الارتباك المصطنع
نو التكامل الإسلامي " 7 "

احمد شعبان في السبت ١٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد انتهى الأستاذ الهميسع في التعليق على ما كتبت إلى القول :
فهدفنا وغايتنا وجوهر حوارنا أسمي من أن نحرج بعضنا البعض ... !!!
وإنما لنتعاون معاً ويد وبيد متكاتفين متضامنين لإظهار الحق الذي يريده الله عز وجل في محكم تنزيله
وهذا ما أصبو إليه تماما ( هو ذاك الهدف ) " التعاون في إظهار الحق "
ومن هنا سأبدأ حديثي .
1. من يعيش في مصر أو يقوم بزيارتها ناهيك عن أي بلد إسلامي آخر يجد مقامات أهل البيت تعج بالزائرين المصريين بكل فئاتهم وثقافاتهم ومواطن إقامتهم مما يعني أن لأفئدة المصريين تهموا إلي آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتحدثون عن آل البيت سرا وعلانية بكامل الاحترام والتقديس وعلوهم عليهم جميعا وبالطبع أنا أولهم ، ولا ينطق اسم أحد منهم إلا يسبقه سيدنا أو سيدتنا .
***من هنا لا أجد فارقا بين سني وشيعي بالنسبة لمنزلة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن درجة المغالاة تتفاوت بين الجماعات ، وهذا ما عاب الله سبحانه وتعالى عليه أهل الكتاب ، وأمرهم ألا يغلوا في دينهم .
· هذا هو الوصف الدقيق للحالة الدينية في مصر .
كذلك حين الحج والعمرة تجد كافة الحجيج لا تقل لهفتهم على زيارة قبر رسول الله عن زيارتهم لبيت الله الحرام .
**** من هنا أيضا يتأكد الاتفاق التام بين جميع المسلمين حول علاقتهم بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهنا يطرح علينا سؤال ما سبب هذا الارتباك الذي تعيشه أمتنا ؟ !!!!!.
السبب الرئيسي الأول والأوحد هو البغي .
نعم البغي ولا شيء غيره ، والذي جعل الشعوب الإسلامية وخصوصا في منطقتنا العربية تعيش تحت طغيان القهر من تسلط كل من السلطتين السياسية والدينية طوال تاريخها .
ولا يعنيني ولا أبحث من أي طرف أتي هذا البغي لأن جميع أسلافنا قد ماتوا ولا أريد أن أنظر خلفي ، بقدر ما يعنيني أننا كأمة في بداية الألفية الثالثة نريد أن نعيش ونساهم في تقدم ورقي البشرية جنبا إلى جنب مع العالم المتقدم الذي نعيش فيه بقيامنا بتبليغ رسالة الإسلام كما أرادها الله سبحانه وتعالى .
2. حينما بدأت العمل بالسياسة ، وكان هذا متزامنا مع ثورة الإمام الخميني ،
· وضعنا في برنامج الحزب وجوب اختيار إمام للمسلمين ناهيك عن باقي بنود برنامج الحزب وتطبيق الشريعة الإسلامية .
· كما توجد الآن كتابات تصلني مما يسمى حزب التحرير ( مجموعة الخلافة ) .
· كما يوجد أئمة معاصرين لدى الشيعة .
· كما يوجد لدى أهل السنة أئمة مثل شيخ الأزهر مثلا ، وفي باقي الطوائف كذلك .
والمشكلة فيما بينهم جميعا من من هؤلاء الأئمة يمكن أن يكون مرجعا لدين الله في ظل الاختلافات القائمة ، وهذا ما يعنيه ويحاول علاجه أخي الهميسع .

ولكن يقابل هذا الارتباك الدعوة بالدولة العلمانية ، والتي نعيشها فعلا في ظل مقاومة دينية مما حدي بالعلمانيين أن يستميتوا في محاولاتهم لإقصاء الدين عن الحكم والسياسة والدولة ، ومحاولات الإقصاء من الدينيين للعلمانيين لإقامة دولة الخلافة ، إقصاء متبادل من كلا طرفي المعادلة ،ونحن نرى عالمنا العربي معسكرين الآن " موالاة ، ومقاومة " هل هنا توجد معادلة أصلا ، لا يوجد غير الارتباك والتخبط .
وفي ظل هذا المناخ تزداد مشكلاتنا تعقيدا
**** أخلص من هذا أن موضوع الإمامة مطالب من قبل الجميع ، والسؤال كيف يتم ذلك وسط هذا التعقيد ؟

