مبدئياً، عزيزي القارئ أنت تتحدث ثاني أصعب لغة في العالم، وقد يكون ذلك بديهياً بعض الشيء نظراً لأنك تدرك الكم الهائل من المفردات التي تحتويها اللغة العربية ومدى صعوبة وتعقيد قواعدها خاصة لغير الناطقين بها، لكن بعيداً عن هذه المعلومة البديهية سنقدم لك 7 حقائق أخرى مثيرة للاهتمام حول لغة الضاد، ربما لم تكن تعرف بعضها:
هناك أكثر من 300 مليون ناطق بـ"اللغة العربية" في العالم
يتحدث اللغة العربية قرابة 300 مليون شخص حوال العالم، ويتركز غالبيتهم في المنطقة الممتدة عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكما هو معروف فهي اللغة الرسمية للدول الـ22 التي تشكل جامعة الدول العربية، كما أنها إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.
ووفقاً لما ورد في موقع British Council، فإن 1% فقط من سكان المملكة المتحدة يتحدثون اللغة العربية.
لغة موجودة منذ ما يزيد عن 1600 عام
تعود اللغة العربية الفصحى إلى نحو 1600 عام، في حين ترجع أصولها إلى ما قبل ذلك بكثير، وتنتمي إلى عائلة اللغات السامية التي تضم أيضاً اللغة العبرية والأمهرية والتيغرينية، إلا أن اللغة العربية أكثر اللغات السامية انتشاراً في العالم.
كان أول من تحدث اللغة العربية القبائل البدوية في الحدود الشمالية الغربية من شبه الجزيرة، وقد انتشرت فيما بعد في المنطقة بين بلاد ما بين النهرين شرقاً إلى جبال لبنان في الغرب، إلى سيناء في الجنوب.
اشتقاق كلماتها من الجذور الأساسية يجعل ترجمتها أمراً صعباً
كما هو الحال في اللغات السامية الأخرى، فإن للغة العربية طريقة معقدة وغير عادية لبناء الكلمات من جذر أساسي.
هذا يعني أن كلمة من ثلاثة أحرف مثل "كتب"، ستكون دائماً أساس الكلمات التي لها نفس المجال الدلالي لـ"الكتابة"، مثل "كتاب" و"مكتوب" و"مكتب".. إلخ.
استخدام اللغة العربية لمجموعة واسعة من الكلمات المشتقة من الجذر ذاته يجعل منها لغة غنية بالمفردات من جهة وصعبة الترجمة إلى اللغات الأخرى من جهة أخرى خصوصاً بالنسبة للنصوص الشعرية، فالتنوع بالمفردات الموجود في العربية لا يمكن نقله بنفس العاطفة إلى اللغات الأخرى.
هناك ما لا يقل عن 11 مرادفاً لكلمة "حب" ومئات المرادفات لكلمة "جمل"
تحتوي اللغة العربية على 11 مرادفاً على الأقل لكلمة "حب" وكل منها تشير إلى حالة ومرحلة معينة من مراحل الوقوع في الحب فلا تستوي جميعها بالمعنى وإن كان لها الدلالة ذاتها.
فكلمة "هوى" على سبيل المثال تصف الانجذاب إلى الحبيب أو ميل الروح إليه، بينما تشير كلمة "هيام" إلى شدة الحب التي قد تصل إلى فقدان العقل.
أما كلمة "جمل" فقد ابتكر لها العرب عدداً أكبر من المرادفات منها الإبل والبعير والناقة والضائل والغب والقصريد والدفون والعيوف والرقوب والهامل والحايل والغادر والخفوت والمسوح والجضور والوجناء والعوصاء، والعديد من الأسماء الأخرى التي لا يسعنا ذكرها جميعها هنا.
أثرت في العديد من اللغات الأخرى
نجد الكلمات ذات الأصول العربية في العديد من اللغات الأخرى حول العالم مثل الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والتركية والإيرانية وغيرها.
على سبيل المثال، تحتوي اللغة الإنجليزية على العديد من الكلمات المكتسبة إما مباشرة من العربية أو بشكل غير مباشر من الكلمات العربية التي دخلت إلى اللغات الرومانسية قبل الانتقال إلى الإنجليزية.
بما في ذلك كلمات مثل: الكيمياء Chemistry، الكحول Alcohol، الجبر Algebra، الخوارزمية The algorithm، العنبر Amber ، القهوة Coffee، القطن Cotton، الليمون Lemon وغيرها الكثير.
وفي اللغة الإسبانية مثلاً يوجد حوالي 4 آلاف كلمة مشتقة من اللغة العربية بشكل مباشر ولا تزال تستخدم إلى اليوم.
اشتق منها أكثر رموز الرياضيات شهرة
إذا لم تكن من محبي الرياضيات فلا بد وأنك تكره الحرف x بشدة، فهو الحرف الذي كان يشار به إلى القيم المجهولة في المعادلات الرياضية.
لكن هل كنت تعلم أن أصل هذا الحرف مشتق من الكلمة العربية "شيء"، إذ كان الرياضيون العرب يرمزون إلى القيم المجهولة بكلمة "شيء" والتي ترجمت لاحقاً إلى الإسبانية وكانت مرادفتها كلمة xay والتي تم اختصارها فيما بعد واستخدامها في الجبر بحرف x فقط.
حتى الأرقام المستخدمة في اللغة الإنجليزية هي أرقام عربية في الأصل صدرها المسلمون إلى أوروبا، وتحول العرب لاحقاً إلى استخدام الأرقام الهندية.
وإذا كنت ترغب بمعرفة حكاية الأرقام تلك، تجد القصة كاملة هنا.
إحدى أصعب اللغات في العالم
تعتبر اللغة العربية خامس أكثر لغة انتشاراً في العالم، وفق ما ورد في موقع Lonet.Academy وهي تضم عدداً كبيراً جداً من الكلمات إذ يبلغ عدد كلماتها حوالي 12.3 مليون كلمة، وفقاً لحسابات مركز اللغة العربية في فلسطين.
وذلك مقابل 600 ألف كلمة تحويها الإنجليزية و150 ألف كلمة تحويها اللغة الفرنسية على سبيل المثال.
لذلك لا عجب أن تكون اللغة العربية ثاني أصعب لغة في العالم بعد لغة الماردين الصينية.