تخاريف........... عبيطة !!!
هذا المقال ليس موجها ضد , او الى أحد بالتحديد , ولكنه للرد على أفكار وتفسيرات وتفصيلات للقرآن , روجت وروج لها على موقعنا الكريم أخيرا , وكان لابد من الرد عليها حتى لا يقول أعداء الموقع أن الموقع يروج لهذا النوع من الأفكارالشاذة الفاسدة ولا يقوم أحد من كتابه بالرد عليها, بما يفيد بأن الموقع يتبنى هذا النوع من الأفكارأو لا يعترض عليها على أقل تقدير. فمن تجاربنا السابقة سواء ممن أفاد بأن البغاء فريضة من فرائض الإسلام, او ممن عدل فى كتابة القرآن لكى يبرر وجهة نظره, او من الذى أفتى فى الصلاوات وعددها, او من الذى فسر معنى الزنا بانه ليس هو الزنا الذى يعرفه المسلمون وغير المسلمون بكافة ألوانهم وخلفياتهم ولغاتهم , او من الأمثلة الأخرى الكثيرة التى تدعو للضحك قبل أن تدعو الى البكاء والرثاء والتى نشرت على الموقع فى وقت سابق أو أخر , كان لابد من ان نرد على تلك الأفكار. مرة أخرر المقالة ليست موجهة الى شخص بعينه لأنى لا ولن أضيع وقتى المحدود مع أشخاص بصرف النظر عن وجهة نظرى الشخصية فيهم , إيجابية كانت أم سلبية. أردت ان اقول ذلك مقدما للتوضيح التام . فأرجو ان يكون ذلك قد وضح وضوح الشمس فى وسط نهار بلا سحاب او ضباب .
------------------------------------------------------------------------------------
من وحى ما يقوله أخى د. عمرو إسماعيل عن التخريف الذى يمارسه هو أحيانا أو غالبا ويسعده كثيرا أن يمارسة الأخرون بل ويحضهم على ممارسته, جاءت فكرة هذه المقاله.
------------------------------------------------------------------------------------
أولا أود أن أشرح للقارئ الكريم ماهية هذا العنوان, وكيف إستقر الأمر عليه, التخاريف هى الأشياء التى لا تتبع المنطق او الفكر الإنسانى المتفق عليه من السواد الأعظم من الناس, وسوف نطلق عليهم أواسط الناس ممن هم مثلى, من متوسطى الذكاء والعلم والمعرفة...الخ. اما الأقلية القليلة جدا جدا جدا , وكمان جدا اخرى حتى تتضح الصورة, فهم الذين يقعوا خارج ذلك النطاق, وهم إما من العباقرة, أو من الناحية الأخرى المعاكسة من محدودى أو معدومى الذكاء والعلم والمعرفة, ونسبة كلا الطائفتين المشار اليهما تكاد تتساوى طبقا للإحصائيات العلمية, إذن عندما نتحدث عن المنطق للأكثرية ونقول المنطق لأواسط الناس, فنرجو ان يفهم القارئ ما نعنى, وكذلك عندما نقول المنطق للعباقرة, فيكون ذلك أيضا مفهوما.