وبعيدا عن المسألة السياسية
من العجيب أن نجد حوارا بين الأديان ، ولا نجد حوارا بين المسلمين ، لكي تكون لديهم رؤية موحدة تعبر عنهم حين حوارهم حول الأديان .
من هنا كان حواري مع أخي الهميسع أكثر من هام ، وكانت البداية دون اختيار مني حول مفهوم الشرك ، حيث تبلور الحوار فيه إلى تعريف كل من كلمتي الرحمن والعهد .
وقد أوضحت رؤيتي ورغم قول آخى الهميسع : أن ما توصلت أليه صحيح وأوافقك عليه تماماً وليس عندي اعتراض على أي شيء جاء في بحثكم عن لفظتي الرحمن والعهد في كتاب الله . ولكن أجابتكم هذه جاءت وصفية في وصف الرحمن و وصف العهد و افتقرت كلياً إلى الشيء العملي و الدليل وتبيان كيفية اتخاذ العهد عند الرحمن لنيل الشفاعة ...!!
أي أن سؤال الهميسع مازال مطروحاً بدون جواب
وتطرق سيادته إلى تعريف الشرك بالظلم كما عرف الأمانة التي حملها الإنسان وانتهى إلى القول :
أذاً نصل إلى نتيجة أن هذه الأمانة التي حملها الإنسان ... لها أصحاب نحن اغتصبنا حقهم بها وجلسنا مكانهم ونحن جاهلين بها وعلومنا نجسه لإتباعنا الظن وعلوهم صافية نقية عذبه معصومة لأنهم مصطفين على العالمين بإرادة إلهية خاصة بخالق الخلق علام الغيوب .
وانتهى من وصف العهد مع الرحمن إلى القول : لا يمكن أن يتم اتخاذ العهد مع الرحمن كما آمرنا الله عز وجل إلا وفقط و حصرياً عن طريق المبايعة يد بيد ...!!
يوجد أذاً مصافحة فهناك يدنا نضعها بيد من يريد آخذ عهد الله علينا ...!!!
وانتهى من تعليقه النهائي بالقول : والسؤال الجديد الذي اختم به جوابي إلى الأستاذ احمد شعبان المحترم هو : كيف تعمل وتطبق الآية الكريمة السابقة ...!! ومن الذي تبايعه أنت الآن في القرن الواحد والعشرين
ويقصد بالآية السابقة قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } الفتح10

وبعد أن وصل حوارنا إلى هذه المرحلة والتي ما زلت أرى فيها بعض الثغرات ، والتي تنم عن القفز إلى النتائج .
لذا فقد وجدت نفسي أمام سؤال أكثر محورية ، بالاتفاق حوله تتلاشى كل الفروق بين كافة الفرق الإسلامية رغم كل ما قيل أعلاه ، وبعدم اتفاقنا حول الإجابة سنظل على أحوالنا من تدهور مستمر .

والسؤال المحوري لهذا الموضوع هو : الكمال / العصمة ، هل هي لأحد غير الله .
فليتفضل الأستاذ الفاضل الهميسع بعرض رؤيته ، ليس في إطار منازلة ، بل في إطار الرغبة الحقيقية كما ذكر سيادته سابقا نحو التكامل الإسلامي .
لأن لدي أسبابي في الاعتقاد بأن الكمال والعصمة لله وحده لا شريك له ، ولذلك جاء سؤالي الأول في بداية حوارنا حول الآية الكريمة " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ....

رغم أن الإمامة -- وهذا ما كنت أود الحديث عنه في مقالة أخرى -- شيء جميل وراقي ولابد منها ، وتعتبر قيمة عليا يجب أن يلتف حولها الشعب المؤمن في إطار مدني ملتزم بلوائح ودساتير الدول المتعددة المتواجدين فيها ، والتي يتم التعبير فيها عن الإرادة الحقيقية لمواطنيها . وكمثال فلننظر إلى الزعامات الروحية على مستوى العالم مع الأخذ في الاعتبار عدم المغالاة في الدين ولا نقول إلا الحق .

وحتى في حالة أن تكون هذه العصمة والكمال قد وهبها الله سبحانه وتعالى للإمام ، ولكننا كجموع للمسلمين لا نرى وليس في مقدورنا الاقتناع ، والتي تقف حائلا أمام توحد المسلمين . والذي لم ينزل القرآن الكريم إلا لتلافي سبب عدم هذه الوحدة " الاختلاف " ، وأمام تحقيق هذا الهدف الأسمى فلم لا يتنازل الإمام عن هذه العصمة طواعية ويجعلها علاقة بينه وبين ربه ، ولأنه من نسل الرسول الكريم وجميع المسلمين تهفوا أفئدتهم لآل البيت فسيتم اختياره ، وبذلك سيكون إماما للمسلمين بعامة بدلا من إمام لطائفة .
وبالنسبة لوجود أكثر من إمام معاصرين ، فاقتراحي لم لا يتشكل مجلس أو ما شابه بين الأئمة المهديين المتنازلين طواعية عن الكمال / العصمة مع العلماء الأفاضل لتكون الرؤيا جماعية ، ومن ينتخب إمام يكون هو الممثل لهذه الهيئة التي تمثل كافة المسلمين وننتهي من الطائفية ، والتي نرى عوارها صباح مساء متمثلة في الإفساد وسفك الدماء .

ولكن الذي يقف حائلا أمامنا هو استمرار طغيان التسلط والفساد " البغي " في هذه الحالة ليبقى ما نقوله فكرا يتم الترويج له حتى يتهيأ المناخ لتحقيه .
وفقنا الله سبحانه وتعالى جميعا لما يحبه ويرضاه .

اجمالي القراءات 12022