا الموضوع .
و هذا ما أراه أنا في هذا الموضوع و قد يكون خاطئاً:
١- هناك رسل أطلعهم الله على الغيب مثل رسول الله عيسى و يوسف و نبي الله الخضر عليهم الصلاة و السلام.
٢- و هناك رسل لم يطلعهم الله على الغيب.
و لذلك يقول تعالى {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }
الآية تؤيد مايقوله الدكتور أحمد صبحي منصور فالله تبارك و تعالى يقول فيها {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء }
يجتبي = يختار , و الإختيار ليس من كل الناس و لكنه يختار من رسله
من رسله = "من" للتبعيض أي من بعض رسله و ليس كلهم.
مَن يَشَاء = و هذا دليل آخر على أنه ليس كل الرسل قد أطلعهم الله على الغيب.
الآية الأخرى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا }
نفى تعالى علم الغيب أو الإطلاع عليه من جميع الخلائق و استثنى تعالى بعض الرسل حيث قال {مِن رَّسُولٍ }
و كلمة " من " تعني بعض رسله و ليس كلهم.
رسول الله ابراهيم عليه الصلاة و السلام لم يطّلع على الغيب و لو كان يعرف الغيب لعرف أن ضيوفه كانوا من الملائكة و لكنه خاف منهم {فلما راى ايديهم لا تصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط}
و نفس الشئ مع رسول الله لوط عليه الصلاة و السلام { ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب }
و رسول الله موسى لم يعرف أن السامري قد أضل قومه إلابعد أن أخبره الله تعالى بذلك و في قصته مع نبي الله الخضر لأكبر دليل على أنه لم يكن يعلم الغيب.
و رسول الله سليمان لم يكن يعرف بأن هناك مملكة تحكمها ملكة تسجد للشمس هي و قومها.
{فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبا بنبا يقين }
٣-و لكن هل أُطلع رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام على الغيب؟
الجواب:
من داخل القرآن..... نعم ......
هناك آيات قرآنية كثيرة تثبت بأن رسول الله لايعلم الغيب إلابما أوحاه الله إليه من القرآن مثل:
1- {قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون}
و الآية تؤكد تبعية الرسول للوحي و بأنه ليس ملك .
و لكن مانجده الآن وبالذات في المذهب الشيعي توريث الملك و العلم الديني و علم الغيب الى من يزعمون بأنهم من سلالة الرسول الكريم.
2- و نفس الشئ نجده في قوله تعالى {ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله اعلم بما في انفسهم اني اذا لمن الظالمين}
3-{قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون }
و هذه الآية تؤكد على عدم معرفة الرسول الكريم للغيب و تؤكد بأن الذي ينفع و يضر هو الله و حده مع الأخذ بالأسباب لذلك جاء الاستثناء ( الا ما شاء الله).
و هذه الآية تعتبر رداً على من يقدسون الأضرحة والأولياء و ينسبون ذلك الى الإسلام ، فالرسول بنفسه لايملك لنفسه الضر أو المنفعة.
4- أمر الله تعالى رسوله أن يقول بأن الذي يعلم الغيب هو الله وحده.
{قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون}
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين}
5-أمره تعالى وهو رسوله الذي غفر الله له ماتقدم من ذنبه و ماتأخر أن يقول {قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى الي وما انا الا نذير مبين }
بالرغم من ذلك نجد الكتب التي تصنف بأنها إسلامية تمتلأ بقصص الفئة الباغية و الفرقة الناجية .
6-اخبر تعالى رسوله عن يوسف و قصته و التي لم يكن يعرف عنها الرسول ، و في نهاية القصة يقول تعالى {ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون }
وفي بدايتها يقول تعالى {نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين}
7-و نفس الشئ في قصة مريم عليها السلام حيث يقول تعالى بعد أن قص على عبده الكريم القصص {ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون }
8-و نفس الشئ في قصة نوح عليه الصلاة و السلام حيث يقول تعالى في نهاية القصة {تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين}
9-كان المنافقون يأتون اليه عليه صلاتي و سلامي و لم يكن يعرف بأنهم منافقون و كان يعجب بكلامهم و لو كان يعلم الغيب لحذر منهم .
{واذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون }
10-و كانوا يتآمرون عليه و على مدينته و صحابته و لكنه لم يكن يعلم ذلك و نزل القرآن و أطلعه على خبثهم {وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم}
و لكنه تعالى أطلعه على صفاتهم
{ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم}
و هذه الآية دليل واضح بأن الرسول لايعرفهم بأسمائهم و صورهم {ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم} و لكن بصفاتهم و كلامهم {ولتعرفنهم في لحن القول }
و قد أنزل الله رب العزة العظيم سورة تفضح المنافقين في صفاتهم و أفعالهم {يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا ان الله مخرج ما تحذرون }
و لكن هناك من المنافقين من كان معروف النفاق و أطلع الله رسوله عليه في القرآن مثل من قال {يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}
و تقول كتب السيرة و التاريخ بانه عبدالله بن أُبي.
أو الذي قال {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين }
ونأتي للسؤال الأهم ..... هل أطلع الله تبارك و تعالى رسوله الكريم على الغيب من خارج القرآن؟
ففي قصة السر الذي أفشته إحدى زوجاته ، قال تعالى {واذ اسر النبي الى بعض ازواجه حديثا فلما نبات به واظهره الله عليه عرف بعضه واعرض عن بعض فلما نباها به قالت من انباك هذا قال نباني العليم الخبير}
هل إطلاع الله لرسوله على إفشاء زوجته للسر كان وحياً من خارج القرآن.؟
أم أن هذا السر قد انتشر و الدليل قوله تعالى {فلما نبات به } بحيث علم الرسول به وهذا العلم لم يكن وحياً من خارج القرآن و لكن لأن السر انتشر .؟
أترك الإجابه لكم.
ملاحظة : هذه الآية تعتبر كذلك رداً على من يقول بأن كل عمل أو كل كلمة قالها رسول الله هي وحي من عند الله ، لأنه لو كان ذلك صحيحاً لوجب على الرسول أن يعلن عن هذا السر لانه وحي.!!!؟؟