كلمة تخاريف فى الحقيقة تأتى طبقا لمختار الصحاح من ( إسم رجل من عذرة إسمه خرافة, وكان يهوى الجن وكان يتحدث بما رأه عن الجن وبالطبع كذبوه , فصار كل حديث لا يصدقه العقل يسمى حديث خرافة, وهكذا عرفت كلمة خرافة, وأشتفت منها تخريف وخرافات وتخاريف ومخرف.............الخ). ولما كنا نتحدث عن العباقرة, فقد كان لدى احد المديرين الفنيين فى معملى وكان لدينا منهم أربعة , كل له إختصاصة فى أحد الأقسام, وكان يحمل بالطبع شهادة ال PHD , وهى كما يعلم الجميع شهادة الدكتوراه, وقد كان منطقه من منطق العباقرة الذى أشرت اليه أعلاه, فمثلا, لو كانت هناك مشكلة فنية بسيطة جدا قد لا تستغرق دقائق فى حلها او تعديل الجهاز وإعادة ضبطه من الناحية القياسية, او تغيير احد المحاليل........الخ لكى يقوم بالعمل كما هو متوقع, كان يعللها ويمنطقها وكأن السماء سوف تقع وأن العالم سوف ينتهى بعد أن بدأ العد التنازلى لنهايته, بمعنى انه كان يقيمها بطريقة لا يقبلها عقل او منطق اواسط الناس, وتنتهى فى الحقيقة وبلا إستثناء بأنها كما قلت مشكلة بسيطة جدا لا تحتاج الى ذلك التهويل والمبالغة, وعندما تكون هناك مشكلة حقيقية فنية قد ينتج عنها نتائج راديكالية وخطيرة مما قد يعرض المرضى الى التشخيص الخاطئ بإرسال نتائج تحليلات خاطئة, اى مسألة حياة او موت , فكان يتعامل معها وكأنها مشكلة تافهة لا تستحق ان نعيرها التفاتا, وكنا نضحك من منطقة, وسمينا شهادته ال ( PHD) بأنها تعنى ( Pile Higher and Deeper) , بالطبع تخلصنا منه بعد أقل من سنة. أردت ان أضرب مثالا على منطق العباقرة لكى تتضح الصورة, ولا يعنى ذلك ان كل من حمل مثل شهادته او كان فى مركز يماثلة كان يعمل بنفس المنطق, ولكنها حالة خاصة لعبقرية من نوع خاص .
نعود الى عنوان المقالة, فقد اخترت لها عنوان تخاريف, ولكن التخاريف وحدها طبقا لما أردت أن اقوله , لم تكن كافية, فليست كل التخاريف من نوع واحد أو حجم واحد , ففكرت ان يكون العنوان تخاريف شيطانية, ولكنى تذكرت كتاب سلمان رشدى ( Satanic Verses ) ووجدت ان قد يكون هناك تشابها غير محمود العواقب, ثم فكرت ان تكون تخاريف هبلة, وتذكرت المثل المصرى , هبلة ومسكوها طبلة, فلم ارد ان أتعدى عليه, وقررت فى النهاية ان أسميه تخاريف عبيطه, لكى يصل المعنى الذى أريد ان أوصله, ولكى نفرح أخانا عمرو إسماعيل قليلا فيعلم الله انه يحتاج مثلى الى قليلا من الفرح والسروروالإبتسام.
ولما كان الشيئ بالشيئ يذكر, ونحن نتحدث عن العنوان , فكما يقال ( الكتاب يبان من عنوانه, او الجواب يبان من عنوانه ) بعنى ان العنوان يختاره الكاتب لكى يعطى شرحا مركزا للكتاب او المقال او القصيدة أو الفيلم.........الخ, بمعنى ان العنوان قد يكون صورة ميكروسكوبية للشيئ الذى يطلق عليه. مثلا , لنأخذ القرآن, لقد سماه جل وعلا القرآن ,لانه كتاب يبدأ التعامل معه بالقراءة, ثم ينتج عنها التفكير والتدبر والعمل والتطبيق و الهداية..............الخ,ولو كان التعامل معه يبدأ بالأكل, او الشرب او الكتابه .............الخ لما سماه سبحانه وتعالى القرآن, فأرجو ان نتفق على هذا على الأقل.
والقرآن الذى ينتمى هذا الموقع اليه ,وليس العكس, يبدأ بسورة الفاتحة, وقد سميت السورة الفاتحة لأنها فاتحة الكتاب كما يعرف الجميع, ولو أطلق ذلك الإسم على سورة أخرى لم تكن الأولى لتساءل البعض, وأنا أولهم, لماذا سميت هكذا, كما سميت سورة يوسف بهذا الإسم, لانها تتحدث بصفة خاصة عن يوسف عليه السلام, وأل عمران سميت آل عمران , يعنى أهل عمران, لانها تتحدث كذلك عن آل عمران , وهكذا.
هنا قد يقول البعض ان أسماء السور ليست بوحى من السماء, بدليل أن هناك بعض السور يختلف إسمها من مصحف الى الأخر, فسورة الإسراء سميت فى بعض المصاحف الأخرى بنى إسرائيل, او غافر وقد سميت مؤمن ......الخ, ونقول هذا موضوع قد يحتاج الى مقالة فى حد ذاته, ولكن الغالبية العظمى من سور القرآن لم يتغير إسمها مطلقا, والسور التى لم يتغير إسمها ينطبق عليها التعريف السابق عن ما يعنيه الإسم او العنوان.
