لا تسلموا المساعدات للدولة وأنقذونا من حزب الله”..عربي بوست ينشر تفاصيل لقاء ماكرون مع قادة الحراك ا

في السبت ٠٨ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

زيارة سريعة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، بعد الفاجعة التي ألمّت ببيروت عقب انفجار المرفأ، وسقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى.

عقب زيارته حرص ماكرون على لقاء القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب، وقبل أن يختتم الزيارة التقى مع وفد كبير من جمعيات وشخصيات من الحراك المدني.

مصادر مطلعة على الاجتماع أكدت لـ"عربي بوست" أن مدته تجاوزت الفترة التي خصصها ماكرون لرؤساء الكتل السياسية مجتمعين، وأن الرئيس الفرنسي كان مهتم جداً بسماع رأي الناس وفود الحراك المدني، وأبدى تفهمه لغضبهم تجاه الرئيس الحالي ميشال عون وحكومة حسان دياب وكل المتورطين في الفاجعة التي ألمت بلبنان.

خوف من عدم وصول المساعدات

قالت المصادر إن الرئيس ماكرون استمع إلى ممثلي هذه القوى ومعاناتهم واطلع على هواجسهم وعدم ثقتهم بالسلطة الحالية، وأبلغوه بشكوكهم حول إمكانية وصول المساعدات أيضاً إلى أصحابها إذا كانت ستمر عبر الحكومة أو أجهزة الدولة، فأكد لهم أنها ستوجه مباشرة إلى الشعب اللبناني ولن تسلك القنوات الحكومية التقليدية وستكون بالتنسيق مع جهات مدنية غير حكومية تثق بها باريس.

وكان اللقاء قد جمع ممثلي عن مختلف مكونات المجتمع المدني من الميادين الصحية والتربوية والثقافية والاجتماعية، ومن بينها تجمع "القمصان البيض" الذي سلم الرئيس الفرنسي رسالة تعبر عن موقف التجمع وعدد كبير من اللبنانيين إن لم يكن السواد الأعظم منهم مما يجري في لبنان.  

ونصت الرسالة والتي حصل "عربي بوست" على نسخة منها على طلب المساعدة من الرئيس الفرنسي لمواجهة الكارثة الإنسانية والمصاعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان منذ عدة سنوات وخاصة في الأشهر الأخيرة.

 كما طلب التجمع في رسالته إلى الرئيس الفرنسي "الحماية من السرطان الذي يغزو لبنان عبر القبضة الإيرانية الخانقة والمتمثلة بالحزب الذي يشل الدولة في إشارة إلى حزب الله.

كما أشارت الرسالة إلى الصداقة العميقة والتاريخية والقيم المشتركة التي تجمع فرنسا بلبنان، وأن لبنان اليوم ضحية الفساد ومأخوذ رهينة لدى حزب الله.

الأدوية الإيرانية تغزو الأسواق

وذكّرت الرسالة الرئيس الفرنسي بأن لبنان كان يشكل مركز الشرق الأوسط الاستشفائي، وطلبت منه مشاهدة الأسواق كيف امتلأت بالأدوية الإيرانية غير الصالحة وغير المثبتة عالمياً، وهي واحدة من استراتيجيات حزب الله في تحقيق مصالحه ومصالح حلفائه على حساب حياة المواطن اللبناني.

ثم لفتوا إلى أن الحكومة الحالية لا تمثل اللبنانيين ولا تقوم إلا بالإمعان في سحقهم في قاع الهاوية، لتختم الرسالة بالطلب من ماكرون مساعدة اللبنانيين في إنشاء دولة ذات سيادة وغير محكومة مباشرة أو غير مباشرة عبر ميليشيات مسلحة.

قوى الحراك: الحكومة والأحزاب تمارس قمعاً يشبه أنظمة محيطة

وتقول المصادر إن المجتمعين مع ماكرون أكدوا له أن حكومة حسان دياب ومن خلفها حزب الله والتيار الوطني الحر يمارسون قمعاً ضد الناشطين والصحفيين والمشاركين في الحراك ضد أداء السلطة وإدارتها للأزمة وأنها تستخدم الأجهزة الأمنية في قمع مناهضيها بطرق تشبه أنظمة عربية ديكتاتورية محيطة، وأكد ماكرون للمجتمعين أنه أبلغ السلطة رفض فرنسا والمجتمع الدولي سياسة القمع مع قوى المعارضة المدنية، وأن إدارته لن تسكت بعد اليوم على تلك الممارسات المرفوضة.

قبل لقائه قادة الحراك كان قد التقى الرئيس الفرنسي مسؤولين لبنانيين، وقادة الأحزاب اللبنانية، وأبلغهم بنود مبادرته، أو ما سماها الميثاق، قائلاً إنها ستكون الفرصة الأخيرة للسياسيين اللبنانيين، وأشار في لقائه معهم إلى أن المجتمع الدولي بات يدرك تماماً أن الوضع الحالي في لبنان يحتاج إلى إصلاح شامل، وعلى القادة والساسة إدراك ذلك.

اجمالي القراءات 594