أغلقت السلطات الباكستانية لليوم الثاني طريقا رئيسيا يؤدي إلى العاصمة إسلام أباد، تزامنا مع احتجاجات حاشدة منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعادية للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويتواصل التجمع الحاشد بمدينة روالبندي (Rawalpindi) المجاورة للعاصمة في اجتذاب آلاف المتظاهرين منذ أمس الأحد، بينما تجمع حوالي ألف شخص ضدهم عند حاجز الطريق لمنعهم من دخول العاصمة.
وأدت هذه المظاهرات إلى ازدحام واختناق مروري على طرق بديلة عند مداخل المدينة.
وعادت خدمات الهاتف المحمول للعمل بعد ظهر الاثنين، عقب تعليقها لأكثر من 24 ساعة لمنع منظمي التجمع من التنسيق.
وكان المتظاهرون يعتزمون أمس الوصول إلى السفارة الفرنسية بالعاصمة، لكن الشرطة منعتهم، كما شهدت إسلام أباد عراكا بالأيدي بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، فضلا عن استخدام الغازات المسيلة للدموع.
وشهدت مدن باكستانية كبرى عدة احتجاجات متفرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية ردا على تصريحات ماكرون الذي أعلن تمسك بلاده بنشر الرسوم الكاركاتيرية المسيئة للنبي الكريم.
وتقدمت باكستان بشكوى إلى فرنسا بشأن ما أسمته "حملة ممنهجة لمناهضة الإسلام" في الدولة الأوروبية، كما اتهم رئيس الوزراء عمران خان الرئيس الفرنسي بمهاجمة العقيدة الإسلامية، وحضَّ الدول المسلمة على العمل معًا لمواجهة "القمع المتزايد" في أوروبا.
ويعد التجديف مسألة حساسة جدا في باكستان حيث يمكن أن يواجه أي شخص يتهم، ولو بشكل غير مثبت، بإهانة الإسلام أو شخصيات إسلامية حكما بالإعدام
وجاء تنظيم المظاهرات من قبل "حركة لبيك باكستان"، والتي سبق لها تنظيم احتجاجات في 2018، بعد تبرئة المحكمة العليا لامرأة مسيحية متهمة بالتجديف ضد الإسلام.