ولنأخذ مثلا سورة يوسف كمثال, فعندما يقرأ ( اواسط الناس مثلنا ) هذه السورة, والتى فى بدايتها يقول يوسف, يا أبت إنى رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين, ثم يصل فى القراءة الى , وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث......., فإن ذلك القارئ يفهم تماما بدون اى شك ان الحديث هنا هو عن يوسف نفسه الذى أشارت اليه الآيه فى رؤية احد عشر كوكبا وليس يوسفا اخر, وعندما يصل القارئ الى يوسف أعرض عن هذا وأستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين, فإن القارئ الذى هو من ( اواسط الناس مثلنا ) لا يشك مطلقا ان يوسف الذى قيل له أعرض عن هذا, هو نفس ال يوسف الذى مكنا له فى الأرض والذى رأى احد عشر كوكبا, ثم عندما يصل القارئ الى , يوسف ايها الصديق افتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف....................., فالقارئ من ( اواسط الناس مثلنا) لن يعتقد ان الحديث هو عن يوسف اخر, ولكن عن نفس ال يوسف الذى سميت السورة بإسمه, وهكذا حتى نهاية السورة , هناك يوسف واحد , ذكر إسمه فى العديد من المواقع من السورة طبقا لأحداثها, وليس عدد مختلف من الناس كل منهم حدث ان كان إسمه يوسف. ولكن العباقرة ( إياهم) بمنطقهم العبقرى ( إياه), سوف يقولون انه من الممكن ان يكون هناك أكثر من يوسف واحد, وما هو دليلك على ان يوسف الطفل الذى رأى احد عشر كوكيا هو نفسه الذى راودته التى هو فى بيتها عن نفسه, او هو الذى مكنا له فى الأرض ما هو دليلك على ان يوسف الأول الذى هو من البشر هو يوسف الأخر السجين الذى قد يكون من الجن!!!!
ثم نأتى لسورة آل عمران, اى اهل عمران, والتى تحمل نفس الإسم فى جميع مصاحف العالم, والسورة من عنوانها كما قلنا تتحدث من بين ما تتحدث عنه, عن آل عمران, ونصل الى اول ما قدمته السورة عن آل عمران فى الآية رقم 35,
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ , والمنطق لأواسط الناس هنا يقول ان إمرأة عمران, اى زوجة عمران التى كانت حاملا فى ذلك الوقت, تقول انها نذرت ما تحمله تقربا الى الله وتطلب منه ان يتقبل ذلك, ثم تستطرد إمرأة عمران فتقول فى الآيه التالية رقم 36 وتقول, فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ , فنفهم من ذلك ان ما وضعته إمرأة عمران من آل عمران هو فتاة صغيرة, وإن كان يبدو انها كانت تتمنى ان يكون ذكرا بدلا من إنثى, غير انها سمتها ( مريم ), وهذه هى المرة الأولى التى يذكر إسم مريم فى القرآن, فهى مريم إبنة عمران كما يقول لنا منطق اواسط الناس, ثم إن والدتها تستعيذ بالله لها ولذريتها من الشيطان الرجيم, ثم فى الآية التالية رقم 37 تقول الآية, فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ , لا يفسر لنا القرآن لماذا كفلها زكريا, وليس أبوها عمرآن, والقرآن لا يذكر فى الكثير من سوره تفاصيلا كثيرة مثلما تفعل التوارة لانه ليس كتابا فى القصص او التاريخ, ولكنه كتاب للهداية كما وصف نفسه, وبالتالى فأهم ما به هو العبرة التى يخرج بها القارئ من القصة او الحدث. نعود الى مريم, فنفهم ان زكريا ولا نعرف على وجه التحديد من هو, ولكنه كفلها, وان الله سبحانه وتعالى قد تقبلها قبولا حسنا, وان الله أنبتها نباتا حسنا, ومن ذلك نفهم لماذا كانت تقضى وقتها فى المحراب, كما تقول الآيه كلما دخل عليها زكريا المحراب , ونفهم أيضا مدى إيمانها بالله سبحانه وتعالى. وأواسط الناس من مثلى - من تلك الأيات الثلاثة البسيطه المتتالية - يستطيعون ان يفهموا جيدا وأن يكونوا صورة لمريم إبنة عمران, عن أخلافها وعن تصرفاتها وعن حياتها بشكل عام.
ثم نرى ان السورة قد تحولت قليلا الى زكريا الذى دعا ربه ان يهبه ذرية طيبة رغم شيخوخته والآية واضحة بالطبع فى قبول الله دعواته وتبشيره بغلام بل وتسميته – يحيى - مسبقا لولادته. ويأتى بعد ذلك مباشرة ذكر إسم مريم , فى الأية رقم 42, وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ , ومنطق اواسط الناس هنا, ان الآية تتحدث الى مريم وعن مريم , نفس ال مريم التى تحدثت الآيات عنها من قبل, وليست مريما أخرى, فقول الملائكة هنا تثبتا للأحداث السابقة, وليس شيئا جديدا, اى ان الله إصطفاها عندما نذرت أمها ما فى بطنها محررا, وانه تقبلها وطهرها وإصطفاها على نساء العالمين, وليس على نساء العالم الواحد, بمعنى منطقى واقصد من منطق اواسط الناس مثلى, انه حتى لو كان هناك مريم اخرى فى عالم اخر, فإن هذه ال مريم إبنة عمران هى التى اصطفاها على نساء العالمين, هل اتضح ذلك بعد!!
ثم يأتى ذكر إسم نفس ال مريم, فى الآيات التالية مباشرة, رقم 43, 44, ثم 45, حيث تقول الآيه
إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ, وهنا فإن الملائكة توصل الى مريم إبنة عمران , نفس ال مريم التى لا زلنا نتحدث عنها بشرى من الله عز وجل, بشرى بكلمة منه, اسمه المسيح عيسى بن مريم, ثم تصف الآيه المسيح , ومنطق اواسط الناس هنا يفهم ان مريم إبنة عمران هى التى يبشرها الله بالمسيح عيسى بن مريم, ثم فى الآية التالية رقم 47 تتعجب مريم فتقول لهم ما تود ان تقوله لله عز وجل مباشرة,
قالت رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ.
منطق اواسط الناس يقول ان هناك مريم واحدة وهى مريم إبنة عمران, وانها هى التى بشرت بعيسى بن مريم وأنها هى التى ولدت عيسى بن مريم, ولكن منطق العباقرة يقول ان هناك مريمان, واحدة من الإنس والأخرى من الجان, وان آل عمران هم من قبيلة الجان, ولديهم مريم اخرى ولا نعرف إن كان لديهم عيسى بن مريم أخر وهل كان مسيحا هو الأخر, ونعرف من منطق العباقرة ان هناك آل عمران من الإنسان أيضا, ولأن منطقنا من منطق اواسط الناس وليس من منطق العباقرة, فلن نستطيع حتى إن حاولنا ان نفهم منطفهم, وعلينا ان نريح انفسنا ولا نضيع طافتنا فى فهم منطقهم الذى لا ولن نصل اليه فهو فى منطق من عالم أخر.
ثم يقول القرآن الكريم فى نفس سورة آل عمران رقم 59
ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون
ومنطق اواسط الناس مثلى يقول أن ضرب هذا المثل يدل على ان أدم لم يكن له أب او أم طبقا لما جاء فى القرآن, أما عيسى فلم يكن له أب أيضا طبقا للقرآن, ولذلك فإن هذه الآيه تربط بين عيسى وأدم, وليس هناك فى القرآن اى آية اخرى او أى إشارة اخرى مماثلة تربط بين أدم ونبى أخر او مخلوق اخر كانت ولادته او خلقة تختلف عن بقية أبناء أدم بأجمعهم, ولكن ماذا نعرف نحن !!! , فإن منطق العباقرة يقول ان عيسى لأنه ولد بطريقة طبيعية مثل اى طفل اخر, فلابد ان يكون قد تم الحمل بنفس الطريقة التى يتم بها حمل أى طفل اخر, ولذلك فلابد ان تكون مريم قد مارست الجنس الذى تمارسة اى أنثى ولابد انها لإنها إنسانة تقية قد مارسته مع إنسان تقى تثق فيه مثل يوسف النجار, والذى بالطبع لم يشير اليه القرآن بأى شكل, من قبل او من بعد, وبالطبع ليس لتلك الآية السابقة اى معنى او وزن لدى العباقرة ذوى المنطق العبقرى.
دائما ما يحاول العباقرة تفسير كل ما حدث من آيات او كما نطلق عليها معجزات, يحاولون تفسيرها على نحو تفسير اى ظاهرة من ظواهر الطبيعة, فهناك من يقول ان موسى لم يشق البحر ولكن كان هناك مدا وجزر, وقد عبر البحر عندما كان هناك جزرا وعندما تبعه فرعون أرتفع المد فغرق, ويقول العباقرة ان هناك تفسيرا طبيا لما فعله عيسى فى إحياء الموتى وفى شفاء المرضى , وان هناك تفسيرا كيميائىا لعصاة موسى وتحولها الى ثعبان............الخ الخ الخ, وهؤلاء العباقرة فى الواقع يحاولون بطريقة مباشرة رفض قدرات الله عز وجل, من انه قادر على كل شيئ, ولو ان هناك تفسيرا بشريا علميا لكل ما قيل انه من آيات الله او من معجزات الله, فكيف يمكن لنا أن ننظر اليه جل وعلا, بل الأصح كيف لنا ان ننظر الى هؤلاء العباقرة, الا يدعى كل منهم مقدرته الخاصة على إزالة بعض الأساطير التى يومن بها العامة من الناس او من اواسط الناس, الا يحاول كل منهم بطريق غير مباشر ان يرفع من نفسه فوق الأخرين وان يجعل الأخرين يعتقدون انهم معجزات بشرية فى حد ذاتهم, إن بعضهم قد تعدوا ذلك الى الإدعاء بنبوتهم او بأنهم من الرسل, وبعضهم من يقول ان لديه من العلم والحكمة ما لا لم يناله الأنبياء والرسل من قبل فى فهم القرآن.........هكذا يكون جنون العظمة فى مراحلة الاولى وكذلك فى مراحلة المتقدمة.
هوليوود تقدم الكثيرمن أفلام ما يسمى العلم الخيالى او ( Science Fiction), وفى بعضها قدمت عددا من الأفلام التى بنيت على نظرية علمية خيالية ان الكون ينقسم الى قسمين متشابهين الى درجة التطابق, مثل ان هناك ما يشبة كوكبنا الأرض فى الناحية الأخرى من الكون, وأن ما يحدث على كوكبنا , يحدث أيضا هناك مطابقا له, بمعنى أنه عندما يولد طقل هنا , يولد طفل مثله تماما هناك فى نفس اللحظة, وعندما تحدث حرب هنا تحدث مثلها هناك, كل شيئ له ما يطابقة تماما هناك, وبهذا يصبح هناك توازن فى الكون بصفة عامة, الفارق الوحيد بينهما هم مثل ما تنظر الى المرآة, فترى نفسك, وعندما تحرك يمينك, تتحرك صورتك فى المرآه بنفس الطريقة تماما, ولكن لو لم تكن هناك صورة فى المرآة, وكان هناك شخصا اخر مثلك, فعندما تحرك يمينك , يحرك هو يساره, اى ان الحركة مشابهة تماما ولكن تختلف من حيث اليمين واليسار. ولعل بعض العباقرة قد شاهدوا تلك الأفلام, وإعتقدوا انهم قد أكتشفوا شيئا جديدا, او ان لديهم رؤيا جديدة ووحى من الله, ولذا نرى ان هناك إثنين من أل عمران احدهما من الجان, وهناك مريمان , وهناك ربما كعبتان وقرآنان, ومحمدان ( ولا علاقة لمقال الاستاذ أنيس بهذا ), ولقد أكتشف بعض العباقرة ان كل شيئ أيضا مخلوق من ماء وتراب وهواء ونار, إكتشاف جديد حقا, فعمرة عدة قرون فقط, ولكنه جديد بالنسبة للعباقرة وبمقاييسهم ومنطقهم , بل إكتشف بعض العباقرة ان إبى لهب هو إبليس, خاصة وأنه سيصلى نارا ذات لهب, بينما هو مخلوق من مارج من نار, فكيف بحق الإبليس او الشيطان او الجان سوف يصلى نارا إن كان هو مخلوق من نارأصلا!!!!!, ماذا أقول, الم أقل منذ البداية ان عنوان المقالة هو تخاريف............ عبيطة, وكله منك وأنت السبب يا عمرو إسماعيل , الله يجازيك, ما تنساش تحجز لنا فى العباسية حجرتين متجاورتين مكيفيتين بالهواء البارد لأن رأسى يكاد ينفجر من كثرة التخريف.